عُمان -
د.إبراهيم بن حمود الصبحي:

ثقف بفتح القاف وتشديدها علّم وهذّب وأدّب وثقِف بكسر القاف وفتح الفاء أي صار حاذقاً ماهراً في الشيء. والثقافة بفتح الثاء وتشديدها تعني العلوم والمعارف والفنون التي يطلب الحذق فيها أو تلك التي ظفر فيها الإنسان وأدركها ومنها المثقف أي الذي برز في الشيء وبرع فيه بعد أن سعى في طلبه .وللثقافة وسيلة لإدراكها وهي العقل والجسم معاً فسقم البدن من سقم العقل والعكس صحيح. وقيل العقل السليم في الجسم السليم وصحة الاذهان من صحة الأبدان . وكلاهما الثقافة والرياضة مرتبطان بالعقل البشري لأن بعض الحيوانات خلقت لتمارس الرياضة تلقائياً في بحثها عن فرائسها ومع ذلك يميل الإنسان لمحاكاتها في سرعتها مثلاً. والإنسان حيوان متحرك خلق للحركة وبالحركة ينمو ويتطور وبهذا يستمر بقاؤه ما استمر صلاحه. والعقل رياضته في حسن تفكيره وسلامة تدبيره. العقل السليم كالماء الجاري وعكسه العقل السقيم كالماء الآسن. من هنا اهتم الإغريق القدماء بالرياضة والثقافة ومنهم جاءت الألعاب الاولمبية التي كانت تقام على جبل أوليمبوس الذي يطل على مدينة أثينا الرائعة ومنها نبغ الفلاسفة مثل افلاطون وارسطو والعلماء مثل ارخميدس والمفكرون حتى إن الآثار الاغريقية أكثر ثراء وحياة واتساعاً من الآثار الفرعونية وان كانت هذه ترتبط بحياة ما بعد الموت بينما الفلسفة الإغريقية تعتمد على تحليل حياة البشر وتصرفاتهم ومع هذا الزخم الفكري تنتشر الملاعب والمدرجات الرياضية التي نحت الكثير منها في الصخر فكانت شاهداً على عظمة الحضارة الإغريقية وان كانت لها مثالبها إلا أن نورها يغطي مساحات قليلة من ظلامها . فسارت الثقافة إلى جانب الرياضة كما سارت السياسة إلى جانب القوة العسكرية . وانجبت لنا السياسة الإغريقية أبدع وأروع نظام سياسي حديث وهو الديمقراطية المتطورة وليس الديمقراطية المتحجرة. لذلك نجد أن الدول المتحضرة اليوم هي التي تعنى بالعلوم والثقافة والرياضة وبناء أجيال تتصف بصفاء الذهن وسلامة البدن. والثقافة في بلادنا إرث حضاري يتمثل في التراث والتاريخ والآثار مع استمرار هذا المد الثقافي مع تعاقب الأجيال، وتطور الزمان . والاعداد لجيل من المثقفين يتحملون رسالة الثقافة ليس بالأمر السهل ولا صعب المنال لكنه ثمرة تخطيط استراتيجي لإيجاد جيل قادر على استيعاب المراحل وتطويرها وعلى استيعاب التطور الثقافي في العالم . ولا يقتصر دور الدولة على إنشاء المؤسسات الثقافية من مبان وغيرها ولا على تجديد الإرث الحضاري وانما مسايرة كل تطور عالمي. فعندما نشير باعجاب إلى بناء الأوبرا فذاك يعني اننا هنا نؤمن بعالمية الثقافة أي الاطلاع على موروثات الشعوب ومنه العمل الأوبرالي المتجدد.
