مسقط وزنجبار : الإمبراطورية العمانيه أمجاد وبطولات وتأريخ حافل بالعظمه

    • مسقط وزنجبار : الإمبراطورية العمانيه أمجاد وبطولات وتأريخ حافل بالعظمه

      هذا الموضوع إهداء إلى كل من يكن ذرة ود لعمان


      عمان هذا الوجود العظيم الأزلي يستحق منا أن نقف بشموخ وكبرياء أمام ذكره وأن نسيل
      حبر أقلامنا مسطرين الحروف عنه كي لا ننسى يوما أن أسلافنا كانو ذراعا قويا لأمه الإسلام
      حكمت به شطرا كبيرا من الأرض يشار إليه بالبنان وكي يعلم هذا الجيل أن هذا البلد العامر
      كان ولا زال وسيظل بسطوة وفطنة وحكمة ودهاء من يعمروه شامخا أبيا ولبنة صامده في قلب
      الأمة المحمديه فقد صنع العمانيون التأريخ وسيصنعوه إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها



      عمان قبل الإسلام :


      عمان بلد عربي عريق خالد يعود تاريخه الى اعماق موغلة في ما قبل التاريخ ، وقد تعاقبت
      حضارات عديدة على ارض عمان على مدى آلاف السنين مما اعطاها مكانة متميزة وسط
      حضارات العالم القديم وٕامبراطورياته .


      أول من سكنها هم السومريون حوالي الألف الثالث ق.م. فكانت تعرف باسمها السومري :
      مجان وكان يكتب بالعلامتين (ما) التي تعني السفينة و (جان) وتعني هيكل وبذلك يكون معنى
      الاسم كاملا " هيكل السفينة".( ١) وقد إستخرجو النحاس من مناجم عمان


      كما دلت الآثار المكتشفه في جنوب عمان من بقايا مساكن قوم عاد على وجودهم هناك
      مما يدل على أن الوجود العربي موغل في القدم
      وفي فترة لاحقه جاء الفينيقيون فسكنو صور العمانيه ومنها إرتحلو إلى لبنان وأنشأو
      صور اللبنانيه
      وبعدهم جاء الآشوريون فالبابليون وفي عهدهم إزدهرت عمان ونشطت تجارتها ,وحل بها
      السبأيون أيضا كما عرفت ايضا باسم " مزون " والذي اطلقه عليها الفرس


      ثم إستوطن بها الإزد بزعامة مالك بن فهم الأزدي بعد إنهيار سد مأرب اليمني و أقام مالك فيها
      ملكا عظيما وخلفه من بعده أبناءه وذلك خلال القرنين الثاني والثالث الميلادي
      بعد أن أخرح مالك منها الفرس حين هزمهم في معركة سلوت وجعل قلهات عاصمة له .

      في القرنين الرابع والخامس الميلادي إنتقل حكم عمان إلى آل الجلندي وهم حلفاء لآل مالك بن
      فهم ويلتقون معهم في النسب إلا أن كثرة عدد آل الجلندى خولت أليهم إنتقال الزعامه بزعامة الجلندى بن
      المستكبر بن مسعود الأزدي ولكن الفرس عاودو في القرن السادس غزو عمان ومعهم النصارى ونجحو في
      السيطره على الجيوب الساحليه وأطلقو على عمان : مزون



      دخول عمان في الإسلام :


      يعد مازن بن غضوبه من سمائل أول من أسلم من أهل عمان
      وقد دعا الرسول محمد عليه الصلاة والسلام لأهل عمان بالعفاف والكفاف والرضى وأن يكثرخيرهم
      من بحرهم وقد ساد العمانيون البحار وحكمو من خلالها أقطارا أخرى وكثر خيرهم منها
      وسنرى ذلك من خلال الحديث عن الإمبراطورية العمانيه في أوج قوتها وعظمتها


      كما دعا لهم الرسول بأن لا يسلط الله عليهم عدوا من غيرهم وهذا ما حصل فكل المحن التي مر
      بها العمانيون كانت بسبب الفرقه والإختلاف الداخلي وتربص عدوهم بهم ونيله منهم بسب ذلك
      وسيتضح ذلك للقارئ من خلال حديثنا اللاحق .


      تم إخراج الفرس للمرة الثانيه في عهد ( آل الجلندى )عبد وجيفر إبن الجلندى بن المستكبر بن مسعود بعد
      دخول أهل عمان قاطبة طواعية في الإسلام بقدوم عمرو بن العاص برسالة النبي محمد
      التي يدعوهم فيها إلى الإسلام



      الموقع الجغرافي لعمان :


      تعد عمان ثاني أكبر دولة في شبه الجزيرة العربيه وتقع في أقصى الجنوب الشرقي منها حيث
      تبلغ مساحتها 312 ألف كم مربع وتمتد سواحلها لمسافة 1700 كم تبدأ من من أقصى
      الجنوب الشرقي حيث بحر العرب ومدخل المحيط الهندي ممتدا إلى خليج عمان حتى ينتهي عند
      مسندم شمالا ليطل على مضيق هرمز مدخل الخليج العربي .


      عمان تحدها من الغرب المملكه العربيه السعوديه ومن الجنوب دولة اليمن ومن الشرق
      بحر العرب وخليج عمان ومن الشمال مضيق هرمز



      الدور البحري الأسطوري لعمان :


      وعمان تحتل قلب العالم الإسلامي وعند شواطئها تنتهي الحدود الشرقيه للوطن العربي


      ومن خلال البحر فقد تواصلت عمان مع العالم المحيط بها أكثر من طرق التواصل الأخرى
      فمن خلال البحر غزت وحاربت وحررت حيث ردت الغزو الفارسي وجلت الوجود البرتغالي
      من عمان وبعض مناطق أفريقيا وحررت سقطرى وحررت البصرة من حصار الفرس
      وغيرها من الوقائع والحملات و التي سامهت أيما إسهام في نشر الإسلام


      ومن خلاله تحكمت بطرق التجاره حيث وصلت إلى التحكم بمداخل البحر بين عالم الشرق الأقصى ممثلا
      بالهند والصين وجنوب شرق آسيا وعالم آخر ممثلا بمصر وشرق أفريقيا ومنها إلى غرب أوروبا
      ومن خلاله تواصلت مع دول العالم مادة يد الصداقه والتعاون حتى وصل سفيرها إبن النعمان إلى الولايات
      المتحدة الأمريكيه كما وصلو الصين وغيرها

      وجدير بالذكر هنا في الشطر الآسيوي :سرنديب ( سيريلانكا ) التي كادت أن تكون إسلاميه خالصه لولا تدخل البرتغاليين
      كما حدث في جزر المالديف التي إمتد نشاطم العمانيين التجاري والحضاري إليهما وإلى سنغافوره وجزيرة الملايو ( ماليزيا )
      وسومطره ( جزيره في إندونيسيا )
      أما بالنسبة للشطر الأفريقي فقد إستوطن العمانيون الحبشه وأوغنده وأعالي نهر الكونغو ورواندا وبوروندي وتنجانيقا
      وزنجبار طبعا


      وربطتهم بفضله علاقات مع دول عظمي مثل بريطانيا وفرنسا وكانت تحسب لهم ولأسطولهم البحري العملاق
      كل حساب كما سيتضح ذلك من خلال إحترامهم للوجود العماني بمناطق أفريقيه
      وحظى العمانيين مع كل من عقدو معه حلفا وتعاونو معه بكل إحترام وتقدير
      ومن خلال البحر إمتدت حدود السيطره العمانيه إلى أجزاء من القارة الإفرقيه ومحاذاة لشبه القارة الهنديه
      وشواطئ بلاد فارس وسيظر هذا جليا في معرض حديثنا اللاحق



      مكانة عمان الداخل ودوره في تثبيت دعائم الدوله :


      وعمان الداخل ( غير الساحلي ) بلد خصب طيب معطاء تنبع من جباله عيون الماء
      لتشكل جزءا من أفلاجه التي تعد بالآلاف مع الآوديه التي تتفرع منها بعض الأفلاج
      كما كانت الآبار مصدرا هاما وأساسيا للماء الذي يجري بقنوات توصل الماء إلى المزروعات
      وأرضه خصبة معطاءه وبه مخزون كبير من مصادر الطاقه كالنفط والغاز كما أن جباله
      تزخر بالثروات المعدنيه الثمينه كالذهب وغيره والمواد الثمينه كالرخام والجرانيت وغيره
      وارض الداخل كأنها بساط أخضر إفترشها الأخضر الشامخ ( النخيل ) وهو من نعم
      الله العظيمه على هذا البلد بالإضافة إلى الأشجار الأخرى كالحمضيات والمانجو وغيرها
      ولو يكن فيها سوى النخلة لكفاها


      ومنها كذلك تجمعت الحشود التي أطلقت الشرارة الأولى لطرد البرتغاليين من السواحل
      العمانيه كما لها دور عظيم في طرد الغزاة والمحتلين أمثال الطاغيه بن بور والي البحرين
      لدى العباسيين والبوهيين وزراء العباسيين والمسيطرين عليهم بعد عصر سيطرة الأتراك
      على العباسيين والقرامطه الذين إنتزعو الحجر الأسود من الكعبه وسيطرو على البحيرن وغزو
      عمان

      كما أن للداخل دور عظيم في توحيد البلد والقضاء على الفتن ورؤوسها من العمانيين أنفسهم
      الذي كانو سببا للغزاة أن تكون لهم الفرصه لوضع أقداهم بعمان ومنها التخلص من بعض الولاه
      وعمال الحكام والأئمه ممن خانو او طغو وتجبرو



      وسندخل في تفاصيل بعض ما سبق التقديم له لاحقا بإذن الله
      علمتني الحياة أن لا أضع المعروف فيمن أخشى أن لو مددت له يدي يوما أن يقطعها
      هادئ

      تم تحرير الموضوع 2 مرة, آخر مرة بواسطة هادئ ().

