مقاربات للفهم ... ثرثرة عابرة جداً لإنسان يعتقد أنه يفكِّر ..
مَدْخل:
الاطمئنان للعقْلِ وحدَه يبدو أمراً غير منطقي إذ يمكن بسهولة اكتشاف محدوديتِه عند تعريضه لاختبارٍ رياضيٍّ بسيطٍ للغاية مثل حاصل قسمة عدد صحيح على الصفر، تقفز النتيجة اللانهائية [التي يفترض أنها تكبر كلما قلَّت قيمة المقام] عندما يصل المقام للصفر، البسط الذي قد يكون أيَّ عدد صحيح يمكنُه أن يكونَ أي رقمٍ صحيح، والناتج قد يؤول للصفر، الإشكالية أنَّ وجود الصفر في المقام يجعلُ من حاصل قسم الواحد على الصفر، أو المليون على الصفر أو الخمسة والثلاثين على الصفر واحد نظرياً، أو [قيمة غير معرَّفة] وهنا يتجلى لصاحب عقلٍ بسيطٍ مثلي أنَّ اتخاذَ مقاربة فهم رياضية لفهمِ العالم قد لا يكون حَكيماً بقدرِ ما يكون قرارا نابعاً من أفضل الموجود.
من يقدمون الفهمَ الموجود:
من غيرهم الأنبياء والفلاسفة والمفكرون، هم يطرحون ما يرونَه أنسب في فهمِ العالم ويعممون هذا الفهم أو يخصصونَه، في النهاية لا تكون الفكرة حيَّة إلا عندما يكون لها متبعون له قيمة إحصائية مؤثرة في البشر، أعني من منا يسمع الآن بمدارس الطوائف الدينية الشاذَة التي تظهر كلُّ يوم؟ ولكن لدينا المسيحية والإسلام واليهودية وأديان شرق آسياً. هذه مقاربات أخرى مطروحة سلفاً ووجدت لها مسوقون جعلوا منها مقاربات مُقنعة لكثيرين لاتخاذِها.
&&&
في عُمان فقط تجدُ حالاتٍ استثنائية من الحسم المبكِّر لأفكارٍ كونية كُبرى، ومهما بدا هذا الحسم أزلياً أو نهائياً يظهرُ بجلاء للرائي الناقد الممحص وجود خلل أصلا في [فهمِ الفهمِ]. كيف يمكنني أن أشرح هذه العِبارة؟ حسنا دعوني أبدأ من مكانٍ آخر.
فهمُ الفهمِ جملة دقَّت باب رأسي دون استئذان الآن وأنا أكتب، أعني بذلك من يتخذون نظاماً قائماً لفهم ما حولَهم، والأنظمة القائمة حالياً في عُمان والموجودة هي الدين، أو التفكير العلمي أقصد التفكير بلغة العلم والمنطق، البعض يخلطُ مقادير من هذا وذاك ليخرجَ لنا بفكرةٍ غريبة من الاثنين، ومهما كان طرحه مقنعاً يظلُّ الاثنين [الدين والعِلم] بحاجة لمراجعات دائمة، ليس سبب ذلك وجود نقص بهما ــ وبالذات الأوَّل لا سمح الله ــ وإنما لأننا نحن البشر بطبيعتنا نغيِّر من طريقتِنا في الفهم والتحليل والتناول، هل ذلك يعني أننا يجب أن نغربلَ الدين؟ نعم بلا شك، وهل يعني ذلك أنه يجب أن يظهرَ من قلب المؤسسة الدينية من يقومون بإعادة نخل وتكوين وتركيب بعض الأفكار الجاهزة التي ما كانَ يمكنُ أن تفهمَ جيِّداً لولا تغير وسائل الفهم ووسائطه. هذا ما يخرجُ لنا من مجموعة من العقول، مثل خميس بن راشد العدوي، وزكريا المحرمي وخالد الوهيبي، والمجموعة الجَديدة من العقول التي اتخذت مقاربات أكثر علمية ودقَّة من فكرة البعرة والبعير التي حاولَ البعض أن يفلسفَها. الإنسان عدو ما يجهل أحياناً !!! على أيةِ حال لا أجدُ في نفسي قدرةً على [فهمِ فهمِ] الطرفين، أقصد الخليلي ممثلا القديم والجَماعة العقلانيين ممثلين المذهب الحديث، ولكن بشكلٍ عام يجدُ المرء لذةً في رؤية بعض الثابتِ الراكد يتحرَّكُ متغيراً إلى عالمٍ جديد، أعني في النهاية نحن الشباب [بمطلق الكلمة] الذين سنبني وسنفعلُ شيئاً مكتفين بالحصول على النصيحة ربما من المجرِّب الخبير، وإن كان المجرِّب الخبير يزعمُ أنَّه صالح مدى الدهر فعلينا أن نمتلكَ الشجاعة لقتلِه [مجازياً] وتجاوزه [فعلياً] هههههه يا إلهي ما هذا الكلام الذي أقولُه، على أية حال ببساطة بالغة أقول للشباب تحت الثلاثين، ليس الأمرَ كما يطرحون وكما يقول الطرفان عن بعضهما. كيف ذلك؟ ممم لست أدري حتى الآن وهذه فكرة مبدئية يمكن أن أطوِّرها لاحقاً لو أتيحَ لي ذلك وسمح المزاج أيضاً.