وكذلك الحال بالنسبة للمجمعات الثقافية والمتاحف وتجديد القلاع والحصون وبيوت الثقافة رسمية أو أهلية أو انشاء هيئة للوثائق ومنها اقترنت التواصل والاتصال بين الأجهزة الحكومية وهذه ثقافة تقنية المعلومات التي لا تتم الا بمجتمع متعلم مثقف. هذه أمثلة في مجال الثقافة ومثلها الرياضة.ومما أثلج صدري وأنا أتابع هذا التطور أن أقرأ بان موازنة الرياضة هذا العام ارتفعت إلى 12 مليون ريال اي 30 مليون دولار وان كان المبلغ متواضعاً مقارنة بقطاعات أخرى لا تقل عنها الرياضة أهمية لكن عندما نتذكر قبل 15 سنة كانت الموازنة في حدود (2 مليون) ريال مما يبعث الأمل في النفس على أن هذا القطاع الذي يعنى بشريحة كبيرة من ابناء الوطن هم الشباب هو موضع اهتمام الدولة ورعايتها ولكن الرياضة بحاجة إلى تركيز أكثر على بناء قاعدة من الأجيال قادرة على استمرار العطاء. الرياضة بحاجة لنقلة نوعية في المناهج والبرامج والدورات التدريبية ودورات صقل المهارات وتطوير اللعبات على محورين: المحور الداخلي حيث اللعبات الاكثر شعبية واقبالاً من الجماهير والمحور الدولي للمشاركات الدولية . الالعاب الفردية والألعاب الجماعية واختيار الخامات الصغيرة لبعضها والعناية بها ودفعها للفرق الاولمبية عندما تكبر في الصين يبدأون من سن الخامسة في اختيار الخامات الصالحة للسباحة والالعاب الاكروباتية لمرونة الجسم. وكذلك في دول مثل روسيا وبلغاريا ورومانيا وكرواتيا المتخصصة في هذه الالعاب الفردية التي تحقق مجاميع كبيرة من الميداليات العالمية. الرياضة بحاجة إلى أكثر من أكاديمية متخصصة ومدرسة مؤهلة. الرياضة مشوار طويل متواصل حاله حال التربية والتعليم والرياضة تربية بدنية وعقلية لذلك لا بد من البدء مع السنين الأولى للطفل في المدرسة حتى يتعود على هذا النوع من التربية وكلا الوزارتين التربية والتعليم والرياضة تكملان بعضهما في اعداد النشء عقلياً وبدنياً . الرياضة كالشجرة تحتاج لعناية فائقة في الأولى حتى تضرب بجذورها وعندما تكبر يحسن ثمرها ويغزر انتاجها . الرياضة يحتاج تطويرها إلى أن يسير في مسارين : الأولى تطوير بشري والثاني تطوير فني واداري. المباني والمنشآت الرياضة تسير إلى جانب تطوير القدرات والكفاءات البشرية . الرياضة معطية منتجة كبقية القطاعات ومستهلكة كبقية القطاعات هي والثقافة وجهان مشرقان لأي بلد متحضر. ولذلك عرفنا الإغريق من ثقافتهم الرياضية والعلمية و الفلسفيّة .
والثقافة تحتاج إلى دعم واهتمام أكبر حالها حال الرياضة فكما نحن بحاجة إلى جيل رياضي نحن بحاجة إلى جيل مثقف واعٍ وكما نطالب بتكثيف مشاركاتنا الرياضية الدولية نحن بحاجة إلى توسيع نطاق المشاركة الثقافية .
ان وجود الأندية الرياضية يجب ان يواكبها وجود مؤسسات ثقافية في جميع انحاء السلطنة والمهرجانات واللقاءات ليست إلا مظاهر وفعاليات ثقافية لا تغني عن العمل المؤسسي المنظم. ان الوزارة المختصة مدعوة للاهتمام بالأندية الثقافية والمنتديات الادبية والفكرية وشحذ الهمم واستقطاب الشباب للتطوع للعمل فيها إلى جانب الاهتمام بهم ومكافأتهم على جهودهم والعناية بالمثقفين من خلال الجمعيات المتخصصة بهم. لابد من ايجاد اجواء ثقافية تنافسية يشارك فيها أصحاب الفكر فأين هي هذه الجمعيات من العمل الثقافي وأين هو الدعم المقدم للكفاءات من مؤلفين وكتاب وصحفيين واعلاميين وموسيقيين .