رجاء عبدالله اسم الفتاة السعودية التي كتبت يومًا رواية "بنات الرياض" وسردت لنا ولأول مرة قصص من الواقع المؤلم التي تعيشهُ وتعايشهُ بعض الفتيات في المملكة العربية السعودية، لا نعرف مدى صدق تلك الرواية إلا أننا ندرجها ضمن المجال الأدبي الرائي القابل "للصدق" و "الكذب" بمعنى أخر وبالمنطق هي مجرد رواية لا أكثر .
عندما أرسَلتْ إحدى الأخوات في السلطنة رواية "بنات الرياض" عبر بريدي الإلكتروني وكتب في الرسالة "في المرفقات رواية بنات الرياض ولك أن تسميها بنات مسقط فالوضع سيان".
كنت قد قراءة الرواية منذ فترة طويلة وأعجبتني من حيث أنها عمل إبداعي استطاعت فيه المؤلفة استغلال الوضع السوداوي المروج عبر وسائل الإعلام لجمتمعها، لتترجمه إلى رواية تلفت الانتباه، وبالتأكيد الجميع سوف يتعاطف مع الرواية بسبب الخلفية "السوداوية" التي يعرفها عن مجتمع المؤلفة، والذي قد يكون ضحية بعض وسائل الإعلام الغربية.
لستُ من المحللين السياسيين لأكتب تحليلاً سياسيًا عن واقع الشعب السعودي أو بالأخص "البنات" في المملكة العربية السعودية، ولكنني أجزم أن في "السعوديات" نساء فاضلات تستحق أن تنحت أسمائهن بماء الذهب وتعلق على أستار الكعبة، كما عُلقت من قبل المعلقات السبع، كما يوجد رجال وشباب يستحقون أكثر من ذلك .
كما أن المؤلفة للرواية لم تقصد بروايتها "بنات الرياض" جميعًا، إنما أرادت الجزء وجاءت بالكل، وأخذت المسمى للرمزية لا أكثر، وهنا نتذكر بعض مقاطع "الفيديو" على مواقع شبكة الإنترنت والتي نشاهد في بعض منها مقاطع لرجال يلبسون "الغترة والعقال" وهم في حانات أوربية بين أحضان الفتيات الجميلات، وهذه المشاهد ألفناها في بعض أفلام السينما الغربية بشكل عام والأمريكية بشكل خاص، فلا يظهر صاحب "الغترة والعقال" إلا في صورة الحيوان المتعطش للجنس وشرب الخمر .
لهذا يتعجب بعض المستشرقين عندما يأتون إلى الخليج ويجدون القيم والمبادئ النبيلة على عكس ما كانوا يشاهدونهُ في أفلامهم المزورة، فليس الكل هنا في "الخليج" مثلما صورتهُ تلك الأفلام التي أرادت الجزء فعبرت بالكل، فرسمت صورة قاتمة سوداء عن هذا المجتمع العربي الأصيل .
كذلك نحن اليوم لا يمكن أن "نعمم" قضية فردية على مجتمع بأكملهُ سواء كانت هذه القضية سلبية أو إيجابية، فليس خسارة المنتخب الوطني مثلاً تعني أن الشعب بأكمله "ضعيف" وليس فوزه بالكأس تعني أن الشعب بأكمله "قوي" وعلى هذا تسير الأمثلة الكثيرة .
ولا يمكن لنا أن نصور بنات مسقط مثل "بنات الرياض" كما جاء في رواية الأخت "رجاء" ليس لأننا في مجتمع "فاضل" ولكننا لا نحاسب الكل بخطأ يرتكبه الفرد، وإن قال البعض "السيئة تَعم والحسنة تخص" .
وأعتقد أن الحديث في هذا الموضوع يطول كثيراً، ولكننا يجب أن نتعامل مع القصص والروايات والأفلام والمسلسلات وكل ما يمكن أن يتم إدراجه ضمن "الأدب" أو "الفن" على أنه وجهة نظر إنسان قابلة للصواب وقابلة للخطأ، كما أنها وجهة نظر لا يمكن تعميمها على أمة بأسرها أو شعب يبلغ عدده ملايين البشر، أو مجتمع مكونُ من دول وأمم.
وبالأخص في عالمنا اليوم حيث تنتشر الكثير من مقاطع الفيديو عبر "البلوتوث" أو "اليوتيوب" والتي يعبر من خلالها بعض المواطنين في مختلف دولهم ومجتمعاتهم عن آرائهم الشخصية، وعن هواياتهم المفضلة كالتقليد أو الغناء أو الرقص أو التمثيل أو غيرها من الهوايات التي قد لا تليق بمجتمعاتنا الإسلامية والعربية، فما هي إلا وجهات نظر شخصية لأصحابها، ولا يمكن "تعميمها" على مجتمع من ملايين البشر، ولهذا يجب أن نعزز ثقتنا بأنفسنا وبمجتمعنا ولا نتأثر ببعض ما يُروج لنا من أجل تحطيم كل الروابط التي تربطنا وتجعلنا نشك في أنفسنا وفي مجتمعنا وفي كل شيء يحيط بنا، و "بنات مسقط" ليست كـــ "بنات الرياض" التي جسدتها رواية "رجاء" .
ابن المرار، محمد سعيد
31ديسمبر2009م
مسقط ـ الغبرة ـ
المصدر : مدونة ابن المرار
عندما أرسَلتْ إحدى الأخوات في السلطنة رواية "بنات الرياض" عبر بريدي الإلكتروني وكتب في الرسالة "في المرفقات رواية بنات الرياض ولك أن تسميها بنات مسقط فالوضع سيان".
