الشبيبة:*بين هامات الجبال وخلف الأنظار تقف "كبيكب" بأبراجها تروي قصة اختفت عناصرها ولم يبق منها سوى المكان الذي ترشدك إليه اللوحة الإرشادية (مقابر كبيكب) الموجودة على طريق قريات صور. تظن من الوهلة الأولى عندما ترى اللوحة الإرشادية السياحية إلى كبيكب أنها سهلة المنال بحيث لا تحتاج إلى أن تتزود بالوقود أو مستلزمات الرحلة ، إلا أن الوصول إلى أبراج كبيكب يتطلب صعود الجبال ونزول الأودية ومكابدة وعورة الطريق والتكيف مع درجات الحرارة المنخفضة فكلما صعدنا إلى الأعلى تتراجع أرقام درجات الحرارة ابتداء من درجة حرارة 30ْ حتى تصل إلى 15ْ عند أبراج كبيكب.

قرية السيفاني الساعة الآن تشير إلى الثانية عشرة ظهرا ودرجة الحرارة 30 في مركز ولاية قريات حبث كانت انطلاقتنا من عند اللوحة الإرشادية التي تشير إلى كبيكب، اتجهنا غربا فكانت قرية السيفاني محطتنا الأولى، الشيخ الكبير سالم بن علي المقيمي يستعد لصلاة الظهر وعمال البناء يسعون لإنجاز الوحدات السكنية الحكومية المقرر تسليمها لأبناء القرية بدلا من بيوتهم الوبرية والسعفية، هكذا كانت الصورة في بدايتها، توقفنا ننتظر الشيخ سالم، التحية وحفاوة الترحيب كانت عنوان هذا اللقاء، وكل من قابلناهم طوال الرحلة صغارا وكبارا، وحينما سألنا الشيخ عن كبيكب قال: كبيكب اسم غير عربي، وهو رجل سكن في المنطقة وكان حارسا عليها وكان يستولي على أموال الناس بالقوة وبنى منزلا وقُتل في إبراء، وهي قصة يتجاوز عمرها آلاف السنين وهي في حقيقتها أبراج وليست مقابر، وهي تتبع لنيابة طيوي بولاية صور. وكبيكب هو من بنى القرية بقصِّ الحصى بـ"الكتارة" وبنى أكثر من برج. وما إن أكمل الشيخ سالم قصته وجدنا أنفسنا محاطين بثلة من أبناء القرية، فسألنا كبيرهم ويدعى علي بن خادم المقيمي عن حقيقة كبيكب، فتردد كثيرا قبل أن يقول: لا أحد يعرفه من اللإنس أو الجن! لكن يقال إنه كان يأكل كل من يقترب من المنطقة وهو يقطن داخل غار صنعه بنفسه، وامرأة دلتهم على قتله، وقالت: إذا أردتم قتله فخذوا الكتارة منه وهو فاتح العينين ولا تضربوه إلا ضربة واحدة؛ لأن الضربتين تحييانه، فذهب أحد أبناء السعديين وقتله، وبعد أن استمعنا إلى قصص وأخبار "كبيكب" التي يتناقلها الناس عزمنا مواصلة الرحلة إليها.
قرية الجامحة بعدما عرفنا منهم خارطة الطريق لكبيكب والوقت اللازم للوصول وبين لهفة الوصول ومخافة السقوط من ذلك الطريق الانحداري الجبلي قطعنا طريقنا لـ"الجامحة" تلك القرية التي استقبلنا فيها حمد ورفاقه الصغار أحمد وعامر وناصر وسالم، وقد أحاطوا رؤوسهم ورقابهم بالمصر نتيجة البرد، (هذه قريتنا، بها ثلاثون بيتا تقريبا وكلهم مقيميون) هكذا كانت إجابة الأطفال على سؤالنا لهم: من أين أنتم؟ قرية الجامحة تفتقر إلى الكهرباء والمدرسة والمركز الصحي وغيرها من المرافق، وكذلك القرى المجاورة ومازال ذلك حلما بالنسبة لهم، وهذا حمد يلخص جدولهم اليومي فيقول: نحن نتحرك في أربع سيارات أولاد وبنات، تبدأ رحلتنا إلى المدرسة من الساعة الخامسة ونصف فجرا ونصل حوالي الساعة السابعة للمدرسة بطيوي ونرجع الساعة الثانية بعد الظهر، وفي فترة المساء نتجمع في مكان واحد، ومن بعد صلاة العشاء ننام ... أحلامهم كبيرة، فهذا يتمنى أن يكون في المستقبل... طيارا والآخر معلما والثالث طبيبا ... فأنى لهم ذلك...؟
برغم غياب تلك الخدمات إلا أنهم أكدوا على تمسكهم بالمكان وهويته بكل إصرار وقالوا: لكننا لن نترك بلدتنا، لكننا لن نترك بلدتنا، قالوها بقلب ولسان واحد.
