أهلا بكم يا أصدقاء، أنقلُ إليكم أولا مقالا للأستاذ الصحفي سالم الجهوري:







سالم الجهوري : فوضى المنتديات والمواقع الالكترونية تحت مسميات متعددة تحتاج إلى الانضباط والتنظيم من الجهات المعنية والمسؤولين عن ذلك ونقصد في السلطنة في عالم يموج بالفضاءات التي يعتبرها الكثير من المستخدمين "مشاعا" واستباحة الخصوصيات والتواصل الاعلامي في تقديم اخر الاخبار المحلية وغيرها ناهيك عن الاشاعات.

وطبقت فيها مقولة الصحفي المواطن الذي ماعليه اذا اراد ارباك المجتمع سوى اطلاق اشاعته بضغطة زر "يثير فيها الذعر" ثم شاهد مايفعله المشاركون من بعده في اي منتدى ما،وكيف يتحول الحوار البناء الى مواقف شخصية، ثم يخرجون فيها عن النص، ثم يبدا التراشق بالالقاب وتسفيه بعضهم بعضا لتتصلب المواقف في نفوس المشاركين ويتطور بعدها الامر الى ابعد من ذلك. وهنا يبرز سؤال، لماذا يحدث كل ذلك؟ وهل هذه ظاهرة في كل العالم ام في العالم العربي فقط ومجتمعنا خاصة، وهل فهموا ان الفضاء الواسع هذا يسخر لمثل تلك الافعال؟؟ اعتقد ان العالم يستفيد من الشبكة الالكترونية العالمية استفادة قصوى يبيع ويشتري ويضاعف من ارباحه في اسواق العالم، ويستفيد في التعريف بموضوعات ومنتجات سياحيا واقتصاديا وفنيا ودينيا وحضاريا وجغرافيا بمواقع مهمة في العالم، يقدم مخترعات وابتكارات وهندسة متقدمة وللاسف استفادت منها منظمات متطرفة في صنع الكثير من التركيبات الكيميائية والمتفجرات.

اسباب عدة تقف خلف فوضى المنتديات الالكترونية والمواقع المتاحة على الشبكة لدينا، ابرزها غياب التنظيم الذي يؤطر لوجود مثل هذه المنتديات، وعدم وجود قيود على المداخلات المتاحة وغياب الرقابة على ما ينشر، وعدم تخصيص المشرفين عليها بمعالجة المواد المطروحة في اي قضية، وقلة وعي المشاركين في طرح وتناول الموضوعات التي تتحول الى مواقف شخصية، ومن هنا تبدأ المشاكل والتحديات والتي غالبا ما تنتهي في اروقة المحاكم. هذا هو مشهد المنتديات لدينا والذي كان يجب ان يكون المشرفون عليها والمشاركون فيها اكثر مسؤولية واكثر نضجا يقدمون خلاصة رؤيتهم وتجاربهم ومايفيد الاخرين وما يستفاد منها.

ولذلك يجب ان تكون هناك نقطة فاصلة في هذا الامر فلايمكن ان يكون هناك اعلام غير مرخص، وغير مسؤول في المقام الثاني يلغي دور التنظيم التشريعي،ويقفز فوق حواجز المحظور ويقدم نفسه كواجهة اعلامية لافراد المجتمع بدون قيود تساهم في تأثير الرأي العام والنيل من شخصيات في مواقع مسؤولة وافراد عاديين لاناقة لهم ولاجمل بعيدا عن التحري والدقة والتاكد من المصدر وشواهد كثر على ذلك في السنوات الماضية تجاوزت المحرمات وتوغلت في دهاليز لاتعنيها.

النقطة الفاصلة المطلوبة لاعادة الضبط والمصداقية للامور حتى يتم وضع كل شيء في حجمه ومكانه ولعل اولى المبادرات المطلوبة هو حصول اي من الراغبين في انشاء او اقامة اي منتدى او موقع الحصول على ترخيص من الجهات المعنية كما تحصل وسائل الاعلام عليها من مقروءة ومسموعة ومشاهدة وكذا تطبيق دفع الضمانات المالية كما هو مطبق الآن في اي ترخيص. اضف الى وضع لوائح وتشريعات تنظم وجود اي منتدى، وضوابط تساهم في عملية المراقبة كما يحدث لوسائل الاعلام حتى لاتعم الفوضى وتتداخل الامور وحتى تكون منتديات مسؤولة يتم التدقيق حتى على شخصيات المشرفين عليها، أما بالوضع الحالي فان الأمر لا يعدو كونه فوضى.





