
"مفاجئ" هو الوصف الأكثر ملائمة و تعبيرا عن الواقع إذا ما اردنا الحديث عن اعلان المدرب بيب غوارديولا عن مصيره مع الفريق بعد الثلاثين من حزيران القادم. قرر صانع امجاد السداسية تجديد العقد لمدة سنة واحدة "لفظيا" على أن يتم التباحث في الامر مجددا و التوقيع مع رئيس النادي القادم. لابورتا و تشيكي و وسائل الاعلام و كل كتالونيا افسدوا على غوارديولا مخططه، فالمدرب الذي أكد مرارا و تكرارا انه يرغب في تأجيل الموضوع إلى ما بعد الانتخابات، وجد نفسه في النهاية ملزما على الخروج و الحديث إلى وسائل الاعلام عن رغبته في قيادة الفريق لموسم اضافي.
الدافع الحقيقي وراء التغير "المفاجئ" برأي غوارديولا هو ازدياد حجم الضغط الاعلامي و الشعبي على المدرب و اللاعبين فيما يتعلق باستمرارية بيب من عدمها، و هو اول الأسئلة التي كان يطرحها الاعلاميون في المؤتمرات الصحفية ليس فقط للاعبي و ادارييي البارسا، و لكن للاعبين و مدربين فرق اسبانية مثل فالنسيا و ريال مدريد و اتلتيكو مدريد و غيرها. على مدى الايام التي سبقت الاعلان، تحدث العديد من لاعبي البارسا (ميسي، انييستا، تشابي، ابرا، الفيس، بويول ..الخ) حول رغبتهم في استمرار مدربهم الشاب، و هو الضغط الاعلامي الذي انتبه له بيب جيدا، فدفعه تشكل هذا الوضع الاعلامي غير الصحي "من وجهة نظره" إلى التضحية بصمته و الخروج على الملأ لكي يحمي لاعبيه من طمع و جشع وعناد وسائل الإعلام، و حتى لا يسمح لقضية استمراره أن تشوش فكر لاعبيه، كيف لا و هو الذي يعتني حتى بنوع الطعام الذي يتناولونه و يراقب مواعيد نومهم، تخلى عن رغبته في تأجيل الموضوع و اعلن قراره: "سأستمر لموسم اضافي واحد". رغبة المدرب الشاب في منع وسائل الاعلام عن اختلاق الاكاذيب و الاشاعات حول عروض يتلقاها بيب من انجلترا و غيرها كان هدفا آخرا منعا لزعزعة استقرار الفريق.
لم يعد يخفى على احد ان غوارديولا و لابورتا ليسا صديقين حميمين و هو ما اكده المدرب بنفسه خلال المؤتمر الصحفي الذي اعلن فيه استمراره مع البلوغرانا، على الرغم من أنه اكد يوم امس انه "سعيد بالعمل مع رئيس مثل لابورتا وفر كل شيء و اعطاني السلطة المطلقة على الفريق"، لكن يكفي عشاق البلوغرانا أن يتفق الاثنان على الامور الرياضية الخاصة بالنادي لأن هذا ما يهم في الواقع، أما المسائل الأخرى كالحال السياسي الكتالوني و استقلال الاقليم و خلط لابورتا للسياسية بالرياضة و غيرها فهي امور لا تؤثر على مستوى اللاعبين على أرض الميدان.
و في نفس المؤتمر الصحفي بدت علامات عدم الارتياح واضحة على وجه بيب (كما تناقضت اجاباته على اسئلة الصحفيين مع اجابات لابورتا) لأنه كان يعرف أن الطريقة التي تم الترتيب من خلالها لهذا الحدث و امتلاء القاعة بوسائل الاعلام (حتى الاعلام الياباني كان متواجدا و في اليابان عدد كبير من أعضاء النادي !!) ينم عن رغبة قوية من طرف الرئيس باستغلال الحدث كدعاية انتخابية لصالح مرشحه الاستمراري و لقطع الطريق على روسيل و غيره، لأنه سيسجل للابورتا أنه صاحب انجاز تجديد بيب (او اللقب الثامن كم اطلق عليه الرئيس) لانه لن يجرا من تفرزه الانتخابات على رفض التمديد لغوارديولا و عليه فإن جهد الرئيس القادم في هذا الصدد سيكون شكليا فقط.
نجح لابورتا في انتزاع "سلاح انتخابي آخر" من فم "الدجاجة التي تلد بيضا ذهبيا و ألقابا و كؤوس"، و عملت الوسائل الاعلامية المؤيدة للرئيس المحامي و على رأسها صحيفة سبورت على التهليل و الترحيب بالاتفاق بين الاثنين و أبقت الصورة أعلاه منشورة على موقعها الالكتروني فترة طويلة حتى تقول للقارئ: صوت لمرشح لابورتا.