&&&
جزء منقول من رد كتبَه أحد أعضاء الحارة عن المدونات ..
(8)
تحدثنا عن منتديات الحوار وتعرضنا إلى بعض إشكالاتها وأجلّنا الحديث عن المدونات، وربما حان الوقت لإسقاط بعض الأضواء على هذه المواقع الجديدة مقارنة بمنتديات الحوار التي ظهرت مع بدايات ظهور الانترنت.
شكّل ظهور المدونات حدثا فارقا في تاريخ النشر الإلكتروني. فالمدونات وطبيعتها القائمة على الحفاظ على خصوصية صاحبها مثلت حلا غير اعتياديا بالنسبة للكاتب الورقي في قبال الإشكالات التقليدية لمنتديات الحوار، ففي المدونة يستطيع الكاتب ان يسطر ما يحلو له دون أن يستطيع أي مشارك الشغب عليه كما يحدث في منتديات الحوار، كما وفّرت المدونات فرصة للتواصل المباشر مع معجبي ومريدي كل كاتب الأمر الذي زاد الكاتب شعورا بالنجاح والثقة بالنفس.
فرّ كتاب النشر التقليدي من المنتديات إلى المدونات، وهم يظنون أنهم يحسنون صنعا! بيد أنهم لم يلتفتوا إلى الفلسفة التي قامت عليها المدونات.
لقد قامت المدونات في الغرب على فلسفة المجتمعات الغربية الرأسمالية الليبرالية ألا وهي "الفردانية"! وتم تصدير فكرة المودنات عبر التواصل الثقافي المنفتح بين الشرق والغرب دون وعي من الطرفين بالفلسفة التي تنتصب عليها فكرة المدونة. "الفردانية".
في الغرب تغيض روح الجماعة وتتضخم روح الفرد، القانون مبني على حفظ حق الفرد ابتداء، بينما الأمر في الشرق عامة وفي العالم الإسلامي خاصة الأمر بخلاف ذلك حيث تغيض روح "الفردانية" وتتضخم روح الجماعة، والقانون والشريعة قائمة على تقديم مصلحة الجماعة قبل مصلحة الفرد.
حين لجأ كتاب النشر الورقي إلى المدونات حسبوا أنفسهم -لوهلة- انهم سيكونون متواصلين مع العالم، ولم يدركوا انهم في حقيقة الأمر قد دخلوا مغارات وكهوفا افتراضية وشمعوها بأنسجة عنكبوتية لا تتواصل سوى مع معارفهم الذين أشعر أنهم بدأوا تدريجيا في الانفضاض من حول تلك الكهوف الإلكترونية المسماة (مدونات).
شخصيا أشعر بأن أغلب المدونين يعانون -في صمت- إهمال القراء لمدوناتهم وعدم التفات نشطاء الكتابة الإلكترونية إلى تلك المدونات المشمعة بشمع "الفردانية" الأحمر.
هذا الشعور بالألم والإخفاق من فشل المدونات وطبيعتها الكهفية (من الكهف) والتخوف من المشاركة في منتديات الحوار التي تلتصق بها إشكالات أزلية تمثل أحد الأسباب -إضافة إلى ما ذكرته قبلا- التي دفعت صديقي عبدالله الحراصي إلى وصف المشاركة في منتديات الحوار بـ (الدردشات)!
&&&
يتجلى لي بوضوح الآن مقدرة البعض على ليِّ الفكرة لكي تناسبَ فكرةً أخرى كليةً في أدمغتِهم، خبير الذي أشكُّ أن يكون أحد الأصدقاء الذين ألتقي بهم بين الفينة والأخرى شنَّ هجمة شرسةً على المدونات، مشبها إياها [بالكهوف] وحتى مع اعتبار هذه الاستعارة غير دقيقة شكلاً وتركيباً، أعني ليست منطبقة تمام الانطباق على حالة المدونات، فإنَّ هجمته الشرسة قد لا تكون مبررة لي وتدل على فهم غير دقيق لعالم المدونات كما نشأ.