    • العمانيون يطردون الفرس من سواحل عمان :

      بعد عودة الفرس إلى عمان وتمركزهم بالساحل وبقاء الداخل منيعا دونهم وبعد دخول أهل عمان
      في الإسلام طواعيه قررو دعوة الفرس إلى الإسلام ولكن الفرس رفضو فما كان من العمانيين إلا
      أن حشدو لهم وأخرجوهم عنوة حيث قتل قائدهم المرزبان لتكون عمان مرة أخرى خالصة لأهلها
      تحت حكم بني الجلندى
      وهذا يعد أول نصر يقدمه العمانيون للإسلام في عهد الرسول الكريم


      العمانيون قادة الفتوحات الإسلاميه في عهد الخلافة الراشده

      1- الخليفة الراشد أبو بكر الصديق يشارك العمانيين بحروب الرده :

      بعد توليه الخلافة إثر وفاة النبي الكريم ، أبوبكر الصديق يطلب من عبد إبن الجلندى
      المشاركة العمانيه في حروب الرده لرد المرتدين إلى حضيرة الإسلام ، فما كان من عبد إلا أن قاد
      حملة شاركت في الحروب وقد أشاد الصديق بعبد حيث قال أن القول يقصر عن وصفه والوصف
      يقصر عن فضله


      2- عمر بن الخطاب يوجه الحملات الحربيه إلى بلاد الفرس من عمان :

      حينما كان العلاء بن الحضري واليا على عمان في عهد الخليفة عمر قرر تسيير بعض الحملات إلى
      بلاد الفرس لفتح بعض الجزر مستفيدا من خبرة العمانيين في إرتياد البحار
      وبعده قام الوالي عثمان بن أبي العصاص بغزو الهند والسند من عمان وقام ببعض الفتوحات هناك

      فازداد العمانيون رفعة بالإسلام بعد إنجلاء حياة الوثنية وما صاحبها من تشتت وتشرذم


      3- الخليفة عثمان بن عفان يقوي البصرة بعمان :

      نظرا لحاجة البصرة إلى سند قوي كالعمانيين فقد ألحق الخليفة عثمان : عمان بإدارة البصرة فجعلها
      تابعة سياسيا وعسكريا لإدارة البصره مع عدم المساس بسلطة آل الجلندى فكان للعمانيين دور بارز
      في فتوحات الشرق من السيطرة الفارسيه .وفي عهد عثمان توفى جيفر بن الجلندى فخلفه أخيه عباد .


      4- علي بن أبي طالب والعمانيون على العهد مع الخلافة الراشده

      بالرغم من الفتن التي أوقدها بعض الطامعين في الدنيا فقد ظل العمانيون على ولائهم للخلافة الراشده
      المتمثلة في شخص الإمام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه ويقرون بالولاء للوالي الذي ولاه على عمان .



      علمتني الحياة أن لا أضع المعروف فيمن أخشى أن لو مددت له يدي يوما أن يقطعها
      هادئ
    • شكرا مشرفنا الكريم على هذه المعلومات التاريخية عن هذا البلد العزيز ، لكن دوام الحال من المحال . لكل زمان دولة ورجال .وعهدنا الزاهر الحالي بقيادة مولانا حضرة صاحب الجلالة " حفظه الله " محل تقدير وإشادة لما وصلت إليه بلادنا الغالية من تقدم وإزدهار وما نلمسه من نعمة الأمن والآمان . سائلين المولى عز وجل أن يطول في عمر قائدنا المفدى وأن ينعم على هذا الوطن بنعم الخير والأمن والآمان .
    • آل الجلندى والعمانيون : عمان مستقلة عن الدولة الأمويه

      بعد إغتيال الإمام علي كرم الله وجهه وفاجعة الأمة في فقده وفقد عصر الخلافة الراشده
      وظهور الدولة الأمويه تحت حكم مؤسسها معاويه ، قرر العمانيون بإمارة عباد بن الجلندى
      أن لا تبعية لهم لهذه الدولة الأمويه
      ورغم ذلك فقد تعاون العمانيون مع جيوش معاويه في حملات غزو الهند في إتحاد خضعت
      على إثره ولايه سجستان كما كان لهم دور في الفتوحات الإسلاميه في الجناح الغربي من العالم
      حيث شاركو في غزو قبرص ورودس كما كان للمهلب بن أبي صفرة الأزدي العماني الفضل
      الأكبر في الحرب ضد الخوارج وقهرهم وقهر ثوراتهم
      وقد تمكن أزد عمان بمجهود فردي في إخضاع مكران والسند 13 عاما


      عباد بن الجلندى يقتل على أيدي الخوارج وسقوط عمان :

      إلا أن ظهور الخوارج والنجدات وسيطرتهم على البحرين جعلتهم يتطلعون لمد نفوذهم إلى عمان
      وبالفعل جردو حملة وتمكنو من قتل عباد بن الجلندى والسيطرة على عمان ، إلا أن العمانيون ما
      لبثو أن وحدو صفوفهم وطردو المحتلين تحت أمرة إبني عباد بن الجلندى وهما سعيد وسليمان


      سعيد وسليمان إبني عباد بن الجلندى يقهرون جيوش الحجاج ويردون حملاته خاسرة :

      وعندما تولى عبد الملك بن مروان الحكم الأموي عين الحجاج بن يوسف واليا على العراق و
      المشرق العربي ليقرر الأخير السيطرة على عمان مرسلا جيشا بحريا إصطدم بالعمانيين بقيادة
      سليمان بن عباد في معركة حطاط ليهزم الجيش الذي أرسله الحجاج ويفر من لم يقتل عائدا عبر
      البحر .

      وتوالت جيوش الحجاج على عمان فهزمت حملته البريه في معركة البريمي علي يد سليمان بن عباد
      وهزمت حملته البحريه بعد تعمقها في داخل عمان في وقعة سمائل على يد سعيد بن عباد


      آل الجلندي يهاجرون إلى شرق أفرقيا حقنا لدماء المسلمين :

      رغم خسائره ذلك الحجاج الطاغيه الذي لا يشبع من هدر دماء المسلمين وتجنيدهم لإهلاك أنفسهم وإخوانهم
      في الأقطار الأخرى ومطامع ملوك بني أميه في توسيع رقعة ملكهم بأي ثمن كان , جعلهم
      كل ذلك يواصلون حملاتهم على عمان حتى سيطرو على مدنها الساحليه وعندها قرر بنو الجلندى الهجرة
      إلى شرق إفريقيا منعا من صدام المسلمين وحقنا لدمائهم
      ومن هنا بدأ الوجود العماني المسلم بشرق أفريقيا وثبتو هنالك جدارتهم سياسيا وثقافيا حيث كان لهم
      دورا مشرفا في نشر الإسلام وبناء أول مسجد هناك وأسسو مملكة لامو هناك
      إلا أن الوجود العماني بأفريقيا ترجع بداياته إلى ما قبل الإسلام

      من جهته الطاغية الحجاج لم ينظر إلى رحيل بنو الجلندى على أنها وقف للحرب وحقنا للدماء
      بل نظر إلى الأمر من منطلق تعطشه الدائم للدماء وأولها دماء المسلمين المعارضين للباطل
      فعاثت جيوشه الفساد والقتل والنهب وفرض الضرائب
      وظلت عمان تحت السيطره الأمويه وولاة الحجاج بزمن الوليد بن عبد الملك


      زياد بن المهلب بن أبي صفرة الأزدي والي سليمان بن عبد الملك على عمان :

      كان من ضمن الولاه الذين ولاهم سليمان بن عبد الملك الأموي على العراق وخراسان : يزيد بن
      المهلب الأزدي الذي ولى على عمان أخاه زياد بن المهلب الأزدي ، ففرح العمانيون واستبشرو
      خيرا كون هذا الرجل أزديا عمانيا مهلبيا وكان لهم ما توقعو فقد أحسن إليهم هذا الوالي كثيرا .
      وفي عهد الخليفة الراشد الخامس عمر بن عبد العزيز- رضي الله عنه - ولى على عمان عمر بن
      عبدالله الأنصاري وكان عادلا نزيها كالخليفة عمر وظل بعمان حتى وفاة عمر بن عبد العزيز
      رحمه الله

      عاد بعد ذلك زياد بن المهلب إلى إدارة شؤون عمان حيث ساعد على نشر المذهب الأباضي بعد
      وصول حملة من علماء المذهب في البصرة إلى عمان
      علمتني الحياة أن لا أضع المعروف فيمن أخشى أن لو مددت له يدي يوما أن يقطعها
      هادئ

      تم تحرير الموضوع 1 مرة, آخر مرة بواسطة هادئ ().

    • ولد الفيحاء كتب:

      شكرا مشرفنا الكريم على هذه المعلومات التاريخية عن هذا البلد العزيز ، لكن دوام الحال من المحال . لكل زمان دولة ورجال .وعهدنا الزاهر الحالي بقيادة مولانا حضرة صاحب الجلالة " حفظه الله " محل تقدير وإشادة لما وصلت إليه بلادنا الغالية من تقدم وإزدهار وما نلمسه من نعمة الأمن والآمان . سائلين المولى عز وجل أن يطول في عمر قائدنا المفدى وأن ينعم على هذا الوطن بنعم الخير والأمن والآمان .


