قُبِلَ الطَلبُ ولَكنْ... !

    • قُبِلَ الطَلبُ ولَكنْ... !

      الوطن -

      علي البادي:



      نسلم جميعا أن الأمنية الأولى لكل شاب أنهى تعليمه الأكاديمي وعاد إلى أسرته حاملا الشهادة الجامعية ، هي أن يوفقه الله في الحصول على وظيفة تكون له قاعدة الانطلاقة والتحول نحو مرحلة جديدة من الحياة ، حتى وإن طال الانتظار ، ولا أظن أن هناك فرحا أكبر لدى كل شاب وشابة ، من فرحة التوظف ، خاصة وإن جاء ذلك وفقا للطموح والتخصص التعليمي ، لدرجة أن البعض يقيم ولائم كبرى تباركا وفرحا لما يشعر به من استقرار في الحياة وتمكين في المجتمع ، بمجرد الحصول على الوظيفة التي يصفها البعض بحلم المستقبل .

      قبل يومين وصلتني رسالة عبر بريدي الالكتروني يطلب مرسلها أن أقوم بنشرها بشكل عاجل ، وألحق الرسالة باتصال يجدد فيه طلب النشر عبر صفحات (الوطن) ، هذه الرسالة التي ننشرها كما جاءت من أحد الشباب الذين أنهوا دراستهم الجامعية منذ حوالي ثلاث سنوات ، إلا أنه لم يحالفه الحظ بعد في الحصول على وظيفية تحقق له حلمه وحلم أسرته ، فقد كان طلبه يُرفَضُ في كل مرة لأسباب التخصص والشاغر ، الى أن جاءه الفرج في الأسبوع الماضي برسالة نصية قصيرة عبر هاتفه النقال تبشره بقبول طلبه ، وهو ما جعله يعيش لحظات من الفرح الكبير ، وبدا في أعداد نفسه والتهيؤ للمرحلة القادمة من الإجراءات المتبعة التي تسبق الدخول الي الوظيفية.

      يقول هذا الشاب كما أورده في الرسالة " لأول مرة استلم رسالة رد من وزارة الخدمة تقول (تم قبول طلبك في الوظيفة ..... وعليك متابعة إجراء الامتحانات والمقابلات الشخصية) هذه العبارة التي أسعدتني وأسعدت عائلتي معي كونه تم قبول طلبي للوظيفة المعلنة من قبل وزارة الخدمة المدنية والشاغرة في وزارة التربية والتعليم بمجال أخصائي توعية صحية ، وتقدمت للوظيفة بحكم أن لدي شهادة البكالوريوس في إدارة المستشفيات منذ عام 2007 م وتم قبول طلبي لأول مرة ، بعدما عانيت كثيرا منذ حوالي 3 سنوات وحفظت ما كان يأتيني من رد عبر الرسائل النصية القصيرة بعبارة ( لم يتم قبول طلبك أو ... طلبك غير مستوف للشروط ) ، وفي هذه المرة التي تلقيت فيها رسالة تؤكد قبول طلبي، غمرني وأسرتي الفرح وعدت الى كتبي ودفاتري ومذكرات الدراسة الجامعية ، استعدادا للاختبار والمقابلة الشخصية ، وذهبت في يوم الجمعة الماضية لإجراء الامتحان ، وتم التحقق من هويتي الشخصية وشهادتي العلمية وإفادة التخرج ، بما يؤكد استيفائي لكل الشروط المطلوبة ، وأجريت الاختبار وحصلت على نتيجة تؤهلني للدخول الى المقابلة ، ولكن للأسف الشديد أنني حينما ذهبت لتعبئة استمارة المقابلة تفاجأت بأحد موظفي وزارة الخدمة المدنية يدقق في شهادتي وإذا به يرد عليَ بالقول: أنت شهادتك غير مقبولة! سألته لماذا ، فأجاب: لأنها غير مطلوبة !، اندهشت ووقفت صامتاً وطلبت منه أن يسمح لي بمقابلة الشخص المسئول ولكن للأسف كان رده نحن أخطأنا أو بالأحرى جهاز الحاسوب قد أخطأ في إرسال الرسالة إليك ، قلت له إن كان الجهاز قد أخطأ فهل زميلك الآخر أخطأ كذلك؟ أجابني بكل بساطة وعدم اكتراث: ربما فكل شيء جائز ، وعموما طلبك مرفوض وبإمكانك أن تراجع الوزارة لاحقا!

      هذا الشاب يرى أنه كان من الأجدر أن لا يتم التعامل معه من قبل المختصين بقبول طلبات التوظيف بهذه الطريقة التي تخلف وراءها الانكسار والزعل في النفس ، حيث نفسه وأنفس من حوله في أسرته أصبحت لا تحتمل مثل هذه التصرفات، فربما يكفيها ما تعانيه من جهد الانتظار لسنوات في سبيل التمكن من الظفر بالوظيفة الحلم ، وعليه من المؤمل على الجهات المعنية أن تراعي ضرورة إيجاد الكفاءة والتأهيل في بعض الأشخاص من الذين تسند عليهم مهام التعامل مع جمهور الباحثين عن العمل وإجراء المقابلات لهم ، كما يناشد هذا الشاب وغيره من زملائه في تخصص إدارة المستشفيات أن تجد الجهات المعنية الطريقة التي تسمح لهم بالدخول الى المنافسة فيما يطرح من وظائف شاغرة وعدم الاكتفاء بالرد عليهم بعدم قبول الطلب.


      ¨°o.O ( على كف القدر نمشي ولا ندري عن المكتوب ) O.o°¨
      ---
      أتمنى لكم إقامة طيبة في الساحة العمانية

      وأدعوكم للإستفادة بمقالات متقدمة في مجال التقنية والأمن الإلكتروني
      رابط مباشر للمقالات هنا. ومن لديه الرغبة بتعلم البرمجة بلغات مختلفة أعرض لكم بعض
      المشاريع التي برمجتها مفتوحة المصدر ومجانا للجميع من هنا. تجدون أيضا بعض البرامج المجانية التي قمت بتطويرها بذات الموقع ..
      والكثير من أسرار التقنية في عالمي الثاني
      Eagle Eye Digital Solutions