هكذا المواساة..وإلا ...فلا

    • هكذا المواساة..وإلا ...فلا

      بسم الله الرحمن الرحيم



      السلام عليكم ورحمة الله وبركاته



      والله لا يخزيك الله أبدًا


      كلمات قالتها الزوجة الوفية لزوجها ،المقدرة أنها يجب أن تقف مع زوجها في السراء والضراء
      "كلا، أبشر، فوالله لا يخزيك الله أبدا؛ إنك لتصل الرحم، وتصدق الحديث، وتحمل الكل، وتقري الضيف، وتعين على نوائب الحق".
      بهذه الكلمات العظيمة تُثبّت أم المؤمنين خديجة قلب رسول الله صلى الله عليه وسلم لما حدثها بشأن المَلك الذي نزل عليه بغار حراء، حيث قال لها معبرًا عن خشيته: "لقد خشيتُ على نفسي".
      وكان دور المرأة والزوجة الصالحة هو تسكين الحالة التي لحقت بنبي الرحمة صلى الله عليه وسلم جراء هذه المقابلة الشديدة الصعبة مع "جبريل"، عليه السلام وتؤكد له عناية الله به، مدللة على خصال كريمة يتصف بها المصطفى، وسلوكيات طيبة يمارسها في مجتمعه.
      فهي توضح له بكل صراحة أن الله لن يخزيه لعلة واحدة، هي أنه مواظب على جملة من العبادات الاجتماعية.. فلن يخزي الله من وصل الرحم، وصدق الحديث، وحمل الكَل، وأكرم الضيف، وأعان على نوائب الدهر!
      إنها بكلماتها تلك تسبق ما قاله رسول الله صلى الله عليه وسلم:
      "صنائع المعروف تقي مصارع السوء، والآفات والهلكات..." [صحيح، الحاكم، عن أنس].
      • "فوالله لا يخزيك الله أبدا"..
      لست أنت بالوجه الذي يرده الله، ولست ولست أنت بالعبد الذي يتخلى عنه ربه، فأنت عبدٌ أكرمت من كان جائعاً من عباد الله، أشبعت جوعتهم، وأذهبت ظمأتهم، وكسوت عورتهم، ومسحت على رأس اليتيم، فكنت الأب، وعفوت عمن أساء إليك فكنت الأم:
      وإذا رحمت فأنت أمٌّ أو أب*** هذان في الدنيا هما الرحماء
      • "إنك لتصل الرحم"
      فمن قطعك وصلته، تغني القريب الفقير، وتقوّي القريب الضعيف، أنت سند أهلك، ، لم يسمعوا منك إلا كل خير، ولم يروا منك إلا كل صلاح.. أنت لكبيرهم ابن، ولصغيرهم أب، ولصاحبهم أخ.
      • "تصدق الحديث"
      لا تكذب أبدًا، لا تغش أبدًا، لا تزور شهادة، ولا تدلس مقالة، لم يُعهد عليك كذبة واحدة في حياتك، ولم تتلطخ لحظة واحدة في براثن الكذب.
      • "تحمل الكَل"
      وهو العاجز، لا تُعينه فقط،.... بل تحمله! ولا تحمله فقط، بل تحمله وحاجته! لا ينزل عنك إلا وقد قضيت مسألته، ورحمت ذلته، وأسعدت قلبه.
      • "تقري الضيف"
      ما أكرم الناس إذا نزلوا بدارك! وما أعظمهم إذا حلوا عندك! ....قضيت الحاجات، فإن بات الضيف بدارك بات آمنًا عزيزًا، وإن انصرف؛ فمُكرم مسرور.
      أضاحك ضيفي عند إنزال رحله***ويخصب عندي والمحل جديب
      وما الخصب للأضياف أن يكثر القرى***وإنما وجه الكريم خصيب
      • "تعين على نوائب الدهر"
      فمصائب الأيام كثيرة، وجراح الواقع كبيرة، فيأتيك طالب العون فتعينه على نائبته، ويأتيك المكروب فتعينه على كربته
      صفات ما اجتمعت عند أحد إلى قيام الساعة إلا جعلته يشار إليه بالبنان وما تحلى بها أحد إلا كانت له الريادة على أقرانه..........
      وهلم لنجرب الإقتداء بالمصطفى صلى الله عليه وسلم ....ولاتقل ذهب العمر فباستطاعة المرء تدارك ما فات للكبير واللحاق بمكارم الأخلاق لمن أقبل على الحياة من هذا الجيل
      فتشبهوا إن لم تكونوا مثلهم**** إن التشبّه بالكرام فلاحُ
      وصلى الله وبارك على المبعوث هداية للعالمين وعلى آله وصحبه وسلم
    • شكرا يا الداهية على هذا العطاء.
      تقبل تحياتي.
      ان الحقائق في الأشياء ثابتة** لو بدلت صبغة الالوان والصور
      وللبيوتات من خلاقها صبغ** لا تمحى لو رماها الدهر بالغير