      العفو أخي الكريم

      إنما هو الواجب من يفرض علينا الإقرار بفضل أسلافنا العظام وما خلدوه من إرث
      حضاري إسلامي عربي عظيم
      وما عصر مولانا السلطان قابوس إلا إمتدادا لرحلة أسلافه العظام
      حفظه الله ورعاه وأبقاه فإنجازاته أعظم من أن تصفها أنصال أقلامنا المتواضعه

      شكرا لك كل الشكر
      علمتني الحياة أن لا أضع المعروف فيمن أخشى أن لو مددت له يدي يوما أن يقطعها
      هادئ
    • تم إضافة بعض الأحداث الهامه المتسلسله حسب تأريخ حدوثها إلى المشاركة الأولى
      من هذا الموضوع وذلك لإضفاء قدرا أكبر من الشموليه
      علمتني الحياة أن لا أضع المعروف فيمن أخشى أن لو مددت له يدي يوما أن يقطعها
      هادئ
    • شكرا أخي على الموضوع والمعلومااات الطيبة
      فعمان منذ فجر التاريخ ودورها الحضاري والتاريخي بارز
      وتكوين الامبراطورية العمانية في عهد سعيد بن سلطان
      ولا ننسى دورها البارز في نشر الاسلام في شرقي افريقيا وجنوب شرق آسيا
      وليس أجل مما كتبته كتب التاريخ من توغل العمانين في قلب القارة الافريقية قديما تلك القارة المجهولة والمخيفة بغاباتها وحيوانتها وجبالها الشاهقة وكيف تغلبوا على تلك الصعاب وقاموا بدورهم التجاري البارز في تجارة القوافل
      وما زالت عمان تشهد تطورات واحداث تاريخية بارزة ومهمة
      وفقك الله دوما
      تقبل مروري
    • عمان : سعي دائم للحفاظ على الإستقلال عن الدولة العباسيه

      لم يكن العباسيون في نظر العمانيون أكثر من سلطة قامت على غلبة القوه حالهم حال
      سابقيهم الأمويين لذلك ظل العمانيون متمسكين بإستقلالهم طيلة حكم العباسيين


      أبو العباس السفاح أول خليفه لبني عباس يفوض أخاه على عمان :

      فوض الخليفة أبو العباس السفاح أخاه أبا جعفر المنصور على أقاليم ‏عمان واليمامة والبحرين
      وقد إختار أبو جعفر: محمد بن جناح الهنائي عاملا على عمان والذي حسنت ‏سيرته في أهل عمان فأحبوه


      العمانيون يعقدون الإمامه لأول إمام بعمان وبذلك يستقلون عن الدولة العباسيه :

      تأثر والي العباسيين على عمان كثيراً بالأفكار الأباضية مما دعاه إلى الإعتراف ‏بنفوذهم فبادر أهل عمان
      وعقدوا الإمامة للجلندي بن مسعود بن جيفر بن الجلندى بصحار الذي يعتبر المؤسس ‏الحقيقي للإمامة الأباضية
      وبذلك خرجت عمان من يد العباسيين زمن أبي العباس السفاح ‏‏أول خليفة عباسي ‏ .
      وللعلم فقد كان هنالك من أبناء وبني عمومة الإمام الجلندى من طغى وتجبر فقام الإمام بقتلهم رغم صلة القربى
      وذلك من باب الإقتصاص العادل الذي لا يفرق بين قريب أو بعيد

      أبو العباس السفاح يرسل حملة بحريه لإستعادة السيطره على عمان :

      أرسل ‏الخليفة أبو العباس السفاح سنه 134ه حملة بحرية بقيادة خازم بن خزيمة لإخضاع عمان
      وفي الحروب التي دارت بين الجيش العباسي وبين الجلندي بن ‏مسعود قتل الأخير وبضع آلاف من
      رجاله في موقعة جلفار حيث عاد أمر عمان إلى ثلة من بني الجلندى ممن فسد وتجبر فجارو وفرقو البلد وأهلها

      وقد شهد سقوط إمامة الجلندى بعض الهجرات أيضا إلى شرق أفريقيا حيث أسسو بعض الإمارات
      الإسلاميه هناك بقت حتى وصول البرتغاليين في القرن السادس عشر .


      العمانيون يثورون ويخلعون الطاعة للعباسيين :

      ثار العمانيون سنة 177هـ وخلعوا الطاعة للخلافة العباسية وقضو على عمالها الفاسدين مممن بقى من
      بني الجلندى وإختاروا ‏محمد بن عبدالله بن عفان اليحمدي إماماً ومقره نزوى إلا أنه كان شديداًَ تنقصه
      المرونة فأجمع ‏العلماء على عزله وإختاروا الوارث بن كعب الخروصي وفي عهده إستقرت الأمور ‏وساد
      النظام والأمن بفضل حزمه وعزمه .‏
      وطبعا تم إختيار نزوى كمقر للأمامه الجديده لأنها بعيده عن مخاطر الغزو البحري والسقوط السريع


      هارون الرشيد يرسل حملة إلى عمان لإعادة السيطرة عليها :

      وجه هارون الرشيد حملة كبيرة بقيادة عيسى بن جعفر بن ‏سليمان لإخضاع عمان سنة 189هـ
      ولكن هذه الحملة باءت بالفشل الأمر الذي أغضب ‏الخليفة هارون الرشيد ولكنه توفي قبل
      أن يثأر من عمان وأهلها .‏


      أئمة عمان بعد وفاة الوارث بن الكعب :

      إجتمعت كلمة أهل عمان على مبايعة غسان بن عبدالله اليحمدي بالإمامة بعد وفاة ‏الوارث بن كعب
      سنة 192هـ وقد بقي إماماً خمس عشرة سنة وسبعة أشهر وفي عهده ‏إمتد نفوذ عمن إلى أقاليم
      أخرى من شبه الجزيرة العربية مثل اليمامة وحضرموت ‏فضلاً عن بعض الجزر القريبة مثل سقطرى .‏

      وأختيرمهنا بن جيفر اليحمدي حيث بويع بالإمامة عام 226هـ فأخذ في تقوية ‏الأسطول الذي
      وصل في عهده إلى ثلاثمائة سفينة كاملة التسليح , أما جيشه البري فقد وصل إلى درجة أن
      حامية نزوى وحدها كانت تضم عشرة ‏آلاف مقاتل وسبعمائة ناقة وستمائة فرس .

      بويع الصلت بن مالك بن بلعرب الخروصي ‏بالإمامة ‏سنة 237هـ وفي عهده أعتدى ‏النصارى
      الأحباش بإسطولهم على سقطرى واطلقوا الأجراس وجعلوها نصرانية ‏وإستغاثت به إمرأه من أهل
      سقطرى فما كان ‏من الإمام إلا جهز إسطولاً من مائة سفينة حربية تحمل جنوداً أشاوس وفرساناً
      تمكنوا من إستعادة الجزيرة من مغتصبيها وقد أمضى ‏الإمام الصلت في الحكم خمساً وثلاثين سنة
      من 237- إلى 272هـ الموافق 851 إلى ‏‏885م .‏

      وفي عهده إستقلت عمان عن الدولة العباسية إستقلالاً كاملاً وقد عاصر ‏هذا الإمام العادل ستة
      من خلفاء بني العباس هم المتوكل والمنتصر والمستعين والمعتز ‏والمهتدي والمعتمد .‏
      علمتني الحياة أن لا أضع المعروف فيمن أخشى أن لو مددت له يدي يوما أن يقطعها
      هادئ

      تم تحرير الموضوع 1 مرة, آخر مرة بواسطة هادئ ().

    • العباسيون يعودون إلى عمان ويعيثون الفساد فيها :

      ما اشبه اليوم بالبارحة وكأن التأريخ يعيد نفسه حقا فها هو شخص الطاغيه الحجاج بن يوسف العامل
      الأموي على العراق والمشرق العربي يتجلى في شخص الفاسق محمد بن بور العامل العباسي على
      البحرين ويتضح ذلك جليا في الوحشيه التي أظهرها هذا الفاسق حين غزا عمان وأخضعها لحكم
      الخليفة العباسي المعتضد سنة 281هـ/893مبعد أن إختلف أهل عمان وإشتدت الصراعات بينهم
      حتى ضعفو .

      ولكن مع ذلك فقد ظل العمانيون يختارون ‏آئمتهم بعيداً عن سطوة العباسيين .‏

      وقد ‏تولى أمرعمان عدد من الأئمة لم يكن الواحد منهم يبقى في منصبه إلا بقدر ما يكيد له ‏الأخرون
      وفي عهد الإمام عزان بن تميم وقعت حرب أهلية طال أمدها وأتسع مداها إلى ‏أن أكلت الأخضر واليابس .‏

      وللحديث بقيه
      علمتني الحياة أن لا أضع المعروف فيمن أخشى أن لو مددت له يدي يوما أن يقطعها
      هادئ
    • الشمس الساطعة كتب:

      التاريخ العماني... مجيد بكل تفاصيله

      موضوع رائع .............

      تحياتي


      ولك مني كل التحيه

      تابعي معنا فللحديث بقيه
      علمتني الحياة أن لا أضع المعروف فيمن أخشى أن لو مددت له يدي يوما أن يقطعها
      هادئ
    • وردة الوفاء كتب:

      شكرا أخي على الموضوع والمعلومااات الطيبة

      فعمان منذ فجر التاريخ ودورها الحضاري والتاريخي بارز
      وتكوين الامبراطورية العمانية في عهد سعيد بن سلطان
      ولا ننسى دورها البارز في نشر الاسلام في شرقي افريقيا وجنوب شرق آسيا
      وليس أجل مما كتبته كتب التاريخ من توغل العمانين في قلب القارة الافريقية قديما تلك القارة المجهولة والمخيفة بغاباتها وحيوانتها وجبالها الشاهقة وكيف تغلبوا على تلك الصعاب وقاموا بدورهم التجاري البارز في تجارة القوافل
      وما زالت عمان تشهد تطورات واحداث تاريخية بارزة ومهمة
      وفقك الله دوما

      تقبل مروري



      العفو أختي العزيزه
      وفقنا الله جميعا

      شاكرا مرورك
      وسنأتي إلى سرد سيرة السلطان المظفر سعيد بن سلطان وإمبراطوريته العمانيه
      المتراميه الأطراف
      شكرا لك على الأضافه واللمسه الرائعه على الموضوع
      علمتني الحياة أن لا أضع المعروف فيمن أخشى أن لو مددت له يدي يوما أن يقطعها
      هادئ
    • بن بور يدخل عمان محتلا ويعيث فيها أبشع أنواع الفساد ولكن إلى حين :

