لو سألنا أنفسنا سؤال واحد وهو لماذا خلقنا على هذه البسيطة ، ولماذا شغلنا أنفسنا بكافة ملذاتها ومغرياتها ، لماذا قدس البعض منا المادة ، واعتبرها غاية يسعى لتحقيقها في هذه الحياة . ولماذا ابتعدت قلوب بعضنا عن ذكر الله .
فمنذ ولادتنا على هذه البسيطة ، قد يسرح بنا التفكير في هذا الكون الواسع ، وقد نسأل أنفسنا لماذا نحن هنا ـ نجري نلعب نلهو منذ كنا صغارا ، لما تغير حالنا عندما بلغنا سند الرشد ، هل تفكيرنا بقى محدود كما كنا في زمن الطفولة أم تغير ، وماذا يجب علينا بعد هذه المرحلة بذات ، وكيف نستغل شبابنا .
فنذهب إلى دور التعليم فننال منه وفق قدراتنا العقلية التي وهبنا الخالق إيها ، نعرف أن هنالك اختلاف في قدرات بعضنا عن بعض ، فلماذا فلان أصبح دكتورا ، والبعض مهندسا ، والبعض فلاحا ، كذلك في مجتمعنا نجد أناس منهم الأغنياء ، والبعض منهم فقراء ، إذن ما سر هذا الاختلاف ولماذا أوجده الخالق ، فبالعض منا قد يخطئ بحق خالقه ، فيقول بأنه لا عدالة في ذلك ، لكن العاقل فينا من يحكم عقله ، وينير بصيرته ويهتم بالتعمق بسر هذا الاختلاف ، فالعقل أوجده الخالق في جميع البشر بدون تمييز ، لكن منهم ممن أستغله في أمور طيبه كانت في صالحة ، فنال ما تمنى في حياته من منصب رفيع ، وذلك نتاج جهده وتفانيه في هذه الحياة ، ومنهم من أستغله في أمور ضارة له ، فانعكست سلبا على حياته وبقى وضعه متدنيا بين الناس ، وذلك نتاج ما كسبت يداه .
لقد خلقنا الله على هذه البسيطة فجميعنا ندرك بأنها فانية ، وأن كل خير ورزق سخر لنا فيها ، لأجل هدف محدد وهو أن نساير به أوضاعنا ونقضي به مأربنا ، لكن البعض منا لم يقدروا تلك النعم ، ولم يشكروا الخالق عليها ، بل للأسف زجوا بأنفسهم بالسير في مسارات خاطئة وتمادوا فيها ، فهم يعرفوا ويفقهوا أنها طرقا ملتوية غير مستقيمة ، عواقبها وخيمة في حياتهم وفي أخرتهم ، لكنهم لم يحكموا عقولهم وبصايرهم ، ولم يشرعوا في تغيير سلوكهم ومراجعة أنفسهم ، ولم يقوموا بمعالجة تلك الأخطاء التي وقعوا فيها ، فأصبحت أحوالهم متدهورة ، أنفسهم ضمائرها ميتة ، ثقافتهم الدينية محدودة ، يجهلون مبادئ الدين الحنيف ، وما هي الفرائض والسنن المفروضة ، الواجبة عليهم القيام بها ، شغلتهم الدنيا بملذاتها ومغرياتها ، فأصبحوا يتباهون بفعل المنكرات بين ربعهم ، يقترفون الإثم والفواحش ويعرفون أنها أمورا محرمة ، يؤذون خلق الله فيشرعون بسرقة منازلهم ، وسلب ممتلكاتهم، ولا يبالون أن للبيوت حرمة يجب أن لا تنتهك ، والبعض منهم يعاكسون بنات الناس ، ويحاولون بكلماتهم المعسولة التي يتشدقون بها ، أن تبحر في قلوبها ، وتجد لها مكانا مناسبا فيه فتهز مشاعرها ، بدعوى ماذا ؟ بدعوى الحب الزائف الذي سطع بريقه في عصرنا الحاضر ، نجدهم يخططون ، فيرسمون أفكارهم الهدامة عليهن ، ليبحروا بهن إلى بحرا أمواجه عاتية ، لا مرسى لشراعهن ممن يفكرن أن يجربن الخوض فيه ، فتكون نهايتهن التشتت والضياع ، وفقدان الشرف والكرامة ، فتبقى لحومهن رخيصة ذليلة لا قيمة لها ، تنهشها أنياب تلك الذئاب البشرية الجائعة ، نعم أقول جائعة لأنها تظل جائعة طيلة حياتها ، تنهش هذه فتتركها بعدما قضيت مأربها منها ، وتبحث عن الأخرى وهكذا أحوالهم ، طالما لم يفكروا بمعالجة أنفسهم ويبعدوها عن تلك المسارات الخاطئة ، التي يسهروا يخططوا لها لانتهاك حرمات الناس وأعراضهم .
