أول مصنع محليّ للمصارّ العمانية أخبار الشبيبة

    • أول مصنع محليّ للمصارّ العمانية أخبار الشبيبة

      أحمد الحوسني:
      الحلم صار حقيقة .. وهدفي تسجيل الحضور والنوعيّة الجيّدة بحسب الأذواق
      زار المصنع – عبد الله الشعيبي:
      يعتبر (المصرّ) من العناصر الأساسيّة في تكوين هويّة الزيّ الرسمي للرجل العماني، منذ عقود طويلة من الزمن، ولذلك يجيئ الاهتمام به بوصفه جانبا أساسيّا في هذه الهويّة أمر له أهميته ، ووجود مصنع محليّ معنيّ بصناعة المصرّ العماني، بشروط الإنتاج المعاصر، وبآلات تعبّر عن الارتباط الوثيق بمناخات الإنتاج المعاصرة والتي تعبّر عن توجّهات السوق، جعل من (مصنع المصار العمانيّة) أول مصنع محلي ينتج بشروط الإنتاج العالمية كوسائل وأدوات ، وهي ميزة مهمة، خاصّة في ظل تسجيل منتج محلي يسجّل حضوره ضمن واقع احتياجات السوق من ناحية، والالتفات إلى توثيق ثقافة ذوقيّة جديدة حول المصرّ العماني .. (الشبيبة) زارت المصنع، والتقت صاحبه وفريق العمل لديه، واطّلعت على مسار الإنتاج، من أجل رواية حكاية أول مصنع محلي للمصار العمانية.
      الفكرة / الحلم
      بين 1984 أي قبيل منتصف العقد قبل الأخير من القرن العشرين و2009 أي منتصف عام ما قبل نهاية العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، تشكلت تفاصيل حكاية ما بات يعرف اليوم بـ (مصنع المصارّ العمانية) .. صاحب المصنع هو أحمد بن عبد الله الحوسني، الذي بدأ علاقته بالمصر من ناحية استثمار جمالي منذ ذلك التوقيت، عندما نظر إليه للمرة الأولى على أنه ليس مجرد زيّ وطني ، بل يمكن أن يكون هويّة من الداخل ، بحيث يمكن أن يكون عماني المنشأ والتسويق ، بمنطق السوق ، بما فيه من عرض وطلب، كانت الخطوات التقليدية التي عرفها حول الكيفيّة التي بها يمكن عمل مصرّ عماني تصل إلى 7 خطوات تقريبا، تقتضي مرور المصرّ بـمرحلة زمنية تمتد بين (20 – 25) يوما ، إلى أن يتمّ فيها (خياطة تشجير المصرّ الواحد) بشكل نهائي، وهو أمر لا يتناسب مع طموحات الإنتاج بالطريقة المعاصرة، وتلبية احتياجات السوق المحلية ، خاصّة وأن السوق يحتاج إلى نوع آخر من مسارات الإنتاج ، بما يتناسب مع انفتاح العالم على الآلة ، والتقنية التي يمكن تطويعها لتصير جزءا من ثقافة محلية عالمية في الوسائل والطرق والآليات الإنتاجية ، فبدأت الفكرة تختمر، مرة يزور الصين، وتارة اليابان، وتارة إندونيسيا، وتايلاند، بحثا عن أشكال التصنيع في هذا المجال، يفكر ويبحث عن الطرق الأمثل للبدء بمشروع صغير يمكن أن يكون نواة تتناسب مع رؤيته ورغبته التي تحوّلت إلى ما يشبه "الهيام بتصنيع المصرّ" كما وصفه.
      رحلات بين فترة وأخرى، قضاها بين تدرّب ومحاولة استبطان ومعرفة للكيفية التي تساعده على النهوض بفكرة كانت مجرد حلم، إلا أن الحياة لا تقرّ بالنتيجة الطيّبة إلا لمن يضع الحلم نصب العين ، ويذيبه في حواسّه وكيانه ، طاوياً الأزمنة بشكل متأنٍّ وعقلاني ، إلى أن حانت ساعة صفر البدء ، حيث تحويل الفكرة إلى خطوات عمليّة ، من خلال تمكين تفاصيل الفكرة /الحلم من الواقع المنظور.