      بعد ما حل بعمان ما حل من إختلاف وفرقة وشتات زمن الإمام عزان بن تميم
      يجدها العباسيون فرصة جديده للإنقضاض على عمان فيرسل الخليفة المعتضد
      عامله الفاسق بن بور والي البحرين بجيش عرمرم وجد من داهنه ويسر له طريق
      النفاذ وتحالف معه من بني سامه إلى البلد الذي طالما كان عصيا علي أسياد
      بن بور العباسيين
      وقد لجأ كثير من العمانيين من جديد إلى شرق أفرقيا وطنهم الثاني وقت المحن والشدائد


      الإمام عزان بن تميم يحاول توحيد الصفوف ولكن هيهات فقد سبق السيف العذل

      حاول الإمام عزان جاهدا أن يعيد العمانيين إلى صف الوحده ولكنه كان جهدا في الوقت
      الضائع فلقد خانه الوقت ورحيل بعض فطاحل عمان وصناديها ليقرر الإمام التصدي
      الأخير بمن بقى معه واستقرفي سمد الشأن لتكون موقعا للمقاومه والصمود

      كانت قوات بن بور قادمة بجيشين أحدها بري من الإحساء والآخر بحري من البصره
      وبعد سيطرته على أبو ظبي وجلفار ثم البريمي ثم الظاهره والداخليه مخلفا وراءه
      دمارا وفسادا ومشاهد دموية عنيفة , وصل بجيوشه إلى سمد حيث تجهز الإمام هناك
      حيث إلتقى الجمعان في وقعة سمد الشان عام 893 م في معركة عنيفة إستمرت طوال اليوم
      حسم فيها النصر لقوات بن بور نظرا لتفوقه العددي الهائل حيث قتل الإمام عزان وأرسل رأسه
      للخليفه المعتضد وكأنه رأس من رؤوس الكفر وليس إماما من أئمة الإسلام
      وعاث بن بور الفاسق بالبلاد نهبا وسلبا وتدميرا وقهرا للرجال وذبحا وتقتيلا


      العمانيون لا يستسلمون رغم القهر والآهات وأنهار الدماء

      هو ديدن العمانيين دائما وأبدا فقد يهزمون حينا ويملك عدوهم أمرهم ولكنهم أبدا لا يرضخون
      ولا يغمض لعدوهم جفن آمن وهو قابع بديارهم , فما لبثو أن لبو نداء العقل وجمعتهم الحكمة
      على مائدة الوطنيه فتلاحمو وثارو بقيادة الأهيف بن حمام ( قائد الإمام عزان رحمه الله )
      ليهجم على بن بور وهو غارق في جنون عظمته بنزوى ويرغمه على مغادرتها هاربا إلى
      المناطق الساحليه فتتبعه جحافل الأبطال حتى قلهات حيث يحاصر بين البحر وبين فلول الثوار
      المهاجمين فلا يجد بدا من القتال فتقع وقعة دما وكاد أن يهزم شر هزيمة لولا وصول الإمدادات
      البحرية إليه فينتصر ويعود إلى نزوى من جديد ليكمل ما بدأه ولكن بمزيج من عظمة النصر
      والرغبة الجامحه في الإنتقام وقد قتل القائد الأهيف الهنائي .


      بن بور يرحل عائدا إلى البحرين مخلفا على عمان واليا له :

      بعد أن إستقر الأمر للفاسق قرر أن يعود إلى البحرين ويخلف على عمان أحمد بن هلال واليا له على
      بهلاء عام 916 م وشخصا يدعى بيجره واليا على نزوى عليها الذي ما لبث العمانيون أن قتلو بيجره لتبدا
      مرحلة جديده من الكيانات والولاءات بين تابعين للعباسيين وبين تابعين للإمامة بنزوى وبين أطرافا قبيله
      مستقله ومتناحره في بينها .

      والموضوع متواصل >>>
      علمتني الحياة أن لا أضع المعروف فيمن أخشى أن لو مددت له يدي يوما أن يقطعها
      هادئ

      تم تحرير الموضوع 3 مرة, آخر مرة بواسطة هادئ ().

    • رغم الإنقسام الداخلي بعمان وعودة الإمامه بنزوى , بنو عباس يسطرون على عمان

      بنو سامه عملاء بني عباس الجدد بعمان :

      أحمد بن هلال يقرر أن يجعل من بعده محمد بن القاسم السامي واليا على عمان ليحكم بنو سامة
      عمان 40 عاما بحكم وراثي موال للعباسيين بعاصمتهم صحار ورغم وجود حكم الإمامة بنزوى
      إلا انها كانت من الضعف نظرا لقلة تابعيها في البلدان الأخرى بحيث لم تتعدي الحكم إسميا ولبني
      سامة فعليا


      القرامطه عدو طامع آخر يغزو عمان :

      بعد سيطرتهم على البحرين وسرقتهم للحجر الأسود من الكعبه ، القرامطه يغزون عمان إلا أن
      العباسيين بحكم سيطرتهم على عمان صدو الهجوم الأول الذي كان بعام 906 م . وجاءت المحاولة
      الثانيه الفاشله عام 917 م . ثم المحاوله الثالثه عام 930 التي توجت بالنجاح بعد أن سحب الخليفه العباسي
      المقتدر بالله قواته من عمان ويسيطر القرامطه على عمان التي لم يتوحد بعد أهلها لصد ذلك الغزو إلا أن
      القرامطه لا يتدخلون في المؤسسات والأنظمه القائمه ويكتفون بأخذ الجزيه
      ويبقي حكم الإمامه على ضعفه


      البويهيون يغزون عمان ويقتصرون وجود القرامطه بالمناطق الجبليه بعمان فقط :

      قر البويهيون وهم المسيطرون الجدد على الخلافه العباسيه غزو عمان حيث جهزو حملة طردو
      على أثرها القرامطه إلى المناطق الجبليه ودخل البويهيون نزوى وأسقطو الإمامه الضعيفه القائمه
      وقتها هناك ولكن وجود الإمامه الإسمي إستمر بين مد وجزر ووجود بويهي من عدمه


      حقبة جديده وصراع بويهي قرمطي بعمان :

      توغل القرامطه من جديد للداخل ليصلو أحيانا إلى نزوى ليعيش العمانيين وضعا مأساويا إنعدم
      فيه الإستقرار تماما بين تدخل القرامطه والبويهيين لقرر بعض العمانيين مزيدا من الهجرات إلى
      شرق أفريقيا فيؤسسون مدينتي مقديشو وبراقا


      وللحديث بقيه إن شاء الله
      علمتني الحياة أن لا أضع المعروف فيمن أخشى أن لو مددت له يدي يوما أن يقطعها
      هادئ
    • الإمام سعيد بن عبدالله : أمة في شخص رجل واحد :

      العمانيون يتداركون الوضع فهم أعظم من أن يكونو حبة قمح تطحن بين سندان القرامطه
      ومطرقة البويهيين ( عملاء العباسيين ) , فها هم يباعيون سعيد بن عبدالله بن محمد بن محبوب
      بن الرحيل ليثبت أنه رجل ذلك الزمان وإمام تلك الأمه بكل جداره فوحد البلاد وأخمد الفتن
      بحكمته وعلمه وكياسته فأزدهرت الحياة وتطورت الحرف والصناعات
      وواجه يوسف بن وجيه من بني سامه ( عملاء العباسيين ) وهزمه في معركة نزوى ( ونزوى
      مقر الإمامه ) وحصر وجوده بالساحل
      وكان ممن عاصرو هذا الإمام سعيد , الشيخ أبو سعيد الكدمي الذي كان له دور عظيم في تأليف
      قلوب العمانيين وردهم للصواب


      الإمام راشد بن الوليد ومطامع إبن وجيه مستمره

      بعد إستشهاد الإمام سعيد بن عبدالله في محاولة الصلح بين فريقين متخاصمين بالرستاق ,
      العمانيون يبايعون راشد بن الوليد إماما عليهم فقام بتجهيز الحاميات والقلاع ووحد كلمة العمانيين
      بالعدل وكان يتمتع بقوة الشخصيه .
      إلا إبن وجيه لم ينس أطماعه في السطيرة على البلد فقام بدس الفتن وأوقد العصبيه والقبليه بين
      العمانيين وذهب إلى بغداد عام 942 م حيث أسياده العباسيين ووزارئهم الذين يحكمونهم وهم البويهيين طالبا
      العون والمساعده , فيرسل عضد الدوله البويهي جيشا لتأييده حيث يدخل الجيش أبوظبي
      فالبريمي فالظاهره زاحفا إلى نزوى مقر الإمام
      حاول الإمام بث روح الوطنيه والحماس ولكن الروح العصبيه القبليه والمذهبيه كانت قد أتت أكلها
      في العمانيين فلم يجد منهم ما يرضيه فخرج بمن إلتف حوله وقاتل ببساله وشجاعه في معركة تنوف
      بيد أن التفوق العددي لإبن وجيه حسم نتيجة المعركه حيث سقطت نزوى .


      بنو وجيه يسيطرون على عمان ويستقلون بحكمها عن العباسيين :

      بعد أن تم الأمر ليوسف بن وجيه بعمان أعلن فيها حكما ذاتيا مستقلا بذلك عن أي تبعية للعباسيين
      وفوق هذا حاول غزو البصره التابعة للعباسيين ( البويهيين فعليا ) متحالفا في ذلك مع القرامطه أعداء
      البويهيين وقاد حملة بحرية إلا أنها فشلت
      فما كان من معز الدوله البويهي إلا أن جهزو جيشا لحرب بن وجيه إلا أن إبن وجيه سارع بإعلان
      تبعيته مجددا للبويهيين والخليفة العباسي مما أعاد المياه إلى مجاريها ورضو عنه ولم يغزوه .
      إلا أن صراعا داخليا على السلطة بين بني وجيه أنفسهم أدى إلى مقتل يوسف بن وجيه على يد خادمه
      نافع عام 953 م وأخذ مكانه وأعلن إستمرار الولاء للعباسيين والبويهيين .

