دعدعة .. - جديد معاوية الرواحي

    • دعدعة .. - جديد معاوية الرواحي


      توهُّهم الفهم ...



      رسالة: إليك...





      على المرء أن يختبرَ أفكارَها دائما،أعني عليه أن يفعلَ ذلك بعرضِها على عقولٍ أخرى يفترضُ فيها القدرة على فهمِهاأولا، وعلى اختبارِها من جانبٍ آخر بعرضِها بدورِهما على أدمغتِهم وتحليلِها. يبدوالأمر سهلا ودافعا لاستسهال المسألة حتى يتعرَّض المرء إلى لقاءٍ عميقٍ مع آخرين،هُناك يدركُ كم يمكن للعقل أن يخلقَ حالات نفسية من الفهم الواهم بينما في الحقيقةهذا الفهم منطلق من مرتكزات غير حقيقية، غير منطبقة بالضرورة على الواقع أو على البيئةالتي تتفاعل معَها الأفكار.

      &&&



      القَلب هو المصيبة:



      أشياء مثل [الانتقال لمكانٍ جديد ــالتعرف على بيئة جديدة ــ البدء في نظام حياتي مختلف أحسن من الذي سبقه ــالتعرُّض لقراءات جديدة] كلُّها تولَّد تلك الحَماسة القابلة للاشتعال والانفجار،الحَماسة التي تخاطب الذاتَ الفوقية بأنَّك [تفهم كلَّ شيء] أو أنَّك تمتلك وسيلةومنهجَ يمكِّنك من فهمِ العالم، بينما لو انفصلتَ عن نفسكَ أدركتَ كم أنت واهمٌبذلك، أنت في حقيقة الأمر [مؤطَّر ــ مؤدلج] بشكلٍ لا يختلفُ عن الآخرين، الآخرينالذين تحسبُ أنَّك فوقَهم لأنك امتلكت ناصيةَ فكرة غير كاملة، أو منهجٍ [أو مايشبه منظومة الأفكار الجديدة] غير كامل، كلُّ ما في الأمر أنَّ تريد نفسياً أنيتحقق لك الشعور بالتفوُّق والواحدية أو الرؤية الكلية، لا لشيء وإنما لسببٍ تافهٍللغاية.



      أنت تعوِّض عن إخفاقات سابقة بمقارباتكاللامنتهية، ومهما هربتَ من هذه الحقيقة فهي تلاحقك بمختلفِ الأشكال، بدءا منثورتِك على الأشكال، أو على المضامين أو على الآخرين الذين هم أيضا يفكِّرونويريدون الفهم.

      &&&



      البحث عنالقوَّة:





      القوةُ الآن في الفهم، والفهم لا يتأتىبسهولةٍ بالغةٍ كما يتوقَّع البعض. كما تقول الجُملة الشهيرة [إن كان أمامك طريقينألأول سهل وقصير والآخر صعب وطويل، فأيقن أن الأصح هو الأخير] لا أتذكر الجملةبالتحديد، ولكنني فهمتُ أنَّ الطريق الصعب هو الطريق الصحيح، كم تبدو كلمة [صحيحخارج السياق الآن].



      مرَّة أخرى. المرء الذي يريد أن يفهمَعليه التحلي بعدة صفات، أهمها أن ينزع الذاتية من نفسِه نزعاً تامَّا.



      أن يموتَ إلى نفسِه، أن يحاولَ التجرَّد منالرغبات الدنيوية العادية متعاملاً معَها، وفاهماً إيَّاها. أعني أنا أفترضُ ذلككوني جديد جدا على محاولةِ الفهم. فهمُ محاولةِ الفهمِ مهمٌّ أيضا وإن كان ثمةاحتمال منطقي أن يكون خادعاً إلّا أنَّه مطمئن. أعني ما أقولُه الآن واضح ومفهومأليس كذلك؟؟



