
الحياة أو هذه المحطة التي نقضي فيها سنوات تتفاوت بين القصيرة والطويلة حسب الأعمار التي كتبها الله لنا؛ ما هي إلا فرصة يجب أن نقضيها في ما يعود بالنفع على أنفسنا والناس، فثمة بشر قدموا إنجازات عملاقة جعلتهم خالدين في الذاكرة البشرية.
لا أعتقد أننا عاجزين على أن نقدم شيئًا للبشرية مثلما قدم غيرنا أمثال "غاندي" و"انشتاين" و "بيكاسو" وغيرهم، فالقائمة طويلة ولا يسعني ذكرها، ولأنصف العرب فلا بد من ذكر عباقرتنا الذين مهدوا للغرب الطريق نحو الإبداع والتقدم في مختلف مجالات الحياة ومنهم "إبن خلدون" و"الخوارزمي" و"الجاحظ" و"إبن سيناء" وغيرهم من الشخصيات التي ستبقى مصادر يتعلم منها البشر على مر التاريخ .
ما هؤلاء إلا بشر خلقهم الله مثلما خلقنا، لكنهم وجدوا في الحياة متعة في تقديم شيئًا يعود بالنفع على الجميع، فكروا في غيرهم قبل أنفسهم، وجعلوا من الحياة مصدر سعادة للجميع، لأنهم أبتعدوا عن التذمر والإكتئاب والنقد اللاذع الذي لا يأتي إلا "بوجع الرأس" .
ولا يأتي إلابداع بمحاولة تغير العالم لأنه من الصعب أن تغير الناس ولكن من السهل أن تغير نفسك وكما يحكى أن ملكاً كان يحكم دولة واسعة جداً وأراد هذا الملك يوما من الأيام القيام برحلة برية طويلة، وخلال عودته وجد أن أقدامه تورمت بسبب المشي في الطرق الوعرة، فأصدر مرسوماً يقضي بتغطية كل شوارع مدينته بالجلد؛ ولكن أشار عليه أحد مستشاريه برأي أفضل، وهو عمل قطعة جلد صغيرة تحت قدمي الملك فقط، فكانت هذه بداية نعل الأحذية كما يُقال، والعبرة في هذه الحكاية أن نغير أنفسنا أفضل بكثير من تغير من حولنا، فإذا أردت أن تعيش سعيدا في العالم فلا تحاول تغيير كل العالم بل أعمل التغيير في نفسك ومن ثم حاول تغيير العالم بأسره، كما فعل الكثير من عباقرة هذا الكوكب الأرضي حيث غيروا أنفسهم في البداية فأبدعوا وقدموا الكثير من الأشياء لتغير العالم من حولهم .
كثير من الناس سيقول : "تعبت وأنا احاول أغير في المجتمع ألي عايش فيه ولكن ماشي نتيجة إيجابية"؛ أقول لمثل هذا الشخص عليك أن تجد تجرب عدة طرق إلى أن تصل إلى الطريقة الجيدة وسأحكي لك حكاية أخرى حول هذا الموضوع.
يقال : "جلس رجل أعمى على إحدى عتبات عمارة واضعا ً قبعته بين قدميه وبجانبه لوحة مكتوب عليها : " أنا أعمى أرجوكم ساعدوني "، فمر خبير في إحدى شركات الإعلانات بالأعمى ووقف ليرى أن قبعته لا تحوي سوى قروش قليلة فوضع المزيد فيها؛ ودون أن يستأذن الأعمى أخذ لوحته وكتب عليها عبارة أخرى وأعادها مكانها ومضى في طريقه، لاحظ الأعمى أن قبعته قد امتلأت بالقروش والأوراق النقدية، فعرف أن شيئاً قد تغير، وأدرك أن ما سمعه من الكتابة هو ذلك التغيير، فسأل أحد المارة عما هو مكتوب عليها فكانت الآتي : " نحن في فصل الربيع لكنني لا أستطيع رؤية جماله"، العبرة غير وسائلك عندما لا تسير الأمور كما يجب.
وهكذا نحن البشر لا بد أن نغير أسلوبنا، وأدواتنا، وحياتنا، حينما نجد أنها لا تؤدي نتائج إيجابية، وفي المقابل يجب علينا أن نتعامل مع المواقف "السيئة" بألية أكثر إشراقة وإيجابية ونستشعر بطعم الحياة، وعلى سبيل المثال الحكاية التي تُسند إلى "غاندي" والتي تقول : يُحكى أن غانـدي كان يجري بسرعة للحاق بقطار، وقد بدأ القطار بالسير، وعند صعوده القطار سقطت من قدمـه إحدى فردتي حذائه، فما كان منه إلا خلع الفردة الثانية وبسرعة رماها بجوارالفردة الأولى على سكة القطار، "فتعجب أصدقاؤه"، وسألوه: ماحملك على مافعلت؟، لماذا رميت فردة الحذاء الأخرى؟، فقال غاندي الحكيم: أحببت للفقير الذي يجد الحذاء أن يجد فردتين فيستطيع الإنتفاع بهما، فلو وجد فردة واحدة فلن تفيده ولن أستفيد أنــا منها أيضا.