      بنو وجيه يتصارعون والقرامطه يسيطرون إلى حين :

      إنتهز القرامطه الصراع بين بني وجيه فقادو جيشا عام 965م ودخلو الظاهره فالداخليه حتى إحتلو
      نزوى وتحدث الإظطرابات بين القرامطه أنفسهم وبينهم وبين العمانيين إلا أن معز الدوله البويهي يرسل
      جيشا يعيد سلطة نافع ولكن بعد إنتهاء مهمة الجيش وعودته طرد العمانيين نافع واستخلفونه
      بملك آخر ليرسل معز الدوله حملة بحريه أعادة الأمر للبويهيين
      لكن الزنوج يظهرون ويسيطرون ساحبين البساط من تحت أقدام عملاء البويهيين إلا أن حملة من البويهيين
      تصل وتعيد السيطرة لهم بعد هزيمة الزنوج أمامهم بوقعة البريمي عام 974 م ثم ثار العمانييون في نزوى
      فأرسل البويهيون حملة أيضا .

      وفي ثورة عارمه العمانيون يطردون المحتل ولكنهم يدخلون في أتون حروب أهليه 985م .
      علمتني الحياة أن لا أضع المعروف فيمن أخشى أن لو مددت له يدي يوما أن يقطعها
      هادئ

      تم تحرير الموضوع 1 مرة, آخر مرة بواسطة هادئ ().

    • الحروب الداخليه فرصة لعودة المحتل :

      بينما غرق العمانيون من جديد في فوضى العصبيه التي جرت وبالها عليهم حروبا داخليه
      مزقتهم وشتتهم , وجدها العباسيون ممثلين بالبويهيين طبعا فرصة سانحه لبسط النفوذ والسلطه
      حينا سعي إليهم بنو مكرم طالبين العون والممد للسيطره على عمان مقابل الولاء والتبعيه والعطاء
      فما كان من البويهيين إلا أن مدوهم بما يلزم فسيطرو على صحار وطردو العمانيين منها إلى
      الداخل وحكمو ساحل عمان تحت الولاء لبهاء الدولة البويهي عام 1001 م .ثم إمتد نفوذهم إلى أجزاء
      بالداخل كما أنهم إستولو على بلاد فارس وصار لهم شأن كبير وحظوه عظيمه لدي البويهيين ولم
      يفكرو بالإستقلال بل ظلو على الولاء للبويهيين


      سقوط دولة بني مكرم فأهل البلد صبرهم محدود :

      إلا أن الصراع الذي دب بين بنو مكرم نفسهم أدى إلى دخول البلد في إضطرابات وصراعات داخليه
      عام 1039م
      ولم يكن هنالك من تواجد عسكري لهم بالمنطقة الداخليه وقد أحيا العمانيون الإمامة هناك من جديد
      بتنصيب الخليل بن شاذان ومن بعده راشد بن سعيد ( 1034- 1053 ) م إلا أن الساحل ظل تحت
      سيطرة بني مكرم وقد حدثت بعض الحروب بين الطرفين حتى تمكن الإمام راشد بن سعيد الذي
      فرض السيطرة على الداخل إمتدت إلى البريمي من هزيمة بني مكرم بعد توحد صفوف العمانيين معه
      عام 1050م .وقد تم إجلاء عملاء العباسيين تماما من عمان وإنهاء تواجدهم بعصر الإمام حفص
      إبن الإمام راشد بن سعيد الذي بويع بالإمامة بعد وفاة أبيه عام 953م

      وبالبنسبة للحجر الشرقي من عمان ظل تحت حكم بني الجلندى المخضرمين حيث إتخذو من قلهات
      عاصمة لهم .

      ويتوالي الأئمة بعد ذلك ويتنقل مقر الإمامه بين نزوى والرستاق ويحدث الإختلاف والإنقسام والحروب
      حتى يصل الإمر إلى مقتل الإمام موسى بن نجاد وكان مقر إمامته بالرستاق على يد النباهنه ومقر سيادتهم
      نزوى بمعركة وقعت في نزوىوبذلك تقوم دولة جديده عام 1154 م ستحكم عمان لقرون قادمه ألا وهي دولة النباهنة .

      وسيكون سردنا للأحداث القادمه بما يتيسر عن مجريات حكم النبهانيين إن شاء الله تعالى
      علمتني الحياة أن لا أضع المعروف فيمن أخشى أن لو مددت له يدي يوما أن يقطعها
      هادئ

      تم تحرير الموضوع 1 مرة, آخر مرة بواسطة هادئ ().

    • النباهنه ملوكا لعمان من وإلى :


      النباهنه عرب أزد وملوك عظام شديدي البأس ذوي سطوة وحزم وشده في معظم فترة حكمهم .
      بدا ملكهم بعمان بعد وفاة الإمام أبي جابر موسى بن أبي المعالي بالرستاق حيث إنقسمت السلطة
      إلى فرقتين نزوانيه ورستاقيه وكل ينصب إماما , كما صاحب الأمر بعض المناوشات والحروب
      إلى أن حسم النباهنة الأمر لهم وتولو ملك عمان عام 1154م


      ولمدة خمسة قرون تاليه منها 4 قرون عرفت بالفترة الأولى والتي تميزت بالقوه وأول من حكم فيها
      هو محمد بن خنبش بنزوى وآخرهم سليمان بن سليمان بن مظفر النبهاني وانتهت هذه الفترة عام 1500 م .
      والثانيه إستمرت لمدة قرن من الزمان بعد الفترة الأولى مباشرة وعرفت بالضعف واستمرت حتى
      قيام دولة اليعاربه عام 1624 م .



      كيف حكم النباهنة عمان :


      وقد حكم النباهنه عمان بحكم ملكي وراثي وكان أشهر ملوكهم جودا وكرما الفلاح بن محسن .
      وقد إستقرو بالجبل الأخر من داخلية عمان وقد تخلل حكمهم الكثير من الصراعات والإنقسامات
      الداخليه والغزو الخارجي أيضا كما يعتبر عصرهم بأنه من أكثر فترات التاريخ العماني غموضاً
      بسبب قلة المصادر ‏التي تناولت هذه الفترة كما أنهم مالو لحياة الترف والرفاهية وقد تضاربت الأوصاف
      فيهم فهناك من وصفهم بأن حكمهم إتسم بالإستبداد والجور والظلم فقد فرضو ضرائب تناقض تعاليم الإسلام
      ومبادئه وهناك من وصفهم بالتواضع وحسن الخلق والمكارم لذلك يعد عصرهم من العصور المظلمه التي لم
      تتضح الرؤية فيه بصورة جليه ولم تتحدد بصفة معينه .


      ويقال بأنهم أول من أدخل زراعة المانجو إلى عمان كما أنهم شجعو العمران وخصوصا القلاع والحصون



      وضع الإمامة بعصر النباهنه :


      لم يطمس النباهنه وجود الأئمة تماما بل ظل الإئمة يحكمون أجزاء صغيرة من البلاد ولكن بين
      ضعف وقوه
      كما كان الساحل غالبا خارج سيطرة النباهنة حيث كان تحكمه قبائله .

      علمتني الحياة أن لا أضع المعروف فيمن أخشى أن لو مددت له يدي يوما أن يقطعها
      هادئ

      تم تحرير الموضوع 1 مرة, آخر مرة بواسطة هادئ ().

    • الحروب التي خاضتها عمان والغزو الذي تعرضت له بعصر النباهنة الأول :

      شهد عصرهم بعض الحروب الداخليه بينهم وبين القبائل المناوئة لهم كما شهد بعض الصراعات الداخلية بينهم أنفسهم
      على السلطه حتى تقسمت البلاد بينهم وصار لكل بلد حاكم خاص منهم كما تعرضت عمان بعهدهم إلى الغزو الخارجي

      فقد وقع هجوم سنة 660هـ /1261م في عهد الملك ‏أبي المعالي كهلان بن نبهان من قبل الفرس بقيادة ملك هرمز
      محمود بن أحمد الكوستي الذي تمكن من ‏الإستيلاء على قلهات مستغلاً الصراعات القبلية ثم مضى نحو ظفار حيث
      قامت قواته ‏بنهب الأسواق ومنازل الأهالي ثم إتجه معظم الجيش متوغلاً في داخل ‏عمان عن طريق البر فتاهو في تلك
      الصحاري الواسعة ونفذ ما معهم ‏من ماء وطعام وهام ملك هرمز على وجهه في ‏الصحراء فهلك ومعظم جيشه ومن بقي
      منهم قتل على يد عرب البادية إلا نفر قليل ‏واصلوا سيرهم حتى وصلوا إلى جلفار ومنها أبحروا إلى هرمز .‏
      أما بقية الجيش في قلهات فقد أغار عليهم رجال قبيلة بني جابر وقضوا عليهم ودفنوهم ‏في مقابر جماعية تعرف إلى اليوم
      بقبور الترك .‏

      وفي عام 647هـ /1276م وخلال حكم عمر بن نبهان أغار الفرس على عمان بقيادة ‏فخر الدين بن الداية وأخيه شهاب
      الدين نجلي حاكم شيراز وعندما نزل الجيش الفارسي ‏مدينة صحار التقى بهم عمر بن نبهان في حي عاصم وظل يقاتل
      حتى ‏إستشهد وثلاثمائة من جيشه وزحف الغزاة إلى نزوى وإستولو عليها ونهبوا ‏منازلها وسوقها واحرقوا المكتبات ‏ثم
      توجهوا إلى بهلا العاصمة الثانية للنباهنة وحاصروها إلا إنها إستعصت عليهم وخلال ‏فترة الحصار قتل فخر الدين بن
      الداية وقرر جنده الإنسحاب من عمان نهائياً بعد أن مكثوا فيها أربعة أشهر عاثوا خلالها ‏فساداً وقتلاً .‏

      وفي عام 1277م خرجت قبيلة بني الريس من الباطنه على سلطة بني نبهان واتجهو نحو نزوى غازين فخرج لهم النباهنة
      ليلاقوهم خارج نزوى لكن بني الريس غيرو طريقهم ودخلو نزوى وجنود النباهنة خارجها فنهبوها وأضرمو بها النيران حتى
      وصلت بعض المساجد ولكن النباهنة عادو وحاصرو الغزاه وقضو عليهم بموقعة السراه
      علمتني الحياة أن لا أضع المعروف فيمن أخشى أن لو مددت له يدي يوما أن يقطعها
      هادئ

      تم تحرير الموضوع 1 مرة, آخر مرة بواسطة هادئ ().

