الشبيبة:*نظمت فرقة الصحوة مؤخرا حلقة عمل حول الإخراج والسينوجرافيا والتمثيل وقد ركزت الحلقة على الجانب العملي بهدف مساعدة الكوادر المنتمية إلى الفرقة والتي لها ميول إخراجيّة بتعريفها إلى الإخراج وعناصره وأدواته ، مما يساعد على التعرّف إلى التقنيات الإخراجيّة الأساسيّة والتركيز على مؤثرات العرض المسرحي وأساسها وأهدافها الفنيّة ، وضرورتها للعرض المسرحي.

في هذا الجانب كان لنا هذا التحقيق يقول صالح الفهدي رئيس فرقة الصحوة المسرحية: تندرج الحلقة ضمن الخط الموازي الذي تنتهجه الفرقة إلى جانب الاهتمام بالعرض المسرحي ، وهذه الحلقة أردناها أن تكون حول التمثيل والإخراج والسينوجرافيا بمساعدة مسرحي تونسي هو الفنان المخرج محجوب أرداوي الذي جاء خصيصاً من تونس لإقامة هذه الحلقة.



ويضيف: لقد كان حرصاً شخصياً مني لإقامة مثل هذه النوعيات من الحلقات إيماناً مني بأن هذه الحلقات تنمي الوعي لدي المسرحي ، وتصقل فكرته المسرحي ، وموهبته الفنيّة مما يساعده على أداء دوره المسرحي "ممثلاً ومخرجاً وفنيّاً " بصورة أفضل .. ولقد كان للمسؤول الإعلامي للفرقة هلال الزيدي فضل التواصل مع المسرحي التونسي خالد بوزيد والذي كان من المفترض أن يقيم الحلقة لولا ظروفاً حالت دون ذلك ورشح المسرحي المذكور لإقامتها، ولا شك بأن الفائدة التي تحصّل عليها المشاركون كانت جيّدة ، وكنت أتمنى ان تكون الحلقة صباحية ومسائية ولم نستطع لارتباطات المشاركين في وظائفهم ومدارسهم بحكم عدم التفرغ .. ولكن كان علينا التعامل مع هذا الوضع والاقتصار على الفترة المسائية .

. وعلى العموم فقد أحدثت الحلقة تجديداً في الوعي المسرحي لدى الأعضاء ، وفهماً واسعاً لبعض المفردات المسرحيّة .. وبإذن الله نخطط لإقامة حلقات أوسع من الناحية الموضوعية والزمنية في المستقبل بإذن الله.

والتقينا ايضا مع المخرج محجوب رداوي يقول : توجد إمكانيات كبيرة ذات فكر متزن تم اكتشافها في الحلقة في مختلف الأطر المسرحية، ولعل فرقة الصحوة بإدارتها تقوم بصقل المواهب وتعريفهم بالطريق الصحيح لبداية المسرح ومن ثم الاستمرار فيه فحقا هي توجهات تبهج الخشبة وتعطيها رونقها الحقيقي، وحول ما تم تقديمه بالحلقة قال: تحدثنا عن المبادئ الأولى للممثل وكيفية التعامل مع الفضاء وتعامل الممثل مع الشريك ومع النص وطريقة الإلقاء والإيقاع والممثل والقناع، وقد أعجب المشاركون بما قدمنا من هذا النوع من التدريبات في تعامل الممثل مع القناع حيث يحجب ملامح الوجه ويترك مجال للجسد عن التعبير أكثر حيث الفرصة للجسد ثم تطرقنا لسرد تاريخي للمراحل الكبرى في تاريخ المسرح وتجاربه من موليير والعصر الروماني بشكل عام ثم التجارب الحديثة، بالإضافة إلى السينوغرافيا الذي يعتبر الشخصية الفاعلة في النص كما تفعل الشخصيات الأخرى.

ويضيف محجوب الرداوي قائلا : تم تقسيم المشاركين إلى مجموعات لعمل فكرة مسرحية كوميدية قدم في الحفل الختامي حرصا منا في تطبيق ما تعلموه في حلقة العمل، وبشكل عام لديكم طاقات جيدة جدا وأنا فخور جدا بهذا الجيل وهذه الفرصة لا تقدر بثمن وقد أبهرتني السلطنة لروعتها وروعة تعامل الناس فيها وأتمنى أن يجمعنا عمل مسرحي مشترك وهذه دعوة لفرقة الصحوة للتعاون.

