الشبيبة:*لعل الاهتمام السامي بالمرأة العمانية، حفزها العام الحالي على إبراز طاقاتها الإبداعية وإصرارها لوضع بصمتها في جميع المجالات، فقد شهدت الساحة الفنية والثقافية خاصة منذ مطلع العام ظهور المرأة في العديد من المحافل والأنشطة، وبالأمس جمعت الجمعية العمانية للفنون التشكيلية تحت مظلتها "الفنانات" لإثبات وجود المرأة في عالم الفن التشكيلي، من خلال ملتقى الفنانات العمانيات والخليجيات والمقيمات على أرض السلطنة، حيث سيحظى الجمهور بفرصة للاطلاع على التجربة التشكيلية النسوية في منطقة الخليج، ويقف على تجارب فنية أثبتت مقدرتها الفذة في التعبير بلغة الريشة والألوان. وتدعو مريم عبدالكريم الزدجالية مديرة الجمعية العمانية للفنون التشكيلية الجمهور إلى الملتقى للوقوف على ما استجد من تجارب في المجال التشكيلي من خلال أعمال الفنانات، حيث قالت: يعد هذا الملتقى من أهم الفعاليات التي تقام عام 2010، ويعد خير انطلاقة لهذا العام، الذي يستعد فيه العمانيون للاحتفال بأربعين عاما على تولي جلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله ورعاه- مقاليد الحكم في البلاد، وولادة النهضة المباركة التي ألقت بظلالها على المرأة فبرزت في جميع المجالات إلى جانب أخيها الرجل، والملتقى يمثل لقاء الأحبة الذي يتعرف خلاله الفنانون على تجارب بعضهم البعض، ويطلع الجمهور من طلبة الفنون الجميلة ومحبي الفن على ما استجد على الساحة التشكيلية".

وأضافت:" ركزنا في الملتقى على الفنانات، حتى نبرز دور المرأة في الساحة التشكيلية، ونفتح المجال أمامها لمناقشة الهموم والقضايا التي تواجهها في الساحة التشكيلية، بعد كم المعارض والفعاليات العامة التي أقمناها في الجمعية"
** المفردات التراثية في الفن الحديث..
وسجلت "الشبيبة" حضورها في انطلاق هذا الملتقى، حيث شرعت الفنانات في وضع اللمسات الأولى لأعمالهن، ودار حوار حميم بين الفنانات الخليجيات والعمانيات والمقيمات على أرض السلطنة بلغة الفن، وخلالها التقينا بالفنانات الخليجيات زوار السلطنة، ممن قدمن ليثرين الفن التشكيلي في السلطنة، ويستفدن من التجارب التشكيلية الموجودة بها، وبداية كان لناء لقاء مع الفنانة التشكيلية الإماراتية الدكتورة نجاة مكي، التي عبرت عن سعادتها لوجودها على أرض السلطنة، وحدثتنا عن تجربتها في تطويع المفردات التراثية في أعمالها فقالت:" الفنان وإن تأثر بالأنماط الغربية، يظل ابن بيئته، ولا بد أن يقتبس من تراثها مفردات يخاطب من خلالها أبناء أرضه، فالتراث العربي والإسلامي غني وثري بالتفاصيل، ولطالما اغترف منها الغرب فلما لا نلجأ إليها وهي ملكنا".
وتضيف:" اضطررت للتخاطب مع الجمهور بعد عودتي من القاهرة وانهائي للدراسة الأكاديمية للنزول إلى مستواهم الثقافي، ووعيهم الفني، فقد كان الجمهور في تلك الفترة لا يعي الكثير حول الفن التشكيلي، لذا تدرجت في إعطائه الجرعات الفنية لتحبيبه بهذا العالم، ثم ما لبثت أن قدمت جرعات أكبر مع زيادة الوعي الثقافي والفن هو رافد من روافد الثقافة، ومن هنا سعيت لاستخدام عناصر تراثية، فوظفت الأعشاب الموجودة في البيئة مثل الزعفران والورد والكركم، لأخاطب بها جميع شرائح المجتمع، والفئات العمرية على اختلافها، أما الآن ومع انتشار الكليات والمعاهد والمراكز الفنية واهتمام المسؤولين في السلطنة والإمارات العربية المتحدة بات من المهم أن يطوع الفنان الخليجي المدارس الفنية الحديثة في خدمة تراثه".
