أغنية في بطيخة الديمقراطية

    • أغنية في بطيخة الديمقراطية

      الشبيبة -

      محمد بن علي البلوشي:



      تعجبني كلمة الديمقراطية كثيرا فلها وقع خاص في أذني فحينما تنساب هذه الكلمة إلى أُذنيَّ يرتسم المشهد الخاص بالديمقراطية في بلدان كثيرة وهي دول الغرب وأولها الولايات المتحدة، هناك يمكن أن نشاهد كشرقيين قيمة الديمقراطية لدى هذا الشعب وكذلك الشعوب الأوروبية فتجد الديمقراطية كأسلوب حياة وممارسة وليس أسلوب غوغاء ورعاع.

      يطيب لنا أن نتحدث في الشرق عن الديمقراطية وأول ما نتحدث عنها نتخيل مشهد من ستقضي عليهم الديمقراطية.. المستترون خلف المنصب أو المتفردون بالقرار والنفوذ ولذلك ففي هذا التفكير النوعي من الديمقراطية تختبئ نوايانا الديكتاتورية الشرسة وهي ديكتاتورية انتقامية نتمنى تحقيقها من خلف الديمقراطية.

      يثيرني الضحك كثيرا في عمان ممن يتحدث باسم الديمقراطية هو اسم سهل النطق والتحدث به كثيرا في كل ميدان ومجلس عن إمكانيات الديمقراطية ونتائجها عما تجلبه للشعوب من حرية وثراء وتقدم لأنه –كما يدعون- الشعب يشارك ويشعر أن ذاته وصوته مسموع - فقط بخارطة الديمقراطية التي ابتدعها لنا جورج بوش حيث ولى الآن وليس له من مهنة ربما سوى قراءة صحف العالم عندما تتحدث عن ماضيه.

      لدينا نظام حكم من أهم صفاته ومبادئه أنه حكم رشيد ويسعى لتحقيق العدالة والتكافؤ بين الناس كل حسب مقدراته وصفاته ومن حق أي شخص أن يسعى ويجتهد وأن ينال جراء سعيه أما من يحصل على ما يبتغي دون جهد أو بمساعدة آخرين فهي موجودة على كل البسيطة.. وإلا لما خلق المولى عزوجل التفاوت بين بني البشر وأوجد الغني والفقير.. العاقل والمعتوه والأناني والكريم والطيب والخبيث.

      تكمن مشكلتنا في ترديد الديمقراطية بمعناها السطحي وهو معلب بقدرته على التكيف في أي مكان وزمان كما قال الشيوعيون سابقا إن نظرية رأسمال هو دستورهم وكما قال الرأسماليون إن كتاب آدم سيمث في ثروة الأمم والشعوب هو دستورهم لكن كليهما كانا مخطئين.. اندثرت قلعة الشيوعيين في موسكو وتترنح قلعة الرأسمالية للمرة الثانية منذ ثلاثينيات القرن الماضي.. حسنا ثم ماذا؟

      في مثل ثقافتنا وطبيعتنا كشعوب لا تميل إلى الرأي المشترك لننظر إلى الواقع الاجتماعي فأي خلاف يحدث وينشأ بين أطراف يحل في كثير من الأحيان في إطار زعيم العشيرة ولا يمكن في كثير من الأحيان أن يحل في إطار الكثرة.. مثال قد يعتبره الكثيرون منكم سخيفا لكن لنفكر فيه سنرى أن الديمقراطية لا تنشأ بين ليلة وضحاها.

      تعلمنا حتى يومنا هذا مبادئ بسيطة من أوجه ممارسة الديمقراطية كانتخابات الشورى ولا أتحدث هنا عن الشورى وموقفنا منه لكن في طريقة انتخاب الأعضاء وتعلمنا أن ننتخب اتحاد الكرة ترى هل يمكن لكم أن تنتخبوا اليوم بمثل ما انتخبتم في السبعينيات؟ حتما لا.

      لا نريد ديمقراطية "جملا رنانة وكلاما فاضيا" لدينا ديمقراطية على وزن تفكير مجتمعنا وليس على وزن تفكيرنا، لدينا نظام حكم نقدم له الولاء المطلق في رحمه يحمل الرحمة والإنسانية والرغبة في العدالة هو نظام حكم رشيد.. سيكمله هو تعزيز دور المؤسسات الرقابية في التوجيه والمتابعة والمراقبة في الأداء.. إذا تحققنا من نزاهة أداء المسؤولية وعدم الاستثراء من ورائها وعدم تحقيق المنافع الشخصية من خلفها ومن خلالها فتلك هي الديمقراطية التي نحتاجها.. أرجوكم لا تلبسونا ثوبا ضيقا لا نستطيع لبسه حاليا فحتما سيتمزق هذا الثوب عاجلا أم آجلا. وبدلا من كل واحد يردد يوميا كلمة ديمقراطية عليه أن يتوجه إلى أقرب مزرعة ليزرع طماطم أو بصلا ليستفيد الناس منه.


      ¨°o.O ( على كف القدر نمشي ولا ندري عن المكتوب ) O.o°¨
      ---
      أتمنى لكم إقامة طيبة في الساحة العمانية

      وأدعوكم للإستفادة بمقالات متقدمة في مجال التقنية والأمن الإلكتروني
      رابط مباشر للمقالات هنا. ومن لديه الرغبة بتعلم البرمجة بلغات مختلفة أعرض لكم بعض
      المشاريع التي برمجتها مفتوحة المصدر ومجانا للجميع من هنا. تجدون أيضا بعض البرامج المجانية التي قمت بتطويرها بذات الموقع ..
      والكثير من أسرار التقنية في عالمي الثاني
      Eagle Eye Digital Solutions