الوطن -

علي بن راشد المطاعني:



خلال دراستنا الجامعية في مجال الإعلام درسنا أن الخبر الصحفي "عض الرجل الكلب وليس عض الكلب الرجل" لأن الأول يحمل اثارة ان يعض الرجل الكلب ، في حين ان الثاني من الأمور الاعتيادية التي تقوم بها الكلاب ، ولكن في الواقع الأمر مختلف طبعا مائة وثمانين درجة كما يقال ، لايمكن ان نسمح للكلاب ان تعض أبناءنا ونحن نشهد هذه الحوادث ونلزم الصمت عليها ، هذا ما حكي لي أحد الأهالي من قاطني منطقة الغبرة بولاية بوشر بمحافظة مسقط ، حيث قال إن ابنه البالغ من العمر 6 سنوات فقط ، كان يلعب بجوار المنزل وزملاءه في المساء وسقطت الكرة التي كانوا يلعبون بها ببيت الجيران (العائلة الأجنبية) التي لديها كلب أشبه بالحصان والذي أخذ ينبح اثر سقوط الكرة ، وهو ما اثار رعب الطفل الذي لاذ بالفرار ، إلا ان الكلب طارده وعضه في رجله، ولولا عناية الله عز وجل والبعض ما كنا ندري ماذا سيكون حاله.

هذه الحادثة تقودنا الى الجانب المتعلق بتنظيم تربية الكلاب في البلاد وفي محافظة مسقط تحديدا ، ومن المسئول لو ان هذا الطفل قد ارداه الكلب قتيلا ، أو تسبب في ايذائه بشكل يصعب علاجه أو اصيب بداء الكلب لاسمح الله ، أوغير ذلك ناهيك عن الرعب الذي سببه هذا الكلب للطفل وما قد يعانيه من هواجس وخوف من اللعب في الحارة توجسا من ان يلتهمه الكلب ورفاقه وأي ذكريات سيحملها هذا الوليد من الجيران وأيام الصبا غير الخوف والرعب الذي يسببه مثل هذا الكلب.

ان مثل هذه الحادثة وغيرها من الحوادث جديرة بالتوقف عندها وايجاد حلول لها ، فعلى الرغم من أن بلدية مسقط أصدرت قرارا بتنظيم تفسيح الكلاب في أوقات محددة ، إلا ان اصحاب الكلاب لم يلتزموا بالانظمة والأطر في تفسيح الكلاب في الأوقات المحددة في الحارات والاحياء السكنية ، غير مبالين بأنهم مخالفين للأوامر المحلية الصادرة من بلدية مسقط ، ينشرون الرعب في نفوس الأطفال وتعكر عليهم صفاء مرحهم وهم يلهون ويلعبون أمام منازلهم ، عندما تبدو هذه الكلاب وكأنها ثيران هائجة تقاد بالحبال والسلاسل في مشاهد أشبه بالمصارعة مع من يقتادونها ، وتجد الأطفال يهرعون الى داخل منازلهن يثيرون الصياح والعويل من رؤية هذه الحيوانات المخيفة.

لا يعرف الشارع العماني عن الجوانب القانونية لو اعتدى كلب على شخص مثل هذا الطفل من يكون المسئول هل أصحاب الكلب أم أهل الطفل ، أم من ؟ وأي قوانين تنظم هذا الجانب ، يبدو ليس هناك تشريع خاص ينظم هذا الجانب واضح بما فيه الكفاية لردع هذه الممارسات في الاحياء السكنية الوديعة والهادئة ، وكيف يكون مسار القضية الى غير ذلك من جوانب يتطلب التعريف بها والاحاطة.

بالطبع نحن لسنا ضد تربية الكلاب والحيوانات على اختلافها ولسنا نرغب في التحكم في رغبات الناس وهواياتهم ولكن نرى من الأهمية مراقبتها وتنظيمها بمافيه الكفاية وايجاد اطر رادعة للمخالفين لهذه النظم وحتى لا تكون هذه الكلاب هاجسا يرعب أبناءنا في حارتنا.