الوطن -
د. أحمد بن علي المعشني:

في اللحظة التي تقرأ فيها هذا المقال يتصل عقلك بالكون كله، وبدون أن تعي يتفاعل عقلك اللاواعي مع المعلومات المبثوثة في اللوح المحفوظ كما ندعوه نحن، والعقل الكوني كما يطلق عليه الطبيعيون والفيزيائيون والماديون ومن حذا حذوهم. ومفتاح اتصالك مع القوة الخلاقة التي استأثر بعلمها و تدبيرها وتسييرها الله سبحانه وتعالى، وجعل مفتاح التواصل عبرها في أفكارك وكلماتك ومشاعرك ومعتقداتك. فكل ما يلتقطه وعيك في حالات استرخائك أو انفعالك يأخذ مجراه إلى عقلك الباطن المتصل بالغيب على مستوى ما وراء الوعي بعيدا عن نطاق الإدراك.
فأنت مثلا في أشد الحالات وأحلك الظروف تفاجأ بحل يبزغ فجأة ولم يكن هذا الحل ليخطر على تفكيرك مطلقا، فتتسمر إلى درجة الذهول. وفي أحيان كثيرة تقابل شخصا لأول مرة فتشعر إزاءه بعدم الارتياح ، وفي بعض الأحوال تنتابك نوبات من القلق لا تدري لها سببا.
أخبرني صديق أعرفه حق المعرفة أنه سافر وكان على موعد مع شخص في اجتماع عمل بأحد المطارات ، وكان هذا الصديق يفكر قبل هبوط الطائرة بإكرام هذا الشخص الذي سيستضيفه لساعة كاملة في المطار ولم يكن في جيبه عملة محلية لذلك البلد ولم يكن في بطاقة الفيزا رصيد، وظل هذا الهاجس يشغله طيلة الرحلة حتى هبطت الطائرة ، فاستقبله مضيفه في المطار بحفاوة ، وفي نفس اللحظة اتصلت به شركة تأجير السيارات لتخبره أن السيارة التي استأجرها جاهزة ، استأذن من ضيفه ليستلم السيارة ، وبعد خمس دقائق عاد ليجد ذلك الشخص قد قام بكامل الضيافة بالعملة المحلية بل وسدد المبلغ ، ولم يكتف بذلك بالرغم من عدم معرفته بظروف صاحبنا الذي كان يعتصره الخجل ، بل سبقه إلى كابينة تسديد رسوم مواقف السيارات ودفع المبلغ البسيط نقدا.
ذات يوم زرت مكتبة في روي كانت توزع كتبي ، وكنت أبحث عن نسخة من كتاب "اجعل الظروف تعمل لصالحك" لكي أهديه إلى أحد القراء طلب نسخة إهداء وكنت أعده مرارا ولا أفي بوعدي نتيجة انشغال أو نسيان ، وكان ذلك الشخص ينتظرني في المطار ، فذهبت إلى المكتبة التي تبيع الكتاب لكنني لم أعثر على نسخة ، فاتصل شاب يعمل في تلك المكتبة بفرع المكتبة في دارسيت ليسأله إن كان الكتاب موجودا أم لا؟ فأجابه بأنه سيبحث. هنالك غادرت الفرع الرئيسي متجها إلى فرع تلك المكتبة في دارسيت بحثا عن نسخة، ولكن الموظف أبلغني عندما سألته بأن النسخ كلها نفدت ، أثناء ذلك قابلت شابا آخر يتولى توزيع الكتاب بطريقته الخاصة ، وكانت المفاجأة عندما أخبرني أنه كان يحتفظ ببعض النسخ معه في السيارة ، وقال لي: لست متعودا أن آتي إلى هذه المكتبة لكنني أحضر دورة على مقربة من هنا، وأنا الآن في وقت فسحة قصيرة للصلاة فجئت إلى هنا. ما الذي جمعنا هنا في هذه اللحظة تحديدا؟ يبدو أنه اتصال من نوع آخر!!