على الرغم من يقيني الدائم أنَّ المنتديات العُمانية ينطبقُ عليها الكثير مما قيلَ في هذا المَقال إلا أنَّ قيام صحفي عُماني بالدعوة إلى اتخاذ إجراءات تشريعية منظمة لأصحاب المنتديات يبدو أمراً مُقلقاً وتشوبُه بعض الشوائب التي قد تلقي بالشكِّ في القلوب. والحكم بالشك سياسة سخيفة للغاية فالمرء يأخذ بظاهر القول والله يعلم ما تخفي الصدور.



ولأن المقال خرجَ من قامة كبيرة مثل سالم الجهوري وددتُ بشدة أن أتناقش معَه في الأفكار التي طرحَها.



مقال سالم الجهوري يعاني من خلط كبير جداً بين مفاهيم إنترنتية جاءت للصحافة من العالم النتِّي، ومفاهيم صحفية جاءت للمنتديات من العَالم الصحفي، والمَقال يدلُّ بوضوح على عدم درايته بما يدور في أروقةِ المُنتديات أو اتخاذِه نموذجاً واحداً محددا أو أكثر من نموذج في ذلك. وقد يكون هو لم يلقِ بالاً لما يكتبُ ربما لأنه تعود على كتابة مقالِه بسرعة إلا أن ابتسار الحديث بهذه الصورة ليس من الحقيقة في شيء.



ليست المرة الأولى التي يخرجُ لنا صحفيون من جريدة عُمان في هجوم غير منصفٍ على المنتديات الإلكترونية أو المدونات مخرجين إياها من سياقِها أولا، وواصفين من يكتبُ فيها بأنهم العابثين الفوضويين الأناركيين [الله يذكر أبو سهام بالخير].



سالم الجهوري في مقالِه يخلطُ بين النتِّ واستخدامِها وبين ما يراه هو مفروضاً، وفي الحقيقة أجده مخطئا بشدة في ذلك إذ أنَّ مفهومَه الخاص عن ما ينبغي للنتِّ أن يكونَ عليه ليس ملزماً، ويؤاخذ على ذلكَ أن يقولَ هذا الكلام صحفي في العالم الجديد، أعني يمكنني أن أتقبل هذا لكلام لو كان صادراً من أحد الشياب الكلاسيكيين، ولكن الصحفيين العرب والعُمانيين طالما خرجوا لنا وعلينا بمختلفِ أنواع التعميمات وطرح المفاهيم موهمين القارئ ربما أنهم يعرفون ما يكتبون عنه، حسنا هذه المرة أجزم أن سالم الجهوري لم يكن يعرف ما يكتبُ عنه، وكان ينطلق من تعميمات جائرة للغاية. نعم لا زلتُ عندَ رأيي أن المنتديات العُمانية صوت هامشي مليء بالشباب الذي يغرق بالحَماسة ــ ولا أبرئ نفسي ــ والذي لا يزال يتعلم بالتجربة، ولكن إخراجَ تلك الجهود من سياقِه ووسمِها بالفوضى التي تحتاج إلى تنظيم من قبل المؤسسات التشريعية، تلك دعوة للأسف أجدُها مُنافسِه أكثر مما هي دعوة ترغب في التنظيم.





قد يقول قائل: أن المنتديات مؤخرا قد احتوت على هجمات منظمة، أو عشوائية على شخص رئيس التحرير عبد الله الرحبي. وقد يرى هذا القائل أن هذه الأعمدة هي محاولات تزلُّف سخيفة لمديرهم في العَمل، على أية حال أردُّ هذا القائل بأنَّه قد يكون مخطئا فليس من المنطقي أن يتزلفَ سالم الجهوري إلى رئيس التحرير بمقالٍ مليء بالأخطاء الحقائقية ومليء بإطلاق الأحكام والتعاميم، ربما كان سالم الجهوري يقصد خيراً بالكتابة عن المنتديات ولكنه لم يكلف نفسه أن يدرسَ وأن يتابعَ وأن يقرأ جيداً ما يدور فيها.



الكلام الذي كتبه الجهوري ينطبق على منتديين تقريبا، هما منتدى فرق ومنتدى السبلة، فبينما فرق يحتوي على عدد من اللادينيين العُمانيين وكذلك على بعض الأصوات المُعارضة للحكومة والتي تقول كلاماً لا يعجب السبليين المؤيدين للحكومة، تبقى السبلة الجامع الرئيسي للسابلة والدهماء ممن يطلقون الكلام على عواهنِه، ومع سيطرة المطاوعة وتدخلاتِهم، وتدخلات الحكوميين، يخرجُ الأمر عن السيطرة ويحتفي الوضع، ثم الإدارة، ثم الكتَّاب بمجموعة من الكتابات الصفراء التي كلما ابتعدت عن المجتمع وجدت صدى وصوتاً أكبر.