      القوة في الفهم، لم تعد القوة في الجسمأو في التبعيَّة العددية، يعني في عدد الأتباع ولكنني أحب هذه المصادر الصناعية[أم هي نسبة؟؟؟ نسيت الآن دروس نحو الثانوية] لم تعد كذلك في خلق وهمٍ عميم يخافُالعامَّة الخروج عنه، وإنما في فهمِ ما يدور،ولكي تفهم ما يدور عليك التحلي بصفاتالفاهمين، التي هي ــ كما أتوقَّع ــ لا تختلفُ عن صفات المتصوفة إنما أكثرواقعية. أن تحاول حشر نفسِك في زمرة الفاهمين فعلاً أصعب بمراحل من إعلانِ ذلكوإقناع الآخرين به. عليكَ أن تتنازلُ عن رغباتٍ كثيرةٍ لأنَّه تعيقك، أو بالأحرىتعيقُ اختراقَك الواعي للدوائر الاجتماعي المحيطة بك، كذلك عليكَ أن تكون مستعداًللفشل، وعليك أن تتخذ مقاربة جانبية تطوِّرها ببطء وبهدوء فلا يمكن الوثوق بك إنكنتَ لا زلت تحت الثلاثين وبلا شهادة جامعية حتى هذه اللحظة فضلا عن كونِك غيرمتزوِّج ولم تخض نهايات حتمية مثل الزواج أو الأبوَّة [الأمومة في حالات أخرى]فإنَّ احتمالا معقولاً أن فهمَك متأثر بشدَّة برغباتِك، وبرغباتِك في الوسائلالموصلِة إلى هذه الرغبات، بعبارة [حوْساء] للغاية [باعتبارك الوسائل الموصلة إلىغاياتِك غايات مؤقتَّاً] كم تبدو الجملة معقَّدة للغاية وسهلة المَعنى كما آمل.إنَّك وأنتَ تحت الثلاثين ولا زلتَ صغيراً لم ترَ خارجَ عُمان، ولم ترَ شيئامختلفا جداً. ولم تتعرَّض لأفكار متعارضة أو خطابات أشدُّ وطأة من خطبِ الجُمعةالمحددة سلفاً في أدراج وزارة الأوقاف، فإنَّك تتوهَّمُ أنكَ [فهمتَ ــ إن قلتَذلك] أنت واهم يا صديقي. يمكنُك أن تقول [وهمي هو] والتوقُّف، أو تلطيف العِبارةبقولِك [أنطلقُ من فكرة مفادُها] أما قولُك أن فهماً أزليا نهائيا سيخرجُ منك وأنتَفي هذا الحال المزري معرفياً كما يقول العارفون الكِبار، فذلك يا صديقي توهُّمكبير وعليك أن تحذرَه.

      &&&



      مُتْلِفات الفهم:



      تمتازُ متلفات الفهم بالوضوح التام،فهي مفهومةٌ تماماً والدافعِ لخوضِها غير مفهومٍ تماماً. أهمُّ متلفات الفهم هيالنفس باللغة القَديمة، الجسد كما يقولون الآن، الجسد حامل العقل يتلف الجسد فيتلفالعَقل ولم يحدث أن رأينا ميِّتا يريد أن يفهم !!! هي أهمُّ متلفات الفهم، ومعالجسد وتلفِه الكلي يكون التلف جزئياً، فالحفاظ على الجسد صحيحا ومتماسكاً يضاعفاحتمالات الفهم، الجسد الصحيح [فكرة] يمكن فهمَها وكذلك الجسد العَليل ولا أحسبأنَّك تريد أن تكون عليلاً. عليكَ إن كنتَ قد نويتَ ذلك أن تكون قاسياً وشديداً،أن توهمَ الآخرين أنَّك تفعلُ ذلك من أجلهم، أعني الآخرون يحلو لهم أن يروكَ مثلالا تدخِّن أو تترك الكحول لأنَّك فعلتَ ذلك من أجلهم، تلك كما يبدو خصلة بشريةمزعجة للغاية، عليك أنتَ ــ مهما كذبتَ عليهم ــ أو مهما قلتَ لهم ما يريدون سماعَه أن تضعَ في اعتبارِك أنك تريدأن تفهم، وما دمتَ تريد أن تفهمَ فعليك الابتعاد عن متْلِفات الفهم.



      ومُتلفات الفهم كثيرة جداً، وهي التي تعيقك عنممارسة دورك الطبيعي في البيئة التي تريد فهمَها، المجتمع العُماني أو حتى أهلُولايتِك حتى لا تضع أهدافاً أكبرَ من عمرِك. متْلفات الفهم ألا تكون مستقراً وأنتحاول السيطرة على طاقة القلق التي تحيط بك، كلُّ شيء عليه أن يخضع من أجل هذهالمهمَّة التي تراها أنت كبيرة، فأنت لست كبيراً ومهمتُك الكبيرة تجعلك كبيراًأمام نفسك على الأقل. أنتَ تريد أن تفهمَ وينقصك الكثير، وعليك أن تقاتل نفسَك ــومن تحبها أيضا ــ لكي تفهمَ ما يحدث وما سيحدث لك. أعني أنت تعرفُ جيدا أنَّك لنتعرفَ أن نيزكا سيسقط على السدِّ القريب من بيتك ويقتلكُ وأنت نائم، ولكنَّك تدركُأنَّ احتمال إصابتك بشلل رباعيِّ يكبرُ إن كانت لديك سيارة يابانية وتسرعُ بطريقةمجنونة في شارع عدد الحوادث فيه يتجاوز العشرين أسبوعياً، أنتَ تعرفُ هذا الاحتمالوتتجاهلُه من باب [يحدث للغير] وإن كنت تريد أن تلحقَ نفسَك بمن يفهمون عليكَ أنتسيطرَ على هذه الرغبات الجنونية، الذين يريدون الفهمَ ويطلبونَه يسيطرون علىأنفسِهم لأنَّ عليهم البقاء فوق لعبتِهم كما يقول الأمريكان. وأن تبقى فوق لعبتِكيعني أن تجابِه تلك الرغبات الصغيرة، مثل الرغبةِ في الذهاب إلى حانةٍ، أو الرغبةفي النوم ساعاتٍ طويلةٍ أو الرغبة في مضاجعة امرأة لا تعرفُها، ذلك لا يمكنك فعلَهما دمت أخضعتَ عقلَك لعملية الفهمِ التي تراها، عليك فهمَ ما تشعر به، فهمَه تماماولذلك عليك أن تخضعَ نفسَك للفكرة.