كثيرة هي الحالات التي يشهدها أشخاص بنفس الإيقاع. ما التفسير العلمي لهذه الظواهر؟ إن التفسير الذي نعلمه نحن منذ أكثر من قرن ونصف أنه ما من شيء إلا ويسبح بحمد الله الذي خلق كل شيء وربط جميع المخلوقات في نسيج متصل. ففي الوقت الذي قد يعتقد البعض أن الموجودات مستقلة ومنفصلة عن بعضها يحدث بينها اتصال راق جدا على مستوى الروح من خلال الذبذبات الكهرومغناطيسية التي تخرج عبر موجات أثيرية. ولكل موجود طريقته الخاصة في الاتصال. فما أعمله الآن في هذه اللحظة من خير أو شر ، وما أفكر فيه بطريقة ايجابية أو سلبية وما أضمره للبشر والكون يصل إلى جميع هذه المخلوقات ويبدأ الكون يستجيب لي بالطريقة التي أفكر بها وأعتقدها وأضمرها؛ إن خيرا فخير وإن شرا فشر.
إنني أتساءل لو أدرك الناس مغبة ما يحملون من نوايا حول بعضهم البعض وحول البيئة وحول الكوكب وحول الله سبحانه وتعالى ، فهل سيتيغر سلوكهم عما هو الآن؟ لو علم كل من تسول له نفسه العبث بحياة الناس والتلاعب بأرزاقهم وتخويفهم وإرهابهم ؛ فهل سيغير من طريقة تفكيره وتخبطه؟
لقد حظيت المعمورة يوما بنماذج بشرية شفافة كان أحدهم يتلقى نتيجة أي تصرف غير أخلاقي على سلوك دابته أو في شراك نعله أو في تصرفات أبنائه او في رزقه.
د. أحمد بن علي المعشني:

في اللحظة التي تقرأ فيها هذا المقال يتصل عقلك بالكون كله، وبدون أن تعي يتفاعل عقلك اللاواعي مع المعلومات المبثوثة في اللوح المحفوظ كما ندعوه نحن، والعقل الكوني كما يطلق عليه الطبيعيون والفيزيائيون والماديون ومن حذا حذوهم. ومفتاح اتصالك مع القوة الخلاقة التي استأثر بعلمها و تدبيرها وتسييرها الله سبحانه وتعالى، وجعل مفتاح التواصل عبرها في أفكارك وكلماتك ومشاعرك ومعتقداتك. فكل ما يلتقطه وعيك في حالات استرخائك أو انفعالك يأخذ مجراه إلى عقلك الباطن المتصل بالغيب على مستوى ما وراء الوعي بعيدا عن نطاق الإدراك.
فأنت مثلا في أشد الحالات وأحلك الظروف تفاجأ بحل يبزغ فجأة ولم يكن هذا الحل ليخطر على تفكيرك مطلقا، فتتسمر إلى درجة الذهول. وفي أحيان كثيرة تقابل شخصا لأول مرة فتشعر إزاءه بعدم الارتياح ، وفي بعض الأحوال تنتابك نوبات من القلق لا تدري لها سببا.
أخبرني صديق أعرفه حق المعرفة أنه سافر وكان على موعد مع شخص في اجتماع عمل بأحد المطارات ، وكان هذا الصديق يفكر قبل هبوط الطائرة بإكرام هذا الشخص الذي سيستضيفه لساعة كاملة في المطار ولم يكن في جيبه عملة محلية لذلك البلد ولم يكن في بطاقة الفيزا رصيد، وظل هذا الهاجس يشغله طيلة الرحلة حتى هبطت الطائرة ، فاستقبله مضيفه في المطار بحفاوة ، وفي نفس اللحظة اتصلت به شركة تأجير السيارات لتخبره أن السيارة التي استأجرها جاهزة ، استأذن من ضيفه ليستلم السيارة ، وبعد خمس دقائق عاد ليجد ذلك الشخص قد قام بكامل الضيافة بالعملة المحلية بل وسدد المبلغ ، ولم يكتف بذلك بالرغم من عدم معرفته بظروف صاحبنا الذي كان يعتصره الخجل ، بل سبقه إلى كابينة تسديد رسوم مواقف السيارات ودفع المبلغ البسيط نقدا.
