الزوار..أشخاص غير مرغوب فيهم أثناء الدوام ! أخ

    • الزوار..أشخاص غير مرغوب فيهم أثناء الدوام ! أخ

      تحقيق: محمود بن سعيد العوفي
      من الأنماط السلبية الشائعة في المجتمع التي اعتاد بعض الناس على ممارستها، زيارة أصدقائهم وأقربائهم من الموظفين والعمال في مقر العمل سواء كانوا يعملون في الجهات الحكومية أو القطاع الخاص لشرب الشاي أو القهوة وأحاديث خارجة عن نطاق العمل مما ينعكس سلباً على أداء الموظف أو العامل وذلك من خلال إهدار ساعات وقت العمل بالإضافة إلى قلة الإنتاج وتأخير معاملات المراجعين، وغيرها من الأمور السلبية، حيث أن مقر العمل مخصص للعمل وليس للزيارات الخاصة، وأي زيارة مرتبطة بالعمل فهي مطلوبة ومرغوبة طالما تخدم الصالح العام أو طبيعة العمل أما إذا خرجت الزيارة عن ذلك فهي زيارة مرفوضة طبعاً، ولكن ينبغي مع تطور المجتمع لا بد أن تتطور المفاهيم ويصبح الوقت عاملاً مهماً ضمن منظومة التطور الذي يفرض على الإنسان أن ينظم حياته ووقته ، وفقاً لمتطلبات عمله والزيارة بدون موعد تصيب هذه المنظومة بخلل وبالتالي أتمنى أن يقدر هذا الأسلوب وأن نحد من هذه الزيارات التي تجعل الموظف في موقف محرج جداً وفي هذا الإطار ما هي الضوابط التي تحد مثل هذه الزيارات في مقار العمل؟ وما هي الآثار السلبية التي تنتج من خلال هذه الزيارة ؟ وكيف ينظر إليها البعض، وما طرق معالجتها وصولاً إلى معدلات عليا من إنتاجية الموظف ومن الانضباط والالتزام الوظيفي؟ وغيرها من الأسئلة التي طرحناها عبر هذا التحقيق.
      تضيع ساعات العمل
      في البداية يقول الشيخ إسحاق بن محمد بن هلال الهشامي مدير الإدارة وشؤون الموظفين بالشركة العمانية للتغليف: لا شك بأن الزيارات الخاصة إلى الموظف أو العامل تضيع ساعات العمل في الأحاديث وتقلل الإنتاجية وتجعله في موقف محرج ، مؤكداً بأن الزيارة خاصة للعمل فهي جيدة أما غير ذلك فهي مرفوضة تماماً، أما إذا كان هناك تنسيق بين الموظف والزائر بحيث أن الموظف لا يشغله أي عمل طبعاً هذه الزيارة لا بأس بها مسموح بها لدقائق وليست لساعات، وبالتالي يجب أن تعمل أنظمة تحد من هذه الظاهرة، مشيراً إلى أن الالتزام بالقانون والأنظمة الإدارية له جذور اجتماعية وسيكولوجية محددة لا يمكن فصلها عن طبيعة العلاقات والقيم والتقاليد السائدة في المجتمع ومتى ما اقتنع أفراد المجتمع بهذه الأنظمة تصبح جزءاً من كيانهم وعاداتهم السلوكية، ومناشداً المجتمع أن يتفهم وضع الموظف أثناء تأدية مهام عمله وعدم زيارته وأن تكون الزيارات في أماكن خارجة عن مقر العمل.