المواطن الصحفي يا سيد سالم الجهوري ليس كما تقول [وطبقت فيها مقولة الصحفي المواطن الذي ماعليه اذا اراد ارباك المجتمع سوى اطلاق اشاعته بضغطة زر "يثير فيها الذعر" ثم شاهد مايفعله المشاركون من بعده في اي منتدى ما،وكيف يتحول الحوار البناء الى مواقف شخصية، ثم يخرجون فيها عن النص،] بل هي فكرة أكبر من ذلك وعليك أن تنقر على زرِّ جوجل دوت كوم لكي تقرأ أكثر عن المواطن الصحفي قبل أن تأتي ببساطة بالغة وتقدمه لقرائك بهذه البساطة التي لا تليق بصحفي مثلك.



إن خروج دعوة تدعو إلى تنظيم المنتديات أمر منطقي ونبيل، وليس به شائبة أخلاقيا، ولكن أن يقولَ لنا سالم الجهوري أن وزارة الإعلام هي التي عليها إخراج التصاريح، بالله عليك ألا ترى جرائدكم؟؟ وقنوات وزارة الإعلام؟؟ لست أتهجمُ هُنا وللناس القول إن كانت وزارة الإعلام لدينا تطرح إعلاما قوياً يناسبُ أولا المجتمع، وثانيا يناسبُ الوضع القائم اقتصاديا ومعيشياً ومن ثمَّ فليقل لنا الجهوري أو غيرُه تعالوا ننظم لكم منتدياتكم.



الفكرة كلها في رأيي تعتمد على التعلم بالتجربة، ولعلي أشير إلى تجربة رائعة للغاية هي موقع الحارة العُمانية الذي كما يبدو يشقُّ طريقَه بشكلٍ يثير الإعجاب. لا أتمنى أن يحدث في الحارة ما يحدث في السبلة من خلطٍ واجتذاب مقصودٍ للمواضيع والكتابات القائمة على الاستهلاك اليومي الأصفر، وكذلك لا أتمنى أن تتحولَ إلى مؤسسة رعوية كما يطرحها البعض بلسان [سبلتنا الحبيبة ــ سبلة العُمانيين] وكذلك لا أتمنى أن تتحول إلى مؤسسة قرارات ومراسيم. الحارة العُماني يا سالم الجهوري هي منتدى أيضا ويمكنك أن تراجعَ ما يطرحَ فيه، وأن تتبع الحوارات التي دارت مع مجموعة كبيرة من الأسماء، ومع أنني لا أطيق تدخلات المطاوعة بها ومحاولتهم إقصاء الصوت الآخر إلا أن بشراً يكتبون بطريقة جَميلة بعيدة عن التقرب من الدولة أو الهجوم عليها بسبب خلاف شخصي مع وزير رفض منحهم قطعة أرض، أو التطلب والرسائل اللامنتهية إلى السلطان كلها تحمل [الطلْبة] نفسَها.



نعم يا سالم الجهوري، المنتديات غارقة في الفوضى، ولكنك في مقالِك لم تكن منصفاً ولم تكلِّف نفسَك أن تقنع قارءك بفكرةٍ سوى جمل سريعة تعميمية كان ينبغي على صحفي مثلك أن ينتبه أكثر لما يقولُه ولا سيماً مع منابر مئات الألوف من شباب عُمان، من شباب بلادِك يتابعونَها ويعتبرونَها مصدرا للمعلومة، عوضاً أن تدعوا إلى تصريحٍ من وزارة الإعلام ــ التي أنتَ أدرى بما بها من مشاكل ــ كان عليك ربما أن تقفَ معَهم بالنصيحة إن كنتَ ترى في نفسِك فهماً آخر للرسالة الإعلامية، في النهاية هؤلاء شباب عمانيون يحاولون بذل ما لديهم، صحيح منهم المخدوع بالحكاية ويعتقد أن الوطن يتزلزل لمقالٍ في منتدى، ومنهم الخائف الذي ينتظر قوات الأمن تقتحم بيتَه، ومنهم الموتور الذي ينتقم من مدير المدرسة الذي خصمَ راتبَه، ولكن هؤلاء كلهم أشكال وتجليات للحب والكراهية، وعوضاً أن تنادي بالصوت العريض أن تمسك وزارة إعلامكم برقاب المنتديات ربما كان عليك النزول إلى مستواهم ــ مستوانا البسيط ومن ثمَّ قل لنا: تعالي يا وزارة الإعلام لمنح تراخيص.



ملاحظة للجريدة: المقال مليء بأخطاء إملائية فاحشة وتغيب عنه الهمزات، ربما عليكم إن أردت تجويد موقعكم الاهتمام باللغة، وأشكركم على الموقع الجَميل.



ملاحظة للأستاذ سالم الجهوري: لو كان لدي إيميلك كنت أرسلتُه لك، وأتمنى ألا أكون قد تجاوزت الأخلاق في ردي عليك، فهذا عتب من أخيك الصغير الذي لم يرق له أن ير أستاذا كبيرا يقع في هذا الخلط الذي لا يليق به.