الشبيبة -

تركية البوسعيدية:



1- كل عام وأنتم بخير بمناسبة العام الجديد نتمنى أن يكون هذا العام عام خير وسلام عليكم جميعاً وعلى وطننا الحبيب عمان وأن يحمي الله هذا الوطن بنعمة الخير والأمن والسلام... وإن تكون عمان في تقدم وازدهار وأن يحقق كل مساعيها من أجل خدمة المواطن وخدمة الإنسانية... وأن يحفظ الله مولاي ويمده بالصحة والعافية ويحقق كل أهدافه من أجل تنمية شاملة تعم البلاد يا رب آمين.

2- كتب الإعلامي مصطفى بكري مقالا في شهر نوفمبر من العام المنصرم بعنوان ( لماذا تكرهوننا ؟ ) إثر أحداث مباراة مصر والجزائر في السودان وعلى اثرها فازت الجزائر ، أقول لمصطفى بكري لا أحد يكره مصر فهي أم الصغير والكبير هي أم الدول العربية كلها ... لا أحد يكره مصر بل الكل يجل لها التقدير والاحترام... مصر عكاز العرب وهذا ليس قول لسان بل ما نشعر به في قلوبنا وما نلمسه في الواقع من يستطيع أن ينسى مصر ووقوفها أمام كل القضايا العربية مصر لا تحتاج إلى وصف أقلامنا فهي كبيرة وكبيرة جداً بحجمها وبتاريخها وبآثارها ... كبيرة بعلمائها وبجامعاتها وكبيرة بنيلها وكبيرة بالأزهر الشريف ... شهادتنا نحن مجروحة حين نتكلم عن مصر فهي كبيرة أكبر من كل كلمة تقال في حقها ،مصر الأم الرؤوم التي تحتضن أبناءها مصر مجد وتاريخ يضرب في أعماق قلوبنا ، ذكرت في القرآن وذكرت في الأحاديث النبوية قال رسول الله عنها :" بان منها خير أجناد الأرض وإنهم وأهليهم في رباط إلى يوم القيامة" لا ننسى جميعا بان مصر لها فضل كبير علينا فهي التي علمتنا مبادئ الحروف الأبجدية مصر أول حضارة في التاريخ ، كيف ننسى فضل مصر علينا وهي التي تدفع بأبنائها من أجل حماية الأوطان الأخرى أليست مصر بلد الثقافة والمثقفين ؟ أليست مصر هي التي أخرجت وولدت طه حسين ، والعقاد ، وتوفيق الحكيم وزويل ونجيب محفوظ وعبد الناصر والسادات ــ أليست هي التي دفعت ( بمائة وعشرين ألف شهيد ) من أجل الأمة العربية وتحقق تلك البلدان النصر من أرواح أبناء مصر ؟ مصر أم القرارات المصيرية لكل عـربي فمن غيرها نحن لا تكون لنا كلمة الفصل دون الرجوع إليها ، قد يقول قائل بأنني أبالغ لكن والله هذه الحقيقة التي لا تغيب عن بال كل واحد منا ... صحيح أحيانا نغضب حيث يقل دور مصر عن بعض القضايا ولا سيما أحداث غزة لكن هذا مجرد عتاب من الأبناء إلى الأم ومجرد مغازلة لها حتى نحرك فيها الشجون ونطالبها بالحنان والدفء علينا ، نحن يا بكري لا نكره مصر ومن يقول غير ذلك فهو يغالط نفسه لكن في المقابل لا نريد أن نشحن النفوس بين بلدين تربطهم علاقة دم ونسب وعلاقة تزاوج وعـلاقات اقتصادية وعــلاقات سـيـاسيـة ، ولا ننسى أن شعب الـجـزائــر قــدم (مليون شهيد) فـهـو شعب مـجــروح شعب يتألم لم يتعاف إلا من أربعين عاما ) مضى فهو يحتاج من يحتضنه ويلم جراحه فشعب مصر وشعب الجزائر شعب واحد تقاسموا المأساة معا وذاقوا مرارة الألم معا ، فهذه الروابط الوشيجة والحميمية لا يفرقها كره تدحرج على الأرض وترميه الأقدام ، وأنتم أكبر واسمى من لغة التشنج والصراع ، فلغة الحب والحوار والتحضر هي الطريق السليم .

3 - الذين يتشدقون بإسرائيل في قوتها العسكرية ، وقوتها الاقتصاديه هي أكثر الدول فسادا في جميع أجهزتها ، السياسية والعسكرية والاقتصادية ولو لا معونات أمريكية لها لما كانت لها صوت يذكر ، بل الأدهى من هذا كله إنها أكثر الدول في العالم تعانى من مرض (H1N1) ولكنهم لم يتوصلوا إلى الآن إلى حل يقلل على الأقل انتشاره والأدهى مـن هـذا كـله أن أكثر من (مليون ونصف) إسرائيلي فقير تقرير نشرته جـريــدة الحياة نـقــلا من صحيفة ( بديعوت أحر ونوت ) بينهم أكثر من (700) ألف طفل ، وإن القدس تعتبر أفقر المناطق وأشار التقرير الصادر عن المعهد الوطني للتأمين لعام 2008م ، إن عدد المحتاجين (1651300) محتاج من بينهم (783600) طفل حيث تعيش الأسرة المؤلفة من ثلاثة أولاد دون خط الفقر وأيضا سجل التقرير أن معدل الفقر عند العائلات العربية أفضل بكثير عن الأسرائليين لكن فوق هذا التدهور السيئ التي تتعرض له إسرائيل ما زالت هناك نفوس ضعيفة تتشدق بقوة إسرائيل المزعومة .

4- الفقر ما زال ينقر الشعوب تقرير نشرته منظمة الأغذية والزراعة (فاو) وبرنامج الأغذية العالمي وتناقله جميع وسائل الإعلام حيث يقول : التقرير إنه يوجد ( بليون جائع في العالم ) (622) في آسيا والمحيط الهادي ، و (265) مليونا في أفريقيا وجنوب الصحراء ، و (53) مليون في الشرق الأدنى و (42) مليون في شمال أفريقيا ، و (15) مليون في الدول الغنية بينما العالم الأغنى يسيطر على ثروات وخيرات الدول الصغيرة والفقيرة وهنا تزداد الهوة أكثر اتساعا حينما تهيمن الدول الكبرى على الدول الفقيرة وفتح المجال واسعا أمام ظهور طبقات فوقية وطبقات تحتية توجد نوعا من الأحقاد والأنانية هذا إذا عرفنا كما جاء في التقرير ونشرته (جريدة الحياة ) حيث يزداد سكان العالم الثالث عن سكان العالم المتقدم (عشرة بلايين نسمة كل عشر سنوات ) ويقول : التقرير أيضا الغارق في ديونه فبدلا من أن يأمن الغذاء لأبنائه يتجه إلى سوق التسلح حيث تتجه أشد دول العالم الثالث فقرا لدفع مبالغ طائلة للتسلح وهما الهند وباكستان أكثر دول العالم الثالث فقراً وأكثر سكانا حيث بلغ الانفاق على السلاح ثلاثة أضعاف عنه على الصحة ، وفي باكستان تسعة أضعاف عنه على الصحة حيث أشار التقرير إلى ان الفساد في الأنظمة السياسية والاقتصادية هي التي قادت إلى الفقر والجوع وخصوصا دول العالم الثالث .