كيف تبدو سعيدا في العام الجديد؟ أخبار الشبيبة

    • كيف تبدو سعيدا في العام الجديد؟ أخبار الشبيبة

      نيكولاس كريستوف

      هل ترغب في أن تكون أكثر سعادة في 2010؟ فلتقم بهذه التجربة البسيطة: أي شخص من الاثنين تريد أن تكون: ريتشارد، يبلغ من العمر 36 سنة ، أبيض، يعمل في العقارات في فلوريدا. يتمتع بصحة جيدة، وأنيق جدا، ويعيش في منزل به حوض سباحة، وله الكثير من الأصدقاء. ورغم أن عمله من النوع الضاغط، هو يجد وقتا كافيا للاستمتاع بالحياة ، ويقضي الإجازات في هايتي. أيضا يجد الوقت لقراءة الكتب. بل ويكتب الشعر. هو الآن يكتب ملحمة عن الزلزال الذي ضرب هايتي. أما النمط الآخر فتمثله لورنا، التي تبلغ من العمر 64 عاما، سوداء تعيش في بوسطن. مصابة بالسمنة المفرطة، غير جذابة، حتى بعد حصولها مؤخرا على وظيفة مرموقة. رغم إصابتها بالميز الغشائي، لم تتوقف عن ممارسة الحياة بنشاط، ولا عن رعاية أحفادها. وهي قريبة من عمر زوجها البالغ 67 عاما، وهي تحظى باحترام المجتمع في الحي الذي تعيش فيه، فهي تنظم الفعاليات الخيرية المختلفة.

      ولقد أخذت هذين المثالين من كتاب "فرضية السعادة" لمؤلفه جوناثان هايدت، أستاذ علم النفس في جامعة فيرجينيا. ونظريته التي يفترضها في هذا الكتاب هي أنه رغم أن معظمنا ربما يفضل أن يحيا حياة ريتشارد، لورنا في الأغلب هي الأكثر سعادة. والرجال ليسوا أكثر سعادة من النساء، ومن يعيش في المناطق المشمسة ليسوا أكثر سعادة ممن يعيشون في المناطق شديدة البرودة. والدليل على هذا من منظور الصحة أكثر تعقيدا مما نظن، لكن حتى المشاكل الصحية المزمنة ربما يكون لها ، وهو المفاجأة في الأمر، تأثير على المدى البعيد قليل على السعادة، لأننا نتواءم معها. والناس جميلي المنظر ليسو أكثر سعادة من قبيحي المنظر، رغم أن الجراحات التجميلية غالبا تجعل الإنسان يشعر بسعادة أكبر. والبيض أكثر سعادة من السود، لكن بفارق ضئيل جدا. والشباب أقل سعادة من الكبار في السن، على الأقل حتى سن 65، لكن بفارق بسيط أيضا.

      ولورنا- النموذج الثاني- تتمتع ببعض الميزات على ريتشارد -النموذج الأول- هي تعاني من ضغط أقل وتحظي باحترام المجتمع لها وهما عاملان يجعلانا نشعر أننا أفضل. فالسعادة مرتبطة بالأعمال التطوعية، والأشخاص المتدينون أكثر سعادة من غيرهم. والزواج المستقر مرتبط بالسعادة ، كما هي المشاركة في الشبكات الاجتماعية . وهناك دراسة وجدت أن الأشخاص الذين يركزون على جمع الثروة وعلى التطور والنمو هم أقل سعادة من الأشخاص الذين يركزون على الأعمال الطيبة وعلى الدين أو الأصدقاء أو الأسرة. يقول البروفيسور هايدت:" المخلوقات البشرية بشكل من الأشكال مثل النحل، ونحن اعتدنا على أن نعيش في جماعات اجتماعية كثيفة، ولا نشعر أننا بخير عندما ننفصل عنها."

