"لولوات" سياسية

    • "لولوات" سياسية

      الشبيبة -

      محمد بن سيف الرحبي:



      في كل حياتنا نواجه تشعبات لتلك المدعوة (لو) حتى قيل بأنها باب لجهنم لشدة ما تورثه في النفس من تحميل الأقدار مسؤولية ما حصل وأن الأقدار كان بإمكانها فعل البديل الآخر الأفضل، إلا أنها عاندتنا، لكن بعض هذه اللو لا تقال من باب الاعتراض على قدر ما، بقدر ما تسخر من أفعال تحدث تحاول إدهاشنا بتراجيديا مميتة ومقرفة في كثير من الأحيان.. إنها اللو (السياسية) المتساوقة مع فظاعات هذا العالم، ومسرحياته الهزلية، المضحكة حد البكاء، المبكية حد .. الهستيريا.

      فمثلا.. لو أن عمر عبدالقادر الفاروق (وأعز الله عمر بن الخطاب، الفاروق عنه) أراد تفجير طائرة في طريقها أو مقلعة من مطار إسرائيلي لتفهمنا (ولو قليلا) الأسباب، ولما بقينا في حيرتنا التي بدأت في الحادي عشر من سبتمبر يوم أن سرقت قاعدة (بن لادن) طائرات مدنية عليها بشر ليس لهم لا ناقة ولا جمل في أفكار بوش وإرهاب الحكومة الإسرائيلية، وضربوا بها برجي نيويورك، وتساقطت بمن فيها من آلاف البشر الذين لا يعرفون (حتى) من هو بن لادن.. ولا ذنب لهم فيما تفعله حكومة بلادهم من دعم لعصابات الشر في إسرائيل.

      لم يذهب بن لادن إلى مطارات ومعالم تل أبيب، ولم يفعلها فاروق هذا الزمان كما يريد أن يروّج (القاعديون) بأنهم في حرب مع أعداء الإسلام.. إنما هم في حرب ضد الإسلام.

      ومثال آخر على خيباتنا مع هذه المتكونة من حرفين هو أنه: لو أن قادة حركة حماس أرادوا المقاومة حقا وتحقيق النصر أو الشهادة لتركوا المسميات السياسية والمناورات من أجل مكاسب تتعلق بالتسميات، ولو أن قادة فتح أرادوا المصالحة لاستبقوا حالة التمرد (الحماسي) في غزة بما يحفظ للبيت الفلسطيني تماسكه، إنما بحث الجميع عن منافذ خارجية للتهوية، فاختنقت القضية في وقت لا يوجد لدى العرب (عاربة ومستعربة) من الإحساس بالقضية ما يكفي لإعادة المياه إلى مجاري تربط بين قيادات النضال، وقد تكاثرت مسمياتها وتفرخت فوق احتمال وحدة القضية.. والهدف.

      لو أن خالد مشعل أمضى ليلة في خيمة بغزة لعرف ما معنى أن يكون للبرد معنى آخر لا تكفي بطاطين الشام لمداراته، ولو أن أبو مازن شعر بدموع أم لم يبق لها من الدنيا لا أبناء ولا منزل لما سأل أي نقاط مختلف عليها في ورقة المصالحة.. لنتصور كم عدد اللو في قاموس السياسة الدولية..

      لو أن الرئيس الأمريكي أوباما كان رجلا أشقر هل سيفوز بالسباق الرئاسي ضمن مؤهلاته الحالية، ولو أنه امتنع عن إطلاق وعود من نوع إغلاق المعتقل سيئ الذكر جواتنانامو والانسحاب من العراق وافغانستان، ومر أول أعوامه الرئاسية والظروف تتجه من سيئ إلى أسوأ.. ماذا نملك إزاء احتمالات (اللو) هذه، وكيف سيقتنع بأنه لو انسحبت إسرائيل إلى حدود 1967، ولو اعترفت بالحقوق العربية في أراضيها المحتلة.. ومائة أخرى من نوع لو.. سيتحقق السلام في كل العالم، ولما دفع العالم ثمن رصاصة لسوق السلاح!!

      أتذكر أكثر من (لو) قالوها عن قضية/مأزق/مفاوضات/لعبة السلام، تتعلق باحتمالات تقود إلى دعوة الرئيس المصري الراحل أنور السادات للشعب/القيادة الفلسطينية بالقبول بما هو معروض قبل أن ينخفض سقف الهبات.. وها هو السقف قد انخفض كثيرا، لدرجة أنه لا أحد يتمكن من الوقوف للنظر في الأفق الممدود أمامه.. و(لو) تمكن لرأى ما لا عين رأت ولا أذن سمعت.. ولا خطر على قلب.. أي مواطن محسوب على أنه.. عربي، وإنما نكتفي بالولولة.. وفيها من اللو ما فيها.


      ¨°o.O ( على كف القدر نمشي ولا ندري عن المكتوب ) O.o°¨
      ---
      أتمنى لكم إقامة طيبة في الساحة العمانية

      وأدعوكم للإستفادة بمقالات متقدمة في مجال التقنية والأمن الإلكتروني
      رابط مباشر للمقالات هنا. ومن لديه الرغبة بتعلم البرمجة بلغات مختلفة أعرض لكم بعض
      المشاريع التي برمجتها مفتوحة المصدر ومجانا للجميع من هنا. تجدون أيضا بعض البرامج المجانية التي قمت بتطويرها بذات الموقع ..
      والكثير من أسرار التقنية في عالمي الثاني
      Eagle Eye Digital Solutions