الوطن -

سهيل بن ناصر النهدي:



أمر غريب عندما تبادر البلديات الإقليمية وموارد المياه في عملية تزيين وتشجير الطرق وتنظيمها في الواجهة بينما يتم اقتلاع الأشجار ويجرف الحجر والشجر من السيوح في وضح النهار وعتمة الليل وترمى فيها المخلفات بكافة اصنافها وانواعها وتشعل النيران في بعض هذه المخلفات مكونة شعلة هائلة من اللهب تخيف البشر والمخلوقات التي تعيش هناك بداية من عصر كل يوم ليستمر الحرق طوال الليل فتذهب رائحة الدخان ملوثة كل ما يحيط ببيئة تلك السيوح لتتساقط مخلفات الأدخنة مع تساقط الندى منتصف الليل على أوراق الأشجار الخضراء والمزروعات القريبة من تلك السيوح دون ان تحرك ساكن.

موضوع سيوح الباطنة وما تتعرض له تناولته (الوطن) في تحقيق مصور وبينت بالصور والتوثيق ما تتعرض له هذه السيوح على أمل أن تتحرك الجهات المعنية لوقف الاعتداء السافر على البيئة العمانية التي هي حق لكل من يعيش على هذه الأرض ولكن للأسف منذ نشر الموضوع قبل عدة أشهر والى الآن لم يحرك ساكن ولا تزال عملية جرف الحجر والشجر ورمي المخلفات مستمرة، فاذا كانت الجهات المعنية لا يهمها الامر ففي هذا الموضع نرجو من مجلسي الشورى والدولة ومجلس الوزارء التحرك الفوري والسريع لوقف ما تتعرض له سيوح الباطنة.

واقع هذه السيوح وما تتعرض له موجودة في عدة مواقع لكن خير مثال على ذلك، السيوح التي تقع بين ولايتي المصنعة والرستاق بمنطقة الباطنة حيث يوجد مردم مكشوف بلا سياج منذ سنوات وتدخل فيه الحيوانات وتأكل من المخلفات ما تسبب في نفوق العديد من رؤوس الإبل والأغنام التي ترعى بتلك المناطق إضافة إلى آلات الحفر والجرف التي تعمل ليل نهار تأخذ التربة البكر والحجر لتتسبب بحفر طويلة عميقة عريض ومن ثم ترمى بها المخلفات ناهيك عن ناقلات مياه المجاري (أعزكم الله) التي تكب مخلفاتها في تلك السيوح بلا احترام لا للبيئة ولا من يعيش فيها! فمن يرضى بهذا الوضع والى متى سنظل صامتين عن ما يحصل؟

منذ سنوات على ما أذكر كانت سيوح منطقة (السليل) شرق منطقة الجفنين بولاية السيب وخلف تلك الجبال التي يراها كل من يعيش في مسقط يوميا تعمل إحدى الشركات بجرف وحفر وأخذ التربة ما تسبب في قتل أشجار السمر هناك وكل نوع من الحياة الفطرية فمن يعيد هذه المنطقة إلى سابق عهدها؟ ومن لا يصدق ليذهب الى هناك أو أنا أدعوه شخصيا وسأوصله بنفسي ليرى نتيجة السكوت عما تتعرض له البيئة حاليا وتعرضت له سابقا فهل ما حدث في السليل نريده أن يحدث بسيوح الباطنة الآن؟ عن نفسي لن أتوقف عن الكتابة حتى تتوقف آلة تخريب البيئة.

السيوح بالنسبة إلى كل عماني شيء كبير ومنتجع مفتوح يرتاح فيه سكان المدن من عناء العيش في الصخب ومرتع لرعي الثروة الحيوانية ومكان ملائم لعيشها إضافة إلى أنها محميات للأشجار البرية العمانية وغيرها من الأمور التي تلامس حياة كل فرد منا، ومن هذا الموضع نجدد الدعوة بالوقوف على ما تتعرض له السيوح من تخريب وفي أسرع وقت ممكن وإنزال العقوبة على من عبث بها ومحاسبة المقصرين الذين تغاضوا عن الموضوع منذ عدة سنوات لننقذ سيوح الباطنة ونضع حدا للمخربين والراغبين في ذلك.