أين هي الفرق الوطنية التي عهدناها سابقاً في المسرح والانتاج الموسيقي . لماذا هذا الركود في بلد وضع أعلى منارة للثقافة في مواطن كثيرة من العالم .أين هم المؤرخون العمانيون واساتذة الجامعات وأين هي الجهة التي تعنى بهم . أين الاسابيع الثقافية ولماذا لا يكون يوم للثقافة وللمثقف في عمان. أين هو المركز الثقافي وأين هي المتاحف التي تقبع خجلى في قمقمها. أين دور السياحة في نشر الوعي الثقافي والابداعي والاستفادة من المواقع الاثرية لاثراء الحركة الثقافية في البلاد. الحراك بطيء والمثقف تحت معاناة ينتظر من يمد له يد العون لاظهار عمله وانتاجه . هناك من أقام مؤسسات ثقافيه للأخذ بيد المثقفين كدار الخليل بن أحمد الفراهيدي بجهد ذاتي. والنادي الثقافي والمنتدى الأدبي لولا دعم وزارة التراث والثقافة واهتمام القائمين عليهما لتوقف فيهما نبض الحركة . نحن بحاجة إلى لفته كريمة لرعاية الموهوبين والمثقفين بتمويل هذا الحماس الشبابي إلى انتاجية مستمرة وهذا لن يتحقق إلا بضم هذه المؤسسات إلى مكان واحد لا يقل أهمية ورعاية عن الأوبرا الواعدة. لابد من إنشاء مجمع ثقافي بنفس مواصفات الاوبرا يضم مكتبة ضخمة متطورة كمكتبة الاسكندرية . لابد من احياء أمجاد عمان الحضارية الضاربة في جذور التاريخ. لا بد من لمسة حانية من المهتمين بهذا المجال في هذا البلد المعطاء. الثقافة كالأرض تعطي وتنتج وتثمر بقدر ما تقدمه لها من اهتمام. ورصيد عمان هو القطاع البشري لأن كل الثروات تنضب إلا ثروة البشر فان قيمتها وأهميتها تزداد يوماً بعد يوم . لو زرنا بلداناً متقدمه سنشاهد المؤسسات الثقافية والرياضية شاهداً على تطور ذلك البلد. إن الإرث الثقافي كما قلنا والرياضي هما شاهدا عيان على عظمة الحضارة الإغريقية ثم الحضارة الرومانية وما بقي من حضارتي النيل وارض الرافدين . الأمجاد تتحدث عن نفسها وتنبىء عن أصل الأمة وعراقتها. لا بد من حراك ثقافي يتناغم مع الحراك السياسي والاقتصادي . إن الصرف على الثقافة والرياضة لا يتضح مردوده إلا بعد سنوات ولا حركة سياحية دون تفعيل الأماكن الثقافية والرياضية إذ هناك سياح وزوار يتوقون لرؤية المعالم الثقافية من أوبرا ومسارح ومكتبات ودور للمعرض وأماكن للتراث كما يتوقون لمشاهدة العروض والمسرحيات والمجمعات الرياضية الضخمة حتى الأندية ودور الشباب يمكن أن تكون أماكن لمقصد السائحين . الثقافة والرياضة والسياحة عوامل هامة لترويج العمل الوطني بحس وطني متفائل. الدولة مطالبة بعمل الكثير لهذه المجالات والمسألة في التنمية لا تقتصر على المجمعات السياحية التجارية ولا على المجمعات الصناعية نحن بحاجة إلى تنمية ناطقة ومنتجة في الوقت ذاتة. وإذا أضفنا بعداً رابعاً وهو الاعلام فانه مطالب بنشر الوعي بين المواطنين بأهمية الثقافة والرياضة والسياحة في حياة الأمم الراقية . البلدان التي زرناها رأينا بأم أعيننا كيف طورت شعوبها الثقافة والفنون والموسيقى وشجعت الفرق الوطنية وها هي تعرض فنونها وانتاجها في جميع انحاء العالم كلمة أخيرة من لا ثقافة له لا تراث ولا تاريخ ولا شخصية له .