&&&
أعني الكلمة العربية للمدوَّنة، والكلمة الإنجليزية مختلفتان، وثمُّة اختلاف أصلا في استخدام النتِّ بين الغرب والشرق، كذلك اللغة مختلفة والأنساق اللغوية المستخدمة في المنطقة العربية مثلا تختلف من حيث نخبويتها عن الأنساق اللغوية المستخدمة خارج المنطقة العَربية، ما أريد قولَه أن الانطلاق وتشبيه المدونات على أنَّها [بروج عاجية] لا يخرجُ من أيدلوجيا إسلاميةً حتى هذه اللحظة تؤمن بتسيير الفرد تسييرا تامَّا من أجل مصلحة منظري الجَماعة ولعلَّ ذلك يطرحُ فكرة ولاية فقيه أخرى أسوأ مما يحدثُ الآن. الدينيون يدركون تماماً تأثيرهم على المجتمع ويدركون أيضا قدرتهم على سحق أي نموذج مُنافِس مهما كانَ شكله أو نوعه، وتحجيم المدوَّنات [المحجَّمة سلفا بسبب قلة عدد مرتادي النت بشكلٍ عام، وكذلك غياب النوعية في إنتاجهم].
على أيةِ حال قد فهَمني البعض خطئا واعتبرني في السابق عدواً للمطاوعة، في الحقيقة لستُ كذلك فهم في النهاية سياقٌ من السياقات العُمانية وإنسانياً يحقُّ للإنسان اختيارُ ما يؤمن به، المُقلق في المسألة هو ذلك النزوع التلقائي، أو الميل إلى السيطرة وتحييد المُنافسين، وفي عُمان لا أعتقد أن منافساً حقيقيا للخطاب الديني موجود، ربما السلطة بخطابِها الذي بدأ بالتراجع بسبب طغيان منظومة إعلامية لم تعد صالحة للعصر الحالي كما هي صالحة للمنظومة التي تدير الدولة، حلوة لاه كلمة منظومة [أحسن من أقول حكومة] ههه .. على أية حال بعيداً عن المزاح، هذه الفكرة التي أريد أن أقولَها، لا يقلقني المطوَّع الذي يلتزمُ بسياقِه، يقلقني المطوَّع الذي يرى أن من واجبِه إخراس الآخرين المُنافسين له، الخطاب الواحدي مهما كان مغرياً لا يمكنه أن يؤدي إلى خير حسبما يقول عمُّنا التاريخ، والخطاب الواحدي المعتمد أيضا على شخصٍ واحدٍ أكثر سوءاً مما نتوقع أعني هذه مسلَّمة أفترض صحتها كما يقول لي دماغي الصغير وربما إن كانت مسلمتي خاطئة فأكون بنيت كلَّ شيء على خطأ.
الأستاذ خبير كان قاسياً على المدوَّنات، وفي رأيي قسوتُه هذه ــ إن كان لها متبعون أصلا ــ قد تفرزُ مشكلة حقيقة، المنابر العُمانية القائمة، المنابر النتيَّة أعني ليست متطورة بما فيه الكفاية، والمدوَّنات كانت الهامش الجديد الذي استطاعَ أن يخرجَ لنا أصوات [فردية] ويطرح خبير الفردانية كشيء مزعج للغاية، ويراه أحد تجليات [الغرب] إذ ينطلق من أنَّ الإسلام ليس فردانيا وإنما تهمه مصلحة الجَماعة.
نظرياً يبدو الكلام مغرياً، ولكنه في رأيي يحمل مضامين خطرة للغاية، مضامين سلطة وتحييد وقمع وتقييد، بالطبع أقول ــ حاشاه ــ خبير أن يكون من ضمن هؤلاء، ولكن ليس الفريق الأوَّل هو ما يُخاف منه وإنما الفريق الثاني الذي يتلقَّف هذه الأفكار ويقوم بتحويلِها إلى [واقع فاعل] بالإنجليزية [to activate] هذه الأفكار على هيئة أفعال، هُنا تكون النتائج وخيمة وهُنا نعود إلى الكلمة الشهيرة أو الكليشيه الدائم [الإنسان مسؤول عمَّا يكتبُ]. ولأدلل على ذلك أضرب مثلا سريعاً بما قالَه الصفُّ الثاني بعد الخليلي انطلاقاً من كتابِه العقل، الصفُّ الثاني جيَّر كلام الشيخ الخليلي وتجاوزَه إلى خطاب كراهية معلن وحرب تصفية مصداقية اجتماعية، يفعلون ذلك انطلاقاً من حبِّهم لشيخِهم، وقوَّولوه ما لم يقلْ. ليس ذلك من الحكمة في شيء ولا من النبل في الجدال أيضا.
