ذكرى مؤلمة لحرب مأساوية

    • ذكرى مؤلمة لحرب مأساوية

      الشبيبة -

      ناصر اليحمدي:



      استقبل الفلسطينيون والعرب ككل مؤخرا الذكرى المؤلمة الأولى للعدوان الإسرائيلي الوحشي على قطاع غزة أو ما يسمى عملية "الرصاص المصبوب" أو "حرب العار" كما عبر عنها أحد الكتاب الإسرائيليين في جريدة "هاآرتس" التي استمرت 22 يوما وخلفت أكثر من 1400 شهيد و5400 جريح معظمهم مدنيون مقابل مقتل 13 إسرائيليا فقط بينهم ثلاثة مدنيين بالإضافة لتدمير آلاف المنازل وتهجير سكانها ولازال أكثر من مليون ونصف من أبناء القطاع يجنون ثماره التي تفوق مرارتها مرارة الحنظل.

      لقد استخدمت قوات الاحتلال القذائف المحرمة دوليا والتي تحتوي على مواد سامة ومشعة منها الفسفور الأبيض والتي تتنافى مع أبسط الحقوق الإنسانية فتلوثت جميع مكونات البيئة من مياه وتربة وهواء ومازالت آثارها باقية حتى الآن يتجرعها أهالي القطاع مع كل شربة ماء أو ثمرة محصول أو حتى استنشاق لنسمة هواء .. ولم تكتف بذلك بل دكت المنازل فوق رؤوس أصحابها وشردت آلاف الأسر الفلسطينية وأسكنتهم العراء يعانون البرد القارص والحر القائظ.

      إن المواد السامة التي استخدمت في محرقة غزة خلفت آثارا أقل ما يمكن أن يقال عنها إنها مدمرة حيث ارتفاع عدد المواليد المشوهين وزيادة معدلات الإجهاض المبكر وازدياد الإصابة بالأمراض السرطانية خاصة بين الأطفال وكبار السن إلى جانب المحاصيل المسرطنة والمياه الملوثة والهواء المشبع برماد القذائف المحرمة دوليا.

      إن إسرائيل عدو لا يعرف حقوقاً ولا يحترم حرمة البيوت والخوف كل الخوف الذي ينتاب كل فلسطيني أن تتكرر الحرب مرة أخرى لاسيما في ظل التهديدات الإسرائيلية باحتمال حدوث ذلك وأن الهدوء في غزة نسبي واندلاع حرب جديدة "مسألة وقت" وذلك عن طريق إلقاء منشورات الذعر التي تسقطها طائرات الاحتلال على سكان الأرض المحتلة تتوعدهم بشن حرب جديدة كما أنها تقوم الآن بتضخيم قوة حماس والمقاومة لتبرر هجومها على القطاع بالإضافة للدبابات والآليات العسكرية التي تتوغل في الأراضي الفلسطينية بهدف تجريف زرع أو هدم منزل أو الاستيلاء على قطعة أرض إلى جانب الغارات المتواصلة التي تحصد شهيدا تلو الآخر.

      الشيء المؤسف أن العدوان الإسرائيلي الغاشم شرد أكثر من 100 ألف أسرة بعد استهداف ما يزيد على 35 ألف منزل خلفت أكثر من 600 ألف طن من الركام الخرساني الذي ما تزال أنقاضه في غزة إلى جانب توقف مشاريع البنية الأساسية ومشاريع الأمم المتحدة ووكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) السكنية التي بدأت تستعيض ببيوت مصنوعة من الطين بديلا للخيام المهترئة البالية التي يعيش فيها المشردون والتي لا تكاد تقيهم برد الشتاء وحر الصيف رغم المبالغ المالية التي رصدتها الدول والمؤسسات الدولية لإعادة إعمار غزة والتي قدرت بأكثر من 4 مليارات دولار إلا أن هذه الأرصدة مازالت مكدسة في البنوك نتيجة الحصار الخانق الذي يعاني منه القطاع.

      الطريف أن وزارة الصحة بحكومة غزة أعلنت عن أن أغلب زوجات الشهداء الحوامل رزقوا بذكور وأن غزة استقبلت 3700 مولود خلال المحرقة التي أضرمها الاحتلال على مدار 22 يومًا في حين استشهد في نفس الفترة 1412 وكأن قدرة الله سبحانه وتعالى تعوض الفلسطينيين عما فقدوه من شهداء.

