الشبيبة -

طالب محمد:



كل شيء يبدأ من الصفر كل هيكل يبدأ من أسفل الهرم كل كلمه تبدأ من أول الفكره وكل فكرة تبدأ من أول انتباهه كل نص يكتب يبدأ من محض فكرة فتبدأ في الغليان لتحرك مشاعر الكاتب بتدفق وتجعله يضع نقاطا وخيوطا سريان الحدث إلى أن نجد في النهاية نصا مكتوبا بفكرة وأحداث يراها الكاتب كيف يجب أن تخرج للمشاهد أو المستمع وهنا حديثنا حول النص الذي يجب أن يختار للبث أو العرض إن كان مسرحا أوإذاعة أو تلفازا اوسينما فالنص هو أساس العمل وفي متابعتي للإنتاج من حولي أي في خليجنا الجميل وكم أحزنني إن لم يحصل أي عمل خليجي أو محلي على مكرمة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم والمليون دولار من إنتاج مؤسسة دبي للإعلام وأحزن الموضوع الكثيرون من الإماراتيين والخليجيين ولكن يبقى السؤال الذي يستغرب منه الجميع كيف لم يحصل أي عمل محلي وخليجي على جزء من الجائزه وهل الاستفتاء الذي جرى للمشاهدات صحيح ولماذا وضع الاستفتاءفي الجريده بهذا الشكل ثم ماهي معايير الاستفتاءونعود للعدد بين الخليج والوطن العربي مثل مصر وسوريا ونحن لسنا هنا في محل التقييم للأعمال التي فازت ولكل وجهة نظر ولكن الذي يصدق في القول هو النص ثم النص ثم النص وهنا يقع مربط فرسي ماذا نقول من خلال النص وماذا وكيف نختار النص ولماذا هذا النص نعم وهذا لا وإذا جعلنا أنفسنا في محل التقييم دعونا نقول واعني نفسي بالجمع إذا سمحتم لي أولا مسلسل زمن العار ..

هو مسلسل حمل في طياته كل أشكال الطرح الاجتماعي والتمثيل والفنيات الكبيره إخراجيا وكان يقول كثيرا وبقوة وجرأة غير متوقعه إذا لماذا تابع المشاهد هذا النص واقول النص لأنه معيار العمل الدرامي الفني في كل اشكاله وهذا ماينجح الأعمال الفنية المتميزه في كل مكان وزمان ماذا نريد من النص وكيف نختار النص بل (النص عندما يختار) بضم الياء في يختار غالبا مايكون من قبل المنتجين الصادقين الذين يقدمون النص الدرامي كرسالة جميله وعائدا ماديا مستحقا فعمل كزمن العار وسري جدا وبلقيس رغم رفض الكثيرين لهذا العمل الذي ظهر الشكل فيه اكثر من المضمون ومع ذلك ولقوة الطرح اخذ العمل حقه ففاز باستفتاء المشاهدين وهنا نطرح سؤال النص أي لماذا النص الخليجي لازال بعيدا عن قوة الطرح ومن هو المتسبب في هذه الأطروحات التي لازالت تهرب من الحقيقة في ثوب الخيال المفتعل وهروبا من زوايا الرقابة التي لازالت تقبع تحت المسطرة في اوراق البنود والقوانين وهذا مايشتكي منه ايضا المخرجون الذين يريدون ان يضيفوا الى العمل الدرامي اشكالاجديدة من الفن التقني واستعمال التقنيات المتغيره وهذا لايقف فجأة فقط في مجال المسلسل التليفزيوني بل كل اشكال الإنتاج المتحرك كفن السينوغرافيا بالمسرح والخدع في السينما والتليفزيون والمؤثرات في الإذاعه ونعود لنقول ان النص ماذا يريد اويراد منه وماذا يراد من الإنتاج وهل سيظل الإنتاج محصورا في دائرة العادات والتقاليد والخوف من الفقز على الواقع وهل سيظل النص غارقا في الاجتماعات السطحيه اننا بحاجة الى الخروج من عباءة التقليد الى اسوار بعيدة كل البعد عن التكرار ففي كل يوم نشاهد ونقرأعن اشياء تستحق الطرح حتى لو كانت صغيرة ولكنها بالكاد تهم الإنسان على الأرض وتحرك فيه السؤال الذي قد يكون ممنوعا اوغير مشروع عند البعض الذي لايزال يعتقد ان الدراما مجرد شكل لايجب ان يتغير او يتعمق في الطرح او السؤال في اقل درجه مثل اين لك هذا ولماذا ولأي شيء ان الدراما اليوم رغم دخولها نصا في عمق المجتمع إلاانه لم يناقش اشكال كثيرة في حياتنا اليوميه وبالتالي بقي تقليديا لايعجب احدا فمسلسل مثل سري جدا او زمن العار وغيره من الأعمال الجريئة لتظل تفوز بالجوائز العربيه والمليون من قبل من يريد ان يحرك الراكد في صناعة النصوص الجيده حتى ينتبه الصانع للإنتاج الدرامي ان يدخل في صراع الإبداع الحر واقول الحر لأني مؤمن ايمانا جازما ان صناعة النص والإنتاج لن يكونا ابداعا الا اذا خرجت الدراما العربيه الى حيز الوجود فزمن الهجان والباطنيه وكابول والزمن المر وايام الغضب والجوارح وغيرها من الأعمال التي كان يحرص المشاهد على متابعتها ويزنها وزن الإبداع في الأعمال العربيه اذكر صديقا اجنبيا لغة ووطنا ان جاز التعبير وهو يشرح لي مشاهدته لفيلم الرساله وعمر المختار ذاك الإبداع الذي قد يتكرر عند البعض مثل الماجري وحاتم علي وغيرهم من المخرجين الذين يتبنون النصوص الجريئة التي تخرج من عمق جوفهم مادة الإبداع اذا فالنص عندما يختار او يختاره الإنتاج الإبداعي هو الذي يفوز بالمليون ان كان دولارا او مشاهدة او فنا والإبداع يغير خارطة الرتابة والنمطية في الدراما العربيه والخليجيه التي حرك مكامنها محمد دحام في الكويت والمقله في البحرين ودمتم.