والعبرة من هذه الحكاية والدرس الجميل من الأستاذ غاندي، أنــه إذا فاتنــا شيء فقد يذهب إلى غيرنــا ويحمل له السعادة فــلـنــفــرح لـفـرحــه ولا نــحــزن على مــافــاتــنــا، وهذا الدرس ينطبق على بعض الشباب عند تقديم الوظائف فلا يجب أن نحزن على وظيفة لأنها ستذهب لشاب أخر وسينتفع منها لهذا يجب أن نفرح له ونشعر بأننا تسببنا في إسعاده عندما نجح في الحصول على وظيفة على حسابنا .
وأنصحكم بالإبتعاد عن الأصدقاء الذين لا يأتي منهم إلا "النقد" و"التذمر" والشعور بالضعف، لأنهم مصدر لتحطيم القدرات، ومن يعيش مع مثل هذه الشريحة من الناس سيصاب بالعدوء وإن كان أسداً سيصبح خروفًت إن عاش مع الخرفان، وهذه الحكاية تؤكد ذلك حيث يحكى أن نسراً كان يعيش في إحدى الجبال ويضع عشه على قمة إحدى الأشجار، وكان عش النسر يحتوي على 4 بيضات، ثم حدث زلزال عنيف في الأرض فسقطت بيضة من عش النسر وتدحرجت إلى أن استقرت في قن للدجاج، وظنت الدجاجات بأن عليها أن تحمي وتعتني ببيضة النسر هذه، وتطوعت دجاجة كبيرة في السن للعناية بالبيضة إلى أن تفقس، وفي أحد الأيام فقست البيضة وخرج منها نسر صغير جميل، ولكن هذا النسر بدأ يتربى على أنه دجاجة، وأصبح يعرف أنه ليس إلا دجاجة، وفي أحد الأيام وفيما كان يلعب في ساحة قن الدجاج شاهد مجموعة من النسور تحلق عالياً في السماء، تمنى هذا النسر لو يستطيع التحليق عالياً مثل هؤلاء النسور؛ لكنه قوبل بضحكات الاستهزاء من الدجاج قائلين له: ما أنت سوى دجاجة ولن تستطيع التحليق عالياً مثل النسور، وبعدها توقف النسر عن حلم التحليق في الأعالي ، وآلمه اليأس ولم يلبث أن مات بعد أن عاش حياة طويلة مثل الدجاج .
والعبرة إنك إن ركنت إلى واقعك السلبي تصبح أسيراً وفقاً لما تؤمن به فإذا كنت نسراً وتحلم لكي تحلق عالياً في سماء النجاح فتابع أحلامك ولا تستمع لكلمات الدجاج ( الخاذلين لطموحك ممن حولك !)، حيث أن القدرة والطاقة على تحقيق ذلك متواجدتين لديك بعد مشيئة الله سبحانه وتعالى، وأعلم بأن نظرتك الشخصية لذاتك وطموحك هما اللذان يحددان نجاحك من فشلك، لذا فاسع أن تصقل نفسك، وأن ترفع من احترامك ونظرتك لذاتك فهي السبيل لنجاحك، ورافق من يقوي عزيمتك ويدفعك نحو النجاح .
ابن المرار، محمد سعيد
مسقط الخوير
الجمعة 15يناير2010
الجمعة 15يناير2010
المصدر : مدونة ابن المرار
¨°o.O ( على كف القدر نمشي ولا ندري عن المكتوب ) O.o°¨
---
أتمنى لكم إقامة طيبة في الساحة العمانية
---
أتمنى لكم إقامة طيبة في الساحة العمانية
وأدعوكم للإستفادة بمقالات متقدمة في مجال التقنية والأمن الإلكتروني
رابط مباشر للمقالات هنا. ومن لديه الرغبة بتعلم البرمجة بلغات مختلفة أعرض لكم بعض
المشاريع التي برمجتها مفتوحة المصدر ومجانا للجميع من هنا. تجدون أيضا بعض البرامج المجانية التي قمت بتطويرها بذات الموقع ..
والكثير من أسرار التقنية في عالمي الثاني Eagle Eye Digital Solutions
رابط مباشر للمقالات هنا. ومن لديه الرغبة بتعلم البرمجة بلغات مختلفة أعرض لكم بعض
المشاريع التي برمجتها مفتوحة المصدر ومجانا للجميع من هنا. تجدون أيضا بعض البرامج المجانية التي قمت بتطويرها بذات الموقع ..
والكثير من أسرار التقنية في عالمي الثاني Eagle Eye Digital Solutions