      تأخر معاملات المراجعين
      ويؤكد سعيد بن مبارك السيابي موظف حكومي: بأن الزيارة في أوقات العمل تأخر معاملات المراجعين من خلال زيارة أحد الأصدقاء للموظف المختص مما ينتج في انخفاض بمستوى أداء الموظفين وينعكس سلباً على سير العمل في أي دائرة ، واستطرد بأنه لا يسمح لأي أحد يقوم بزيارته أثناء أوقات العمل من أجل الأحاديث الودية والشخصية إلا في مجال العمل، حتى لا تتأخر معاملات المراجعين وحتى لا يصيبهم إحباط من الموظف ويجب علينا كموظفين بأن نسعى جاهدين في سرعة إنجاز معاملات الآخرين ولا نسمح مثل هذه الزيارات الخاصة وقال للأسف بعض الناس يقومون بزيارة الموظف في ساعات العمل وهذا غير جيد ولا محبب إطلاقاً ويسبب له نوعا من المضايقة وخاصة إذا كان الموظف لديه أعمال كثيرة. وأضاف السيابي مؤكداً: أن ظاهرة زيارة الموظف تلقي بظلالها السلبية على مراجعات المواطنين في الإدارات الخدمية، والمشكلة تكمن في بعض الإدارات التي لها صلة مباشرة بالمواطنين، حيث تشهد بعضها زيارات كثيرة وظيفياً وهذا أولاً وأخيراً مرتبط بأمانة الموظف، ويرتبط كذلك بقدرة المسؤول في الإدارة على إصلاح هذا الخلل، مرجعاً أسبابه إلى ضعف التوعية بأهمية الوظيفة العامة وأنها مسؤولية وأمانة. وهذا يرجع إلى المدير الموجود في القسم أو الإدارة،. وأكَّد على أهمية توعية الموظف بأهمية العمل وتعزيز مفهوم الوطنية لديه وتفهيمه بالواجب الوظيفي. الزيارة تحرج الموظف
      ومن جانبه أوضح عامر بن سالم الغافري موظف: بأن بعضا من الأشخاص عندما يكونون قريبين من مؤسسة معينة وبها أحد من أصدقائهم أو أقربائهم يقولون لماذا لا نذهب إلى فلان ونشرب الشاي أو القهوة ونجلس معه لتضييع الوقت؟ ولكن نسوا نقطة مهمة بأنهم أهدروا ساعات عمله والتي كانت كفيلة بأن تنهي بعض المعاملات أو الأعمال الموكلة له ، وقال : بعض المهن تحتاج إلى عمق في التفكير وعندما يدخل عليه شخص بزيارته المفاجئة يقطع عليه المعلومة وحبل أفكاره مما يجعله في موضع محرج جداً ،موضحاً: بأن العمل ليس للزيارات وإنما مكان لتأدية العمل المخلص وإنجاز الأعمال، أما أماكن الزيارات تكون أما في المنزل أو الالتقاء في أحد المقاهي أو المطاعم، وأتمنى أن تحد هذه الزيارات في مواقع العمل من خلال إيجاد تعليمات واضحة تصدرها الجهات المعنية أو حتى توعية المجتمع من خلال وسائل الإعلام المختلفة من أجل تفهم ظروف الموظف.
      مكان مخصص للزيارة
      فيما قال خالد بن خليفة الشعيلي موظف حكومي: مؤشرات لا تعكس انطباعاً إيجابياً في محيط العمل ببعض المنشآت الحكومية، والتي فقد فيها فئة من الموظفين الإحساس بقيمة الأمانة المناطة بهم؛ إذ النظام والواجب يفرضان على كل موظف القبول بواقع ساعات العمل وعدم إهدارها مهما كانت المسببات، ولطالما أواصر الارتباط هي عقود دعانا ديننا الحنيف أن نلتزم بها بكل أمانة، فحينما يؤدي الإنسان السوي في أي مجتمع واجباته وما عليه من حقوق، لا يقبل أن يرى صوراً تعكس واقعاً مريراً لأداء بعض الأفراد في أجهزة حكومية لها ارتباط مباشر بمصالح الناس حيث أصبحت الزيارة الخاصة إلى مقر العمل سببا في تعطيل مصالح البعض، حتى أصبحت سمة غالبة في بعض الدوائر الحكومية أو الخاصة، ومن الآثار السلبية التي تنتج مثل هذه الزيارات تسريب معلومات ووثائق رسمية بحوزة الموظف، وإهدار ساعات العمل ، وتعطيل إنجاز المعاملات، وقال الشعيلي: من أجل المحافظة على سرية العمل حتى لا يطلع عليها أي زائر بأن تخصص كل جهة أو دائرة أماكن لزيارة أي موظف، ولكن بنفس الوقت أتمنى من أفراد المجتمع أن يعوا بأن مقر العمل للعمل لا للزيارة.
