ثمريت-الشبيبة:
احتفلت الهيئة العامة للصناعات الحرفية صباح أمس بافتتاح مركز النحت على العظام بنيابة ذهبون في ولاية ثمريت بمحافظة ظفار، والذي يأتي إنشاؤه بتمويل من شركة تنمية نفط عمان، وذلك تحت رعاية سعادة الشيخ مسلم بن سهيل بن محمد جداد المستشار بمكتب محافظ ظفار، وبحضور عدد من شيوخ وأعيان الولاية وكبار المسؤولين بالهيئة العامة للصناعات الحرفية.
ترحيب
وقال محسن بن علي العوفي مدير دائرة التدريب وتطوير الحرف بالهيئة العامة للصناعات الحرفية: يطيب لنا فخرا أن تلتقي بكم في هذا اليوم، بمناسبة افتتاح مركز النحت على العظام بنيابة ذهبون ولاية ثمريت مرحبين بكم جميعا، شاكرين حضوركم تقديرا للصناعات الحرفية، وللأيادي التي أضحت تنتج تحفا وكنوزا يشار إليها بهوية عمانية حملت معها أصالة هذا البلد العريق بروح العصر والتطوير قادرة بمشيئة الله وبجهود وتكاتف المخلصين من أبناء هذه الأرض الطيبة أن تتبوأ مكانتها التي خطط لتصلها بفضل التوجيه والدعم المتواصل من لدن المقام السامي -حفظه الله ورعاه-، وتضافر الجهود للقطاعين العام والخاص خدمة للتنمية الشاملة في مختلف المجالات والمناشط بما يحقق المصلحة العامة وفق البرامج والأهداف الموضوعة.
جهود مبذولة
وأضاف العوفي في كلمة ألقاها بهذه المناسبة: سخرت الهيئة العامة للصناعات الحرفية كافة إمكاناتها البشرية والمادية للنهوض بقطاع الصناعات الحرفية ورقيها من مختلف الجوانب التدريبية والتسويقية والترويجية والدعم وإذكاء روح المنافسة وغيرها وذلك من خلال العديد من البرامج والخطط بهدف الحفاظ على هذه الصناعة والسعي الجاد والمتواصل لتطويرها الكمي والنوعي مع المحافظة على ركيزتي الأصالة والمعاصرة من خلال مواكبتها لأذواق ورغبات المستهلك بما يضمن جودتها وحفاظها على هويتها العمانية، وكم هو جميل أن نجتمع اليوم لنحتفل بافتتاح هذا المركز والذي يعد ثمرة للشراكة الحقيقية بين القطاعين العام والخاص حيث مُوِّل إنشاؤه من قبل شركة تنمية نفط عمان والذي اشتمل على العديد من المرافق كقاعات للتدريب النظري والعملي ومكاتب إدارية ومرافق خدمية أخرى، كما واصلت الهيئة جهودها نحو توفير الكوادر المؤهلة والمتخصصة لحرفة نحت وتشكيل العظام، وزودته بالآلات والتجهيزات والمواد المختلفة ليصبح مركزا متخصصا لإنتاج المشغولات والمنحوتات المرتبطة بصناعة وتشكيل العظام. برنامج تدريبي
وأشار العوفي بأن: البرنامج التدريبي في مركز النحت على العظام انطلق مع بداية هذا الأسبوع وسيستمر بمشيئة الله لمدة ستة أشهر تدريبية وفق منهاج تدريبي مخطط بشقيه النظري والعملي يشتمل على العديد من العناصر الأساسية كإعداد التصاميم الفنية وقراءتها والتعريف بالمادة الخام وطرائق تنظيفها وتهيئتها وإزالة العوالق منها وتنقيتها والتدريب على مهارات القطع والنحت والتشكيل وعمليات التكرار والتوليف والصنفرة واللصق للوصول إلى المنتج النهائي مع الحرص على إكساب المتدربات مهارات التوليف بإدخال منتجات حرفية أخرى كقشرة النارجيل والجلود والفضة والنحاسيات والأحجار بمختلف أنواعها للوصول إلى الإخراج الفني للمنتج، بعدها سيتم إلحاق المشاركات بمرحلة الإنتاج وهي مرحلة معنية بالعمل تحت إشراف يتم التركيز من خلالها على إكساب المشاركات مهارات الإنتاج والتسويق والترويج مع الحرص على تطوير المنتج بما يلبي رغبات واحتياجات المستهلك آملين بمشيئة الله أن يكون هذا المركز مقرا للتدريب والإنتاج والتسويق ومنبرا حرفيا لهذه النيابة.
