أكدت مصادر من وحدة شرطة عمان السلطانية بولاية الرستاق عن حادثة لجريمة قتل وقعت مساء الجمعة 11 من ديسمبر 2009م، في مدرسة الإمام سعيد بن عبدالله للتعليم الأساسي، بقرية "جماء" قُتل فيها "حارس المدرسة"، وبادرت جريدة "الرؤية" الإتصال المباشر بقيادة الشرطة في الولاية، وأكدت المصادر أن البحث جاري عن المجرم، وأنه الشرطة تؤدي عملها على قدم وساق، وإن لم يعثروا على المجرم خلال هذه الأيام فسيتم ألقاء القبض عليه خلال الأيام القادمة بإذن الله.

واستهجن بعض المواطنين عدم وجود "آلة تصوير" في المدارس لحفظ الأمن والإستقرار في هذه المؤسسات على الرغم من سهولة استخدام هذه الأجهزة إلى جانب انتشاهرها في هذه الأيام بسبب التقدم التكنلوجي، فقد اشار أحد المواطنين قائلاً : مازالت مهنة "الحارس" في مدارس السلطنة تأخذ الطابع التقليدي البحت، بحيث يأتي حارس المدرسة ويجلس في غرفته المخصصة له والغير مجهزة بأجهزة تمكنه من العمل بإلية أفضل . وأضاف قائلاً : قد تكون هذه الحادثة نادرة من نوعها ولم يسبق لها وأن حدثت، ولكن على الوزارة أن تتخذ إجرات أمنية اكثر من أجل سلامة الطلاب، والموظفين، وجميع العاملين في هذه المؤسسات .

كما قال أحد حراس المدارس والذي رفض الإفصاح عن اسمه : منذ أكثر من خمس عشر عامًا وأنا أعمل "حارس" في المدرسة، ولم يسبق وأن حدثة جريمة سرقة بسيطة واحدة، ولم أسمع عن أي حوادث أخرى في مدارس يقوم بحراستها زملائي. وأضاف قائلاً : وبالفعل لا توجد أدوات حماية عند الحراس، فلا يوجد لدينا سلاح، أو "ألة تصوير ثابتة"، ومساحة المدرسة شاسعة والحارس واحد فقط، وهذا ما يجعل هذه المهمنة صعبة في بعض الأحيان، ولهذا يلجأ المختصون إلى الإستعانة بشرطة عُمان السلطانية فترة الأمتحانات العامة للدبلوم العام "الثانوية سابقًا" مما يدل على عدم استطاعت حارس المدرسة الإشراف على أمن المدرسة بشكل عام.

وقال أحد المواطنين في ولاية الرستاق حول الحادثة : لا يذهب المجرم بعيداً وسينال جزائه، ولم نسمع بجريمة قتل من قبل إلا وقد تم الكشف عن جميع ملبساتها عن طريق شرطة عمان السلطانية والتي لا تدخر جهداً من أجل دولة مطمئنة وأمنة. وأضاف قائلاً : كلنا واثقين من أن الشرطة ستبذل المستحيل من أجل إلقاء القبض على المتهم، ولكننا نأمل من وزارة التربية والتعليم من إتخاذ وسائل أكثر أمنًا وسلامة لحراس المدارس من أجل أخذ الحيطة والحذر خلال ألأيام القادمة.

وللعلم أن مدرسة الإمام سعيد بن عبدالله للتعليم الأساسي 5ـ10، والواقعة في قرية جماء، تم أفتتاحها مطلع العام الدراسي 2008م، والدراسة فيها صباحية وللذكور فقط، وبلغ عدد الطلاب خلال العام المنصرم 199 طالب فقط، وهذا العام بلغ عددهم أكثر من 313 طالب، ومدير المدرسة الأستاذ طالب بن سليمان المكي .

كما لجاء ولي أمر إحدى الطالبات إلى كتابة رسالة وجهها لوزارة التربية والتعليم مباشرة، من خلال المنتدى التربوي التابع للوزارة جاء فيها، ( السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أنا ولي أمر لطالبة من طالبات هذه المدرسة حيث عانينا منذ عامين لعدم وجود حارس في المدرسة اذ ان ابنتي بحكم طبيعة العمل تحضر بصورة مبكرة للمدرسة وكنا قد عانينا العام الماضي لعدم وجود من يفتح المدرسة صباحا واذكر انه في احد الايام تواجدت معنا ابنة المدير السابق فاستبشرت خيرا لانه سيشعر بما نعاني وقد اتصلت بالمديرية في ذلك الوقت ووعدونا خيرا ولازال الوضع على ماهو عليه فهل يعقل ان تظل مدرسة بنات من غير حارس ليخرج من خرج ويدخل من دخل والحجة ان الحراس ممتنعين عن العمل في الفترة الصباحية منذ العام 2007 ونحن نعاني ولا خبر من المديرية وبالحديث مع مديرة المدرسة اكدت لنا ان الحل بيد المديرية فهل هذا هو العناية والاهتمام ببناتنا ؟؟وماذا يفعل الانسان العادي حتى يحصل على الانتباه؟ هل يجب ان نتوجه بشكوى الى وزير حتى نجد اذان صاغية وهل عجزت المديرية الموقرة عن العثور على حارس مناسب فاذا كان هذا هو الوضع لمدرسة يبلغ تعدادها الالف طالبة فكيف ببقية المدارس الله يكون في العون والله المستعان ).

انتهت رسالة ولي الأمر الذي طرح عدة أسئلة لم تجد الإجابة بعد، وجاء رد عبر المنتدى نفسه من المسئولين القائمين على المنتدى، جاء فيه : ( تم رفع الموضوع للمختصين، نشكر صاحب الموضوع على الإهتمام ) وأنتهى الرد، بينما لم تنتهي معاناة ولي أمر الطالبة، وإذا كانت المدرسة التي هيئت بالحارس المناسب قد قتل حارسها، فما بالنا بالمدرسة التي لم يعد الحارس فيها، حتمًا توجد الكثير من الأسئلة التي يجب أن تجي عليها الجهات المختصة، قبل تفاقم الموضوع .

ابن المَرارْ، محمد سَعيد
26ديسمبر2009م
مسقط ـ الخوير