ذات يوم زرت مكتبة في روي كانت توزع كتبي ، وكنت أبحث عن نسخة من كتاب "اجعل الظروف تعمل لصالحك" لكي أهديه إلى أحد القراء طلب نسخة إهداء وكنت أعده مرارا ولا أفي بوعدي نتيجة انشغال أو نسيان ، وكان ذلك الشخص ينتظرني في المطار ، فذهبت إلى المكتبة التي تبيع الكتاب لكنني لم أعثر على نسخة ، فاتصل شاب يعمل في تلك المكتبة بفرع المكتبة في دارسيت ليسأله إن كان الكتاب موجودا أم لا؟ فأجابه بأنه سيبحث. هنالك غادرت الفرع الرئيسي متجها إلى فرع تلك المكتبة في دارسيت بحثا عن نسخة، ولكن الموظف أبلغني عندما سألته بأن النسخ كلها نفدت ، أثناء ذلك قابلت شابا آخر يتولى توزيع الكتاب بطريقته الخاصة ، وكانت المفاجأة عندما أخبرني أنه كان يحتفظ ببعض النسخ معه في السيارة ، وقال لي: لست متعودا أن آتي إلى هذه المكتبة لكنني أحضر دورة على مقربة من هنا، وأنا الآن في وقت فسحة قصيرة للصلاة فجئت إلى هنا. ما الذي جمعنا هنا في هذه اللحظة تحديدا؟ يبدو أنه اتصال من نوع آخر!!
كثيرة هي الحالات التي يشهدها أشخاص بنفس الإيقاع. ما التفسير العلمي لهذه الظواهر؟ إن التفسير الذي نعلمه نحن منذ أكثر من قرن ونصف أنه ما من شيء إلا ويسبح بحمد الله الذي خلق كل شيء وربط جميع المخلوقات في نسيج متصل. ففي الوقت الذي قد يعتقد البعض أن الموجودات مستقلة ومنفصلة عن بعضها يحدث بينها اتصال راق جدا على مستوى الروح من خلال الذبذبات الكهرومغناطيسية التي تخرج عبر موجات أثيرية. ولكل موجود طريقته الخاصة في الاتصال. فما أعمله الآن في هذه اللحظة من خير أو شر ، وما أفكر فيه بطريقة ايجابية أو سلبية وما أضمره للبشر والكون يصل إلى جميع هذه المخلوقات ويبدأ الكون يستجيب لي بالطريقة التي أفكر بها وأعتقدها وأضمرها؛ إن خيرا فخير وإن شرا فشر.
إنني أتساءل لو أدرك الناس مغبة ما يحملون من نوايا حول بعضهم البعض وحول البيئة وحول الكوكب وحول الله سبحانه وتعالى ، فهل سيتيغر سلوكهم عما هو الآن؟ لو علم كل من تسول له نفسه العبث بحياة الناس والتلاعب بأرزاقهم وتخويفهم وإرهابهم ؛ فهل سيغير من طريقة تفكيره وتخبطه؟
لقد حظيت المعمورة يوما بنماذج بشرية شفافة كان أحدهم يتلقى نتيجة أي تصرف غير أخلاقي على سلوك دابته أو في شراك نعله أو في تصرفات أبنائه او في رزقه.
¨°o.O ( على كف القدر نمشي ولا ندري عن المكتوب ) O.o°¨
---
أتمنى لكم إقامة طيبة في الساحة العمانية
---
أتمنى لكم إقامة طيبة في الساحة العمانية
وأدعوكم للإستفادة بمقالات متقدمة في مجال التقنية والأمن الإلكتروني
رابط مباشر للمقالات هنا. ومن لديه الرغبة بتعلم البرمجة بلغات مختلفة أعرض لكم بعض
المشاريع التي برمجتها مفتوحة المصدر ومجانا للجميع من هنا. تجدون أيضا بعض البرامج المجانية التي قمت بتطويرها بذات الموقع ..
والكثير من أسرار التقنية في عالمي الثاني Eagle Eye Digital Solutions
رابط مباشر للمقالات هنا. ومن لديه الرغبة بتعلم البرمجة بلغات مختلفة أعرض لكم بعض
المشاريع التي برمجتها مفتوحة المصدر ومجانا للجميع من هنا. تجدون أيضا بعض البرامج المجانية التي قمت بتطويرها بذات الموقع ..
والكثير من أسرار التقنية في عالمي الثاني Eagle Eye Digital Solutions