مسقط - الشبيبة:
اختتمت مؤخرا مسابقة سوق مسقط للأوراق المالية لبحوث أسواق المال في نسختها الثالثة التي ينظمها سوق مسقط للأوراق المالية بالتعاون مع كلية التجارة والاقتصاد بجامعة السلطان قابوس للطلاب في كافة مؤسسات التعليم بالسلطنة. وقد كرم الفائزين معالي يحيى بن سعود السليمي وزير التربية والتعليم بحضور عدد من أصحاب السعادة الوكلاء ورئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لبورصة اسطنبول ورئيس اتحاد البورصات الأوروبية والآسيوية والرئيس التنفيذي للهيئة العامة لسوق المال ومدير عام سوق مسقط للأوراق المالية والرئيس التنفيذي للبنك المركزي العماني في إطار احتفال سوق مسقط للأوراق المالية على مرور 20 سنة منذ إنشاءها. وقد حصدت كلية التجارة والاقتصاد بالجامعة المراكز الستة الأولى من خلال ستة بحوث قدمت من طلابها.
حيث حقق المركز الأول بحث بعنوان " العلاقة بين أداء سوق مسقط للأوراق المالية وحركة المؤشرات الاقتصادية" لمجموعة من الطالبات من كلية التجارة والاقتصاد وهن: شهد بنت نصر الوهيبية ، ووجدة بنت حمود الحبسية ، وفاطمة بنت سعود الرئيسية ، وإيمان بنت عبدالله البلوشية حيث استهدفت الدراسة معرفة العوامل المؤثرة على سوق مسقط للأوراق المالية على معرفة الآتي:
1 ـ مدى ونوعية تأثير هذه العوامل على أداء السوق بالإيجاب أو السلب خلال الفترة من عام 1999 إلى عام 2008. 2 ـ تقدير أداء السوق بالنظر إلى حركة المؤشرات الاقتصادية المذكورة سابقا. ولتحقيق هذه الأهداف تطلب بناء مقياس ، حيث اتبعت الإجراءات المتعلقة ببناء المقاييس وتم جمع البيانات الاقتصادية من مصادر متعددة منها الأرقام القياسية لأسعار المستهلكين التي تصدرها وزارة الاقتصاد الوطني و البيانات الإحصائية الربعية التي يصدرها البنك المركزي والمقابلة ومراجعــة الدراسات السابقة بالإضافة إلى ما كتب عن الأسواق المالية بصورة عامة، ثم تم عرض فقرات المقياس على أستاذ متخصص بقسم المالية بكلية التجارة والاقتصاد التابعة لجامعة السلطان قابوس لغرض تقييمها. وأسفرت النتائج عن وجود تأثير لحركة هذه المؤشرات الاقتصادية على أداء السوق وسجلت أسعار النفط أقوى العوامل تأثيرا في حين أن تأثير أسعار الفائدة كان طفيفا وقد لا يكاد يذكر. وأوصت الدراسة ببعض التوصيات والمقترحات في ضوء النتائج التي توصلت إليها بضرورة دراسة علاقة سوق مسقط مع سوق العقارات المحلي ؛ وتأثير شهادات الإيداع على حركة سوق المال ؛ و إجراء دراسة حول ربط الدولار بالريال العماني وتأثيره على أداء سوق مسقط للأوراق المالية. وقالت وجدة الحبسية: تعتبر مسابقة بحوث أسواق المال حلقة وصل بين سوق مسقط للأوراق المالية وطلبة جامعة السلطان قابوس الذي بدوره يساعد على تعميم معرفة الطلبة بالسوق وآلية عمله ودوره في الاقتصاد العماني. إضافة إلى توعيتهم بآفاق الاستثمار ونشر التوعية الاستثمارية بين الأفراد. ونأمل أن تساهم هذه المسابقة في بناء مكتبة أبحاث متخصصة في قطاع سوق رأس المال لفائدة الباحثين والاختصاصيين في دعم الاقتصاد العماني من جهة ودعم الطلبة المجيدين من جهة أخرى. وأضافت الطالبة شهد الوهيبية أن مسابقة بحوث أسواق المال أكسبتنا خبرة وإرشاد من قبل عدة مختصين في مجال إعداد بحوث اقتصادية . فيما أوضحت الطالبة فاطمة الرئيسية أن التحديات التي واجهتنا كانت ضئيلة مقارنة بالنتائج التي توصل إليها البحث .
وبالنيابة عن فريق العمل أعربت الطالبة إيمان البلوشية بخالص الشكر والتقدير لجامعة السلطان قابوس وسوق مسقط للأوراق المالية على دعم البحث والتعاون في مجال تطوير البحث العلمي وتطوير سوق رأس المال. وقد حققت الطالبة علياء البادية طالبة من كلية التجارة والاقتصاد في السنة الخامسة تخصص مالية على المركز الثاني ببحثها عن المحافظ الوهمية.