&&&
أين بدأت وأين انتهيت؟؟
ثمَّة فكرة في رأسي، وهي تتضح أكثر. لا أخفيكم مؤخراً بدأت أتلقى عددا مفزعاً من التعليقات الهازئة الصفراء، ولكم أكن أظنَّ أن هذا يزعجني ولكنه يفعل. من جهة يحسبُ البعض أن لي عدَّة أسماء في السبلة وفي الحارة أو في فرق، ومن جهة يحسب البعض أنني مغروس من قبل جهات شبحية من أجل مهاجمة من يراهم خيراً في الأرض [المطاوعة / المثقفين] ومن جهة أخرى يأتي أحد عشاق الوطن كي يضعني في إطار المدفوع من قبل قوى خارجية بسبب اللقاء اليتيم الذي أجرتُه الحرَّة معي عن التدوين، يومَها كنت متحمساً جدَّا وقلتُ كلاماً هائلاً أيضا وتلك حكاية أخرى.
هؤلاء مأزومون للغاية ولا ينبغي أن يكونوا كذلك، أعني العالم مفتوح وحر ويمكن لمن شاء أن يتخذ من مقام جوجل مدونةً وأن يكتبَ فيها ما يشاء. عندا أبدي رأيا تجاه الحكومة فهذا لا يعني أولا أنَّه صحيح، وأيضا لا يعني أنني مع أو ضدها، وأيضا ــ وهذا مؤكد ــ لا يعني أن مصلحةً شخصيةً لي قد تعطلت فقررت سلقَ معطلها بلسان حاد، يفعل البعض ذلك نعم، ولا أريد أن أكون كليشيها لأقول لكم ليس الكل واحداً، ولكن بالفعل ليس الكل كما تتوقعون، البعض بالفعل ينطلق من عنائه الداخلي وشقائه النفسي في محاولة للفهم وفي محاولة للتصرف حيال نفسه وحيال عائلته وعملِه ومجتمعِه البعض لديه الأمر سهل يعني يختار مقاربة جاهزة مثل المقاربة الدينية أو العلمية أو يجمعُ بينهما بشكلٍ يشوِّه أحدهما، وتأتي المقاربات المُختلفة في النهاية مُصادِفة ومزعجة جدَّا ليتمنى المرء لو كان يعرفُها من قبل. وفي النهاية لن يخرج الأمر عن دخول في دائرة أخرى من دوائر محاولات الفهم، هل المهم أن يعود الفهم بالنفع على فردٍ أو مجتمعٍ كما يقول خميس العدوي في نفعية الأفكار؟ نعم أؤمن بذلك، ليس من منطلق أن ما ينفعَ الناس يمكث، ولكن من منطلق أن الناس أو المجتمعات ستختارُ ما يلائمها لكي تنفِّذ أفكارَها، وإن كان ذلك يعني مثلا التحالف مع الدينيين أو التحالف مع الليبراليين كما يحدث في السعودية ففي النهاية هي خيارات متناقضة عندما يعيدها الإنسان إلى أصلِها الأول يجددُ الحسَّ البدائي من الرغبة والرهبة، مممم هذا الكلام كبير جدا ولا أحسبُ أن لدي ما يؤكده أو ينفيه، ولكن من هذه الزاوية أجده هكذا وقد أكون مخطئاً.
يكفيكم ذلك .. أنا نفسي يكفيني فقد دار رأسي ... أراكم لاحقاً ...
المصدر : مدونة معاوية الرواحي
¨°o.O ( على كف القدر نمشي ولا ندري عن المكتوب ) O.o°¨
---
أتمنى لكم إقامة طيبة في الساحة العمانية
---
أتمنى لكم إقامة طيبة في الساحة العمانية
وأدعوكم للإستفادة بمقالات متقدمة في مجال التقنية والأمن الإلكتروني
رابط مباشر للمقالات هنا. ومن لديه الرغبة بتعلم البرمجة بلغات مختلفة أعرض لكم بعض
المشاريع التي برمجتها مفتوحة المصدر ومجانا للجميع من هنا. تجدون أيضا بعض البرامج المجانية التي قمت بتطويرها بذات الموقع ..
والكثير من أسرار التقنية في عالمي الثاني Eagle Eye Digital Solutions
رابط مباشر للمقالات هنا. ومن لديه الرغبة بتعلم البرمجة بلغات مختلفة أعرض لكم بعض
المشاريع التي برمجتها مفتوحة المصدر ومجانا للجميع من هنا. تجدون أيضا بعض البرامج المجانية التي قمت بتطويرها بذات الموقع ..
والكثير من أسرار التقنية في عالمي الثاني Eagle Eye Digital Solutions