الوطن -

علي البادي:



سلوك آخر ومتجدد, بدأنا نشاهده الآن على الطرقات العامة بشكل يتطور ويتكرر كل يوم كشيء يضيف نفسه إلى قائمة أساليب اللامبالاة أثناء القيادة على الطرقات العامة, حيث أصبح من السهل جدا لدى البعض من سائقي الشاحنات والمعدات الثقيلة أن يقوموا بالتجاوز في الطريق العام سواء كتجاوز مفاجئ أو تجاوز يعيق تواصل السير للمركبات الخفيفة, حتى وان كانت تسير وفقا للسرعة المحددة عند 120 كيلو مترا/ساعة, لان هذه الشاحنات غالبا ما تكون في سرعة ما بين 80 و100 كيلومتر/ساعة, كحد أقصى يفترض ان يكون على الطرقات العامة.

هناك فوضى حقيقية يحدثها سائقو هذه الشاحنات والآليات الثقيلة, ولم تقتصر هذه الفوضى بالقيادة وسلوك اللامبالاة ان تكون على الطرق العامة, بل وصل الأمر ان نجدها كذلك في الطرق الداخلية, ففي مرات كثيرة نرى هذه الشاحنات تسير بسرعة جنونية في مسارات داخلية لا يستطيع سائقو السيارات الخفيفة السير فيها بسرعة, فيما يقوم سائقو الشاحنات بالسير بسرعة لا يستطيعون معها تدارك أي أمر مفاجئ قد يحدث وربما يخلف وراءه خسائر بشرية ومادية.

حينما نرى أن بعض سائقي الشاحنات سواء منها القلابة أم القاطرة والمقطورة يتخطون السرعة المحددة لمثل هذه الآليات ويتجاوزن في مسارات يمنع فيها التجاوز, او يفترض ألا يكون, فإن الأمر يصبح بحاجة الى وقفة جادة تجاه مثل هذه السلوكيات التي ينطلق أصحابها من دائرة التهور واللامبالاة, فليس من المقبول أو المعقول أن نرى شاحنات وآليات ثقيلة تسير بسرعة جنونية على الطرق المزدحمة بالمرور في العاصمة مسقط مثلا, وان تهيمن هذه الشاحنات على مسار التجاوز المسموح للسيارات الخفيفة, او أن نجد مثل هذه الشاحنات تسير بالسرعة القاتلة على طريق الباطنة مسقط, دون أي اكتراث أو شعور بمسؤولية ما يمكن ان تخلفه هذه القيادة الجنونية, عليه فإنه في الوقت الذي نقدر فيه عاليا جهود شرطة عمان السلطانية في ردع المتهورين الذين يعرضون حياتهم وحياة الآخرين الى الخطر, وجهودها الرامية إلى حفظ النظام المروري وتطبيقه على كل من يستخدم الطريق, فإننا نناشد بتكثيف المراقبة وتشديد الإجراءات للحد من هذه السلوكيات المرورية والمرفوضة والتي يحدثها سائقو الشاحنات والتي بدأت تكثر في الفترة الأخيرة خاصة على طريق مسقط الباطنة, والتي تشهد كثافة تواجد مرور الشاحنات والآليات الثقيلة, وصولا في ذلك الى تحقيق السلامة والأمان للجميع.