انتهاء الإجازة عن النت .. - جديد معاوية الرواحي

Warith AL Maawali · 9 يناير 2010، 7:50

تَقاسيم /تَقسيمات / أقسام ..

عن الخوض بعضالشيء ..

صباحَ الخيرِ يا أصدقاء. أتمنى أن تكونأيامَكم الشتائية في مسقط جَميلة ورائعة. أكاد أراكم جَميعاً في مِزاجٍ رائقوحسَنٍ منكم من يخرجُ ليلاً مع زوجتِه ويمشي على البحر محاولا استعادة أيَّامالزواج الأولى يومَ كان كل شيء سهلا وجَميلا وخالياً من الصراخ، أو آخر منكم يخرجُفجراً للمشي بجانب الشارع العام. يناير من أجمل الشهور في عُمان وهو وقتٌ مناسبٌللحبِّ وللرياضة وللخروج من حواف الجمجمة. وبالنسبة لي هو الوقت الذي اخترتُ فيهأخذ إجازة سريعة من هذه المدوَّنة للتركيز في الحياةِ خارجِها. قد لا يهمكم ذلك،أعني أو ربما يسليكم قراءة ما أكتب ولكنني لا أكتب لهذا السبب بل أشعر بشيء قهرييدفعني للكتابة دائما هُنا. هل ذلك لأنني مهم؟ هههه دعوا عنكم هذا الكلام، لا يوجدإنسان مهم في العالم يومياتُه ستفيد الآخرين، اللعبة هُنا لعبة تسلية، ولعبة تفكيربخطٍّ مقروء ولعبة تبادل للمعلومات وردَّات الفعل وإخراج ذلك من سياقِه لا يتجاوزأن يكون وسيلة لشيء آخر، خارج تماماً عن سياقِ قارئ وكاتبٍ في النتِّ يثرثر كثيراًأو قليلاً.

&&&

ممم بعدَ عناءٍ وتعبٍ كَبيرين أخيراًوجدتُ شقَّة ملائمة، كانت الخطة أن أستقرَّ في الموالح القريبة من الشارع العام،ومن باب التجربة شاركتُ زميلا سكنَه هُناك والتجربة كانت مفزعة للغاية وخالية منالنوم. قد تستغربون ذلك ولكن لا يمكنكم تخيل صوت الطائرات والذي يفعله بنائمٍيشخرُ هانئاً. أحيانا أشعر أن الطائرة تقلعُ من أسفلِ أذني وأن برج مراقبةالطائرات يتعمَّد إرسال الطيارين إلى [عليات رأسي] لكي يحرمني من النوم. لذلكاعتذرتُ لزميلي وتراخصنا. والآن في مقرِّ الخوض الجديد.

&&&

السكنى في الخوض ليست سيئة، أعنىالمكان الذي نسكنُه أنا والمسرنم ليسَ بعيدا عن الخدمات ولا قريباً من الزحام، هواستوديو ملحق ببناية وأمامنا حلاقٌ ودوبيٌّ مما يجعل [براذيل] من الطراز الممتازمثلنا في ارتياح هائل.

الصداع استمرَّ لأسبوعين، تأثيث غرفة واحدة قديكون أمراً مقرفاً للغاية ولا يمكن تحمَّله وربما هذا السبب الرئيسي الذي جعَلنيآخذ إجازة قليلا من التدوين، لم يكن باستطاعتي تحمّل ضغط نفسي إضافي، قد حملتذاكرتي وأغراضي وحياتي وكلَّ استقراري في حقائب وأكياس، وإن كنتم لا تستطيعونتخيَّل صعوبة ذلك فربما يأتي اليوم الذي تخرجون/ تخرجنَ فيه من بيوتِكم الكبيرة أوالصغيرة إلى بيوتِكم الخاصَّة بكم حينئذ ربما تتذكرون ما قالَه لكم السمائليالمصرقع عن عذاب التنقل.

ثمَّة أفكار كثيرة تتجعول في رأسي كمايقولون في إزكي وهي تتشقلب وتتقلَّب وتدور ولكنني حتى هذه اللحظة لم أشعر باستقراركاملٍ وكافٍ لكي أراها بوضوح، أعني من المؤكد أنَّ ذلك [ليس مهماً] بالنسبةلكثيرين، ولكن ربما يكون مهما لقارئ واحدٍ أو اثنين أو صديق واحد، أو إنسانةٍواحدة تكفي عن كلِّ هؤلاء.

&&&

الحياة هادئة، ومهما كانت مزعجة يمكنللإنسان أن يخطط جيدا للتخلص مما يزعجه. الآن أبحث عن عدد هائل من النوتاتالموسيقية، وبالطبع لا يتمُّ ذلك بدون مساعدة الصديق اللدود عمَّار الذي كما يبدوتركَ العود تماماً وتفرَّغ لدراسة الحقوق. على أية حال، صباح الخير، وأتمنى أنيكون نهاركم جَميلاً.

المصدر : مدونة معاوية الرواحي

مشاركة