مراكز متعددة
وأكد العوفي بأن: الهيئة العامة للصناعات الحرفية ماضية في مسيرتها وجهودها المنوطة بها حيث تم حتى الآن في مجال التدريب الحرفي افتتاح عدد (15) مركزا للتدريب والإنتاج في مختلف مناطق وولايات السلطنة لصناعات حرفية مختلفة، آملين بمشيئة الله عز وجل أن تحقق هذه المراكز الأهداف المرجوة منها لإيجاد جيل جديد من الحرفيين والحرفيات يخرجون منها بمنتجاتهم الحرفية في الأسواق المحلية والخارجية مبدعين في صنعتهم مكملين جهود بعضهم بكل تفان وإخلاص خدمة لهذا الوطن الغالي. شكر وتقدير وتقدم مدير دائرة التدريب وتطوير الحرف باسم الهيئة العامة للصناعات الحرفية بخالص الشكر والتقدير إلى شركة تنمية نفط عمان لمواقفها الداعمة والمساندة لقطاع الصناعات الحرفية بالسلطنة حيث كان لها الدور البارز في ذلك من حيث تمويل إنشاء وتوسعة مركزين للتدريب وتمويل برامج تدريب حرفية مختلفة في مناطق أخرى من السلطنة كبرنامج النسيج القطني بولاية عبري وبرنامج صناعة الجرز بمحافظة مسندم ، والشكر موصول إلى الجهات الحكومية والخاصة بمحافظة ظفار لمساهماتهم لإنجاح هذه الفعالية ولكل من ساهم في الإشراف والمتابعة. إحياء الصناعة
من جانب آخر قال سليمان بن محمد المنذري مدير الشؤون الخارجية والاتصالات بشركة تنمية نفط عمان في كلمة له: قررت شركة تنمية نفط عمان بالتعاون مع الهيئة العامة للصناعات الحرفية، إحياء صناعة النحت على العظام وتحويلها إلى نشاط يدر دخلاً للمرأة الريفية، حيث جاءت مساهمة الشركة في هذا المشروع في مرحلتين تمثلت المرحلة الأولى في تمويل تدريب عدد من النساء في عام 2005 فضلاً عن شراء بعض المعدات الجديدة. ففي السابق، كانت عظام الجمال تنحت بالسكاكين والمباضع غير أن محترفي هذا الفن الآن يستخدمون مناشير ومثاقب ومخارط كهربائية والفضل في ذلك يعود للتعاون البناء بين الشركة والهيئة العامة للصناعات الحرفية. أما في المرحلة الثانية فقد قامت الشركة ببناء هذا المركز الحرفي الجديد الذي نفتتحه مع تجهيزه بورشة ومعرض صغير. وساعدت الهيئة العامة للصناعات الحرفية في تسويق المنتجات في المراكز السياحية في مسقط وصلالة. ويأتي تمويلنا لهذا المشروع متسقاً مع النهج المتواصل والنشط للشركة في دعم المجتمعات المحلية من خلال الاستثمار في مشاريع التنمية المستدامة. وجاء تمويل هذا المشروع من مخصصات مشروع تطوير حقل هرويل القريب من المنطقة. بيئة مناسبة
وأضاف المنذري: يتمثل الهدف من بناء المركز في توفير بيئة عمل مناسبة وسليمة للعاملين في هذه الحرفة وتوفير المعدات التي تعينهم على تجويد منتجاتهم وتطويرها. وفي هذا الخصوص نشيد بكل الجهود المثمرة التي تبذلها الهيئة العامة للصناعات الحرفية في الحفاظ على منتجاتنا الحرفية ونؤكد ثقتنا في أن لا تألو جهداً في تبني أساليب متعددة من شأنها فتح المزيد من الفرص لتسويق هذه المنتجات داخل البلاد وخارجها ومواصلة مساعيها في تدريب المزيد من الشباب العماني لممارسة هذه الحرفة حتى تتناقلها الأجيال جيلاً تلو الآخر مشيرا إلى أن المشاريع التنموية الأخرى التي تبنتها الشركة في ذهبون ضمت إنشاء محطة تحلية مياه وتزويد بعض المدارس بمظلات وتجهيز بعضها بما يعرف بالفصل التفاعلي بالإضافة إلى أن لجنةَ الاستثمارِ الاجتماعي، تعوِّلُ على ثلاثة جوانب مهمة في أي مشروعٍ استثماريٍ مقترح. وهذه الجوانبُ هي: مدى أثر المشروعِ في تحقيقِ سياسةِ حُسنِ الجوار، ومدى استفادةِ المشروعِ من مهاراتِ الشركة، وأثر المشروعِ المقترحِ في مساعي الشركةِ للحفاظِ على التراثِ والمهاراتِ التقليديةِ العمانية. بعد ذلك قدم الشاعر سهيل بن محمد أحمد عموش قصيدة بعنوان (صانع الأمجاد) نالت على إعجاب حضور الحفل وعكس من خلالها أهمية المحافظة على تراث الآباء والأجداد والارتباط بها كونها جزءا لا يتجزأ من تراث هذا الوطن العزيز. بعدها قام سعادة الشيخ راعي الحفل بافتتاح المركز، حيث اطلع سعادته والحضور على ما يحتوية المركز من مرافق تمثلت في قاعات للتدريب النظري والتدريب العملي وعرض لمنتجات المركز ومكاتب إدارية. كما اطلع سعادة الشيخ من خلال المعرض المصاحب على أهم منتجات النحت على العظام، بالإضافة إلى عرض المواد الخام والآلات المستخدمة. جهود مقدرة
من جانبهن ثمّنت الحرفيات بنيابة ذهبون في ولاية ثمريت افتتاح المركز مؤكدات بأن الجهود التي تبذلها الهيئة العامة للصناعات الحرفية ما هي إلا تعبير صادق على الاهتمام الذي توليه الحكومة للقطاع الحرفي مؤكدات بأن تلك الخطوة سوف تعزز المكانة التي وصلت إليها الحرفية العمانية والدعم الذي تلاقيه من الجهات المختصة. شراكة مميزة
ويأتي إنشاء مركز النحت على العظام بنيابة ذهبون في ولاية ثمريت بمحافظة ظفار بتمويل من شركة تنمية نفط عمان في مبادرة مميزة من القطاع الخاص ومساهمة فاعلة سوف تساعد في تدريب وصقل الكوادر العمانية، ممثلة صورة جميلة لمشاركة القطاع الخاص مع القطاع الحكومي في دعم التنمية الاقتصادية والاجتماعية في ذات الوقت. الجدير بالذكر أن افتتاح المراكز التدريبية في إطار الخطة التدريبية المعتمدة لافتتاح عدد من مراكز التدريب الحرفي، وذلك بهدف النهوض بالصناعات الحرفية وتطويرها وتعريف المتدربين من الحرفيين والحرفيات على طرق الإبداع وإكسابهم مهارات لتطوير حرفهم من حيث التصميم والجودة وتدريبهم على استخدام أدوات ومواد أكثر تقدما إلى جانب إيجاد جيل من الشباب الحرفي الماهر في الصناعات الحرفية. إشادة
وأبدى سعادة الشيخ مسلم بن سهيل جداد المستشار بمكتب محافظ ظفار إعجابه بما شاهده من منتجات حرفية تم تنفيذها من العظام متمنيا للجهود المبذولة مزيدا من التطور في ظل الرعاية التي يحظى بها القطاع الحرفي من قبل الهيئة العامة للصناعات الحرفية والتي تعمل على تطويره وجعله من القطاعات الاقتصادية مؤكدا بأنه المركز الأول من نوعه في المحافظة متمنيا من الحرفيات أن يبذلن جهدهن في البرنامج التدريبي وأن يساهمن في إنجاح البرامج والفعاليات الحرفية المنفذة فيه.
من جانبه قال منذر بن سالم البرواني مدير مديرية الموارد البشرية بشركة تنمية نفط عمان: يعد فن النحت على عظام الجمال جزءاً لا يتجزأ من تراث عمان الثري، ففي عام 2005 نجحت الشركة في إحياء هذا الفن الذي كاد أن يندثر عندما رتبت لتدريب خمس نساء على ممارسة هذا الفن. ثم أخذت الهيئة العامة للصناعات الحرفية زمام المبادرة بتوفير التدريب للدفعة التالية المكونة من 20 متدربة، واليوم، ساهمت الشركة بتوفير مكان حيث يمكن للحرفيات المحليات العمل في ظروف آمنة وكذلك عرض منتجاتهن وبيعها.