    • وفي عام 1406 عقدت الإمامة للحواري بن مالك في نزوى فأرسل حملة لإخضاع الرستاق ونحج فيها وحرر الجبل الأخضر
      من قبضة النباهنة وتوفي عام 1428م حيث دخلت عمان في حرب أهليه حتى بويع أبو الحسن بن خميس بن عامر بالإمامة عام
      1435م فصد تمرد بني الصلت وتوفي عام 1433م

      وفي عام 866هـ /1462م أغار الفرس على عمان وإتخذوا من بهلا مقر لهم بعد أن ‏طروا الملك النبهاني سليمان بن مظفر الذي
      فر إلى الأحساء وإتخذها مكانا لإعادة ‏ترتيب جنده ثم عاود هجومه على الفرس وتمكن من تحرير عمان وإعادة ملكه لكن يبدوا
      ‏أن إنقساماً قد وقع بين النباهنة أنفسهم لذا فقد رحل سليمان بن مظفر إلى شرق إفريقيا ‏حيث أسس مملكة بته (بات) بعد أن ترك ولداه
      سليمان وسحام في عمان وإشتد بينهما ‏الصراع على السلطة وإنتهى الأمر بإنتصار سليمان على أخيه لكن الصراع بينه وبين ‏زعماء
      القبائل لم يتوقف بسبب جوره وتعسفه وظلمه إلى أن إختارت القبائل محمد بن سليمان بن مفرج إماماً عام 1470م غير أن سلطة سليمان
      لم تنتهي بنتصيب هذا الإمام .

      وفي عام 1480 م تمت مبايعة عمر بن الخطاب الخروصي بالإمامة ودارت بينه وبين سليمان بن سليمان النبهاني معركة في سمائل
      هزم فيها الإمام إلا أنه يقاتل النباهنة مرة ثانيه عام 1482 م ويهزمهم ويغرق أموالهم في بيت مال المسلمين وقد حكم عمان بالعدل حتى قيل
      أنه قد شابه الفاروق حكما وعدلا كما شابهه إسما وظل حتى توفي عام 1488 م وبعدها عادت عمان إلى الضعف وعادت
      البيعه لمحمد بن سليمان ويعود سليمان بن سليمان النبهاني مرة أخرى ويتوالي الأئمه حتى سيطرسليمان على نزوى وأسقط حكم الإمامة
      مرة أخرى .


      سقوط سليمان بن سليمان النبهاني ونهاية دولة النباهنة الأولى :

      في عام 1500م حاول سليمان النبهاني أن يعتدي على إمرأه كانت تغتسل بقلج الغنتق فاستغاثت فأغاثها رجل يسمى
      محمد بن أسماعيل الإسماعيلي وقتل سليمان النبهاني فنصبه العمانيون محمد بن إسماعيل إماما لتنتهي بذلك دولة بني نبهان الأولى

      وفي حديثنا القادم بإذن الله سنتطرق إلى عودة النباهنة وعصرهم الثاني
      علمتني الحياة أن لا أضع المعروف فيمن أخشى أن لو مددت له يدي يوما أن يقطعها
      هادئ

      تم تحرير الموضوع 1 مرة, آخر مرة بواسطة هادئ ().

    • عودة النباهنة بفترتهم الثانيه :

      حين بويع محمد بن إسماعيل الإسماعيلي بالأمامة بإنتهاء دولة النباهنة الأولى تعرضت عمان لغزو
      برتغالي شنيع ضرب خلالها الأسطول البرتغالي سواحل عمان حيث لم تكن ضمن رقعة حكم الإمام
      فأحرقو السفن والموانئ ومدن الساحل العمانيه وهاجم ميناء قلهات وقريات وأبادو أهلها وشوهو
      ببعض من أبقوهم أحياء وبذلك أضعفو الإقتصاد كثيرا عام 1507م .

      توفي الإمام محمد بن إسماعيل عام 1535م بعد حكم دام 35 عاما فبايع أهل نزوى إبنه بركات
      ولكن العمانيون إنشقو على أنفسهم مرة أخرى بعد وكأنهم أشبه بمن إذا إغتنمو إختلفو ودخلو في
      صراعات جديده على السلطه مما هيأ الأمر للنباهنة بالعودة للحكم حيث يقوم سلطان بن محسن
      النبهاني بالإستيلاء على نزوى وإعلان بداية الفترة الثانيه من حكم بني نبهان عام 1556م .

      توارث الأمر بعد سلطان بن محسن عدة رجال من عائلته ولكنهم لم ينحجو في توطيد حكم قوي
      بعمان حتى أتى حكم حفيده سليمان بن مظفر عام 1572م الذي إنتزع نزوى من أهلها في موقعة
      نزوى وجعل من بهلا عاصمة له .


      الفرس وغزو جديد لعمان :

      حاول الفرس بعهد سليمان بن مظفر الإستيلاء على صحار التي كانت تحت حكم مهنا بن محمد الهديفي
      ولكنه بطلب النجدة من سليمان بن مظفر ليلبي الأخير نداء الإستغاثه وينتصر على الفرس في وقعة
      صحار ليضفي على حكمه مزيدا من التوحيد والتوسع ويقسم حكم ما آل إليه لأفراد من عائلته
      علمتني الحياة أن لا أضع المعروف فيمن أخشى أن لو مددت له يدي يوما أن يقطعها
      هادئ
    • الحروب الداخلية بين العمانيين بعهده :

      ومما يذكر من حروبه الداخليه مع أهل عمان أنه نكل وعذب قبيلة الجهاضم في حربه معهم بسمدالشان
      مما أدى إلى تحالف بعض القبائل ضده مثل بني هناه بالمنطقة الداخليه ( الهنائيين ) وملك الرستاق مالك
      بن أبي العرب وملك الجبوربالظاهره علي بن قطن وملك سمائل النبهاني المنشق عمير بن حمير وحدثت
      بينه وبينهم صدامات متكرره دون حسم ونصر لطرف معين حتى مات سليمان بن مظفر

      وإستمر التشتت والصراع وضعف الدوله وهوانها والملوك يتحالفون حينا وينقبلون على بعضهم البعض حينا
      آخر وكان ممن دخل في المعمعة ملك صحار محمد بن مهنا حليف سليمان بن مظفر وكان كل دافهم هو السطيرة
      على بهلا كونها العاصمة الفعليه ومركز القوه والسيطره لبني نبهان .


      عمير بن حمير خيانة وإستعانه بالبرتغاليين

      قرر عمير بن حمير الإستعانه بملك هرمز والبرتغاليين حينما لم يستقر له الوضع ببهلا بسبب حروبه
      مع خصومه الطامعين فيها فدخل بجيش يدعهم البرتغاليون صحار فيحتل البرتغاليون صحار بعد هزيمة
      المدافعين عنها ويعود عمير بن حمير إلى سمائل وفي عام 1617م يزحف نحو الداخل حتى يصل ينقل
      ومقنيات بالظاهره وبذلك يبسط يده على الداخل

      وسع البرتغاليون الصليبيون وجودهم بعمان حيث يسطرون بالإضافة إلى صحار على جلفار وصور ومسقط
      وقريات إلى يبدأ إجلائهم من عمان بقيام دولة اليعاربه بإمامة ناصر بن مرشد البعربي
      عام 1624 م .

      وكما رأينا ففي هذه الفترة لم يتكمن النباهنة من فرض سيطرة تامة على عمان لأنهم لم يكونو مقبولين
      ولم يحضو بشعبيه تؤهلهم لتوكيد ملك مطلق .


      وسرد الأحداث ماض لاحقا بإذن الله
      علمتني الحياة أن لا أضع المعروف فيمن أخشى أن لو مددت له يدي يوما أن يقطعها
      هادئ
    • قبل أن نسترسل في الحديث عن المجريات التأريخية لدولة اليعاربه العمانيه سنسرد بعض الغزوات والإحتلال الصليبي
      الذي مارسه البرتغاليين بإمارات العمانيين خارج موطنهم الأصلي عمان :

      في عام 1498م يبحر البرتغالي الصليبي المتعصب فاسكودي جاما من لشبونه البرتغاليه ويدور حلو رأس الرجاء الصلح
      ليلتقي في ماليندي الإفريقيه بأحمد بن ماجد الملاح العماني الذي يقوده إلى كلكتا بالهند ولكن فاسكودي جما يغضب حينما
      يجد العمانيون هناك أسيادا على البحار وتجارا فيأمر بعد أن إحتل المنطقة بحرق السفن وعليها أصحابها أحياء ومارس
      النهب والسلب وأمر بقتل كل مسلم إلا من إعتنق المسيحية من غير العرب كالهنود

      وفي عام 1501م أتي قائد برتغالي آخر وهو البوكيرك وإحتل الإمارات العمانيه في شرق إفريقيا مثل ممباسا وبات وكلوا
      ودمرها بعد أن مارس الوحشية في القتل في أهلها وقام أيضا في العام 1503 م بتدمير زنجبار

      وطبعا وقتها كان العالم الإسلامي كله بما فيه دوله الكبرى كدولة العثمانيين في آسيا والصفويين في فارس والمماليك في مصر
      غارقا في دوامة الصراع والتنافس على السيطره الداخليه وأهمها الصراع القبلي والمذهبي أو الصراع مع القوى الخارجيه
      العظمي للحفاظ على ما باليد

      إلا ان البرتغاليون لم يكونو وحدهم من بالساحه يغزون ويسرقون ويغتصبون ويقتلون بل كان هنالك منافسين أشداء يطبخون
      مخططاتهم على نار هادئه كالإنجليز والهولنديون والفرنسيون وكذلك الفرس إذ دخلو في تحالفات مع بعضهم وأقصو البرتغاليون
      عن بعض ما كان تحت أيديهم كما أنهم مدو براثنهم وحطو أقدامهم على الساحه من خلال الدخول السلمي الممهد مع الدول الراغبين
      في السيطرة عليها من خلال الشركات الخاصه التي ستأتي اؤكلها وافيا لاحقا

