"الرؤية" .. جديد شكلا أم مضمونا؟

    • "الرؤية" .. جديد شكلا أم مضمونا؟

      الرؤية -

      عقيل بن عبدالخالق اللواتي:



      عندما طالعنا العدد الأول من جريدة "الرؤية" استبشرنا بهذه المفاجئة الجميلة، وفرحنا كثيرا وغمرنا الكثير من السرور. فكم جميل عندما يفسح المجال امام أو?? نطاق ???? للرأي والتعبير في المجالات كافة، وذلك حينما تتعدد وتتنوع وسائل الاعلام من صحف ومجلات وقنوات فضائية.

      الأهم من ذلك، ان صحيفة الرؤية، وكما افصحت عن نفسها، تعني بالجانب الاقتصادي مع شمولية لمختلف المجالات. ولا شك في ان الجانب الاقتصادي يحتل أهمية كبيرة في حياتنا كونه يشكل أساسا ثابتا لمسيرة التنمية في أي مجتمع . ووجود صحيفة متخصصة في الاعلام الاقتصادي سوف يعزز الوعي الاقتصادي في المجتمع والاسهام في عملية هذه التنمية.

      سألني زميل لي ونحن نتصفح "الرؤية" : مالاضافة الجديدة التي ستحمله هذه الصحيفة؟

      وكان السؤال جديرا بالاهتمام، وهو ما دعاني ايضا ان اتسائل: هل هذا الجديد سيكون جديد شكل ام مضمون، أو الشكل والمضمون معا ؟

      وهل ستكتفي بمجرد نقل الأخبار وما تتضمنها من احداث ووقائع وارقام وسياسات وتصريحات، ام انها ستهتم ايضا بعرض رؤى نقدية وتحليلية لكل ما يتم عرضه من اخبار وتصريحات وارقام وذلك بتقديم الرأي والرأي الاخر.

      اليوم، ليس هناك شئ اسمه (شح الأخبار). فعصرنا هو عصر طوفان الاخبار. اننا وبكبسة زر واحدة، نطل على نافذة العالم المتغير والمتجدد لنعرف ونشاهد كل شئ، وبالتفصيل الممل، ساعة بعد ساعة. فالاخبار، وبفضل تكنولوجية الاتصال وثورة الإعلام، تتدفق كالسيل ولا تتوقف، عبر الصحف والفضائيات والانترنت، وتتجدد لحظة بلحظة، من الرياضة، الى السياسة، الى الاقتصاد، الى كل شئ.

      اننا لا نبحث عن مجرد اخبار وارقام واحصائيات وتصريحات .. فما أكثرها اليوم، وما اسهل الحصول عليها، لكننا نبحث عن من يضع لنا كل ذلك في سياق واضح، ويجعل لها معنى، بعد ان يقدمها لنا برؤية تحليلية نقدية واضحة وشفافة تساعدنا على فهم ما يجري بكل وضوح. فهل ما يقدم لنا في صحافتنا المحلية يقوم على هذا الاساس؟

      ان ما ينشر في صحافتنا المحلية ( وانا اقصد هنا في الشأن الاقتصادي بالذات) يتسم في احيان كثيرة بالتركيز على مجرد عرض الخبر كخبر وكمعلومات ولكن بلا تحليل ولا مناقشة رغم ضرورتهما في احيان كثيرة. لنأخذ على سبيل المثال – والامثلة كثيرة - مشروع العملة الموحدة .. هذا الموضوع الذي لا زال يلفه الغموض حتى الان. لم تقدم لنا صحافتنا المحلية رؤية واضحة وشفافة عن هذا الموضوع، ولا زال الكثير من الناس يتساءل عن الاسباب الجوهرية لعدم انضمام سلطنة عمان، في هذه المرحلة، للعملة الخليجية الموحدة، وعن المزايا والسلبيات التي ستعود على الاقتصاد الوطني من الانضمام أو عدمه. فمعظم ما تم تداوله في الصحافة عن هذا الموضوع لا يعدو ان يكون سوى تصريحات رسمية او اراء تتبنى الموقف الرسمي، ولم يكن هناك حرص على تقديم الرأي الاخر أو طرح وجهات نظر أخرى مغايرة وهي كثيرة، فتكتمل الصورة لدى القارئ بكل الألوان، ويتوضح المشهد من امامه بكل التفاصيل، فيفهم حقيقة ما يجري.

      وصحيح .. ان الدولة وحدها ترسم السياسات، وتضع الأهداف الاستراتيجية التي تحدد المصالح العليا والوسائل المختلفة لتحققها. نحن لسنا معنيين باتخاذ القرار. القرار بيد من لديه صلاحية اتخاذ القرار وهي الدولة. ولكننا معنيون حتما ان نفهم ونعي جيدا ما نتابع في الاعلام، وما يعرض علينا من اخبار وتصريحات وارقام وكل شئ، وان يوضع لنا كل ذلك في سياق يعطي معنى.

      نفتخر كثيرا بميلاد صحيفة الرؤية، ونتمنى أن تقوم هذه الصحيفة بهذا الدور الريادي في التنوير الاعلامي واثارة الوعي والتثقيف، على أكمل وجه وبالتوفيق.

      *

      جريدة*الرؤية: 5 يناير 2010


      ¨°o.O ( على كف القدر نمشي ولا ندري عن المكتوب ) O.o°¨
      ---
      أتمنى لكم إقامة طيبة في الساحة العمانية

      وأدعوكم للإستفادة بمقالات متقدمة في مجال التقنية والأمن الإلكتروني
      رابط مباشر للمقالات هنا. ومن لديه الرغبة بتعلم البرمجة بلغات مختلفة أعرض لكم بعض
      المشاريع التي برمجتها مفتوحة المصدر ومجانا للجميع من هنا. تجدون أيضا بعض البرامج المجانية التي قمت بتطويرها بذات الموقع ..
      والكثير من أسرار التقنية في عالمي الثاني
      Eagle Eye Digital Solutions