عُمان -

محمد الشيزاوي:



تعودي يا مسقط على غياب الموظفين الذين يسكنون في العامرات لأن الطريق الوحيد بينكما يمر في الوادي دون حمايات، ولأن الطريق الذي يتم إنشاؤه بين العامرات ووادي عدي ما زال العمل فيه جارياً وقد يستمر العمل فيه جارياً أشهراً وربما سنوات أخرى، ولأن الطريق الآخر بين العامرات وبوشر سيجهز قريباً، وعسى أن تكون "قريبا"ً خلال العام الحالي.

(2)

تعودي يا مسقط على توقف الحركة التجارية في عدد من مدنك وقراك لأن كثيراً من الموظفين يسكنون في العامرات ولا يستطيعون المضي إلى الوزارات والبنوك والشركات والمحلات التي يعملون فيها، فـ "الوادي" يضطر الجميع إلى العودة إلى مساكنهم.

(3)

وتعودي أيتها العامرات على ان تبقي بين تلك الجبال الشامخة عندما تأتيك نعمة المطر، فلا أحد من ساكنيك يغادرك ولا أحد يستطيع ان يصل إليك.

(4)

وتعودوا أيها المقاولون ويا من تبنون مساكنكم بين تلك الاودية أو قربها على تأخر البناء عن الفترة المحددة لأن الشاحنات والسيارات الأخرى لن يسمح لها بعبور الطريق حتى لا تكرر مأساة أخرى كالتي حدثت الشهر الماضي.

(5)

وتقبلوا الأمر بصدر رحب أيها المراجعون للوزارات والبنوك والشركات ان ذهبتم لإنجاز معاملاتكم وقيل لكم ان الموظف الذي يسكن في العامرات لم يأتِ اليوم ولا ندري ان كان سيأتي غداً، لأن الوادي إذا جاء لا بد أن يُغلَق الطريق.

(6)

وتقبلوا الأمر بصدر رحب أيضاً أيها المسؤولون عن موظفين يسكنون في العامرات لأنهم لا يستطيعون أن يخاطروا بحياتهم ولا تشترطوا في المرشحين للعمل لديكم ألا يسكنوا في العامرات لأن هناك طريقين يتم تشييدهما منذ سنوات وسيتم إنجازهما "قريبا".

هامش أول: يبلغ عدد سكان العامرات بحسب تعداد عام 2003 أكثر من 41 ألف نسمة غير ان الولاية شهدت نمواً كبيراً خلال السنوات الخمس الماضية ومن المتوقع ان تظهر نتائج تعداد ابريل القادم أرقاماً أكبر بكثير عن هذه الأرقام.

هامش ثانٍ: يقول أحد سكان العامرات ان معاناتهم لن تنتهي بعد افتتاح الطريقين الجديدين، لأن الطرق الداخلية لا توجد فيها جسور أو قنوات لعبور المياه مما يجبرهم على البقاء في منازلهم أو قريبا منها عندما تأتي الاودية.