الوطن -

سهيل بن سالم الشنفري:



بدأت وزارة التربية والتعليم مع مطلع العام الدراسي2007/2008م تطبيق برنامج تعليمي للصفين الحادي عشر والثاني عشر والذي يُعرف بنظام التعليم ما بعد الأساسي.. حيث جاءت هذه الخطوة استكمالاً لجهود الوزارة التطويرية في تطبيقها لنظام التعليم الأساسي والذي بدأ العمل به في العام98/1999م، وذلك في إطار خطة السلطنة نحو تطوير التعليم وتحديثه.

من هنا أخذت هذه الخطوة بُعدًا مُهمًا.. كونها جاءت بعد مرور عشر سنوات من تطبيق التعليم الأساسي، والاحتفاء مع نهاية العام الدراسي2006/2007م بتخريج الفوج الأول من طلبة الصف العاشر الأساسي، لتُكمل بذلك مسيرة عشر سنوات من هذا التعليم.. كما أن السلطنة تبنت تطبيق مفهوم التعليم الأساسي كمرحلة تكوينية مُدتها عشر سنوات، من أجل الأخذ بأيدي المُتعلمين لإتقان التعلم، وإيمانًا بأن التعليم هو الاستثمار الأمثل لبناء مُجتمع حديث. وبناءً على ذلك؛ وكنتيجة طبيعية لمُتطلبات كل مرحلة تعليمية، كان لا بد من إكمال الخطة الموضوعة لتطوير التعليم في السلطنة، حيث تم التخطيط والإعداد والتنفيذ لمرحلة التعليم ما بعد الأساسي مُنذ فترة، وذلك في إطار الرؤية الشاملة لتطوير التعليم، واستكمالاً لما أُنجز من تطوير في المرحلة السابقة. عليه كان السعي نحو إيجاد تعليم مُطور لما بعد تلك المرحلة الأساسية، بحيث يتناسب هذا التعليم ومُخرجات التعليم الأساسي، وقد تمثل هذا البرنامج الجديد في الصفين الحادي عشر والثاني عشر.

ففكرة هذا التعليم تتضح من خلال مفهومه وأهدافه، فهو نظام تعليمي مُدته سنتان دراسيتان من التعليم المدرسي، يأتي مُباشرة بعد مرحلة التعليم الأساسي والتي تستغرق الدراسة فيها عشر سنوات.. ويهدف التعليم ما بعد الأساسي إلى الاستمرار في تنمية المهارات الأساسية ومهارات العمل والتخطيط المهني لدى الطلبة، بما يُهيئهم ليكونوا أعضاء فاعلين في المُجتمع، وقادرين على الاستفادة من فُرص التعليم والتدريب والعمل بعد التعليم المدرسي. كما أن الوزارة سارت في تحديثها لهذا التعليم المُطور في اتجاهين مُتوازيين، وذلك عبر توحيد الأركان الأساسية في نظام التعليم الأساسي والتعليم العام، من خلال تحديث مُختلف العناصر التربوية والتعليمية؛ كالمناهج المدرسية، والخطة الدراسية، والتقويم التربوي، والتوجيه المهني، والتدريب والتأهيل.

ويتميز برنامج التعليم ما بعد الأساسي بأنه مُتنوع من حيث تلبيته لاحتياجات جميع الطلبة الذين يرغبون في الالتحاق بالعمل أو الذين ينوون مُواصلة دراساتهم، فهو يُتيح فُرصة الاختيار للطلبة، ويُعدهم لسُوق العمل عبر تزويدهم بمهارات التوظيف الأساسية، كما أنه يتميز بالمُرونة عبر تمكن الطلبة عن طريقه من استكشاف مُختلف المجالات التي يطمحون إلى الالتحاق بها قبل التزامهم بمسار مُحدد، كما أن البرنامج يُلبي الاحتياجات الفردية للطلبة ذوي القُدرات العليا والدنيا في نفس الوقت، ويُعزز مبدأ التعلم الفردي لهم.