د.إبراهيم بن حمود الصبحي:

ثقف بفتح القاف وتشديدها علّم وهذّب وأدّب وثقِف بكسر القاف وفتح الفاء أي صار حاذقاً ماهراً في الشيء. والثقافة بفتح الثاء وتشديدها تعني العلوم والمعارف والفنون التي يطلب الحذق فيها أو تلك التي ظفر فيها الإنسان وأدركها ومنها المثقف أي الذي برز في الشيء وبرع فيه بعد أن سعى في طلبه .وللثقافة وسيلة لإدراكها وهي العقل والجسم معاً فسقم البدن من سقم العقل والعكس صحيح. وقيل العقل السليم في الجسم السليم وصحة الاذهان من صحة الأبدان . وكلاهما الثقافة والرياضة مرتبطان بالعقل البشري لأن بعض الحيوانات خلقت لتمارس الرياضة تلقائياً في بحثها عن فرائسها ومع ذلك يميل الإنسان لمحاكاتها في سرعتها مثلاً. والإنسان حيوان متحرك خلق للحركة وبالحركة ينمو ويتطور وبهذا يستمر بقاؤه ما استمر صلاحه. والعقل رياضته في حسن تفكيره وسلامة تدبيره. العقل السليم كالماء الجاري وعكسه العقل السقيم كالماء الآسن. من هنا اهتم الإغريق القدماء بالرياضة والثقافة ومنهم جاءت الألعاب الاولمبية التي كانت تقام على جبل أوليمبوس الذي يطل على مدينة أثينا الرائعة ومنها نبغ الفلاسفة مثل افلاطون وارسطو والعلماء مثل ارخميدس والمفكرون حتى إن الآثار الاغريقية أكثر ثراء وحياة واتساعاً من الآثار الفرعونية وان كانت هذه ترتبط بحياة ما بعد الموت بينما الفلسفة الإغريقية تعتمد على تحليل حياة البشر وتصرفاتهم ومع هذا الزخم الفكري تنتشر الملاعب والمدرجات الرياضية التي نحت الكثير منها في الصخر فكانت شاهداً على عظمة الحضارة الإغريقية وان كانت لها مثالبها إلا أن نورها يغطي مساحات قليلة من ظلامها . فسارت الثقافة إلى جانب الرياضة كما سارت السياسة إلى جانب القوة العسكرية . وانجبت لنا السياسة الإغريقية أبدع وأروع نظام سياسي حديث وهو الديمقراطية المتطورة وليس الديمقراطية المتحجرة. لذلك نجد أن الدول المتحضرة اليوم هي التي تعنى بالعلوم والثقافة والرياضة وبناء أجيال تتصف بصفاء الذهن وسلامة البدن. والثقافة في بلادنا إرث حضاري يتمثل في التراث والتاريخ والآثار مع استمرار هذا المد الثقافي مع تعاقب الأجيال، وتطور الزمان . والاعداد لجيل من المثقفين يتحملون رسالة الثقافة ليس بالأمر السهل ولا صعب المنال لكنه ثمرة تخطيط استراتيجي لإيجاد جيل قادر على استيعاب المراحل وتطويرها وعلى استيعاب التطور الثقافي في العالم . ولا يقتصر دور الدولة على إنشاء المؤسسات الثقافية من مبان وغيرها ولا على تجديد الإرث الحضاري وانما مسايرة كل تطور عالمي. فعندما نشير باعجاب إلى بناء الأوبرا فذاك يعني اننا هنا نؤمن بعالمية الثقافة أي الاطلاع على موروثات الشعوب ومنه العمل الأوبرالي المتجدد.
