الشبيبة -
سعيد بن سلطان الهاشمي:

يشعر الناس بعبثية الحياة وفوضى تجاربهم فيها في عصر الاستبداد، لأنهم ببساطة لا يحسون بإنسانيتهم كما لا يحرصون على أي شيء يبقيهم قريبين من تلك الآدمية التي تميزهم عن باقي المخلوقات.
إن إنسانية الإنسان وقيمته الحقيقية لا تتحقق إلا بحريته وامتلاكه لإرادته، وهذه الأخيرة (الإرادة الحرة) هي عدوة الاستبداد الأولى ، وأول ما يحرص النظام المستبد على تدميره، واستئصال شأفته؛ لأنه جدار المناعة الأبرز لآدمية الإنسان، كما أنها حارسة عقله، ومحفزة لطاقاته وكوامنه.
فلا غرابة أن يستشعر الناس عندنا بأنهم مستاؤون على الدوام، متذمرون، فاقدون لطعم السعادة والفرح ،بعيدون عن التفكير الإيجابي الذي يشجعهم على التشبث بهذه الحياة والحرص على عمارة أوطانهم؛ لأن إرادتهم الحرة إما مسلوبة أو مقموعة أو مغيبة.
يشعرون بكل ذلك، ويتساءلون عن الأسباب ويجدّون في معرفتها، ولا يصلون بسهولة لها؛ لأنه بحثٌ خارج نطاق الميدان الرئيسي.فهم يظنون أن السبب في حالتهم تلك من جراء ندرة الفرص الوظيفية والاقتصادية والاجتماعية، وغياب تكافئها، وربما في توزيع الثروة؛ التي لم تتفق مع العدل يوما.أو ربما يرجعها البعض لندرة الموارد الطبيعية وتربية النفس على الحدود الدنيا المتوفر منها. أو تجد كثيرا منهم يسارعون إلى رفع الرايات البيضاء وإعفاء أنفسهم بفرضيات العقاب الإلهي الجاهزة والجذابة في كل زمان ومكان.
وكلها أسباب لا بأس بها، يقبل بها العقل حيناً، ويتعاطف معها القلب أحيانا أخرى، لكن برأيي يبقى الإشكال الأبرز ، والسبب العمود هو: تشويه الإرادة ومحاولة فصلها عن الحرية؛ ماء حيويتها وغذاء روحها.
فالحرية كما يقول إمانويل كانط "جزء من ماهية الإنسان لا يستطيع أن يتنازل عنها، وإن فقدها فَقَد معها إنسانيته، فالحق الفطري الوحيد هو الحرية، و لا شيء يساعد الإنسان على النمو وتطوير ملكاته وقدراته كما تساعده الحرية، وليس هناك شيء يتطلبه التنوير قدر ما يتطلب الحرية".
ولذلك فإن في اختفاء الحرية في أي مجتمع، إيذانا بظهور الخرافة والدجل والزيف الاجتماعي والسياسي منه خاصة. ذلك لأن الحرية صنوان للعقل، وترجمان إلهي لعظمة الإنسان ومكانته في هذا الكون.
فهل من مبالغة في اعتبار الإرادة الحرة أهم الأركان التي يرتكز عليها الإنسان في حياته؟ والجواب لا، بل المبالغة هي في عدم الاكتراث بها، وتشويه مكانتها ومعانيها، وتعظيم شؤون هي وسائل، وليست غايات. فالتوزيع العادل للثروة لن يحصل في دول يتغاضى الشعب فيها عن الفاسد والمرتشي بداعي أنه غير معني بهكذا فعل و بشكل مباشر. وتكافؤ الفرص المنشودة لن يحصل بدون نضال واعٍ ومتصل لاحترام القوانين وتحويله إلى سلوك، لا نصوص تُجمّل الكتب المخملية.
وتقديم الخدمة المقنعة لمؤسسات الدولة العامة منها الخاصة لن تتحقق بعيدا عن تأصيل ثقافة النقد المتواصل للمسيء والمقصر ، والمتصل مع ثقافة الشكر للمحسن والمجيد.
نعم إن الاستبداد لا مسكن له في بلاد تتربى أجياله على المسؤولية، والتفكير الحر، واحترام العقل؛ وسيلة الإنسان للمعرفة، والمميز بين الحق والباطل. كما أن الاستبداد لا يعيش في بلد يحتفي بالقيم الأخلاقية؛ الأخلاق المرتكزة على الوعي الداخلي، والضمير الحي. يموت الاستبداد تحت شمس المعرفة المرتكزة على العقل، ذاك العقل المتكئ على الحرية.
سعيد بن سلطان الهاشمي:

يشعر الناس بعبثية الحياة وفوضى تجاربهم فيها في عصر الاستبداد، لأنهم ببساطة لا يحسون بإنسانيتهم كما لا يحرصون على أي شيء يبقيهم قريبين من تلك الآدمية التي تميزهم عن باقي المخلوقات.
إن إنسانية الإنسان وقيمته الحقيقية لا تتحقق إلا بحريته وامتلاكه لإرادته، وهذه الأخيرة (الإرادة الحرة) هي عدوة الاستبداد الأولى ، وأول ما يحرص النظام المستبد على تدميره، واستئصال شأفته؛ لأنه جدار المناعة الأبرز لآدمية الإنسان، كما أنها حارسة عقله، ومحفزة لطاقاته وكوامنه.