      والسعادة بالطبع مفهوم معقد، وصعب قياسها، ولقد كان للفيلسوف الكبير جون ستيوارت ميل هدفا عندما قال:" من الأفضل أن تكون بشريا غير سعيد من أن تكون خنزيرا سعيدا، أفضل أن تكون مخلوقا مفكرا غير سعيد من أن تكون مجرد ملتهم للطعام سعيدا." لكن على أي حال، النبل والشهامة يمكنهما أن يؤديا إلى السعادة. ولاحظ البروفيسور أن أمرا واحدا يمكنه أن يصنع فارقا يدوم في مستوى الرضى والسعادة عند الفرد وهو العمل مع الآخرين في قضية أكبر. وأنا أرى ذلك كل الوقت. ولقد قابلت أشخاصا كثيرين مشغولين جدا، لكنهم تبنوا قضايا كبيرة، لأن هذا هو الشيء الصواب. بعدها وجدوا أن تلك التضحية مصدر كبير للسعادة والرضى.

      وقد وجدت الأشعة التي أجريت على المخ عند الكثيرين على يد جراحي وعلماء الأعصاب، وجدت أن الإيثار –الغيرية- تحمل معها مكافآتها. فلقد وجد فريق من العلماء والأطباء بقيادة الدكتور جورج مول من المعهد القومي للصحة، وجد أنه عندما تم تشجيع الخاضعين للبحث من الأشخاص على التفكير فى إعطاء المال للجهات الخيرية، تحركت أكثر الأجزاء في المخ التي تنشط في العادة عندما يمر الفرد بالمتع الفردانية الأنانية، مثل تناول الطعام . والخلاصة هى أننا مرتبطون بشدة أكثر مما نتصور بمشاعر حب الغير. لنقولها بطريقة أخرى، من الصعب جدا على البشر أن يكونوا أنانيين للغاية. فالكرم يشعر المرء بالراحة. يقول برايان مولاني ، المؤسس المشارك لبرنامج سمايل ترين " تدرب على الابتسام" والذي يساعد عشرات الآلاف من الأطفال كل عام على التأهل من جديد. لذا، في أوقات الحاجة الشديدة ، من هايتي إلى مدن أمريكا، يكون هناك فرصة لتحقيق التكافل بين الشعوب: فهناك الكثير من الناس المحتاجين والمتضررين، وهناك الكثير من المنفعة لنا لو حاولنا أن نساعدهم.


      ¨°o.O ( على كف القدر نمشي ولا ندري عن المكتوب ) O.o°¨
      ---
      أتمنى لكم إقامة طيبة في الساحة العمانية

      وأدعوكم للإستفادة بمقالات متقدمة في مجال التقنية والأمن الإلكتروني
      رابط مباشر للمقالات هنا. ومن لديه الرغبة بتعلم البرمجة بلغات مختلفة أعرض لكم بعض
      المشاريع التي برمجتها مفتوحة المصدر ومجانا للجميع من هنا. تجدون أيضا بعض البرامج المجانية التي قمت بتطويرها بذات الموقع ..
      والكثير من أسرار التقنية في عالمي الثاني
      Eagle Eye Digital Solutions
    • أرى في كلام ستيوارت بعض التناقض ، لكن قد يكون ما قاله تماشياً مع الواقع الذي يعيشه..

      بالنسبة للنموذخ الأول - ريتشارد - الكثير يتمنى أن يعيش مثله فقط ينقصه ما ذُكر في الفقرة الأخيرة من الإيثار والتبرعات والصدقة ومساعدة المحتاج والمتضرر ...الخ من الأمور التي تكفل له السعادة..

      أما لورنا أتت بالسعادة بسبب قناعة في داخلها فلا المظهر ولا المنصب هنا سبب السعادة وإنما الإحترام وحسن الأخلاق أكسباها ما تريد..

      موضوع راقي متميز يصف حقيقة ملموسة في العالم أجمع..

      دمتم..
      ؛؛
      آهٍ على قلبٍ هَوَاهُ مُحَكَّمُ
      صَاغَ الجَوَى مِنْهُ فَـظُلماً يَكتُمُ
      ؛