      لا نسمح بالزيارة
      ويعتبرمحمد بن عبدالله العجمي المدير الإداري والموارد البشرية بالشركة الوطنية للصناعات الكهربائية: ساعات العمل أحد العوامل التي تدخل في دائرة العملية الإنتاجية؛ وأن معظم الشركات تحسب إنتاجها في نهاية أعمالها الوظيفية من خلال تحديد عدد الموظفين وساعات العمل المطلوبة ، فالموظف يجب أن يلتزم بأداء عمله ولا يسمح بالزيارة الخاصة التي تؤدي إلى انخفاض ساعات العمل الواجب إنجازها وبالتالي حتى لا يحدث تضخم في العمل الوظيفي وانخفاض في إنتاجية العمل أوضح أن ظاهرة زيارة الموظفين من الظواهر السلبية ولا تقتصر على الإدارات الحكومية وحدها، بل تشمل حتى القطاع الخاص، ويعتبر أن الزيارة في موقع العمل مؤشر لسوء أداء الموظف لعمله، ونحن لا نسمح في الشركة بالزيارات الخاصة إلا إذا كانت تخص مصلحة العمل فقط مشيراً إلى أن هذه الزيارات يجب أن تكون بعيدة عن مقر الشركة على حسب ما يحددها الموظف أو العامل مع الزائر لأن العمل ليس لشرب الشاي والقهوة وإنما لتأدية الواجب الوظيفي ، كما يجب أن يعرف الزائر كذلك. سرية العمل
      وأخيراً يقول زهران بن زاهر العوفي موظف حكومي: إن أسوأ أشكال الزيارة في مقر العمل تتمثل في الخروج من العمل أثناء الدوام وتناول الموظف الأكل وشرب القهوة مع الزائر على مكاتبه وأمام المراجعين أحياناً مما يعتبر نوعاً من الاستهتار واللامبالاة بالعمل أو المسؤولية المنوطة بالموظف، مطالباً بإيجاد آلية معينة تحد من هذه الزيارة غير المرغوبة على الإطلاق من أجل أن يكون هناك نوع من الانضباط في العمل، ومن المعروف أن مستوى الأداء مرتبط بمستوى الوعي والحركة واحترام الزمن، وإن لهذه الحالة أسباباً من بينها قلة الوعي في المجتمع ، فضلاً عن ذلك غياب التعليمات الإدارية، التي تحاسب الموظف من خلال استقباله لأصدقائه وأقربائه بداخل المؤسسة سواء كانت في الجهات الحكومية أو في القطاع الخاص ، كما لا ننسى بأن للزيارة سلبيات كثيرة وأهمها التطلع على سرية العمل، ومن هنا أناشد ممن يقومون بزيارة زملائهم أثناء أوقات الدوام بأن يمتنعون عن هذه الزيارة والتي تأثر سلباً على الموظف. رسالة أخيرة!
      بعد الجولة التي قمنا بها بين الموظفين الذين يعملون في الجهات الحكومية والقطاع الخاص، اتضح بأن للزيارة في مقر العمل لها آثار سلبية جداً تتمثل في إهدار ساعات العمل وقلة الإنتاجية وتأخير معاملات المراجعين، وبالتالي يجب أن تتفهم مختلف شرائح المجتمع والمقيمين بأن الزيارة في مواقع العمل تحرج الموظف أما إذا كانت الزيارة للعمل فهي بلا شك مرحب بها أما إذا كانت لشرب الشاي والقهوة وتبادل الأحاديث الشخصية فهي مرفوضة وهنا يجب على الجهات المعنية وضع تعليمات لتحد مثل هذه الزيارة في مكاتب الموظفين التي تعرقل أداء ومستوى العمل الوظيفي، أو أنها توجد مكانا مخصصا لزيارة الموظفين بعيدة عن مكاتبهم حفاظاً على سرية العمل .
      إن التكاتف والتعاون مطلب أساسي ووطني من أجل أن نلغي أو نحد من الزيارات الخاصة والمفاجئة في مباني الجهات الحكومية والقطاع الخاص.


      ¨°o.O ( على كف القدر نمشي ولا ندري عن المكتوب ) O.o°¨
      ---
      أتمنى لكم إقامة طيبة في الساحة العمانية

      وأدعوكم للإستفادة بمقالات متقدمة في مجال التقنية والأمن الإلكتروني
      رابط مباشر للمقالات هنا. ومن لديه الرغبة بتعلم البرمجة بلغات مختلفة أعرض لكم بعض
      المشاريع التي برمجتها مفتوحة المصدر ومجانا للجميع من هنا. تجدون أيضا بعض البرامج المجانية التي قمت بتطويرها بذات الموقع ..
      والكثير من أسرار التقنية في عالمي الثاني
      Eagle Eye Digital Solutions