وحقق سيف بن مصبح المطيري من كلية التجارة والاقتصاد قسم المحاسبة ، المركز الثالث وذلك عن بحثه الذي كان بعنوان تأثير السياسات المالية والنقدية التي تتبعها حكومة سلطنة عمان على أداء سوق مسقط للأوراق المالية وتقييم الأصول. وكان البحث عبارة عن ورقة تبحث في كيفية تأثر أداء سوق مسقط للأوراق المالية بأدوات السياسة النقدية وأدوات السياسة المالية المكرسة في سبيل الحفاظ على نمو الاقتصاد والمحافظة على التضخم في مستويات مقبولة وإبقاء نسب الباحثين عن عمل في مستويات متدنية، وكذلك كيفية تأثر السوق بعوامل أخرى مكملة مثل أسعار النفط ومؤشر سعر الصرف الفعلي وأداء بعض الأسواق العالمية. وقد خرج البحث بعدد من النتائج من بينها أن بعض العوامل مثل عرض النقود ، و سعر الإقراض بين البنوك ، و الإنفاق الحكومي الجاري ، و الإنفاق الحكومي الإنمائي ، ومعدل التضخم ، وسعر صرف الريال العماني مقابل العملات الرئيسية في العالم ، وارتفاع أسعار النفط ، وعوامل أخرى، لها تأثير على أداء سوق مسقط و تقييم الأصول بدرجات متفاوتة تباينت بين تأثير واضح لأدوات السياسة النقدية وأسعار النفط إلى تأثير لا يمكن التيقن منه وإنما يحتاج إلى دراسات تجريبية وتحليله أفضل وأدق للسياسات المالية وخاصة المصروفات الحكومية. وقد اعتمد البحث على طريقة تحليل الارتباط والانحدار (Regression Analysis) لبيانات كل عامل من العوامل بصفة شهرية لمدة 126 شهرا من بداية 1999عام إلى شهر يونيو 2009.
وقال سيف المطيري: أن مسابقة بحوث المال التي ينظمها سوق مسقط لطلاب الكليات والجامعات بهدف تنمية مهاراتهم العلمية والأكاديمية في مجال البحوث العلمية وللاستفادة من أي اقتراحات بناءة قد تساعد في تطوير السوق لهي بادرة طيبة تستحق التقدير ويشكر عليها السوق. وطبعا هذه البادرة تفتح قنوات الاتصال والتفاعل بين السوق وطلبة المؤسسات الأكاديمية في السلطنة ، وهذا مما لا شك فيه بهدف بناء جيل واع بالاستثمار ، والى تحفيز مهارات الطلاب لتوفير المواد العلمية والمقالات لصقل مواهبهم.
وفي المركز الخامس علياء بنت خميس البادية حيث قالت : شاركت للمرة الثانية في المسابقة وذلك للاستفادة من الفرصة التي أتاحها سوق مسقط للأوراق المالية بالتعاون مع جامعة السلطان قابوس حيث قدمت هذه المسابقة فرصة المنافسة الشريفة على مستوى مؤسسات التعليم العالي بالسلطنة .
وشجعتني المسابقة على البحث في المواضيع المتعلقة بتخصصي والتوسع إلى الاطلاع على المواضيع المتعلقة بالاقتصاد العالمي وعززت قدرتي على إعداد البحث العلمي وتقديم النتائج والتوصيات بالطرق العلمية المناسبة. وقد كان بحثي السابق عن الجانب التوعوي حيث كان موضوعه عن ثقافة الادخار في المجتمع العماني وكان موضوع بحثي لهذا العام أثر الأزمة الاقتصادية على سوق مسقط للأوراق المالية وقد ركزت في بالبحث على حقيقة أثر الأزمة الاقتصادية على السوق ومفهوم المستثمرين لهذا الأثر وتأثير ذلك على قرارهم الاستثماري وتطرقت أيضا إلى الجانب التوعوي وأهمية إدراك المستثمرين لحقيقة المعلومات قبل أن يعتمدوا عليها لإجراء قرار الاستثمار. وأود تقديم الشكر للقائمين على هذه المسابقة وأشجع الطلبة من جميع المؤسسات التعليمية بالسلطنة للاستفادة من هذه التجربة.
وفي المركز الرابع جاءت الطالبات دلال بنت سليمان بن حمد الشبيبية ، وحفصة بنت محمد بن سعيد الجردانية ، وخديجة بنت سعيد بن مبارك البلوشية وذلك ببحث بعنوان " إمكانية تداول مشتقات الأسهم في سلطنة عمان " وأكد الدكتور فهيم المرهوبي عميد كلية التجارة والاقتصاد : هذه المبادرة القيمة من سوق مسقط للأوراق المالية تهدف إلى الاستفادة من نتائج البحوث من جانب وتطبيق الطلاب أعمال البحوث من جانب آخر ، وهنا أود أن أهنأ طلاب كلية التجارة والاقتصاد وأهنئ جامعة السلطان قابوس على هذا الإنجاز ، وهذا ليس غريبا على طلابنا إذ عرفنا بأن الجامعة لا تألو جهدا في تنمية قدرات الطلاب وتوفير البيئة المناسبة لتحقيق أعلى المراتب والإنجازات محليا كانت أو دوليا ، ولا يفوتنا بأن أنوه بأن عددا من الفائزين في السنوات الماضية وفي المسابقتين الأولى والثانية لمسابقة سوق مسقط كانوا من جامعة السلطان قابوس ، كما أود أخيرا أن أتقدم بالشكر الجزيل لإدارة سوق مسقط للأوراق المالية على هذه المبادرة البحثية المميزة وأدعوهم للاستمرار في دعم الجانب البحثي والتعليمي في الفترة القادمة ، كما أود أن أهنئهم على الاحتفال بذكرى العشرين عاما على تأسيس سوق مسقط للأوراق المالية متمنيا لهم المزيد من النجاحات والإنجازات.