اتق شر المركبة

    • اتق شر المركبة

      الوطن -

      طالب بن سيف الضباري:



      على الرغم من كونها تمثل وسيلة النقل التي احدثت نقلة نوعية في تاريخ البشرية منذ بداية النصف الاول من القرن الماضي ، وسهلت على الناس عملية التواصل والحركة وقصرت المسافات بين المدن والدول ، الا انها تعتبر في الوقت الحاضر اخطر وسائل النقل المستخدمة على الاطلاق نتيجة مجموعة من الاسباب بعضها تقني والبعض الاخر سوء تصرف وسلوك بشري من روعة وسرعة واستهتار وطيش وسرحان والتركيز على اشياء اثناء القيادة غير الطريق ، الى جانب امور واشياء اخرى تدخل ضمن الاسباب ، ولعل الجوانب التقنية للمركبة لا تقل اهمية عن الاسباب الاخرى المسببة للحوادث ، حيث ان عدم الاهتمام بالفحص الدوري للمركبة وصيانتها باستمرار يؤدي الى الوقوع في دائرة الخطر ، لان الاكتفاء بنظافة المركبة من الخارج والداخل وتغيير زيت المحرك بين الحين والاخر لايفي بالغرض فهو يمثل هوامش الصيانة وليس الصيانة المطلوبة التي يظل شرها قائما طالما ان هناك اهمالا للعديد من الاساسيات التقنية مثل الفرامل والاطارات وشموع الاحتراق والبطارية وغيرها من الاساسيات التي تحافظ على سلامة المركبة ومن ثم سلامة الاشخاص .

      هناك في الحقيقة الكثير منا لايدرك اهمية مثل هذه الصيانة واذا أدركها فإن إدراكه لها وقتي ، بمعنى لا يبدي اهتمامه الا اذا ما حدث خلل ما في المركبة ، فمعظم الحوادث بالتأكيد هي نتاج اما الى انفجار اطار مضى على استخدامه في المركبة اكثر من العمر الافتراضي فيؤدي الى التدهور او الاصطدام بالغير لا حوله ولا قوة له ، او خلل في الفرامل يحدث والمركبة على سرعة عالية يصعب السيطرة عليها خاصة اذا كانت تسير في طريق به العديد من المنعطفات او المنحدرات او زحمة لايوفقها الا الاصطدام بأي جسم ثابت امامها ، وما اعظمها من كارثة اذا كان ذلك الجسم سيارة اخرى بها اسرة بريئة تذهب ضحية نتيجة اهمال سائق جنى على نفسه وعلى غيره ولم يحسب لمثل هذه المواقف أي حساب ولو بقليل من المال يدفع في سبيل انقاذ روحه وأرواح اخرين .

      ان الاهتمام المستمر والدائم بالمركبة وصيانتها الدورية لاشك يساعد على ضمان قدر من السلامة على الطريق على الاقل من الجانب التقني ، لان السلوك الانساني في القيادة يتفاوت بين شخص واخر فالبعض يدرك بان احترام انظمة السلامة على الطريق ليس تقيدا لحرية السائق وانما حماية له اولا ولغيره من السائقين ، واذا ما اعتنى بمركبته العناية المطلوبة فنيا وتقنيا فانه بذلك يساهم في توفير تلك الحماية ايضا ، فضلا عن التزامه الاخلاقي في القيادة واعطاء الاخرين حق الاولوية في الحركة انطلاقا من الاداب العامة للطريق ، لان أي حادث يقع في الحقيقة هو في الاساس نتيجة عدم الالتزام بتلك الاداب وقبلها نظام السلامة المروية ، فهو اما بسبب التجاوز الخطأ او السرعة الزائدة او تجاوز لاشارة او خلل تقني في المركبة .

      ان المطالبة بطرقات خاليه من الحوادث يجب ان يكون شعارا لكل سائق مركبة منذ ان تطيء قدمه دواسه البنزين اوتلمس يده عجلة القيادة ، لان شعوره بذلك سيولد لديه جانب من الحيطة والحذر والتركيز في قيادة المركبة لكي يصل الى هدفه سالما دون منغصات ، فضلا عن تجنبه لخطر غير متوقع سواء من مركبته او مركبة الاخرين ممن ولاي سبب من الاسباب يمكن ان يسوقهم قدره اليه لاغفاله او عدم انتباهه وتركيزه في القيادة ، واذا كان البعض يغفل في لحظه شر المركبة لاستعجاله في الوصول الى وجهته فان الحكمة تقول ان تصل متأخرا خيرا لك ان لاتصل ابدا ويقودنا ذلك الى حكمة قالها احد رؤساء الوزراء الاروبيين لسائقه وهو في طريقه الى اجتماع ( لا تسرع فاني مستعجل ).

      ان شر المركبة سيظل قائما طالما اننا لم نتقيه وندرك حجم المصائب التي يمكن ان يسببها لنا وللاخرين على الطريق ، ونتبع طرق الوقاية المطلوبة فلماذا على سبيل المثال لا نسعى الى تغيير اطارات السيارة سنويا على الاقل او نتبع الصيانة الدورية لها كل ثلاثة اشهر ؟ لان بضع ريالات لا تساوي شيئا امام روحك او ارواح الاخرين.


      ¨°o.O ( على كف القدر نمشي ولا ندري عن المكتوب ) O.o°¨
      ---
      أتمنى لكم إقامة طيبة في الساحة العمانية

      وأدعوكم للإستفادة بمقالات متقدمة في مجال التقنية والأمن الإلكتروني
      رابط مباشر للمقالات هنا. ومن لديه الرغبة بتعلم البرمجة بلغات مختلفة أعرض لكم بعض
      المشاريع التي برمجتها مفتوحة المصدر ومجانا للجميع من هنا. تجدون أيضا بعض البرامج المجانية التي قمت بتطويرها بذات الموقع ..
      والكثير من أسرار التقنية في عالمي الثاني
      Eagle Eye Digital Solutions