فإذا سألناهم سؤالا واحد فقط هل ترضى يا فلان بأن يقوم فلان فيفتك بعرض أختك أو بأمك أو ببنتك تصورا ماذا تكون الإجابة ! بسرعة البرق لا وألف لا ، إذا ياعبد الله لماذا تشرع في تلك الأمور ، وأنت إنسان متعلم تعرف أنها أمور محرمة نهى عنها الشرع الحنيف ، ليس عبثا إنما جاء التشريع بالنهي عنها ، والابتعاد عن التفكير فيها ، لما لها من أضرار ، وأمور لا يحمد عقباها تدمر حياة الفئة المقصودة ، وتخلخل نسيج المجتمع وتخلق الكره والضغينة بين كافة فئاته . والغريب بتلك الفئة التي تقترف تلك الأفعال أنها تخجل من قيام رجل الأمن بالقبض عليها ، أو تعرف الناس عليها ، لكنها لا تخجل من الخالق الذي بفضله أوجدها في هذا الوجود .
إذن لماذا تقترف نفس الإنسان تلك الأفعال ، وهو يعلم أن الدنيا فانية ـ يجب أن يستعد لها ، ففي أي لحظة يدركه الموت ، فكيف تكون الخاتمة لو أتاه ملك المنون وهو يرتكب تلك المنكرات ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث الشريف " كن في الدنيا كأنك غريب " صدق رسول الله .
فتخيلوا يا أحبة لو أننا وضعنا جناح بعوضة على كفة ميزان فكم سيكون وزنه . بالتأكيد لم يصل إلى (1) غرام ، فما هذه الدنيا التي نعيشها لا تسوى عند الله شيئا . فيجب علينا مراجعة أنفسنا ، وتصحيح أحوالنا ، فلا تغرنا لأنها ملئه بالفتن والمغريات ، نظنها ثقيلة ذات قيمة وخاصة ممن يقدس المادة ، لكنها لا تزن عند الله جناح بعوضة . قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث الشريف " لو كانت الدنيا تعدل عند الله جناح بعوضة ، لما سقى كافر منها شربة ماء " صدق رسول الله .
فمنذ ولادتنا على هذه البسيطة ، قد يسرح بنا التفكير في هذا الكون الواسع ، وقد نسأل أنفسنا لماذا نحن هنا ـ نجري نلعب نلهو منذ كنا صغارا ، لما تغير حالنا عندما بلغنا سند الرشد ، هل تفكيرنا بقى محدود كما كنا في زمن الطفولة أم تغير ، وماذا يجب علينا بعد هذه المرحلة بذات ، وكيف نستغل شبابنا .
فنذهب إلى دور التعليم فننال منه وفق قدراتنا العقلية التي وهبنا الخالق إيها ، نعرف أن هنالك اختلاف في قدرات بعضنا عن بعض ، فلماذا فلان أصبح دكتورا ، والبعض مهندسا ، والبعض فلاحا ، كذلك في مجتمعنا نجد أناس منهم الأغنياء ، والبعض منهم فقراء ، إذن ما سر هذا الاختلاف ولماذا أوجده الخالق ، فبالعض منا قد يخطئ بحق خالقه ، فيقول بأنه لا عدالة في ذلك ، لكن العاقل فينا من يحكم عقله ، وينير بصيرته ويهتم بالتعمق بسر هذا الاختلاف ، فالعقل أوجده الخالق في جميع البشر بدون تمييز ، لكن منهم ممن أستغله في أمور طيبه كانت في صالحة ، فنال ما تمنى في حياته من منصب رفيع ، وذلك نتاج جهده وتفانيه في هذه الحياة ، ومنهم من أستغله في أمور ضارة له ، فانعكست سلبا على حياته وبقى وضعه متدنيا بين الناس ، وذلك نتاج ما كسبت يداه .