      &&&



      أن تكون عاشقاً:



      إن كان عقلُك كما اكتشفتَ مؤخراً، أوكما أوهمَك أحدهم مؤخرا [وللقضية وجهان] فلا محيد أن تتخذ من الوضوح هدفاً وغايةًووسيلةً لتحلَّ شأنَك العاطفي القائم في حقيقتِه على فكرة تدرك جيَّدا أنك ستخضعُلها ذاتَ يوم. أعني مهما اعتقدتَ أنَّك ستكون مختلفاً لن تتغلبَ حزمة مشاعرِكالمُراهقة على برمجةٍ بُرمجتَ إياها لسنين طَويلة، لا تقاوم المحتوم، الحتميُّأنَّك ستصبح ذات يوم زوجاً وأباً وربَّ أسره، وإن كنت وجدت اختيارَك المُناسبعَملياً فلتحرص أن تحافظَ عليه، وألا تدعَ هرموناتِك القلقة تفسد كلَّ شيء.



      ستقول الآن عليك أن تصمتَ فأنت لا تحبُّ أنأحدّثك في هذا الأمر هُنا وربما تقولُ ثمُّة ذاكراتٍ أخرى لها أماكنُ أخرى يفهمُهامن هو مقصودٌ بها ولكَ ومعَك أن معَك حق ولا بأس ستفهمُ عاجلا أم آجلاً ما دمتَ قددخلتَ هذا اللافهم من فهمٍ معيَّنٍ.



      &&&



      ما دمتَ تُريدُ أن تفهمَ:



      ما دمتَ تُريد أن تفهمَ عليكَ ألاتخلطَ ما تُريد بما يمكنُ. أعني القدماء تحدثوا عن الزهد لحكمة وأنت عليك أن تزهدفي الزهدِ نفسِه ما دمتُ مطمئنا إلى أين يسيرُ عُمرك. قد يقول قائل لك أنَّ مكوثَكهُنا مؤقتٌ وقد يقولُ آخر أنه أزلي، اتركهما واسعَ إلى حفرِ المساحة الخاصَّة بكَفي الصخر بعدما كنتُ تتقلب يمنة ويسرة بحثا عن النقطة الأولى التي تغرسُ فيهاالأزميل الصغير، ها أنتَ تطرقُ الطرقةَ الأولى، ويدُك تؤلمُك وعليك أن تبقي نفسَكبخير لكي تسيرَ في الطَريق حتى نهايتِه، هذا واحتمالُ أن تُنهيك جلطة صغيرة ــ أو ربما سيارة طائشة كما يخافُ صاحبك اللدود ــ قائمٌكما هو احتمالُ أن ينهيك نيزك طائش، ابنِ ما في استطاعتك على ضوء الممكن ودع عنكالأحلام الكَبيرة، ما من حلمٍ كبيرٍ تحقق لأنَّ صاحبَه أرادَه، كلُّهم وجدوا أجملأحلامِهم وهم يسعون إلى شيء آخر، حلمٍ أصغر أو أكبر.










      المصدر : مدونة معاوية الرواحي


      ¨°o.O ( على كف القدر نمشي ولا ندري عن المكتوب ) O.o°¨
      ---
      أتمنى لكم إقامة طيبة في الساحة العمانية

      وأدعوكم للإستفادة بمقالات متقدمة في مجال التقنية والأمن الإلكتروني
      رابط مباشر للمقالات هنا. ومن لديه الرغبة بتعلم البرمجة بلغات مختلفة أعرض لكم بعض
      المشاريع التي برمجتها مفتوحة المصدر ومجانا للجميع من هنا. تجدون أيضا بعض البرامج المجانية التي قمت بتطويرها بذات الموقع ..
      والكثير من أسرار التقنية في عالمي الثاني
      Eagle Eye Digital Solutions