وقال درويش المبسلي: الحلقة هي فكر مسرحي تحرص عليه إدارة الفرقة لصقل المواهب وتنشيط الجانب المسرحي لدى أعضائها، وحول ما قدمته الحلقة من موضوعات فقد جاءت جل الموضوعات متجددة ولا سيما الطريقة التي قدم بها المخرج محجوب الرداوي الموضوعات في الممثل والإخراج والسينوجرافيا، وقد استفدت كثيرا مما جاء في مضامينها كمعلومات وحركات مسرحية على الخشبة وسوف نقوم بتسجيدها في الأعمال القادمة بمشيئة الله، ونحن بحاجة ماسة إلى مثل هذه الحلقات كونها تعطي ثقة معلوماتية للمثل، وتساعدنا على تطوير أداءنا المسرحي بحيث تكون مشاركاتنا الداخلية والخارجية إيجابية.

أما نبيل البوسعيدي فقال :قدمت الحلقة تدريبات في كيفية أعداد الممثل وفنيات أستخدام السنوغرافيا والإخراج وكيفيه رد الفعل والتأقلم مع الشخصية التي يمثلها ، والأخذ بجوانبها والأبعاد الثلاثية لها ، كي يستطيع المرء تقمص الشخصية من جميع جوانبها، وكيفية ردة الفعل المباشرة عند البعض بصورة غير متوقعه كوسيلة دفاع أو وسيلة تدارك موضوع ما يحدث علي خشبة المسرح أمام الجمهور غير متوقع حدوثه ، وتدارك الأحداث في حالة النسيان أو الصمت أو الأنبهار من الجمهور ، وكيفيه تدارك الحدث دون أن يلاحظ الجمهور الإسقاط المفاجئ في متابعة المسرحية. وفي جانب السينوجرافيا تجب الاستفاده من الأدوات في المسرح والتقليص من المواد قدر الإمكان في تقنية الأكسسوارات داخل الخشبة ، لأن المسرح صور مبسطة من الواقع ، وليس ما يدور في الواقع نطبقه بحذافيره داخل المسرح ، والسيوجرافيا مرتبطة ارتباطا قويا بالأخراج فإنه يساعد على توظيف أدوات تخدم المسرحية في إخراجها ، وذلك في استغلال كل قطعه موجوده داخل المسرح.

وفي مجال الإخراج قدمت الحلقة نظرة المخرج والتي يجب أن تكون لديه نظرة أخرى في تعامله مع النص، وعدم أخذ النص قراة بل بصورة ثانية تكون في مخيلته ووضع صورته الإخراجيه في التعامل مع النص ولا يمنع أن يشارك كاتب النص المسرحي والممثلون في أطروحاته كي يخرج العمل بصورة جيدة.

من جهتها قالت آمنة الحمداني: تعتبر حلقات العمل المسرحية التطبيقية والعملية الشريان الذي يغذي طاقات المسرحيين وهم دائما بحاجة لهذا الشريان كونه يزيد من تراكم المعرفة لديهم، وفرقة الصحوة هي فرقة حريصة على تطوير أداء أعضائها وتنويرهم بالثقافة المسرحية لينعكس ذلك على مشاركاتهم والارتقاء بالمسرح العماني، وبما أنني متخصصة في الديكور المسرحي فقد شكلت لي الحلقة أفكارا جديدة نقلها المخرج التونسي من تجاربه وخبراته التي عايشها في تونس والبلدان الأوروبية، فكانت الاستفادة كبيرة وعلينا توظيفها في أعمال الفرقة القادمة.

