المتعايشون مع الإيدز (1)

    • المتعايشون مع الإيدز (1)

      الشبيبة -

      أحمد الجلنداني:



      تشكل الوصمة الاجتماعية التي يواجهها المتعايشون مع فيروس مرض نقص المناعة البشري المكتسب "الإيدز" كبرى التحديات التي تواجه المعنيين في المنظمات والمراكز الصحية الدولية والوزارات والمؤسسات الصحية في دول العالم أجمع لما لذلك من تأثير كبير في تجاوب هؤلاء المتعايشين مع الأدوية العلاجية من جانب ومن جانب آخر مساهمتهم في الحد من انتشاره عن طريق المشاركة في الحملات التوعوية التي تنظم لهذه الغاية.

      المستجدات تحمل أخبارا سارة فيما يتعلق بجائحة الإيدز لهذا العام من حيث تدني الإصابات بفيروس الإيدز عالميا بما نسبته 17% مما كان عليه منذ 8 سنوات فضلا عن تحقق تقدم كبير في إمكانية الحصول على الأدوية الثلاثية على الصعيد العالمي وفي إقليم شرق المتوسط – أحد الأقاليم الصحية ضمن تصنيفات منظمة الصحة العالمية - الذي تعد السلطنة إحدى دوله. علاوة على انخفاض عدد المواليد المصابون بعدوى الفيروس نتيجة لتلقي 45% من الحوامل المصابات بالمرض مضادات الفيروس لمنع انتقال العدوى منهن إلى أطفالهن .

      بيد أنه رغم هذه الأخبار التفاؤلية هناك أكثر من 33 مليون شخص متعايش مع فيروس مرض الإيدز لا تزال فيهم التغطية العلاجية للفيروسات القهقرية متدنية وصلت بالنسبة للمرضى الذين يحتاجون العلاج والمقدر عددهم بحوالي 10 ملايين إلى 42% تحتل بطبيعة الحال الوصمة الاجتماعية أحد أسباب تدني التغطية العلاجية في أوساطهم .

      وإذا كان وضع المتعايشين مع فيروس الإيدز بدأت الشعوب الغربية بتقبله اجتماعيا إلى حد ما فإن هذا الوضع في المقابل مضطرب في شعوبنا العربية التي تشكل فيها الوصمة الاجتماعية والتمييز مشكلة أساسية تحد من الجهود التي تبذلها حكومات هذه الدول بمعية المنظمات الدولية لاحتواء انتشار المرض وعلاج المصابين والاستفادة من المتعايشين كشركاء أساسيين في حملات التوعية والتثقيف في مجتمعاتهم نظرا لتجربتهم المباشرة مع المرض والتأثير المتوقع على الآخرين ومن خلالها بث رسائل التوعية والوقاية المرادة .

      أسباب عدة تقف وراء الوصمة الاجتماعية في مجتمعاتنا العربية للمصابين بفيروس الإيدز تقف منهم موقف العداء وفق اعتبارات أخلاقية اجتماعية تنظر للمصاب بموجبها نظرة اتهام وهو ما يمثل إجحافا كبيرا بحقهم إذ بذلك يلغي المجتمع مساحة التضامن معهم جميعا بمن فيهم أولئك الذين انتقل إليهم المرض عن طريق الممارسات الخاطئة الذين وإن كانوا قد أخطأوا فلهم عذر البشر الخطائين الذين تشملهم التوبة بل وعناية الله ورحمته. فهل نكون نحن والمرض على هؤلاء ؟

      تقريبا لم يخل حفل من قائمة الاحتفالات السنوية التي تنظمها وزارة الصحة بمناسبة اليوم العالمي لمكافحة الإيدز التي حضرتها من كلمة أو عرض تجربة لأحد المتعايشين مع فيروس الإيدز يكشفون لنا من خلالهما جانبا من معاناة هذه الفئة التي يلاحقهم الناس بنظراتهم الحاقدة. كانت آخر المشاركات كلمة المتعايشين مع فيروس الإيدز في الاحتفالية السنوية التي نظمتها الوزارة مؤخرا ألقتها إحدى المتعايشات بثت فيها بعض شجون المتعايشين مع الإيدز ورغبتهم الصادقة في مشاركة الجميع حربهم على الإيدز لولا نظرة التمييز والتحقير التي ينظر بها الآخرون إلى هذه الفئة ، بما يدفعها إلى الانكفاء أكثر على الذات لدرجة عزوف بعضهم عن العلاج أو عن المطالبة بحقوقهم خشية الافتضاح وهو ذات الأمر الذي يحول وإجراء الفحوصات الصحية للتأكد من الإصابة من عدمها بالنسبة للمتشككين بإصاباتهم بالفيروس نتيجة ممارسات خاطئة.

      بمثل هذا الكلام وكلام آخرين غيرها من المصابين بالفيروس أو مسؤولين تتمثل المشكلة في الوصمة الاجتماعية الكفيلة بهدم جهود كبيرة مبذولة على الصعيدين الوطني والدولي. الدولي من حيث التأكيد على أنه لا مساومة فيما يخص حصول المتعايشين مع فيروس الإيدز على حقوقهم كاملة . والصعيد الوطني المنسجم مع توجه الصعيد الدولي من خلال تقديم الخدمات المتكاملة للمتعايشين صحيا ونفسيا وفي إطار من السرية . علاوة على حفاظ الدولة على حقوقهم المكفولة لهم بموجب القانون كالتعليم والعمل والسفر وغيرها .


      ¨°o.O ( على كف القدر نمشي ولا ندري عن المكتوب ) O.o°¨
      ---
      أتمنى لكم إقامة طيبة في الساحة العمانية

      وأدعوكم للإستفادة بمقالات متقدمة في مجال التقنية والأمن الإلكتروني
      رابط مباشر للمقالات هنا. ومن لديه الرغبة بتعلم البرمجة بلغات مختلفة أعرض لكم بعض
      المشاريع التي برمجتها مفتوحة المصدر ومجانا للجميع من هنا. تجدون أيضا بعض البرامج المجانية التي قمت بتطويرها بذات الموقع ..
      والكثير من أسرار التقنية في عالمي الثاني
      Eagle Eye Digital Solutions