      للأسف هذا الواقع المرير لم يدفع الفرقاء الفلسطينيين للتوافق والمصالحة بل مازالوا سادرين في فرقتهم وتشرذمهم وخلافهم ليزيدوا الصورة قتامة رغم أن هذا العدوان الوحشي ساعد إلى حد ما في كشف الوجه القبيح لإسرائيل أمام المجتمع الدولي لاسيما بعد تقارير منظمات حقوق الإنسان وتقرير جولدستون التي جميعها تدين إسرائيل وتصفها بأن زعماءها مجرمو حرب ويجب فرض العقوبات عليهم ولكن فرقة الفصائل الفلسطينية حالت دون جدية متابعة هذه القضايا واتخاذ أية خطوات عملية بشأنها.

      لاشك أن الهدف واحد والقضية واحدة والمستفيد الوحيد من الصراعات الداخلية الأخوية هو الكيان الصهيوني الذي ينظر إلى المشهد الدموي الفلسطيني بعين الارتياح حيث يستغل ما يحدث في العالم العربي والإسلامي من أحداث وحروب وانشغال العالم بها من أجل تنفيذ مخططاته التي رسمها منذ سنوات وهي هدم الأقصى وإقامة الجدار العازل وتهويد مدينة القدس .. ولكن الآن على الفصائل الفلسطينية التوحد أمام الاحتلال الإسرائيلي والإسراع في إنهاء حالة الانقسام وتحقيق الوفاق والمصالحة الوطنية وعليهم أن يتأكدوا بأن الصهاينة لن يقدموا لهم شيئا سوى الحرب ومشاريع التهجير والإبادة والمزيد من الاحتلال في سبيل تحقيق حلمهم بدولة إسرائيل الكبرى .. لذلك لابد أن يتجاوزوا الانقسام وأن يؤسسوا لاستراتيجية مواجهة حقيقية مع العدو الصهيوني الذي أثبت العدوان على قطاع غزة أنه لا يملك نفسا طويلا في الحرب على أن تكون المصالحة مقرونة بالنوايا الطيبة حتى لا تنتهي إلى ما انتهت إليه أكثر من مرة وفي هذه الحالة سوف تكون النتائج أكثر سوادا وأكثر مأساوية قد يصبح من الصعب ترميمها في المستقبل .. كذلك على المجتمع الدولي أن يقوم بخطوات عملية لإجبار إسرائيل إلى وقف اعتداءاتها وتحجيم الجنون الإسرائيلي الوحشي والضغط عليها من أجل إقرار سلام شامل وعادل يخدمها هي كما يخدم الفلسطينيين على السواء.

      ** العرب يتفوقون في مستوى ظاهرة البحث عن عمل !!

      يبدو أن العام الجديد لا يريد أن يحمل لنا أية بارقة أمل في تغيير حال المجتمعات العربية إلى الأفضل .. فها هو تقرير أممي صادر من اليونسكو يكشف عن أن معدل ظاهرة البحث عن عمل في الوطن العربي هي الأعلى في العالم وكأننا دائما نتسيد في كل ما هو سلبي.

      إن قضية البحث عن عمل تعد من أهم القضايا التي تتصدر قائمة التحديات التي تواجه الدول العربية نظرا لعدة أسباب أهمها أن أسواق العمل العربية تواجه زيادة مستمرة في عرض الأيدي العاملة لا تقابلها زيادة مماثلة في الطلب عليها أي أن هناك ضخاً في أسواق العمل لا يقابله قوى مماثلة لامتصاص وتوظيف الفائض في الأيدي العاملة مع تزايد استقدام العمالة الوافدة غير العربية إلى الوطن العربي .. كما أن تزايد أعداد حملة الشهادات العلمية أدى إلى رفع معدلات الباحثين عن عمل فيها .. ولعل من الأسباب الرئيسية لتزايد معدلات الباحثين عن عمل كذلك هو الأزمة الاقتصادية التي أدت لتسريح مئات الآلاف من العمال وزيادة أعداد الباحثين في العالم.

