الحياة ماذا تعني لكم هذه الكلمة فهل حققتم أمنياتكم في هذا الميدان

    • الحياة ماذا تعني لكم هذه الكلمة فهل حققتم أمنياتكم في هذا الميدان

      الحياة ما هي إلا ميدان كلنا نتسابق فيه كلا حسب غاياته ومراده ، نسعى إلى تحقيق بعض الأمنيات في سنوات عمرنا التي كتبها الخالق عز وجل لنا أن نعيشها على هذه البسيطة ، كل يوم نصحوا مبكرين البعض يذهب إلى مختلف دور التعليم لنيل العلم والمعرفة ـ وذلك ليتحقق له المستقبل الذي يرسمه كل يوم عندما يخلد للنوم ، أو يفكر فيه في أية لحظة ، لو سألت طفلك ماذا تتمنى أن تكون في المستقبل يا بني ؟ ستكون إجابته بأن يكون دكتورا ، أو مهندسا ، أو طبيبا أو معلما ، كل حسب تفكيره وميوله ، فتتمنى في قلبك أن يتحقق لهم ذلك ، فنجد العامل يذهب منذ الصباح الباكر سالك دربه إلى جهة عمله ، يقضي ساعات طويلة في مجال عمله ، مثابرا يجد ويجتهد ويبادر بأفكار جديدة لكي تكون حافزا له لإعطائه بعض الامتيازات التي تراوده ، فتحقق له الزيادة التي يتمنها في مرتبه الشهري ، من أجل ماذا ؟ من أجل توفير كافة متطلبات حياته له ولأسرته وحتى لا ينقصهم أي شيء يرغبون فيه ، والمزارع كذلك تجده مشمرا يداه منذ الصباح الباكر، فيغرس أصابعه في التربة ، يسقى تلك المزروعات ، ويحافظ على عليها من ما قد يلحق بها من آفات ، يكاد يتناول إفطاره في مزرعته ، ليتحقق له ما يتمنى من خير وفيرا يعينه على توفير لقمة العيش الكريمة له ولأسرته .

      نعم الإنسان مطالب أن يسعى في هذه الحياة ، وأن يشمر عن ساعديه ليكسب الرزق ، خير له من أن يمد يده بالسؤال سواء أعطوه أو منعوه ، رسولنا الكريم عليه أفضل الصلاة والتسليم كان راعيا للغنم ، وكان تاجرا ، ولا عيب في أن يمارس الشاب بعض الأعمال الحرة التي تدر له دخلا ، يعينه بالتكييف مع ظروف الحياة وتقلباتها ، فبعض الأعمال الحرة أصبحت اليوم تدر دخلا كبيرا ، أفضل من الجلوس لساعات طويلة على كرسي وظيفة حكومية ، فأن ذلك خيرا له من أن يجلس نائما في بيته عالة على غيره ، يترجى رزقه أن يأتيه إلى أبوب بيته ، قد يقول البعض من الشباب أننا تعبنا ، ويأسنا من كثرة البحث عن فرص العمل ، لكن لم نتوفق في الحصول على وظيفة مناسبة لنا ، نجده يتذمر من ذلك متشائما من الحياة ، نعم قد تتذمر نفس الإنسان مما قد يواجهها من صعاب في هذه الحياة ، لكن لكل شيء نهاية ، ويجب على الإنسان أن يصبر ، ربما أن رزقه بعد لم يصل إليه ، فقد يأتيه من حيث لا يحتسب ، عليه أن يجد ويجتهد ويبحث عن فرص عمل ، وعليه أن يبادر في تثقيف نفسه ، بأن يأخذ بعض الدورات التدريبية التي تساعده وتأهله لخوض المنافسة على بعض الوظائف ، أما أن يكتفي بما درسه في المدرسة في هذا الزمن بذات فمستحيل أن ينفعه ذلك ، لأن باب المنافسة كبيرا ، والوظائف الشاغرة تكاد بعدد الأصابع ، فيجب أن تستغل الوقت للتدريب وتأهيل نفسك وتثقيفها بكافة العلوم والمعرفة ، فقد يحالفك الحظ ويكتب الله لك التوفيق فتحصل على الوظيفة المناسبة كورد رزق لك في هذه الحياة .

      إذن تبقى الحياة حلوة بمعناها وبأيامها مهما واجهتنا ظروف الدهر، وعصفت بنا تقلباته ، بشرط أن نكون قادرين على فهمها ، والفهم هنا يقصد به أن تقدر أن تكييف نفسك على مواجهة ما يلحق بك من مشاكل وصعاب فيها، وأن تسعى إلى أن تطرق أبواب الرزق لا أن تتكل على الغير ، وأن ترسخ في عقله بأن المولى عز وجل هو الخالق ، هو مسخر الأرزاق ـ ولا يعلم أحد بأن رزقه من أين سيكتسبه ، ولا يمكن لأي نفس أن تكون حجر عثرة لأي مخلوق أخر ، لأنه كل شي مكتوب ومسخر من قبل الله عز وجل ، فعلينا المثابرة والاجتهاد والصبر وعدم الإتكالية على الغير أو الجلوس في المنازل نترجى أن تصلنا أرزاقنا .