الوطن -

علي بن راشد المطاعني:



الزكاة ركن من أركان الإسلام ، وهي واجبة على كل مسلم أن يؤديها كغيرها من أركان الإسلام الخمسة ، وتزكية الأموال تعني تطهيرها، وتنميتها وقد حث الإسلام على أداء الزكاة في الكثير من المواضع لأهميتها ومكانتها عند المولى عز وجل إذ يقول ( وما أنفقتم من شيء فهو يخلفة وهو خير الرازقين) صدق الله العظيم. والسنة النبوية الشريفة ذكرت الكثير عن الزكاة حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " أول ثلاثة يدخلون النار: أمير متسلط ، وذو ثروة ومال لا يؤدي حق الله تعالى من ماله ، وفقير فخور " صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم.

فبلا شك أن الزكاة دعامة من دعائم الدين الإسلامي الحنيف ، وقد توعد الله عز وجل الذين لا يخرجون الزكاة بقوله تعالى " ولا تحسبن الذين يبخلون بما آتاهم الله من فضله هو خير لهم بل هو شر لهم سيطوقون ما بخلوا به يوم القيامة" سورة آل عمران وقوله تعالى " والذين يكنزون الذهب والفضة ولاينفقونها في سبيل الله فبشرهم بعذاب أليم يوم يحمى عليها في نار جهنم فتكوى بها جباههم وجنوبهم وظهورهم هذا ما كنزتم لأنفسكم فذوقوا العذاب بما كنتم تكنزون " سورة التوبة و هناك الكثير من الآيات القرآنية الدالة على أهمية الزكاة ووجوب أدائها.

إن وزارة الأوقاف والشئون الدينية تبذل جهودا كبيرة للتذكير بهذا الركن الأساسي من أركان الإسلام والذي يأتي في إطار اختصاصها واهتمامها بأهمية الزكاة ، وتذكير جموع الناس والأغنياء منهم بهذا الواجب الرباني في أداء الزكاة على اختلاف أنواعها وفق ما ورد بالقرآن والسنة ، وتجنيبهم العواقب الالهية الناجمة عن التكاسل والتخاذل في دفع الزكاة ومن الأهمية على الأغنياء ورجال الاعمال وغيرهم ، أداء حق هذا الركن من أركان الإسلام لتزكية الأموال ، الا ان هذه الجهود مازالت دون المستوى المطلوب وفي المناسبات فقط مثل شهر رمضان ، كأن الزكاة تفرض فقط في شهر رمضان المبارك.

وكذلك المؤسسات والشركات العاملة في البلاد ، عليها مسئوليات لأداء هذا الركن وفق ما حدده الشرع ، وعدم التهاون في ذلك ، والفصل بين موجبات الزكاة وغيرها من الضرائب والرسوم التي تدفع للدولة ، والوعي بالعديد من هذه الجوانب الهامة التي حددها الشرع على الأموال عامة ، الامر الذي يتوجب عنده العمل في تعزيز هذه الجوانب في الشركات و التوعية بها بشكل اكبر و توضيح الامور لاصحاب الأعمال و الشركات في إطار التوعية بأهمية الزكاة لعل و عسى أن تأتي بنتائج مثمرة في المراحل القادمة.

بالطبع هناك شركات و مؤسسات تدفع الزكاة عبر الأجهزة المختصة ولديها حسابات سنوية واضحة في هذا الشأن وإجراءات واضحة لاداء الزكاة وكذلك رجال الاعمال لديهم التزامات واضحة لاداء هذه الفريضة الدنيية كغيرها من الفرائض ، الا ان الاغلبية من رجالات الأعمال والشركات لا تؤدي الزكاة كما يجب و ليس لديها أي التزامات في هذا الجانب.

نأمل من الشركات والأفراد أن يعملوا بما سنه الشرع من فرائض سماوية واجبة على الاثرياء و الاغنياء وواجبة على كل الاموال بما فيها حلي النساء إذا حال عليه الحول فما بالك بأرباح الشركات و أموال الاغنياء ، الامر الذي يتطلب توضيحه و العمل به.