      وفي الشأن العماني الداخلي فقد كان هناك ما يعد لزلزلة الكيان البرتغالي بمدن الساحل ومحو آثار أفعاله القذرة المقززه , وذلك من قبل
      صناديد عمان الداخل ومغاويرها حيث كان ناصر بن مرشد اليعربي يوقد عزائم العمانيين لإحياء مجد السلف وصيت الأجداد وهذا ما
      سنتتبعه في الحديث القادم
      علمتني الحياة أن لا أضع المعروف فيمن أخشى أن لو مددت له يدي يوما أن يقطعها
      هادئ
    • اليعاربه أسود الوغى لدحر من إغتصب وتجبر وظغى

      بينما كان الصليبيون البرتغاليين يسيطرون على مدن الساحل العماني بعد ما جارو فيها وعاثو الفساد وبينما كان الداخل
      ممزقا بين أنياب صراع قبلي وبينما كان الظلام الحالك المقيت يطمس معالم هذا البلد العريق إنبلج من بين ثناياه نور
      ساطع تجلي في صورة قوميه إسلامية عربيه يعربيه تبشر لأهل البلد بالخير الكثير وتنذر المجتل القذر بالشر المستطير


      أصول اليعاربه :

      ينتمى اليعاربة إلى قبيلة يعرب التي تعتبر بطناً من بطون بني نبهان‏وكانوا يتمتعون بإستقلال في إدارة شؤونهم الذاتية
      حيث إتخذوا من الرستاق مقراً‏لإقامتهم .


      ناصر بن مرشد إماما موحدا وقائدا هماما مظفرا :

      في العام 1624إجتمع عقلاء العمانيون على مبايعة ناصر بن مرشد اليعربي إبن العشرون ربيعا إماما لعمان
      نظراً لما إشتهر به الإمام ناصر بن مرشد من الإستقامة والنزاهة والإقدام‏ والتدين
      وقد إستوعب ناصر بن مرشد التجربة التاريخية بذكاء شديد فأية محاولة لتحرير ‏عمان من البرتغاليين مشكوك
      في نتائجها بينما الوطن ممزق إلى دويلات صغيرة لذا فقد ‏كان لزاما عليه أن يحارب في جبهتين الحرب من
      اجل الوحدة والحرب من أجل ‏التحرير.‏

      فقد إبتدأ مسيرة توحيد الأرض والحكم بأن أخذ الرستاق و نخل وأزكي من أقاربه حكامها الذين إستولو عليها
      بالعهد المنصرم وانفردو بحكمها ثم توجه إلى سمائل وصالح ملكها ودخل نزوى مباغتا فبايعه الناس فيها ثم توجه
      إلى بهلا وحاربه بني هناة فيها وفتح منح وتوالت الفتوحات حيث ضم إليه بلدان الشرقيه ماعدا صور وقريات الواقعتنان
      تحت السيطرة البرتغاليه وتوجه إلى الظاهره وفتحها ومنها توجه لضم إليه إمارات الساحل العماني .

      وقد إعتمد الإمام في ضم البلدان إليه بطريق السلم والمصالحة ما أمكنه ذلك وبطريق الحرب إذا وجد الباب موصودا
      من قبل أهل البلاد دونه . وقد واجهته بعض التمردات في نخل ونزوى وعبري فقضى عليها ثم ما لبث أن فتح بهلا
      وينقل والبريمي ولوى .

      وبهذا يكون قد كون إتحادا يضم الداخل مع بعض الساحل وأوصل البلد إلى حالة مشجعة من
      الإستقرار لبدأ مرحلة التحرير التام وطرد الغزاه وهذا ما سنخصص حديثنا القادم عنه
      علمتني الحياة أن لا أضع المعروف فيمن أخشى أن لو مددت له يدي يوما أن يقطعها
      هادئ
    • ناصر بن مرشد الإعداد التام للتحرير الكامل

      كان الإمام ناصر يدرك أن قتاله ضد البرتغاليين ليس قتالا تقليديا كالذي خاضه ضد السلطات الحاكمة لمناطق
      عمان بقصد التوحيد فشتان بين قدرات الندين والخصمين .

      فالبرتغاليون المسيطرون على مدن الساحل يمتلكون أسطولا بحريا مدججا بالمدافع والأسلحه ولن يستسلم بسهوله
      وهو من عرف عنه الجور والفسق والطغيان وإسالة أنهار الدماء فكان لا بد له من التفكير والتدبر مرات وإستغلال
      كل ما يمكن إستغلاله والإستفادة من كل الظروف المحيطه وأولها التعاون والتحالف مع قوى عظمى لديها ما تنافس
      به البرتغاليين سطوة وغلبة وأول هؤلاء الإنجيليز جيث قام الإمام ببناء علاقة طيبه مع شركة الهند الشرقيه البريطانيه
      التي أفادته بخبراتها في بناء أسطوله البحري .


      ناصر بن مرشد يبدأ صولات التطهير ويحرر جلفار وصحار وصور وقريات :

      في عام 1633م أرسل الإمام ناصر جيشا لفتح جلفار ( راس الخيمه ) التي كانت مغتصبه بالقسمه بين الفرس
      والبرتغاليين وتمكن جيش الإمام من إحراز نصر بعد هجوم مباغت وإلتفاف سريع أربك العدو , وبعد تحرير
      جلفار إستطونها القواسم .

      ثم أرسل جيشا لتحرير صحار بقيادة حافظ بن سيف بنفس العام حيث يقاتل البرتغاليين , ويقوم ببناء قلعة مواجه لقلعة
      البرتغاليين بصحار ويحاصر البرتغاليين
      وعلى إثر ذلك قام الإمام بإرسال الشيخ خميس بن سعيد الشقصي ( وهذا يعد صاحب الفضل الأول في مبايعة ناصر بن
      مرشد بالإمامة ) إلى مسقط لإرباك البرتغاليين وضمان عدم إرسال إمدادات لصحار لفك الحصار عنها .

      قام الإمام ناصر بفتح جبهة ثالثه لتشتيت البرتغاليين بأن أرسل جيشا بقيادة إبن عمه سلطان بن سيف لتحرير صور وقريات
      وقد كانت مهمة صعبة جدا نظرا لتفوق البرتغاليين في القوه وكان ذلك عام 1634م
      وعندما أردك الإمام جاهزية صحار للتحرير , توجه إليها وفتحها وانتصر على البرتغاليين في وقعة صحار عام 1643م
      علمتني الحياة أن لا أضع المعروف فيمن أخشى أن لو مددت له يدي يوما أن يقطعها
      هادئ
    • الإنجليز : مصالحهم هي من تحركهم فإن كانت مع نظرائهم في الدين والغاية فهم أولى :

      مما لا ينبغي إغفاله هنا أن وقوف الإنجليز مع الإمام لم يكن لغرض بسط يده على المنطقه وإنما لتهميش وجود البرتغاليين
      فقط كونهم المنافس الأول لهم في السيطرة على طرق التجاره البحريه في ذلك الوقت , لذلك عندما رأى الإنجليز التقدم
      الكاسح للإمام قررو أن يميلو إلى البرتغاليين ويتقاربون معهم لإقتسام مقدرات هذه المنطقه بدل أن تؤول لأهلها المسلمين ,
      إلا أن الإمام فاوض الإنجليز ووعدهم بشيء من الإمتيازات التجاريه والحريه الدينيه في البلد ولكن ليس على حساب أهل
      المنطقة نفسها طبعا .


      تحرير مسقط و مطرح :

      في عام 1648م قرر الإمام ناصر إرسال جيش بقيادة مسعود بن رمضان لتحرير مسقط ومطرح , حيث تحدث وقعة طوي
      الروله ويهزم البرتغاليين ويصل إلى مطرح ويحاصرها ويقصفها بالمدافع , وقد سلط الله الطاعون على البرتغاليين فأفنى جموعا
      كثيرة منهم فقام البرتغاليون بطلب هدنة فوافق الإمام بشروط معينه قبلها البرتغاليون وهم صاغرين أذله كدفع جزية سنويه ,
      كما كانت هذه الهدنة فرصة للإمام للإلتفات إلى الشؤون الداخليه للدوله وتنظيمها وتقوية الجبهةالداخليه والقضاء على اللصوص
      الذين إنتشرو في عصر الظلام السابق . إلا أن هذه الهدنه لم تكن في حساب الإمام سوى إستراحة محارب لا بد أن يعاود بعدها الكر
      على العدو المقيت الذي ظل جاثما على أجزاء من عمان طيلة 140 عاما .


      الإمام ناصر أراد ولكن إرادة الله هي الغالبه ولله في خلقه شؤون :

      لم يكتب للإمام إتمام ما نذر لنفسه لأجله فقد وافته المنيه عام 1649م ولما يحرر مسقط ويجلي البرتغاليين تماما من عمان
      حيث يبايع العمانيون من بعده إبن عمه سلطان بن سيف بن مالك , وهو موضوع حديثنا التالي إن شاء الله
      علمتني الحياة أن لا أضع المعروف فيمن أخشى أن لو مددت له يدي يوما أن يقطعها
      هادئ
    • سلطان بن سيف إمام حكيم شجاع وخليفة ووريث فاضل :


      بعد أن عقد العمانيون لهذا الرجل الهمام والقائد العسكري والموفد الرسمي المظفر بالإمامه إستطاع بجدارة
      أن يرسم مستقبل هذه البلاد مستفيدا من كل ذلك ومن ميراث الإمام ناصر السياسي والحربي العظيم .