كنت قد قراءة الرواية منذ فترة طويلة وأعجبتني من حيث أنها عمل إبداعي استطاعت فيه المؤلفة استغلال الوضع السوداوي المروج عبر وسائل الإعلام لجمتمعها، لتترجمه إلى رواية تلفت الانتباه، وبالتأكيد الجميع سوف يتعاطف مع الرواية بسبب الخلفية "السوداوية" التي يعرفها عن مجتمع المؤلفة، والذي قد يكون ضحية بعض وسائل الإعلام الغربية.
لستُ من المحللين السياسيين لأكتب تحليلاً سياسيًا عن واقع الشعب السعودي أو بالأخص "البنات" في المملكة العربية السعودية، ولكنني أجزم أن في "السعوديات" نساء فاضلات تستحق أن تنحت أسمائهن بماء الذهب وتعلق على أستار الكعبة، كما عُلقت من قبل المعلقات السبع، كما يوجد رجال وشباب يستحقون أكثر من ذلك .
كما أن المؤلفة للرواية لم تقصد بروايتها "بنات الرياض" جميعًا، إنما أرادت الجزء وجاءت بالكل، وأخذت المسمى للرمزية لا أكثر، وهنا نتذكر بعض مقاطع "الفيديو" على مواقع شبكة الإنترنت والتي نشاهد في بعض منها مقاطع لرجال يلبسون "الغترة والعقال" وهم في حانات أوربية بين أحضان الفتيات الجميلات، وهذه المشاهد ألفناها في بعض أفلام السينما الغربية بشكل عام والأمريكية بشكل خاص، فلا يظهر صاحب "الغترة والعقال" إلا في صورة الحيوان المتعطش للجنس وشرب الخمر .
لهذا يتعجب بعض المستشرقين عندما يأتون إلى الخليج ويجدون القيم والمبادئ النبيلة على عكس ما كانوا يشاهدونهُ في أفلامهم المزورة، فليس الكل هنا في "الخليج" مثلما صورتهُ تلك الأفلام التي أرادت الجزء فعبرت بالكل، فرسمت صورة قاتمة سوداء عن هذا المجتمع العربي الأصيل .
كذلك نحن اليوم لا يمكن أن "نعمم" قضية فردية على مجتمع بأكملهُ سواء كانت هذه القضية سلبية أو إيجابية، فليس خسارة المنتخب الوطني مثلاً تعني أن الشعب بأكمله "ضعيف" وليس فوزه بالكأس تعني أن الشعب بأكمله "قوي" وعلى هذا تسير الأمثلة الكثيرة .
ولا يمكن لنا أن نصور بنات مسقط مثل "بنات الرياض" كما جاء في رواية الأخت "رجاء" ليس لأننا في مجتمع "فاضل" ولكننا لا نحاسب الكل بخطأ يرتكبه الفرد، وإن قال البعض "السيئة تَعم والحسنة تخص" .
وأعتقد أن الحديث في هذا الموضوع يطول كثيراً، ولكننا يجب أن نتعامل مع القصص والروايات والأفلام والمسلسلات وكل ما يمكن أن يتم إدراجه ضمن "الأدب" أو "الفن" على أنه وجهة نظر إنسان قابلة للصواب وقابلة للخطأ، كما أنها وجهة نظر لا يمكن تعميمها على أمة بأسرها أو شعب يبلغ عدده ملايين البشر، أو مجتمع مكونُ من دول وأمم.
وبالأخص في عالمنا اليوم حيث تنتشر الكثير من مقاطع الفيديو عبر "البلوتوث" أو "اليوتيوب" والتي يعبر من خلالها بعض المواطنين في مختلف دولهم ومجتمعاتهم عن آرائهم الشخصية، وعن هواياتهم المفضلة كالتقليد أو الغناء أو الرقص أو التمثيل أو غيرها من الهوايات التي قد لا تليق بمجتمعاتنا الإسلامية والعربية، فما هي إلا وجهات نظر شخصية لأصحابها، ولا يمكن "تعميمها" على مجتمع من ملايين البشر، ولهذا يجب أن نعزز ثقتنا بأنفسنا وبمجتمعنا ولا نتأثر ببعض ما يُروج لنا من أجل تحطيم كل الروابط التي تربطنا وتجعلنا نشك في أنفسنا وفي مجتمعنا وفي كل شيء يحيط بنا، و "بنات مسقط" ليست كـــ "بنات الرياض" التي جسدتها رواية "رجاء" .
ابن المرار، محمد سعيد
31ديسمبر2009م
مسقط ـ الغبرة ـ
المصدر : مدونة ابن المرار
¨°o.O ( على كف القدر نمشي ولا ندري عن المكتوب ) O.o°¨
---
أتمنى لكم إقامة طيبة في الساحة العمانية
---
أتمنى لكم إقامة طيبة في الساحة العمانية
وأدعوكم للإستفادة بمقالات متقدمة في مجال التقنية والأمن الإلكتروني
رابط مباشر للمقالات هنا. ومن لديه الرغبة بتعلم البرمجة بلغات مختلفة أعرض لكم بعض
المشاريع التي برمجتها مفتوحة المصدر ومجانا للجميع من هنا. تجدون أيضا بعض البرامج المجانية التي قمت بتطويرها بذات الموقع ..
والكثير من أسرار التقنية في عالمي الثاني Eagle Eye Digital Solutions
رابط مباشر للمقالات هنا. ومن لديه الرغبة بتعلم البرمجة بلغات مختلفة أعرض لكم بعض
المشاريع التي برمجتها مفتوحة المصدر ومجانا للجميع من هنا. تجدون أيضا بعض البرامج المجانية التي قمت بتطويرها بذات الموقع ..
والكثير من أسرار التقنية في عالمي الثاني Eagle Eye Digital Solutions