تركناهم بذاك الحس والشعور الرائع بالانتماء على أمل أن نراهم في نفس المكان مع فارق الوقت. الساعة الآن الثانية ظهرا، نشرة الأخبار المحلية في إذاعة سلطنة عمان كلمات خرجت من المذيع أوحت لنا بأننا مازلنا متواصلين مع العالم بعد أن غادرتنا وسائل الاتصال الأخرى باكرا، ولا يفوتني قبل أن أصل بكم إلى المحطة المقبلة (قران) أن أنقل لكم مشاهد البيوت البسيطة المنوعة بين البيوت السعفية المستقلة والبيوت المنحوتة في صخور الجبال الصماء التي تملأ المكان مما جعلها مرتعا لقطيع الماشية المنتشرة التي تمثل أحد موارد الرزق لأبناء هذه القرى. قرية قران بعد أن قطعنا سبعة كيلومترات من السلاسل الجبلية كان أهالي قران في الموعد، ليؤكدوا أمرين غياب هوية كبيكب وأنها أبراج وليست مقابر، هذه القرية كانت الأكثر تجمعا، فجميع سكانها يسكنون على مدرجات الجبل الصلد بصلادة هممهم وعزائمهم، نحتوا الصخر ليأويهم من برودة الشتاء القارس والرياح والأمطار وعوامل التعرية الأخرى. هذه القرية يقسمها واد، فبعض منازلهم في أعلى الوادي، والأخرى في أسفله، ليست لديهم خدمات سوى مسجد صغير، آثرنا أن نصلي فيه الظهر والعصر .. "أنتم الآن على مسافة خمسة كيلومترات من أبراج كبيكب" قال أحدهم ، واصلنا المسير ولغز كبيكب ما برح يلازمنا، وبينما نحن نتجاذب أطراف الحديث ظهر أحد الأبراج شامخا لكن الرؤية لم تدم طويلا فهناك سيارة قادمة نحونا ومن خلفها غيوم من الغبار والأتربة وعند نقطة الالتقاء بادرنا بالسؤال: شيء علوم شيء أخبار؟ سلامتك ، من صوبكم ؟
تعيش وتدوم.
يقول سليم الحسيني: "غير الحين راجعين من ابرأ وتشرّينا بعض الحاجات" بادرناه بسؤال: هل هذه أبراج كبيكب؟ يبدو أنه مستعجل فتركناه، وما هي إلا دقائق حتى بدت الأبراج "شعبيا" والمقابر "رسميا".
أبراج كبيكب وجدنا سبعة أبراج، أربعة منها على حافة الجبل في طريقها للاندثار، أما الأول والثاني ففي بداية المسطح، وأحدهما مازال قائما لم يتأثر بعوامل التعرية. موقع الأبراج كاشف للمنطقة وما حولها نظرا لارتفاع المكان وعلوه مما قد يتفق مع (رواية السطو) التي يرويها الأهالي. كما أن هذه الأبراج تتفق مواد بنائها مع طبيعة المكان وأتفق مع ما رأيته وما قاله الأهالي بأنها أبراج وليست مقابر؟!! حاولنا الدخول إلى هذه الأبراج أو كما تسمى المقابر ولكن لم نستطع نظرا لضيق فتحة المدخل . فودعنا كبيكب قبل أن تودعها شمس الغروب عائدين إلى قرية قران - التي تبعد عن كبيكب بـ5 كم و طيوي 6كم. المصدر الرسمي
حاولنا التنسيق مع المختصين في قسم الآثار بجامعة السلطان قابوس من أجل أن نصل إلى حقيقة علمية حول كبيكب لمقارنتها مع حكايات الأهالي، ولكن للأسف لم نتمكن من ذلك، فما كان لنا إلا أن نرجع إلى المصدر الرسمي الإلكتروني في موقع عمان نت التابع لوزارة الإعلام حيث يقول: "في أواخر عام 1991م قام فريق من علماء الآثار بالتعاون مع وزارة التراث والثقافة بمعاينة ودراسة بروج الجيلة في الموقع وقد تم اكتشاف حوالي 90 برجا في حالة جيدة ويعزى ذلك إلى متانة بنائها وهي تقع على ارتفاع 2000م من مستوى سطح البحر يبلغ ارتفاع هذه البروج بين 4 إلى 5 أمتار وقطرها 3 إلى 4 م، وهي أسطوانية الشكل ومستديرة من الأعلى يتكون بعضها من جدارين بينهما مساحة مملؤة بالحجارة وتقع فوق مرتفعات الجبال".

