كفا بالموت واعضا

    • كفا بالموت واعضا

      تجري بنا السنون وتسير بنا خطوات الزمن ، ونحن في غفلة تامة أن أعمارنا تنقص ، والموت يجري إلينا ، ونحن في لهو ولعب وكأنّنا لا ندري أن هذه الدنيا فانية ، كيف لا ينظر أحدنا من حوله حيث كل يوم يُشيّع الناس موتاهم ، ويفارق الأحبّة أحبتهم ويودع كل خليل عن خليله ، هل أُغلقت أجفان أعيننا فلا ننظر إلى هذه الحال ، أم صار في أذاننا وقر لا نسمع أحاديث الناس وهم يذكرون فلانا وهو يوارى تحت أكوام من التراب ، أم صرنا بكماً لا نستطيع تذاكر حقارة هذه الدنيا وتذاكر الموت وأهوال القبور ، كيف ينسى الإنسان شيئا لا مفر ولا منجى منه ألا وهو الموت الذي طالما نساه البعض وهو الذي طالما سلب صديقا من بيننا أو قريباً من بين أيدينا ، فترانا نضحك ونمزح والناس يشيعون ميتا إلى حفرة إما أن تكون روضة من رياض الجنة أو حفرة من حفر النار ، وحسبي أن أقول مثل قول " أبي مسلم البهلاني " في قصيدته النهروانية :
      أتمرح إن شاهدت نعشاً لهالك ** إليك أكف الحاملين تشير

      ستركب ذاك المركب الوعر ساعة ** إلى حيث سار الأولون تسير

      فإذا كان نبينا عليه أفضل الصلاة والتسليم يقول " إن للموت لسكرات " وهو قد غُفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر فكيف بعبد يعصي ربه ليل نهار .
      وأخيرا أقول كفا بالموت واعظاً .