مأزق المعرفة في زمن الإنترنت

    • مأزق المعرفة في زمن الإنترنت

      عُمان -

      عاصم الشيدي:



      قبل عقد أو عقدين كان الخطاب العربي يتحدث عن أزمة المعرفة التي لا تكاد تصل إلى العالم العربي لأسباب كثيرة يعرفها الجميع، إلا أن هذا الخطاب تبدل بشكل هستيري خلال الثورة المعلوماتية التي رافقت دخول الشبكة العنكبوتية "الإنترنت" وصار لدينا تدفق معرفي لم نستطع أن نستوعبه حتى الآن. ثمة مفارقة كبيرة بين العهدين إلا أن نتيجتهما سلبية في الأول وفي الآخر. فالأولى كنا نفتقد المعرفة" المعرفة بمعناها الشمولي" وفي الثانية زادت المعرفة على قدرة استيعابنا لها.

      وتجمع الدراسات العربية على أن العقل العربي في ظل هذه الثورة يواجه معركة محتدمة على مختلف الأصعدة فهو لا يكاد يمتلك أدوات التعامل مع المعرفة المتدفقة من كل مكان. وليس لديه كما معقولا من المعرفة يدخل بها في معركة الهوية. فلا يكاد المحتوى العربي يتعدى 1بالمائة من المحتوى العالمي على الإنترنت وهي نسبة ضئيلة جدا نعم هي لا تشكل مجمل المعرفة التي يملكها العالم العربي ولكن الميدان الآن للمعرفة الرقمية التي تستطيع تخطي الحدود والتحليق عاليا في ميادين المعرفة الحديثة.

      قبل أيام وأثناء حواري مع أحد الأخوة في هيئة تقنية المعلومات أبدى قلقه من وضع المعرفة العربية على الإنترنت. وحينها تحدث عن مشروع يكاد يكون في بداياته الأولى التي تستحق الدعم والتشجيع. والمشروع يتمثل في رفد المحتوى العربي على الشبكة المعلوماتية بمحتوى عماني عن طريق نشر الكتاب العماني سواء كان تراثيا أو حديثا، ثقافيا أم علميا وهي خطوة متميزة بل وستكون منعطفا مهما في تاريخ تسويق الثقافة العمانية.

      قد نختلف أو نتفق مع إيجابيات النشر الإلكتروني وسلبياته إلا أن شروط نشر وتسويق المعرفة في ظل العولمة يجعلنا نتأقلم أو نتواءم. فالمعرفة في عصر ترتبط بشكل أكبر بأرقمتها وتحويلها إلى محتوى سابح عبر الشبكات العالمية. ليس في ذلك انتصار للإلكترونية على الورقية ولكن لكل عصر أدواته المعرفية.

      كم كتاب يتم طباعته على المستوى المحلي؟ كم دراسة تخرج في كل عام تنشر في مجلات أو في صحف؟ يقينا أن العدد ليس كبيرا على الإطلاق ولكن هذا الكم مهما كان ضئيلا إلا أنه لا وجود له على الشبكة العالمية في وقت أصبح العالم يختزل في كبسة زر للدخول على الانترنت وامتلاك العالم ومعرفته في شاشة صغيرة قد لا تتعدى شاشة هتاف نقال.

      ويبدو أن الكثير من المؤسسات في الدول معنية بمثل هذا المشروع الذي ستكون هيئة تقنية المعلومات الممكن له وليس المنفذ، فجمعية الكتاب معنية بالأمر كما هي وزارة التراث والثقافة وحتى وزارة الإعلام وجميع المؤسسات الثقافية التي قد يأتي في مقدمتها مشروع مجمع عمان الثقافي الذي بدأ يتحقق واقعا بعد أن كان حلما يحلم به الجميع.

      لدينا محتوى ثقافي على الانترنت في الوقت الحالي ولكن إلى أي درجة يمكن أن نصنفه على أنه محتوى معرفي يمكن أن يتشكل ضمن المشهد الثقافي في السلطنة؟ قد نختلف حول ذلك كثيرا لكنا سنعود ونتفق مجددا أننا نحتاج إلى تجويد المحتوى الحالي ليكون أرضية تستطيع أن تستوعب المحتوى القادم الذي نحلم به.


      ¨°o.O ( على كف القدر نمشي ولا ندري عن المكتوب ) O.o°¨
      ---
      أتمنى لكم إقامة طيبة في الساحة العمانية

      وأدعوكم للإستفادة بمقالات متقدمة في مجال التقنية والأمن الإلكتروني
      رابط مباشر للمقالات هنا. ومن لديه الرغبة بتعلم البرمجة بلغات مختلفة أعرض لكم بعض
      المشاريع التي برمجتها مفتوحة المصدر ومجانا للجميع من هنا. تجدون أيضا بعض البرامج المجانية التي قمت بتطويرها بذات الموقع ..
      والكثير من أسرار التقنية في عالمي الثاني
      Eagle Eye Digital Solutions