      الدعم
      سعى أحمد الحوسني بين مكانين أساسيين، هما الإسكان وبنك التنمية، إذ إن وجود أرض يقوم عليها المشروع أمر مهمّ، ووجود جهة داعمة أمر مكمّل لأهمية الأرض، ولذا كان دعم وزارة الإسكان مقدّرا من جانبه ، ومفتوحا على خطوة عمليّة مفيدة ، ثم جاء دور بنك التنمية العماني ، الذي أبدى اهتماما كبيرا بالفكرة ، وخاصّة أنها الأولى من نوعها محليا وخليجيا، فضلا عن أن من سيقوم على بلورتها والعمل عليها عمانيّ ، لم يأتِ إلى هذا الحلم لمجرد كونه مشروعا إنتاجيّا ذي خطّ تواجدي في سوق مفتوحة على مختلف المنتجات بشكل عامّ ، بل لارتباطه الذهني بالمشروع جملة وتفصيلا ، ليس على مستوى "المصارّ" فحسب ، بل مختلف المنتجات بشكل عام، وهنا يجد الحوسني لزاما عليه (أن أسجّل شكري الجزيل لوزارة الإسكان وبنك التنمية ، فوجود المصنع على أرض الواقع كان لهما إسهام كبير فيه).
      فريق العمل
      يذكر صاحب (مصنع المصارّ العمانية) أن لديه في مصنعه (7) أفراد، أربعة منهم أبناؤه ، وهنا كان السؤال: كيف ؟ إذ إن الصناعة المرتبطة بالتقنية المعاصرة بطريق الآلات لا يمكن أن تكون وراثية على الطريقة التقليدية، كما أن المصنع بصيغته الحديثة هو الأول من نوعه؟
      يقول الحوسني: قمت بتدريب أبنائي في أكثر من دولة على حسابي الشخصي، عن طريق إلحاقهم بالعديد من الدورات التخصصيّة في إندونيسيا ، بحيث يكون الاستيعاب كافيا وملائما وعمليّا بشكل كبير، بما يتناسب مع متطلبات ما نسعى إليه، وهو تجويد الصنعة، بما يصب في صالح تحقيق حضور يرضي المستهلك الذي يهمّه أن يكون المصرّ العماني المقدّم إليه على شكل سلعة استهلاكية يمتلك مواصفات تتناسب مع طموحه ، ومتماشية مع ما سيدفع من جيبه مقابل ما سيشتريه. يقول راشد (أحد أبناء صاحب المصنع): تدربت على نوعيّة الآلات التي سنقوم بجلبها في حال قيام المصنع، ومن كثرة قربي من الآلة وحبي للمهنة ذاتها ، صرت خبيرا، على الرغم من أن سنّي لا يتناسب مع مسمّى خبرة، ولكنني قبلت التحدّي ، وهي آلات غير متوافرة في السلطنة ولا في دول مجلس التعاون ، ولم أقف عند هذا الحدّ ، بل إنني أقوم بتصميم الزوايا التي تشكّل تشجير المصرّ ، على برنامج خاصّ تم إعداده لذلك ، فأضع الرسوم التي نريدها ، وفقا للقياسات المطلوبة للمصرّ ، بحيث تصبح جاهزة للتطبيق على مستوى القماش الذي سنستخدمه لصناعة المصرّ . ويضيف راشد: كنا في البداية كلما حصل عطل نقوم بالتواصل مع الشركات المنتجة للآلات ، إلا أنني الآن أقوم بمعالجة ما يحصل فيها من أعطال بنفسي ، وهذا أمر خفف من أعباء الاستشارات والمتابعات والمصاريف المالية ، التي لا تساعد في نموّ الإنتاج.