الشبيبة -

د.شبر الموسوي:



لقد أصبح دخول الإنترنت جزءا من ممارسات الفرد اليومية وذلك من خلال انتشار تقنية الإنترنت، ولا شك بأن الإنترنت عالم واسع وله دور مهم في بناء ثقافة الفرد هذه الأيام ، فلقد أصبح الإنترنت موجودا في كل بيت وفي كل حي من الأحياء العربية والعمانية، وأصبحت مقاهي الأنترنت منتشرة بشكل كبير في السلطنة وفي العالم العربي. وأصبحت مفردات مثل : الإنترنت، والماسنجر، والهوتميل، والشاتنج، والمسجات، والنيك نيم)كلمات معروفة ومتداولة بين الشباب العماني ومستخدمي الإنترنت ، وربما لا يوجد لها بديل عربي؛ ولذلك فإن أكثر الشباب يفضلون استعمالها، لسهولة وكثرة استخدمها. وأصبحت هذه المفردات جزءا من ثقافة واللغة المستخدمة لدى شريحة كبيرة من الشباب، فنلاحظ أن تعبيرات كثيرة أصبحت متنشرة بين فئات الشباب، فتسمع بعض الشباب يقولون "سوف أدخل الشات، أو أنا جالس أشيك الإيميل"

وكذلك أدت مثلا مواقع الدردشة على الإنترنت إلى انتشار العديد من المفردات في اللهجة العمانية وهي كثيرة جدا ممكن نذكر على سبيل المثال لا الحصر " شاتنج : المحادثة ، الكام: تعني كاميرا ، إيميل ). وقد تطورت استخدام بعض هذه الكلمات ومدلولاتها في اللغة المتحدثة؛ فأصبحت تطلق على كلم ما يمت بصلة ويدخل في نطاق هذه الكلمات ومعانيها المتحدثة في اللغة الأم. فمثلا أصبحت كلمة فري تطلق على كل شيء حر منطلق ؛ فيقال فري هارت (القلب الحر) ، وفري مان (الرجل غير المرتبط)، وفري سول (الروح الحرة)وكذلك كلمة لونلي (الوحيد) ؛ فيقال لونلي هارت(القلب الوحيد) ولونلي مان( الرجل الوحيد)، ولونلي مون (القمر الوحيد) وتستخدم أكثر هذه الأسماء كأسماء مستعارة للأعضاء الذين يستخدمون الشات أو غرف المحادثة. ويقال أيضا (أي أم أون لاين (أي أنا متصل بالشبكة)،وأي أم أوف لاين (أي أن خارج الشبكة العنكبوتية، وأصبحت هذه العبارات متعارف عليها بين الشباب وأصبحت لها معانيها ومدلولاتها الخاصة فيما بينهم. ونلاحظ على معظم هذه الألفاظ أنها مستسقاة من اللغات الأجنبية وربما يتم التخاطب بين مختلف مستخدمي الإنترنت باللغة الإنجليزية، وحتى الكتابة فيها تتم باللغة الإنجليزية.

ولقد أصبح تأثير الإنترنت كبيرا في مجال البحث وفي مجال الدراسات التخصصية، فقد أصبح متعارفاً عليه أن الطالب أو التلميذ الجامعي يدخل الإنترنت وذلك كي يقوي من حصيلته اللغوية ويقوي مهاراته من خلال التخاطب أو المحادثة باللغة الإنجليزية ، كما أن أكثر البحوث التي يعدها الطلبة أصبحت تنقل نقلا كاملا من الإنترنت، حيث يتوفر للطالب أو الباحث عدد هائل من المصادر والمواقع باللغة الإنجليزية في الموضوع المراد البحث فيه أكثر مما تتوافر في مكتبة جامعته أو كليته.