الفنان ابوبكر سالم يعتبر احد اهم رموز ثقافتنا الفنيه في الجزيره العربيه حيث لايزال هذا الفنان العبقري منذ عام 1956 يبدع الى الان و قد حقق نجاحا كبيرا في بدايه مشواره و كان النجم الاول و مازال متوصلا الى الان , ولد ابوبكربن سالم بن زين بن حسن ال فقيه في شهر اغسطس من عام 1939 في مدينه تريم الغناء ارض المساجد والفقه والخشوع في محافظه حضرموت جنوب الجمهوريه اليمنيه من اسره مثقفه ومتدينه ومتصوفه حيث ترجع اصولهم الى مكه من جد مهاجر اسمه احمد بن عيسى ولد يتيما توفى والده وهو لايزال ابن ثمانيه اشهر , تربى في بيت جده الشيخ زين بن حسن تربيه دينيه بحته وتلقى تعليمه الاول في تريم مسقط راسه وكان متفوقا في علوم الفقه والدين واللغه العربيه والشعر وحفظ القرأن وهو ابن 13 سنه وظهرت مواهبه منذ طفولته وكان صوته جميلا وقويا وهو لايزال طفلا و وجدوا فيه اهل تريم الطفل الذي يستطيع ان يعبر عنهم نشيديا من الاناشيد الصوفيه في مدح الرسول وانتقل بعد ذالك الى مدينه عدن و درس في معهد التربيه وعمل مدرسا لماده اللغه العربيه في عدن واستقر بها والقى بكبار فنانيها و شعرائها مثل الشاعر لطفي جعفر امان و احمد قاسم وسجل اول اغنيه عام 1956 في اذاعه عدن وعمره 17سنه وهي من كلماته و الحانه وهي اغنيه يا ورد محلا جمالك بين الورود وتلتها اغنيه اقبلت تمشي رويدا بالفصحى من ثم احترف الفن وترك التدريس وغادر الى بيروت في اواخر الخمسينيات وسجلت معظم اغانيه هناك وعاش وابدع في بيروت الى منتصف السبعينيات واستقر بعد ذالك في الرياض عاصمه السعوديه وحصل على جنسيتها بعد ان كان يحمل جواز سفر بريطاني بسبب استعمار بريطانيا لجنوب اليمن وبسبب اعماله الفنيه يقضي معظم اوقاته بالقاهره , وبسبب نشأته الدينيه في بيت جده و دراسته لعلوم الفقه والدين وحفظه للقران ودراسته وعشقه للشعر و هو شاعر ايضا وغربته عن بلده الام اثر ذالك في اعماله الفنيه و ترى ان معظم اغانيه تعبر عن واقع الحياه اللتي نعيشها بعيدا عن التكلف والكلام المبالغ فيه اي الواقعيه اكثر مما يكون خيالي , وشبهه الفنان وديع الصافي كالذهب العتيق الذي لايصدى اي منذ 54 عام ولايزال هذا الجبل شامخا لم تؤثر فيه عوامل السنين لا يشبهه احد مهما حاولو تقليده و حصد جوائز كثيره منها الاسطوانه الذهبيه من اليونان عام 1968 لبيع اكثر من 4 مليون نسخه وجائزه ثالث اقوى صوت بالعالم من اليونسكو عام 1978 و جائزه فنان القرن العربي من جامعه الدول العربيه عام2002 وتكريمه من جامعه حضرموت وحصوله على شهاده دكتوراه واصدار طابع بريدي وتسميه شوارع باسمه فاليمن .
شكل ابوبكر ثنائيا مع المبدع الشاعر والملحن الكبير السيد حسين المحظار و هو من اسره متدينه ومتصوفه ايضا وهو رفيق دربه في مشواره الفني وهو شاعر اجتماعي خبير باحوال زمانه ومعظم اغاني ابوبكر من كلماته ويقصد احيانا بها ابوبكر نفسه , نتمنى له طول العمر ودوام الصحه ومواصله الابداع لجميع الاجيال بأغاني خالده تعتبر من تراث المنطقه ظلت في ذاكره اجدادنا و ابائنا وذاكرتنا وسوف تظل في ذاكره ابنائنا ومن بعدهم ورحم الله الشاعر حسين المحضار الذي اثرى الساحه الفنيه .
تلتمس في اغانيه الحكمه والموعظه وتجد التواضع مع الثقه بالنفس و التسامح والعفو والتمسك بالاخلاق الحميده والصبر وتشم ريحه الاهل و تراب الوطن وعشقها والحنين اليها مهما كانت الظروف قاسيه مزجها بألحان راقيه ومتناسبه مع الكلمات وباحساس وشعور صادق عند اداءه الراقي في اسلوبه يعبر عن صدق ما يقدمه وهذا ما يميزه عن الفنانين الاخرين , حظي بمكانه مرموقه لدى المجتمع الخليجي وبمكانه و وضع خاص لدى حكام دول الخليج العربي ونال من معظمهم اوسمه من الدرجه الاولى فالفنون والاداب ونال اعجاب مثقفيها حيث قال عنه الدكتور احمد الربعي رحمه الله بأن ابوبكر اكثر من مجرد فنان او مطرب بل هو مثقف عربي لما يوجد من مخزون ادبي .
يمكن تقسيم السيره الفنيه لابوبكر الى ثلاث مراحل و هي المرحله الاولى مرحله الاناشيد الدينيه وهو طفل و ومرحله غنائه القصائد الفصحى من اشعار ابوالقاسم الشابي و جده ابوبكر بن شهاب و الشاعر السوداني محمد الشيخ وايضا الغناء باللون العدني و اللهجه العدنيه من اشعاره و الحانه واشعار كبار شعراء وملحنين عدن في تلك الحقبه الذهبيه في عدن المستعمره الانجليزيه و ايضا غنائه باللون الحضرمي من اشعار و الحان شاعر حضرموت الكبير حسين المحضار وهو رفيق دربه في المشوار الفني و شاعر تريم حداد حسن الكاف و المرحله الثالثه وهي مرحله الاغنيه الخليجيه وكان مبدعا في جميع الالوان ويوجد في رصيده كثير من الاغاني الدينيه الصوفيه و القصائد المغناه .
منقول