قرية السيفاني الساعة الآن تشير إلى الثانية عشرة ظهرا ودرجة الحرارة 30 في مركز ولاية قريات حبث كانت انطلاقتنا من عند اللوحة الإرشادية التي تشير إلى كبيكب، اتجهنا غربا فكانت قرية السيفاني محطتنا الأولى، الشيخ الكبير سالم بن علي المقيمي يستعد لصلاة الظهر وعمال البناء يسعون لإنجاز الوحدات السكنية الحكومية المقرر تسليمها لأبناء القرية بدلا من بيوتهم الوبرية والسعفية، هكذا كانت الصورة في بدايتها، توقفنا ننتظر الشيخ سالم، التحية وحفاوة الترحيب كانت عنوان هذا اللقاء، وكل من قابلناهم طوال الرحلة صغارا وكبارا، وحينما سألنا الشيخ عن كبيكب قال: كبيكب اسم غير عربي، وهو رجل سكن في المنطقة وكان حارسا عليها وكان يستولي على أموال الناس بالقوة وبنى منزلا وقُتل في إبراء، وهي قصة يتجاوز عمرها آلاف السنين وهي في حقيقتها أبراج وليست مقابر، وهي تتبع لنيابة طيوي بولاية صور. وكبيكب هو من بنى القرية بقصِّ الحصى بـ"الكتارة" وبنى أكثر من برج. وما إن أكمل الشيخ سالم قصته وجدنا أنفسنا محاطين بثلة من أبناء القرية، فسألنا كبيرهم ويدعى علي بن خادم المقيمي عن حقيقة كبيكب، فتردد كثيرا قبل أن يقول: لا أحد يعرفه من اللإنس أو الجن! لكن يقال إنه كان يأكل كل من يقترب من المنطقة وهو يقطن داخل غار صنعه بنفسه، وامرأة دلتهم على قتله، وقالت: إذا أردتم قتله فخذوا الكتارة منه وهو فاتح العينين ولا تضربوه إلا ضربة واحدة؛ لأن الضربتين تحييانه، فذهب أحد أبناء السعديين وقتله، وبعد أن استمعنا إلى قصص وأخبار "كبيكب" التي يتناقلها الناس عزمنا مواصلة الرحلة إليها.
قرية الجامحة بعدما عرفنا منهم خارطة الطريق لكبيكب والوقت اللازم للوصول وبين لهفة الوصول ومخافة السقوط من ذلك الطريق الانحداري الجبلي قطعنا طريقنا لـ"الجامحة" تلك القرية التي استقبلنا فيها حمد ورفاقه الصغار أحمد وعامر وناصر وسالم، وقد أحاطوا رؤوسهم ورقابهم بالمصر نتيجة البرد، (هذه قريتنا، بها ثلاثون بيتا تقريبا وكلهم مقيميون) هكذا كانت إجابة الأطفال على سؤالنا لهم: من أين أنتم؟ قرية الجامحة تفتقر إلى الكهرباء والمدرسة والمركز الصحي وغيرها من المرافق، وكذلك القرى المجاورة ومازال ذلك حلما بالنسبة لهم، وهذا حمد يلخص جدولهم اليومي فيقول: نحن نتحرك في أربع سيارات أولاد وبنات، تبدأ رحلتنا إلى المدرسة من الساعة الخامسة ونصف فجرا ونصل حوالي الساعة السابعة للمدرسة بطيوي ونرجع الساعة الثانية بعد الظهر، وفي فترة المساء نتجمع في مكان واحد، ومن بعد صلاة العشاء ننام ... أحلامهم كبيرة، فهذا يتمنى أن يكون في المستقبل... طيارا والآخر معلما والثالث طبيبا ... فأنى لهم ذلك...؟
برغم غياب تلك الخدمات إلا أنهم أكدوا على تمسكهم بالمكان وهويته بكل إصرار وقالوا: لكننا لن نترك بلدتنا، لكننا لن نترك بلدتنا، قالوها بقلب ولسان واحد.
