تغيير المكتوب؟

    • تغيير المكتوب؟

      الوطن -

      د. أحمد بن علي المعشني:



      علق متذمرا: إن المكتوب يتكرر في حياتي! عملت الكثير وبذلت جهدا لكي أحدث تغييرا في حظي واكتشفت أن حياتي تسير في قضبان إجباري يبدأ منذ لحظة الولادة حتى يرسو في محطة النهاية. يستمر قطار حياتي متحركا في نفس المسار. قلت له: صدقت إن حياتك تسير في نفس الدوامة لأن عقلك يحرك الملفات التي اختزنتها في حياتك حسب قوتها في عقلك واستمرار تفكيرك فيها. فعقلك يعمل بمبدأ التكرار، وأنت ككل الناس تخضع لمبدأ الذاكرة فنظرتك إلى المستقبل مقيدة بالمعنى الذي حفرته تجاربك السابقة في عقلك. هل تستطيع أن تخبرني عما جد في حياتك خلال 2009 عما كان موجودا في 2008، إنك وكشأن غالبية البشر تكرر أفعالك بنسبة تفوق 95% مما استحدثته في حياتك من أساليب تفكير أو من مهارات أو معتقدات. الدولاب يدور بنفس المحتوى السابق. فأنت أصبحت من حيث لا تشعر ولا تقرر أسيرا للتجارب والخبرات التي خضعت لها من قبل.

      نهض منتفضا وقال بحماس: كلامك معقول جدا ولكن كيف أستطيع أن أغير اتجاه سير القطار؟

      لابد أن تحدث تغييرا في تفكيرك. لا بد أن تعي جميع تصرفاتك، وأفضل وسيلة يمكن أن تساعدك على تغيير دفة حياتك هي أن تحدد لنفسك أهدافا تعمل خلال 2010 على تحقيقها. اجعل تلك الأهداف محور تفكيرك واهتمامك واحشد لها رغباتك. فكر بها في صباحك ومسائك. سوف تعمل تلك الأهداف على استنهاض همتك وتفكيرك وتغيير حركتك وأقوالك ومشاعرك ، وستجد أنك فتحت صفحة جديدة ومختلفة في حياتك، سوف يبدأ عقلك بشق مسار جديد لقطار حياتك.

      كن واعيا بنفسك، كن واعيا ومدركا لما يكتنف حياتك، وغير من أساليب حياتك، غير الأماكن المألوفة وحاول أن ترى الأشياء والحياة والناس بطريقة مختلفة. قف لتفكر في المواقف والمناسبات بطريقة مختلفة، ودرب نفسك على رهافة الحس.

      قال بلهفة: التنظير بديع ولكن كيف لي أن أغير أسلوب الحياة الذي ألفته وتعودت عليه طيلة أربعين عاما. طلبت منه فورا أن ينظر إلى لوحة مثبتة على جدار مكتبة. ثم سألته: ماذا ترى في هذه اللوحة؟ أرى منظرا طبيعيا لجبل تكسوه الخضرة. سألته: كم مرة تنظر إلى هذه اللوحة؟

      قال: أصدقك القول أنني تعودت عليها وكأنها صارت جزءا من جدار المكتب.

      لو قررت أن تنظر إليها الآن بطريقة مختلفة، هل تستطيع؟ سأل فورا: ماذا تقصد؟ أقصد حاول أن تركز على الأفق البعيد والتحامه اللامتناهي مع السحب مثلا ! أو انظر إلى تساقط شعاع الشمس الذي يخترق السحب ويعانق التلال والهضاب فيسكب خيوطا ذهبية تبعث على الدهشة والجمال!.

      نظر.. ثم قال: فعلت.. وأردف لأول مرة صرت أستطيع أن أبحث عن خيارات أخرى داخل عقلي.

      نعم.. من حقلك. تستطيع أن تبقى سجينا للمألوف وتستمر جسما تحركه الحياة، وبوسعك أيضا أن تدرب نفسك كل يوم على اكتشاف خيارات جديدة في الحياة، مدركات مثيرة ومحفزة تربطك بالفرص اللانهائية وتمنحك خيارات ومجالات أرحب بكثير مما تعودت عليه.

      حاول وأنت تعود إلى بيتك أن تسلك طريقا مختلفا، فإذا لم يتسن لك ذلك؛ حاول أن تركز انتباهك على أشجار الزينة على جانبي الشارع أو على طوابير السيارات التي تمخر العباب أو على اللحظات الجميلة التي ستجمعك بمن تحب بعد قليل. امنح ثراء لحياتك واكسر جمود الروتين البليد. وحاول كل يوم أن تقول للحياة: أنا مدرك أنا هنا.


      ¨°o.O ( على كف القدر نمشي ولا ندري عن المكتوب ) O.o°¨
      ---
      أتمنى لكم إقامة طيبة في الساحة العمانية

      وأدعوكم للإستفادة بمقالات متقدمة في مجال التقنية والأمن الإلكتروني
      رابط مباشر للمقالات هنا. ومن لديه الرغبة بتعلم البرمجة بلغات مختلفة أعرض لكم بعض
      المشاريع التي برمجتها مفتوحة المصدر ومجانا للجميع من هنا. تجدون أيضا بعض البرامج المجانية التي قمت بتطويرها بذات الموقع ..
      والكثير من أسرار التقنية في عالمي الثاني
      Eagle Eye Digital Solutions