وكذلك الحال بالنسبة للمجمعات الثقافية والمتاحف وتجديد القلاع والحصون وبيوت الثقافة رسمية أو أهلية أو انشاء هيئة للوثائق ومنها اقترنت التواصل والاتصال بين الأجهزة الحكومية وهذه ثقافة تقنية المعلومات التي لا تتم الا بمجتمع متعلم مثقف. هذه أمثلة في مجال الثقافة ومثلها الرياضة.ومما أثلج صدري وأنا أتابع هذا التطور أن أقرأ بان موازنة الرياضة هذا العام ارتفعت إلى 12 مليون ريال اي 30 مليون دولار وان كان المبلغ متواضعاً مقارنة بقطاعات أخرى لا تقل عنها الرياضة أهمية لكن عندما نتذكر قبل 15 سنة كانت الموازنة في حدود (2 مليون) ريال مما يبعث الأمل في النفس على أن هذا القطاع الذي يعنى بشريحة كبيرة من ابناء الوطن هم الشباب هو موضع اهتمام الدولة ورعايتها ولكن الرياضة بحاجة إلى تركيز أكثر على بناء قاعدة من الأجيال قادرة على استمرار العطاء. الرياضة بحاجة لنقلة نوعية في المناهج والبرامج والدورات التدريبية ودورات صقل المهارات وتطوير اللعبات على محورين: المحور الداخلي حيث اللعبات الاكثر شعبية واقبالاً من الجماهير والمحور الدولي للمشاركات الدولية . الالعاب الفردية والألعاب الجماعية واختيار الخامات الصغيرة لبعضها والعناية بها ودفعها للفرق الاولمبية عندما تكبر في الصين يبدأون من سن الخامسة في اختيار الخامات الصالحة للسباحة والالعاب الاكروباتية لمرونة الجسم. وكذلك في دول مثل روسيا وبلغاريا ورومانيا وكرواتيا المتخصصة في هذه الالعاب الفردية التي تحقق مجاميع كبيرة من الميداليات العالمية. الرياضة بحاجة إلى أكثر من أكاديمية متخصصة ومدرسة مؤهلة. الرياضة مشوار طويل متواصل حاله حال التربية والتعليم والرياضة تربية بدنية وعقلية لذلك لا بد من البدء مع السنين الأولى للطفل في المدرسة حتى يتعود على هذا النوع من التربية وكلا الوزارتين التربية والتعليم والرياضة تكملان بعضهما في اعداد النشء عقلياً وبدنياً . الرياضة كالشجرة تحتاج لعناية فائقة في الأولى حتى تضرب بجذورها وعندما تكبر يحسن ثمرها ويغزر انتاجها . الرياضة يحتاج تطويرها إلى أن يسير في مسارين : الأولى تطوير بشري والثاني تطوير فني واداري. المباني والمنشآت الرياضة تسير إلى جانب تطوير القدرات والكفاءات البشرية . الرياضة معطية منتجة كبقية القطاعات ومستهلكة كبقية القطاعات هي والثقافة وجهان مشرقان لأي بلد متحضر. ولذلك عرفنا الإغريق من ثقافتهم الرياضية والعلمية و الفلسفيّة .
والثقافة تحتاج إلى دعم واهتمام أكبر حالها حال الرياضة فكما نحن بحاجة إلى جيل رياضي نحن بحاجة إلى جيل مثقف واعٍ وكما نطالب بتكثيف مشاركاتنا الرياضية الدولية نحن بحاجة إلى توسيع نطاق المشاركة الثقافية .
ان وجود الأندية الرياضية يجب ان يواكبها وجود مؤسسات ثقافية في جميع انحاء السلطنة والمهرجانات واللقاءات ليست إلا مظاهر وفعاليات ثقافية لا تغني عن العمل المؤسسي المنظم. ان الوزارة المختصة مدعوة للاهتمام بالأندية الثقافية والمنتديات الادبية والفكرية وشحذ الهمم واستقطاب الشباب للتطوع للعمل فيها إلى جانب الاهتمام بهم ومكافأتهم على جهودهم والعناية بالمثقفين من خلال الجمعيات المتخصصة بهم. لابد من ايجاد اجواء ثقافية تنافسية يشارك فيها أصحاب الفكر فأين هي هذه الجمعيات من العمل الثقافي وأين هو الدعم المقدم للكفاءات من مؤلفين وكتاب وصحفيين واعلاميين وموسيقيين .أين هي الفرق الوطنية التي عهدناها سابقاً في المسرح والانتاج الموسيقي . لماذا هذا الركود في بلد وضع أعلى منارة للثقافة في مواطن كثيرة من العالم .