تركناهم بذاك الحس والشعور الرائع بالانتماء على أمل أن نراهم في نفس المكان مع فارق الوقت. الساعة الآن الثانية ظهرا، نشرة الأخبار المحلية في إذاعة سلطنة عمان كلمات خرجت من المذيع أوحت لنا بأننا مازلنا متواصلين مع العالم بعد أن غادرتنا وسائل الاتصال الأخرى باكرا، ولا يفوتني قبل أن أصل بكم إلى المحطة المقبلة (قران) أن أنقل لكم مشاهد البيوت البسيطة المنوعة بين البيوت السعفية المستقلة والبيوت المنحوتة في صخور الجبال الصماء التي تملأ المكان مما جعلها مرتعا لقطيع الماشية المنتشرة التي تمثل أحد موارد الرزق لأبناء هذه القرى. قرية قران بعد أن قطعنا سبعة كيلومترات من السلاسل الجبلية كان أهالي قران في الموعد، ليؤكدوا أمرين غياب هوية كبيكب وأنها أبراج وليست مقابر، هذه القرية كانت الأكثر تجمعا، فجميع سكانها يسكنون على مدرجات الجبل الصلد بصلادة هممهم وعزائمهم، نحتوا الصخر ليأويهم من برودة الشتاء القارس والرياح والأمطار وعوامل التعرية الأخرى. هذه القرية يقسمها واد، فبعض منازلهم في أعلى الوادي، والأخرى في أسفله، ليست لديهم خدمات سوى مسجد صغير، آثرنا أن نصلي فيه الظهر والعصر .. "أنتم الآن على مسافة خمسة كيلومترات من أبراج كبيكب" قال أحدهم ، واصلنا المسير ولغز كبيكب ما برح يلازمنا، وبينما نحن نتجاذب أطراف الحديث ظهر أحد الأبراج شامخا لكن الرؤية لم تدم طويلا فهناك سيارة قادمة نحونا ومن خلفها غيوم من الغبار والأتربة وعند نقطة الالتقاء بادرنا بالسؤال: شيء علوم شيء أخبار؟ سلامتك ، من صوبكم ؟
تعيش وتدوم.
يقول سليم الحسيني: "غير الحين راجعين من ابرأ وتشرّينا بعض الحاجات" بادرناه بسؤال: هل هذه أبراج كبيكب؟ يبدو أنه مستعجل فتركناه، وما هي إلا دقائق حتى بدت الأبراج "شعبيا" والمقابر "رسميا".
أبراج كبيكب وجدنا سبعة أبراج، أربعة منها على حافة الجبل في طريقها للاندثار، أما الأول والثاني ففي بداية المسطح، وأحدهما مازال قائما لم يتأثر بعوامل التعرية. موقع الأبراج كاشف للمنطقة وما حولها نظرا لارتفاع المكان وعلوه مما قد يتفق مع (رواية السطو) التي يرويها الأهالي. كما أن هذه الأبراج تتفق مواد بنائها مع طبيعة المكان وأتفق مع ما رأيته وما قاله الأهالي بأنها أبراج وليست مقابر؟!! حاولنا الدخول إلى هذه الأبراج أو كما تسمى المقابر ولكن لم نستطع نظرا لضيق فتحة المدخل . فودعنا كبيكب قبل أن تودعها شمس الغروب عائدين إلى قرية قران - التي تبعد عن كبيكب بـ5 كم و طيوي 6كم. المصدر الرسمي
حاولنا التنسيق مع المختصين في قسم الآثار بجامعة السلطان قابوس من أجل أن نصل إلى حقيقة علمية حول كبيكب لمقارنتها مع حكايات الأهالي، ولكن للأسف لم نتمكن من ذلك، فما كان لنا إلا أن نرجع إلى المصدر الرسمي الإلكتروني في موقع عمان نت التابع لوزارة الإعلام حيث يقول: "في أواخر عام 1991م قام فريق من علماء الآثار بالتعاون مع وزارة التراث والثقافة بمعاينة ودراسة بروج الجيلة في الموقع وقد تم اكتشاف حوالي 90 برجا في حالة جيدة ويعزى ذلك إلى متانة بنائها وهي تقع على ارتفاع 2000م من مستوى سطح البحر يبلغ ارتفاع هذه البروج بين 4 إلى 5 أمتار وقطرها 3 إلى 4 م، وهي أسطوانية الشكل ومستديرة من الأعلى يتكون بعضها من جدارين بينهما مساحة مملؤة بالحجارة وتقع فوق مرتفعات الجبال".
¨°o.O ( على كف القدر نمشي ولا ندري عن المكتوب ) O.o°¨
---
أتمنى لكم إقامة طيبة في الساحة العمانية
---
أتمنى لكم إقامة طيبة في الساحة العمانية
وأدعوكم للإستفادة بمقالات متقدمة في مجال التقنية والأمن الإلكتروني
رابط مباشر للمقالات هنا. ومن لديه الرغبة بتعلم البرمجة بلغات مختلفة أعرض لكم بعض
المشاريع التي برمجتها مفتوحة المصدر ومجانا للجميع من هنا. تجدون أيضا بعض البرامج المجانية التي قمت بتطويرها بذات الموقع ..
والكثير من أسرار التقنية في عالمي الثاني Eagle Eye Digital Solutions
رابط مباشر للمقالات هنا. ومن لديه الرغبة بتعلم البرمجة بلغات مختلفة أعرض لكم بعض
المشاريع التي برمجتها مفتوحة المصدر ومجانا للجميع من هنا. تجدون أيضا بعض البرامج المجانية التي قمت بتطويرها بذات الموقع ..
والكثير من أسرار التقنية في عالمي الثاني Eagle Eye Digital Solutions