عُمان -

محمد الشيزاوي:



يخيل إليّ ان روي ستصبح يوما ما، ربما بعد 20 سنة أو بعد 50 سنة أو ربما بعد 100 سنة مدينة تضج بالحياة وسيتوسطها مبنى ضخم يضم فندقا من ذوات الـ5 نجوم ومحلات تجارية تحتوي على أغلب العلامات التجارية العالمية وتسهيلات عديدة مختلفة، وأن مطاعم حيدر أباد، ودلهي، وكراتشي ستختفي من شوارعها وستحل محلها مطاعم تتنافس في اجتذاب الزبائن من خلال ما تقدمه من موائد عمانية وعربية وعالمية.

(2)

ويخيل إليّ أيضا ان بنايات ذات أشكال هندسية بديعة ستنتصب على طول الطريق الممتد من الحمرية إلى روي وستتوفر فيه مواقف عديدة للسيارات وأن أعقاب السجائر التي تملأ الطرق والأزقة ستختفي وستكون هناك أماكن متعددة للمشي واستراحات يمكن ان يقضي فيها القادم إلى المنطقة وقتا رائعا يتجاذب فيه أطراف الحديث مع أصدقائه أو يتأمل المناظر الجميلة والبديعة من حوله.

(3)

ويخيّل إليّ أيضا أنني عندما انتقل إلى الجهة الأخرى حيث توجد سوق مسقط للأوراق المالية وعدد من الشركات الاستثمارية ووزارة القوى العاملة أجد طرقا شتى توصلني إلى هناك دون ان أعلق في الزحام الذي يستمر منذ الصباح وحتى يغادر الموظفون مكاتبهم، وان الحوادث التي تقع بين السيارات الداخلة والخارجة من هذه المنطقة ستختفي، وان القادمين للاستثمار في سوق مسقط سيجدون مطاعم ومقاهيَ عديدة تقدم أنواعا شتى من الأطباق العالمية والمشروبات والعصائر.

(4)

أما إذا انتقلتَ إلى شارع البنوك - حيث يصعب الآن عليك ان تجد موقفا لسيارتك - فإنك ستجد مواقف عديدة تختار أيها أقرب إلى البنك أو الشركة التي تريد، وان تلك الأزقة الملتوية في مناطق روي المختلفة ستختفي وستحل محلها أزقة منظمة ومرتبة تعكس جمالية المدينة وروعتها وسحرها الذي لا ينتهي.

هامش: كُتب هذا المقال قبل صدور المرسوم السلطاني رقم 5/2010 بتقرير صفة المنفعة العامة لمشروع إزالة وإعادة تخطيط مدينة روي بمحافظة مسقط.