أين هم المؤرخون العمانيون واساتذة الجامعات وأين هي الجهة التي تعنى بهم . أين الاسابيع الثقافية ولماذا لا يكون يوم للثقافة وللمثقف في عمان. أين هو المركز الثقافي وأين هي المتاحف التي تقبع خجلى في قمقمها. أين دور السياحة في نشر الوعي الثقافي والابداعي والاستفادة من المواقع الاثرية لاثراء الحركة الثقافية في البلاد. الحراك بطيء والمثقف تحت معاناة ينتظر من يمد له يد العون لاظهار عمله وانتاجه . هناك من أقام مؤسسات ثقافيه للأخذ بيد المثقفين كدار الخليل بن أحمد الفراهيدي بجهد ذاتي. والنادي الثقافي والمنتدى الأدبي لولا دعم وزارة التراث والثقافة واهتمام القائمين عليهما لتوقف فيهما نبض الحركة . نحن بحاجة إلى لفته كريمة لرعاية الموهوبين والمثقفين بتمويل هذا الحماس الشبابي إلى انتاجية مستمرة وهذا لن يتحقق إلا بضم هذه المؤسسات إلى مكان واحد لا يقل أهمية ورعاية عن الأوبرا الواعدة. لابد من إنشاء مجمع ثقافي بنفس مواصفات الاوبرا يضم مكتبة ضخمة متطورة كمكتبة الاسكندرية . لابد من احياء أمجاد عمان الحضارية الضاربة في جذور التاريخ. لا بد من لمسة حانية من المهتمين بهذا المجال في هذا البلد المعطاء. الثقافة كالأرض تعطي وتنتج وتثمر بقدر ما تقدمه لها من اهتمام. ورصيد عمان هو القطاع البشري لأن كل الثروات تنضب إلا ثروة البشر فان قيمتها وأهميتها تزداد يوماً بعد يوم . لو زرنا بلداناً متقدمه سنشاهد المؤسسات الثقافية والرياضية شاهداً على تطور ذلك البلد. إن الإرث الثقافي كما قلنا والرياضي هما شاهدا عيان على عظمة الحضارة الإغريقية ثم الحضارة الرومانية وما بقي من حضارتي النيل وارض الرافدين . الأمجاد تتحدث عن نفسها وتنبىء عن أصل الأمة وعراقتها. لا بد من حراك ثقافي يتناغم مع الحراك السياسي والاقتصادي . إن الصرف على الثقافة والرياضة لا يتضح مردوده إلا بعد سنوات ولا حركة سياحية دون تفعيل الأماكن الثقافية والرياضية إذ هناك سياح وزوار يتوقون لرؤية المعالم الثقافية من أوبرا ومسارح ومكتبات ودور للمعرض وأماكن للتراث كما يتوقون لمشاهدة العروض والمسرحيات والمجمعات الرياضية الضخمة حتى الأندية ودور الشباب يمكن أن تكون أماكن لمقصد السائحين . الثقافة والرياضة والسياحة عوامل هامة لترويج العمل الوطني بحس وطني متفائل. الدولة مطالبة بعمل الكثير لهذه المجالات والمسألة في التنمية لا تقتصر على المجمعات السياحية التجارية ولا على المجمعات الصناعية نحن بحاجة إلى تنمية ناطقة ومنتجة في الوقت ذاتة. وإذا أضفنا بعداً رابعاً وهو الاعلام فانه مطالب بنشر الوعي بين المواطنين بأهمية الثقافة والرياضة والسياحة في حياة الأمم الراقية . البلدان التي زرناها رأينا بأم أعيننا كيف طورت شعوبها الثقافة والفنون والموسيقى وشجعت الفرق الوطنية وها هي تعرض فنونها وانتاجها في جميع انحاء العالم كلمة أخيرة من لا ثقافة له لا تراث ولا تاريخ ولا شخصية له .
¨°o.O ( على كف القدر نمشي ولا ندري عن المكتوب ) O.o°¨
---
أتمنى لكم إقامة طيبة في الساحة العمانية
---
أتمنى لكم إقامة طيبة في الساحة العمانية
وأدعوكم للإستفادة بمقالات متقدمة في مجال التقنية والأمن الإلكتروني
رابط مباشر للمقالات هنا. ومن لديه الرغبة بتعلم البرمجة بلغات مختلفة أعرض لكم بعض
المشاريع التي برمجتها مفتوحة المصدر ومجانا للجميع من هنا. تجدون أيضا بعض البرامج المجانية التي قمت بتطويرها بذات الموقع ..
والكثير من أسرار التقنية في عالمي الثاني Eagle Eye Digital Solutions
رابط مباشر للمقالات هنا. ومن لديه الرغبة بتعلم البرمجة بلغات مختلفة أعرض لكم بعض
المشاريع التي برمجتها مفتوحة المصدر ومجانا للجميع من هنا. تجدون أيضا بعض البرامج المجانية التي قمت بتطويرها بذات الموقع ..
والكثير من أسرار التقنية في عالمي الثاني Eagle Eye Digital Solutions