الشارقة - عبدالرزاق الربيعي

انطلقت أمس في قصرثقافة الشارقة فعاليات مهرجان الشارقة للشعر الشعبي والتي تقام تحت رعاية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة .

وقد جاء هذا الحدث متزامنا مع حدث كبير شهدته أمس إمارة دبي وهو تدشين برجها الذي يبلغ ارتفاعه أكثر من800 م ليصبح البرج الأعلى في العالم ولتدخل دبي موسوعة جينيس للأرقام القياسية ولتصبح من أرقى مدن العالم عمرانا وكان لابد من بنيان ثقافي يتعاضد مع البنيان العمراني وجاءت انطلاقة هذا المهرجان لتجعل البرج الثقافي يصعد بالتوازي مع هذا البرج وتضمن برنامج افتتاح المهرجان كلمة دائرة الثقافة والإعلام ألقاها عبدالله بن عويس مدير عام دائرة الثقافة والإعلام تحدث خلالها عن دور الشارقة في دعم الأنشطة الثقافية ، ودعم حاكم الشارقة اللا محدود لهذه الأنشطة لتفعيل الحركة الثقافية ورعاية الإبداع بكافة صوره حيث تشهد الإمارات اهتماما من كافة المؤسسات مما يعطي الإمارات وهجا ثقافيا وشكر الشعراء والضيوف ثم ألقى الشاعر راشد شرار مدير مركز الشارقة للشعر الشعبي كلمة المركز قال فيها : "لا يعزف على وتر الثقافة سوى من تسربت الثقافة بين وجدانه، وعطر بها حياته وشغل بها وقته، ولا يلتفت إلى الشعر بعين الرعاية سوى من غاص في بحوره أو شرب من منهله، أو حلق في سماواته وقد كان الحلم ُ كبيراً في أن يكون للشعر الشعبي في هذه الإمارة مركزاً متخصصاً يعنى بكل ما يتعلق به من جمع وتدوين وتوثيق وبحث، لكن هذا الحلم كان كبيراً لأن الدافع نحو تحقيقه كان بهذا الحجم الكبير، وقد تحقق بهذه المكرمة الغالية من لدن سموه حفظه الله فبعد سنوات من الحلم الذي راودنا أصبح الحلم حقيقة، وها هو مركز الشارقة للشعر الشعبي .. هدية الحاكم لأبنائه الشعراء، هدية سلطان القاسمي لمبدعي هذا المجال يتحقق، ها هو على أرض الواقع يـُدشـِّنُ بكل فخر وبهاء أولى فعالياته الكبرى بعد سلسلة من الفعاليات الدورية التي بدأها في الداخل بتكريم مبدعي الدولة.

** وحدة الكلمة

وأضاف : ها هو المركز ينطلق ماداً يديه لكل مبدع إماراتي وخليجي وعربي، ليجسد وحدة الكلمة والشعور، ولينقل حب سموه للشعر وأهله.

وأضاف شرار "إن تكريم المبدع في حياته نرى أنه الأجدى والأفضل ليـَمنـَحَ المبدع دفعة معنوية تجعله يتنفس بأمل، وينظر للحياة على أنها وطن تقدير لا تجاهل، لذلك كانت النظرة إلى تكريم الشعراء المبدعين الأحياء، وقد أدرجنا في هذا العام ثلاثة من الرواد هم عوشة بنت خليفة السويدي "فتاة العرب" ومحمد بن علي الكوس وربيع بن ياقوت تقديراً لريادتهم في الشعر الشعبي، وسيكون التكريم سنوياً إن شاء الله بواقع ثلاثة من الرواد ومن يمر بنظرة سريعة على مفردات هذا المهرجان سيرى أننا حاولنا أن نفرش للشعر سجادة خضراء لينطلق عليها ببهاء، وفتحنا طريقاً مفروشاً بالورد للبحث من خلال تقديم أوراق بحثية عن الشعراء الرواد لمجموعة من الباحثين المتميزين في هذا الجانب في الدولة كما أن النية تتجه إلى إطلاق مسابقة شعرية تخدم الإبداع وتستظل بظل المعايير الإبداعية للقصيدة حسب رؤية وأمر الحاكم حفظه الله" بقاء الشعر ..بقاء الحنين بعد ذلك جرى تقديم عرض لفرقة حربية وشلة تقليدية أعقبهما عرض فيلم توثيقي بانورامي عن مركز الشارقة للشعر الشعبي بعد ذلك أقيمت الأمسية الشعرية الأولى وكانت مخصصة للشاعرين سالم الزمر وسيف السعدي قدمها الشاعر محمد عبدالله البريكي المدير الفني بالمركز مساعد المنسق العام للمهرجان إفتتحها بقوله "جاء في الأثر "لن يترك العرب الشعر حتى تترك الإبل الحنين" أخذت نظرة سريعة على خارطة دولة الإمارات، فوجدت أن هناك مساحة من البادية والصحراء تتوزع على أرجائها، وتتقاسم الإبل مع البشر ومفردات الأرض هذه المساحة، دخلت بيوت الشعر والسعف، وجدت أصحاب هذه الإبل يتنفسونها، لذلك نحن نعيش بقاء الشعر لبقاء الحنين.

الشعر هو ذلك الكائن الذي يأخذنا بلا استئذان ليدخلنا في فصول ربيعية مليئة بالزهر والخضار، هو ذلك الكائن الذي ينتشلنا من مستنقع الهم ليخرجنا إلى فضاء الراحة والسلوان، هو أغنية العشاق وزغردات الوطن" ثم جاء دور الشاعر سالم الزمر الذي ألقى نصوصا عكست اشتغالات هذا الشاعر من خلال التنويع في الأساليب وقوة البناء كذلك كان الحال مع الشاعر سيف السعدي الذي أمتع الحضور بعذوبة ألفاظه وجمال صوره التي يستقيها من مؤثرات البيئة .

برنامج اليوم تقام صباح اليوم ندوة الشعراء المكرمين بقاعة المؤتمرات يتحدث فيها الباحث د. راشد المزروعي حول محمد الكوس ويتحدث الشاعر راشد شرار حول الشاعر ربيع بن ياقوت و يتحدث الباحث سلطان العميمي عوشة السويدي .

وفي المساء تقام الأمسية الشعرية الثانية التي يحييها الشعراء عوض بن حاسوم الدرمكي من دولة الإمارات، وخالد العتيبي من المملكة العربية السعودية، وعبدالحميد الدوحاني من السلطنة ويقدمها الشاعر عيضة بن مسعود