محمد (وهو أحد الأبناء في مصنع المصارّ العمانية) يقول: أوكل إليّ الوالد إدارة المصنع، ومراقبة خط الإنتاج فيه، ومعرفة ما يحدث بما يتناسب مع طموحات المصنع في تحقيق أكبر مستوى من الجودة المطلوبة في السوق، فثبات مستوى الجودة، هو رأس مال التاجر بشكل عام، وبالإضافة إلى كوني مديرا للمصنع، فأنا أقوم بتنسيق الألوان، ومتابعتها بشكل مبدئي مع شقيقي أثناء وضع التصميم، ومن ثمّ متابعتها بعد إدخال التصاميم عبر آلات الإنتاج، وهو دور مهم، ونحن نقوم به بشكل كامل بروح الفريق الواحد.أما بقية فريق العمل فهم من الأجانب الموجودين في المصنع، فأحدهم يقوم بالتصميم كمساعد لـ راشد وهو المصمم الأساسيّ في المصنع، ويقوم الآخران على تشغيل الآلات، ومراقبة مسار العمل. الطاقة الإنتاجية
      يقول أحمد الحوسني في معرض تقديمه وصفا مختصرا للطاقة الإنتاجية للمصنع: بدأنا الإنتاج التجريبي للخيوط التي نجلبها من أكثر من مكان للمرة الأولى في شهر رجب من العام الهجريّ المنصرم، وذلك لتجريب نوعيّاتها ومتانتها ومدى ملاءمتها لطبيعة الآلات التي بها نقوم على تصنيع المصرّ؛ في شهر شعبان من العام ذاته قمنا بالإنتاج الفعليّ بعد أن عرفنا تفاصيل العمل الذي سيجعل المصارّ التي سينتجها المصنع مقبولة لدى المستهلك العماني ، وفي شهر رمضان الماضي قمنا بعمليّة التسويق، والحمد لله أننا سجّلنا حضورا جيّدا ، والمصارّ التي عرضناها في السوق كانت مقبولة من جانب العمانيين ، وهذا شيء يسرّ البال.
      وحول الاستراتيجية الإنتاجية للمصنع رأى الحوسني بأن هذا الأمر تم تقسيمه على مستوى خمس سنوات إنتاجية، التي منها سنقيس مستوى تقبّل الجودة والملاحظات التي يمكن أن نجدها لدى المستهلك، سواء كان على نوعيات التصميمات أو التشجيرات التي يكون عليها المصرّ وتمثّل هويّته، ولذلك فإن الواقع الإنتاجي الكمي خلال السنوات الـ (5) القادمة، والذي نتوقّعه أن يصل بين (60 – 70) ألف مصرّ، بواقع (1000) مصرّ في كل عامّ ، وهذه طاقة إنتاجية جيدة، لأن ما يهمّنا هو النوع وليس الكمّ.
      أنواع المصاريقوم (مصنع المصارّ العمانيّة) بإنتاج أنواع مختلفة من المصارّ، تكاد تكون هي الأنواع المطروحة في السوق ، إذ ينتج المصنع الأنواع التالية: الصوف ، والأنجورا ، والـ إس تي ، بالإضافة إلى (3) أنواع من مصارّ الـ إم بي ، و(4) أنواع من مصارّ الترمه.


      ¨°o.O ( على كف القدر نمشي ولا ندري عن المكتوب ) O.o°¨
      ---
      أتمنى لكم إقامة طيبة في الساحة العمانية

      وأدعوكم للإستفادة بمقالات متقدمة في مجال التقنية والأمن الإلكتروني
      رابط مباشر للمقالات هنا. ومن لديه الرغبة بتعلم البرمجة بلغات مختلفة أعرض لكم بعض
      المشاريع التي برمجتها مفتوحة المصدر ومجانا للجميع من هنا. تجدون أيضا بعض البرامج المجانية التي قمت بتطويرها بذات الموقع ..
      والكثير من أسرار التقنية في عالمي الثاني
      Eagle Eye Digital Solutions