أما فهد الفهدي فسجل انطباعه عن الحلقة قائلا : كان لحلقة التمثيل والإخراج والسينوجرافيا التأثير الكبير على كل من شارك بها من أعضاء فرقة الصحوة وكل من انتسب إلى الفرقة من خلالها .. حيث شملت الاستفادة القسمين "النظري والعملي" فمن الناحية النظرية تعلمنا بعض ثقافة المسرح وأسرار الممثل في الأداء على الخشبة وطريقة تعمقه في الشخصية وكيفية بناء هذه الشخصية.. كان حديث المخرج محجوب الرداوي بالغ الأهمية حول سينوجرافيا العمل، حيثُ أدركَ كلَ ممثلٍ أن سينوجرافيا " الشخصية" سر من أسرار نجاحه على الخشبة وسر من أسرار إعجاب الجمهور به أيًّا كانت شخصيته.. فالسينوجرافيا تساعد الممثل على إحياء الدور وتأديتها أداءً صادقاً بمنطقٍ وتماسك وأن يكون كل التفكير و الجهد والشعور متفقاً مع الدور.

ويضيف فهد قائلا : ومن الناحية العملية فقد اجتهد المخرج محجوب الرداوي في إبراز وإخراج الطاقات المكبونة داخل كل فردٍ في الحلقة، ليكسر حواجز أكثر على المسرح. وقد استعمل لأداء هذا الغرض القناع المحايد "بلا ملامح" ليُلبسها كل ممثل ويطلب منه أداء شخصية معينة. تكمن الفائدة هنا، بأنه لكل شخص حواجز معينة عند تأدية دور معين على الخشبة، ولكن مع لبس القناع المحايد فإنه يشعر بوجود فاصل بينه وبين الجمهور مما يمنحه الارتياح في أداء الشخصية التي طالما شعر بأنه ليس قادرا على أدائها. وبـلاشك فإن كل ما طبقّه وتحدث عنه المخرج محجوب الرداوي قد ترسّخ في داخل كل ممثل والدليل على ذلك الحفلة التي أقامتها الفرقة احتفالاً بنهاية الحلقة، حيث حاولَ كل الممثلين تطبيق ما تعلموه من الحلقة في "الإسكتشات" البسيطة.، كما سجل فهد شكره وقال : الشكر لـلمخرج محجوب الرداوي الذي شرّفنا بالحضور، ولكافة الأعضاء الذي تواجدوا طيلة أيام الحلقة.. والشـكر الكبير لـرئيس فرقة الصحوة المسرحية على جهده الدائم في صقل مواهب الشباب والإهتمام بها. وهذا سـرُّ نجاح الفرقة في إحتواءها على أكثر من 50 ممثل وممثله.. وإنتاجها لأعضاء "مثقفين" قبل أن يكونوا ممثلين مسرحيين. ودام شعارنا (الصحوة أسرتي).

واختتمت الحلقة تحت رعاية سعادة الدكتور عبدالله بن محمد الصارمي وكيل وزارة التعليم العالي وقد بدء حفل الختام بكلمة لرئيس فرقة الصحوة المسرحية صالح الفهدي حيث تحدث فيها إلى الأهداف التي حققتها الحلقة بتكاتف الجميع، وأوضح بأن الفرقة ماضية في خططها في تطوير قدرات الأعضاء من أجل الارتقاء بالمسرح العماني، كما أشار الفهدي في كلمته إلى ما حققته الفرقة من نجاحات خلال عام 2009 على مستوى العروض المسرحية الداخلية والخارجية وكذلك إقامة الحلقات والندوات المسرحية، وبدوره وجه الفهدي شكره للمخرج التونسي محجوب رداوي علبى ما قدمه خلال تواجده في الحلقة من أفكار واطروحات جديده في عالم المسرح، وكذلك على تقبله الدعوة والحضور إلى السلطنة، وختم الفهدي كلمته بتمنياته للفرقة وأعضائها بعام تملؤه السعادة والأعمال المسرحية الفعالة. بعدها قدم المشاركون في الحلقة كلمه عبارة عن عرض مسرحي قصير مترجمين ما تعلموه في الحلقة من أفكار ورؤى في المسرح، مشيدين بتفاعل المخرج التونسي معهم وسلاسة الفكر المسرحي الذي قدمه لهم.بعد ذلك توالت الفقرات المسرحية حيث قدم المشاركون 6 عروض مسرحية أشرف عليها محجوب رداوي تعددت قضاياها بين الكوميدي والتراجيديا الراقية في تعرض الأهداف.كما شارك كل من الفنان أيمن الناصر و الفنانة سميرة البلوشية بمقطوعات غنائية اسعدت الحضور.