لقد خلقنا الله على هذه البسيطة فجميعنا ندرك بأنها فانية ، وأن كل خير ورزق سخر لنا فيها ، لأجل هدف محدد وهو أن نساير به أوضاعنا ونقضي به مأربنا ، لكن البعض منا لم يقدروا تلك النعم ، ولم يشكروا الخالق عليها ، بل للأسف زجوا بأنفسهم بالسير في مسارات خاطئة وتمادوا فيها ، فهم يعرفوا ويفقهوا أنها طرقا ملتوية غير مستقيمة ، عواقبها وخيمة في حياتهم وفي أخرتهم ، لكنهم لم يحكموا عقولهم وبصايرهم ، ولم يشرعوا في تغيير سلوكهم ومراجعة أنفسهم ، ولم يقوموا بمعالجة تلك الأخطاء التي وقعوا فيها ، فأصبحت أحوالهم متدهورة ، أنفسهم ضمائرها ميتة ، ثقافتهم الدينية محدودة ، يجهلون مبادئ الدين الحنيف ، وما هي الفرائض والسنن المفروضة ، الواجبة عليهم القيام بها ، شغلتهم الدنيا بملذاتها ومغرياتها ، فأصبحوا يتباهون بفعل المنكرات بين ربعهم ، يقترفون الإثم والفواحش ويعرفون أنها أمورا محرمة ، يؤذون خلق الله فيشرعون بسرقة منازلهم ، وسلب ممتلكاتهم، ولا يبالون أن للبيوت حرمة يجب أن لا تنتهك ، والبعض منهم يعاكسون بنات الناس ، ويحاولون بكلماتهم المعسولة التي يتشدقون بها ، أن تبحر في قلوبها ، وتجد لها مكانا مناسبا فيه فتهز مشاعرها ، بدعوى ماذا ؟ بدعوى الحب الزائف الذي سطع بريقه في عصرنا الحاضر ، نجدهم يخططون ، فيرسمون أفكارهم الهدامة عليهن ، ليبحروا بهن إلى بحرا أمواجه عاتية ، لا مرسى لشراعهن ممن يفكرن أن يجربن الخوض فيه ، فتكون نهايتهن التشتت والضياع ، وفقدان الشرف والكرامة ، فتبقى لحومهن رخيصة ذليلة لا قيمة لها ، تنهشها أنياب تلك الذئاب البشرية الجائعة ، نعم أقول جائعة لأنها تظل جائعة طيلة حياتها ، تنهش هذه فتتركها بعدما قضيت مأربها منها ، وتبحث عن الأخرى وهكذا أحوالهم ، طالما لم يفكروا بمعالجة أنفسهم ويبعدوها عن تلك المسارات الخاطئة ، التي يسهروا يخططوا لها لانتهاك حرمات الناس وأعراضهم .
فإذا سألناهم سؤالا واحد فقط هل ترضى يا فلان بأن يقوم فلان فيفتك بعرض أختك أو بأمك أو ببنتك تصورا ماذا تكون الإجابة ! بسرعة البرق لا وألف لا ، إذا ياعبد الله لماذا تشرع في تلك الأمور ، وأنت إنسان متعلم تعرف أنها أمور محرمة نهى عنها الشرع الحنيف ، ليس عبثا إنما جاء التشريع بالنهي عنها ، والابتعاد عن التفكير فيها ، لما لها من أضرار ، وأمور لا يحمد عقباها تدمر حياة الفئة المقصودة ، وتخلخل نسيج المجتمع وتخلق الكره والضغينة بين كافة فئاته . والغريب بتلك الفئة التي تقترف تلك الأفعال أنها تخجل من قيام رجل الأمن بالقبض عليها ، أو تعرف الناس عليها ، لكنها لا تخجل من الخالق الذي بفضله أوجدها في هذا الوجود .
إذن لماذا تقترف نفس الإنسان تلك الأفعال ، وهو يعلم أن الدنيا فانية ـ يجب أن يستعد لها ، ففي أي لحظة يدركه الموت ، فكيف تكون الخاتمة لو أتاه ملك المنون وهو يرتكب تلك المنكرات ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث الشريف " كن في الدنيا كأنك غريب " صدق رسول الله .
فتخيلوا يا أحبة لو أننا وضعنا جناح بعوضة على كفة ميزان فكم سيكون وزنه . بالتأكيد لم يصل إلى (1) غرام ، فما هذه الدنيا التي نعيشها لا تسوى عند الله شيئا . فيجب علينا مراجعة أنفسنا ، وتصحيح أحوالنا ، فلا تغرنا لأنها ملئه بالفتن والمغريات ، نظنها ثقيلة ذات قيمة وخاصة ممن يقدس المادة ، لكنها لا تزن عند الله جناح بعوضة . قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث الشريف " لو كانت الدنيا تعدل عند الله جناح بعوضة ، لما سقى كافر منها شربة ماء " صدق رسول الله .