      موقف البرتغاليين من وفاة الإمام ناصر :


      إستغل البرتغاليون الهدنه المبرمه مع الإمام ناصر في تضميد جراحهم وتقوية جبهاتهم ضامرين
      في أنفسهم إستعادة ما فقدوه وبمجرد وصول خبر وفاة الإمام ناصر إليهم راودتهم أنفسهم الدنيه
      الأمارة بالسوء بالرجوع عما عهدو على أنفسهم مع الإمام فنقضو الهدنه وقطعو الجزيه وأعادو فرض
      الضرائب على العمانيين , وعندما طلب منهم الإمام سلطان إالغاء الضرائب أرسلو إليه قطعة لحم خنزير
      ملفوفة بورقه وقد ظنو أنهم دون نيران أسلحة الإمام وعزم رجاله وهم داخل أسوار مسقط وقلاعها .



      الإمام سلطان يتحرك لتطهير البلاد من دنس البرتغاليين الباقي بمسقط :


      في عام 1650م قام الإمام سلطان بإعداد جيش دخل به مسقط وحررها رغم وابل القذائف التي أمطره بها
      البرتغاليين من حصونهم إلا أن العمانييون تسلقو الأسوار فوق جثث قتلاهم ودخلو مسقط , فتحصن البرتغاليون
      بقلاعهم وأسوار مطرح وحفرو خندق يمنع تقدم العمانيين فطال حصار العمانيون لهم إلى إن إستغل الإمام
      إحتفال البرتغاليون برأس السنه فيتسلل إليهم جنده ليجدوهم سكارى ثملين فيحاصرون قلعتي الجلالي والميراني
      وقلعة مطرح حتى نفدت المؤونة عن البرتغاليين فقررو الإستسلام ويموت الحاكم البرتغالي بعمان حينما ألقى
      بنفسه في البحر حيث يتحطم جسده على الصخور نظرا لضحالة الماء , وبهذا يتم إجلاءهم من عمان


      وطبعا لم يكن العمانيون قد تضررو من البرتغاليين بعمان وحدها وإنما بإماراتهم التي أقاموها خارج عمان
      وخصوصا بشرق أفريقيا والهند والبحر أمامهم أصبح مفتوحا الآن ومنه سينطلقون كما إنطلق الأسلاف العظام .
      فيقرر الإمام العظيم والقائد المظفر بدأ رحلة مطاردة فلول البرتغاليين وعسكرهم الموجود بالخليج أولا ومن ثم
      خارج الخليج وهذا ما سنبحر فيه نحن من خلال حديثنا القادم
      علمتني الحياة أن لا أضع المعروف فيمن أخشى أن لو مددت له يدي يوما أن يقطعها
      هادئ
    • بعد تطهير عمان من البرتغاليين , الإمام سلطان يطور قوته البحريه :

      جهز الإمام سلطان أسطولا حربيا بسفن حديثه بنى بعضها في الهند وإشترى بعضها من الهولنديين
      وبعضها غنائم من معاركه مع البرتغاليين وهذه السفن مزوده بمدافع متطوره تكافئ المدافع الأوروبيه
      وقد إستفاد الإمام من الإمكانيات الماديه التي وفرتها الضرائب التي فرضها العمانيون بعد سيطرتهم
      ووظفها في تطوير أسطوله وتحديث موانيه وتوسيعها وقد تمكن من إنشاء أسطول حربي بحري يعد
      أقوى قوة بحرية محليه في المياه الشرقيه حينها وحتى وقت لاحق


      السياسة اليعاربيه تحتوى القوى الغربيه بعلاقات ود معها :

      نجح الإمام في كسب جانب القوى الأوروبيه المنافسه له بطريقة متوازنه دون ترجيح كفة أحد حتى لا يثير حنق
      الآخرين عليه وتلك القوى كانت إلى جانب رغبتها في كسر السيطره البرتغاليه على المياه والتجاره البحريه فقد
      كانت على صراع مذهبي معها أيضا من حيث التعصب الكاثوليكي البرتغالي , غير أن القوه الفارسيه ظلت تتربص
      بعمان وتحاول عقد أحلاف مع الهولنديين ولكن الهولنديين رفضو وبطبيعة الحال والظروف فقد كان هنالك توافقا بين
      الفرس والبرتغاليين كما سعى الفرس إلى عقد تحالف مع الفرنسيين لكنهم فشلو أيضا فقد رأى الفرنسيون أن فرصهم
      مع العمانيين أفضل


      بعد تقويه الأسطول وترسيخ العلاقات الخارجيه الوديه , الإمام يزحف نحو البرتغاليين خارج عمان :

      إستمر الإمام سلطان في زحفه على البرتغاليين في الخليج حتى دمر آخر معاقلهم في كنج على الساحل الشرقي
      للخليج كما طاردهم في شرق إفريقيا والهند عام 1652م وفي عام 1655م قام بشن هجوم على زنجبار وباتا بطلب
      من أهلها والعرب القاطنين بها حيث حاصر الإمام الأسطول البرتغالي هناك لخمس سنوات غير أن البرتغاليين تمكنو
      من فك الحصار وقامو بالبطش بسكان زنجبار كعادتهم القذره في الإبادة والتطهير .

      في عام 1661م تمكن الإمام من هزيمة الأسطول البرتغالي في بومباي بالهند وفي معركة ديو بالهند عام 1668م
      وكذلك في نفس المنطقه ( ديو ) عام 1670وكذلك في منطقة بيسان في الهند أيضا وبهذه الإنتصارات قام الإمام ببناء
      قلعة نزوى من الأموال التي غنمها

      في عام 1674م هزم الإمام سلطان البرتغاليين في غرب المحيط الهندي وفي شرقي أفريقيا حيث بدأ تحرير الإمارات
      العمانيه السابقة هناك بمساعدة أهلها وساكنيها الذين هاجمو البرتغاليين من الخلف تزامنا مع هجوم أسطول الإمام من
      الأمام نظرا للود والحب الذي يكنه أهل تلك المناطق للعمانيين الذي كان لهم دور قديم في بناء تلك المناطق ونقل
      الحضارة إليها وقد تم إجلاء البرتغاليين منها تماما في عهد ابنه الإمام سيف وعادت إداريا إلى الدولة العمانيه كجزء
      منها . وفي عام 1676م حقق أسطول الإمام نصرا ثالثا على البرتغاليين في ديو الهنديه .


      جوانب التهضة الإقتصاديه والنهضة التربويه العلميه بعهد الإمام سلطان :

      نشطت التجارة في مسقط بعهد الإمام سلطان وأصبحت أنشط ميناء في الخليج وأهم موقع تجاري , كما بلغ الإنتاج الزراعي
      أعلى مستوى له , وانتشرت مدارس العلم والفكر وظلت الأوضاع بما هي عليه من الإزدهار والإستقرار حتى وفاة الإمام عام
      1668م حيث إمتدت إمامته لأحدى وأربعين سنة ودفن في نزوى بجانب قبر الإمام ناصر بن مرشد البعربي .
      علمتني الحياة أن لا أضع المعروف فيمن أخشى أن لو مددت له يدي يوما أن يقطعها
      هادئ
    • الإمام بلعرب بن سلطان اليعربي إماما بعد أبيه على عمان .

      بعد وفاة الإمام سلطان بن سيف , بايع العمانيون إبنه بلعرب بن سلطان بالإمامه وقد كان متدينا وأديبا
      شاعرا وإداريا بحكم توليه واليا على مسقط بعهد أبيه
      تميز عصره بخلق مؤسسات التعليم لطلاب العلم ومن أهمها حصن جبرين التابعة لبهلا الذين بناه من حر
      ماله ليكون سكنا له ومنارة علم لطالبيه حيث تخرج منه صفوة من القضاه والأدباء والعلماء


      سياسات الإمام بلعرب الداخليه والخارجيه :

      كان رجل سلم وأمن ورخاء وإستقرار فقد وقع إتفاقية مع البرتغاليين لوقف الحرب بعد أن جرب الحرب
      معهم عام 1688م في ممباسا بعد عودتهم للسيطرة عليها وحاصرهم في موزمبيق ولكنه رأى أن أمد الحرب
      والحصار سيطول مما سيوقف عجلة التقدم العلمي والعمراني بالبلد فصالحهم وفتح باب التعامل معهم على أن لا
      يتعرضو للسفن العمانية بأي مكان والسماح لها بزيارة الموانيء البرتغاليه على أن يدفع البرتغاليين أيضا الرسوم
      الجمركيه في مسقط حيث سمح لهم بإفتاح وكالة هناك وبناء حصن بخصب .


      سيف بن سلطان معارضا لأخيه الإمام بلعرب بن سلطان :

      عام 1693م قاد سيف بن سلطان جبهة معارضة ضد الإمام لتوقيعه إتفاق صلح وعلاقة مع البرتغاليين فقد كان رافضا
      لذلك وجمع من حوله مؤديه من القبائل ليخرج على الإمام ويحتل حصون مسقط ويعلن التمرد فتنشب الحرب الداميه
      بين الفريقين المعارض والمؤيد حتى تمكن سيف من محاصرة الإمام بلعرب بحصن جبرين حيث توفى الإمام هناك


      البرتغاليون يستغلون أحداث الخلاف بين الأخوين وإنشقاق الأمه :

      عاود البرتغاليون السيطره على الإمارات الإفريقيه التابعه لعمان : ماليندي وباته وفازا ولامور مستغلين إنقسام عمان
      إلى معسكرين


      الإمام الجديد :


      تمت مبايعة سيف بن سلطان الأول ( قيد الأرض ) إماما لعمان بعد وفاة أخيه الإمام بلعرب وسنتطرق إلى مبايعة هذا
      الرجل وسيرته في الإمامة في حديثنا القادم بإذن الله
      علمتني الحياة أن لا أضع المعروف فيمن أخشى أن لو مددت له يدي يوما أن يقطعها
      هادئ
    • بــــــــارك الله فيك


      ننتظر باقي المجريات والتفاصيل على زمان الإمامه إلى عهد السلطان
      قيل لرجل: صف لنا التقوى ؟ فقال: إذا دخلت ارضاً بها شوك، ماذا تفعل؟ قال: اتوخى و احترز… فقال: فافعل في الدنيا كذلك.. فهي التقوى