      كما أن الوضع المتردي في مجال القوى العاملة يعاني كذلك من الهجرة وتحرش الغرب بالعمالة العربية فمشكلة الهجرة أصبحت أخطر ظاهرة تهدد الوطن العربي في الوقت الراهن لما يترتب على هذه الهجرة من خسائر تنموية في الدول العربية حيث وصل عدد هجرة الكفاءات والأدمغة العربية إلى مليون مهاجر والتي جاءت كنتيجة طبيعية للمشاكل الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والنزاعات التي تعيشها بعض البلدان العربية.

      إن ارتفاع معدلات البحث عن عمل في الدول العربية يرجع إلى ضعف الأداء الاقتصادي وسوء توجهات التنمية وضعف مناهج المؤسسات التعليمية والتدريبية الأمر الذي يستوجب العمل على إجراء إصلاحات اقتصادية عاجلة لضبط الإيقاع داخل أسواق العمل وتنشيط معدلات النمو الاقتصادي في الدول العربية لاستيعاب حجم القوى العاملة المتدفقة إلى السوق سنويا .. ولعل الأهم من كل هذا والذي يعتبر الحل الجذري في رأيي هو العمل على تحقيق التكامل بين البلدان العربية وتكاتف القوى العاملة العربية باعتبارها الدعامة الأساسية لتحقيق الرفاهية والعدالة الاجتماعية في الوطن العربي مع ضرورة استحداث ما لا يقل عن 5 ملايين فرصة عمل سنويا حتى يمكن تقليص ظاهرة البحث عن عمل إلى مستوى معقول واستيعاب الداخلين الجدد لسوق العمل وهذا يتطلب جهوداً مضنية خلافاً للجهود التي سبق تحقيقها لاستحداث فرص عمل جديدة واتخاذ إجراءات خاصة لدعم التشغيل وتجنب تداعيات الأزمة ولصيانة الاقتصادات العربية من مرحلة الكساد.

      ** من فيض الخاطر

      أوجدنا الله في الحياة الدنيا لاختبارنا في الإحسان والإصلاح وفيما قدمناه لمجتمعاتنا ويعود على الناس بالنفع وليس فقط في أداء الفرائض الدينية .. لذلك حذرنا من الإهمال في العمل واعتبره مناقضا لقيمة الإخلاص.

      ولقد علق الفيلسوف الهندي "نهرو" في مذكراته على فشل التجارب الهندية الاقتصادية قائلا: "يبدو أننا بحاجة إلى شيء ما يمثل روح التنمية فنحن بحاجة إلى رقابة الضمير لأننا نعطي آلة لعامل يخربها ونجعل إنسانا في مكان فلا يكون أمينا عليه ومن هنا فلا بد أن تسعى أمة الهند بجد لتعرف ما الذي يربي الضمير وبدون ذلك لن تنجح لنا خطط التنمية".

      لاشك أن هذه الكلمات تدل على أهمية تربية الضمير في الإنسان ولا يربي الضمير إلا الإيمان لأن فساد الضمير مؤشر على فساد العلاقة بالله .. لذا يجب على الإنسان أن يعمل على تحقيق الجودة والإتقان والإحسان والإجادة للنهوض بالمجتمع وهو ما يتأتى من خلال إخلاص الضمائر لله وعدم النفاق والتملق.

      ** آخر كلام

      لا تنظر لصغر المعصية بل انظر لعظم من عصيت.


      ¨°o.O ( على كف القدر نمشي ولا ندري عن المكتوب ) O.o°¨
      ---
      أتمنى لكم إقامة طيبة في الساحة العمانية

      وأدعوكم للإستفادة بمقالات متقدمة في مجال التقنية والأمن الإلكتروني
      رابط مباشر للمقالات هنا. ومن لديه الرغبة بتعلم البرمجة بلغات مختلفة أعرض لكم بعض
      المشاريع التي برمجتها مفتوحة المصدر ومجانا للجميع من هنا. تجدون أيضا بعض البرامج المجانية التي قمت بتطويرها بذات الموقع ..
      والكثير من أسرار التقنية في عالمي الثاني
      Eagle Eye Digital Solutions