فلا غرابة أن يستشعر الناس عندنا بأنهم مستاؤون على الدوام، متذمرون، فاقدون لطعم السعادة والفرح ،بعيدون عن التفكير الإيجابي الذي يشجعهم على التشبث بهذه الحياة والحرص على عمارة أوطانهم؛ لأن إرادتهم الحرة إما مسلوبة أو مقموعة أو مغيبة.
يشعرون بكل ذلك، ويتساءلون عن الأسباب ويجدّون في معرفتها، ولا يصلون بسهولة لها؛ لأنه بحثٌ خارج نطاق الميدان الرئيسي.فهم يظنون أن السبب في حالتهم تلك من جراء ندرة الفرص الوظيفية والاقتصادية والاجتماعية، وغياب تكافئها، وربما في توزيع الثروة؛ التي لم تتفق مع العدل يوما.أو ربما يرجعها البعض لندرة الموارد الطبيعية وتربية النفس على الحدود الدنيا المتوفر منها. أو تجد كثيرا منهم يسارعون إلى رفع الرايات البيضاء وإعفاء أنفسهم بفرضيات العقاب الإلهي الجاهزة والجذابة في كل زمان ومكان.
وكلها أسباب لا بأس بها، يقبل بها العقل حيناً، ويتعاطف معها القلب أحيانا أخرى، لكن برأيي يبقى الإشكال الأبرز ، والسبب العمود هو: تشويه الإرادة ومحاولة فصلها عن الحرية؛ ماء حيويتها وغذاء روحها.
فالحرية كما يقول إمانويل كانط "جزء من ماهية الإنسان لا يستطيع أن يتنازل عنها، وإن فقدها فَقَد معها إنسانيته، فالحق الفطري الوحيد هو الحرية، و لا شيء يساعد الإنسان على النمو وتطوير ملكاته وقدراته كما تساعده الحرية، وليس هناك شيء يتطلبه التنوير قدر ما يتطلب الحرية".
ولذلك فإن في اختفاء الحرية في أي مجتمع، إيذانا بظهور الخرافة والدجل والزيف الاجتماعي والسياسي منه خاصة. ذلك لأن الحرية صنوان للعقل، وترجمان إلهي لعظمة الإنسان ومكانته في هذا الكون.
فهل من مبالغة في اعتبار الإرادة الحرة أهم الأركان التي يرتكز عليها الإنسان في حياته؟ والجواب لا، بل المبالغة هي في عدم الاكتراث بها، وتشويه مكانتها ومعانيها، وتعظيم شؤون هي وسائل، وليست غايات. فالتوزيع العادل للثروة لن يحصل في دول يتغاضى الشعب فيها عن الفاسد والمرتشي بداعي أنه غير معني بهكذا فعل و بشكل مباشر. وتكافؤ الفرص المنشودة لن يحصل بدون نضال واعٍ ومتصل لاحترام القوانين وتحويله إلى سلوك، لا نصوص تُجمّل الكتب المخملية.
وتقديم الخدمة المقنعة لمؤسسات الدولة العامة منها الخاصة لن تتحقق بعيدا عن تأصيل ثقافة النقد المتواصل للمسيء والمقصر ، والمتصل مع ثقافة الشكر للمحسن والمجيد.
نعم إن الاستبداد لا مسكن له في بلاد تتربى أجياله على المسؤولية، والتفكير الحر، واحترام العقل؛ وسيلة الإنسان للمعرفة، والمميز بين الحق والباطل. كما أن الاستبداد لا يعيش في بلد يحتفي بالقيم الأخلاقية؛ الأخلاق المرتكزة على الوعي الداخلي، والضمير الحي. يموت الاستبداد تحت شمس المعرفة المرتكزة على العقل، ذاك العقل المتكئ على الحرية.
¨°o.O ( على كف القدر نمشي ولا ندري عن المكتوب ) O.o°¨
---
أتمنى لكم إقامة طيبة في الساحة العمانية
---
أتمنى لكم إقامة طيبة في الساحة العمانية
وأدعوكم للإستفادة بمقالات متقدمة في مجال التقنية والأمن الإلكتروني
رابط مباشر للمقالات هنا. ومن لديه الرغبة بتعلم البرمجة بلغات مختلفة أعرض لكم بعض
المشاريع التي برمجتها مفتوحة المصدر ومجانا للجميع من هنا. تجدون أيضا بعض البرامج المجانية التي قمت بتطويرها بذات الموقع ..
والكثير من أسرار التقنية في عالمي الثاني Eagle Eye Digital Solutions
رابط مباشر للمقالات هنا. ومن لديه الرغبة بتعلم البرمجة بلغات مختلفة أعرض لكم بعض
المشاريع التي برمجتها مفتوحة المصدر ومجانا للجميع من هنا. تجدون أيضا بعض البرامج المجانية التي قمت بتطويرها بذات الموقع ..
والكثير من أسرار التقنية في عالمي الثاني Eagle Eye Digital Solutions