وحول اتجاهها لتوظيف المرأة في أعمالها بعد مرورها بسلسلة من التجارب لتوظيف الصحراء والبحر، قالت:" المرأة هي البحر وهي الصحراء، وهي الوطن والمجتمع والحضارة، والمرأة هي فنانة بالفطرة من خلال ما تؤديه من وظائف في الحياة اليومية، وهي التي أوجدت التراث الصحراوي والبحري في غياب الرجل للبحث عن لقمة العيش، لذلك اعتبرها عنصرا مهما في جميع أعمالي".
وختاما، ذكرت أن الملتقى سيسهم بلا شك في تطوير تجارب الفنانات التشكيليات، فالاحتكاك المباشر مع الفنانات وأيضا الجمهور سيفتح آفاقا جديدة أمام الفنان.
** التاريخ ملك الإنسانية..
ولفت نظر الفنانة البحرينية بلقيس فخري، مدى اهتمام السلطنة بالبيئة والتراث، في ظل التغييرات المناخية والبيئية التي يشهدها العالم، ومن هنا تقول:" أعتقد أن القلاع العمانية ستكون محور العمل الذي سأعرضه خلال الملتقى، فالسلطنة تتمتع بزخمها بالقلاع التي تختزن في جدرانها تاريخ هذا البلد، والتاريخ ليس ملكا لهذا البلد فحسب ولكنه ملك الإنسانية، فهي تروي حكايات أجدادنا والحضارات البدائية التي عاش الإنسان في كنفها". وتواصل حديثها قائلة:" أحب أن يظهر العمل مجردا من التفاصيل المملة، وأن اختزل التفاصيل واعتمد على المساحة اللونية، وقد بدأت الآن ببناء الطبقة التي ستعطي اللوحة الملمس الخشن الذي أنشده، ثم أبني عليها بقايا كهوف، وحضارات، وقلاع، تعج فيها الأحاسيس بعيدا عن زخمة التفاصيل".
وأضافت:" الفنانون في الغرب والشرق نجد لوحاتهم دعوة للعودة إلى البيئة والغابات بعد ثورة الاتصالات والمواصلات في العالم، فقد بات التوجه العالمي نحو هموم مشتركة مثل حقوق الإنسان والطبيعة، لذلك بات من المهم أن نوثق الإحساس الذي يشغلنا جميعا، والاعتماد على ذاكرة المكان تكفل ذلك دون العرض المباشر للصور، فالأول يبرز الإحساس أما الثاني فيتعرض للتفاصيل التي تصرف المتلقي عن الإحساس الذي تحمله اللوحة".
** الرسم والتصميم..
وتخوض الفنانة التشكيلية الكويتية شيخة سنان تجربة التشكيل في السلطنة لأول مرة، بعد أن حلت ضيفة على مهرجان المسرح العماني الثاني، حيث تؤكد أن السلطنة سباقة للتطور الفني، ولكنها تعمل بصمت، وهو ما يميزها عن بقية الدول، وهي حقيقة يلمسها الزائر فور وصوله إلى أرض السلطنة، وأشادت بالعروض التي شاركت في مهرجان المسرح العماني الثاني، كما تتطلع لرؤية ما يحمله الملتقى من مفاجآت ابداعية في مجال الفن التشكيلي.
وتشير إلى أن تصميم الفكرة هي أصعب مرحلة من التنفيذ، وبحكم تدريسها لأسس التصميم، فهي لا تشغلها مسألة عرض إبداعاتها ضمن الإطارات الأربعة للوحة و قالت:" لن أخرج من ألوان الصحراء والبحر التي تميزت بها أعمالي، أي أن اعتمادي على اللونين الأزرق والأصفر، ولكن أعتقد أن البيئة العمانية ستفرض لونا معينا على أعمالي في النهاية، والفنان لابد أن يستحضر البيئة الشرقية والإسلامية في أعماله، للحفاظ على خصوصية اللوحات مع إصباغها بصبغة الحداثة".
وأضافت: الفنانات أثبت أنفسهن في مجالات عديدة في الفن التشكيلي، وليس هناك من فن ذكوري وآخر أنثوي، ولكن الفن يأخذ صفة العمومية، حين يتعلق الأمر بالإبداع، الذي يمثل الأداة التي تحرك العملية الفنية، ولكن ربما تأخرت المرأة "الفنانة" عن الظهور بحكم ارتباطها بالعادات والتقاليد التي منعتها من الخروج والسفر والاطلاع على تجارب أخرى، وعرض تجاربها للآخرين، كلها عوامل ربما وضعت تجربتها في الظل، ولكنها الآن حريصة على إبراز طاقاتها الإبداعية وقد أبرزتها بصورة مشرفة، واؤكد أن الفنانات موجودات على الساحة، ويمثلن شريحة مهمة في الفن التشكيلي".
زميلتها الفنانة الكويتية شيماء اشكناني، التي انتقلت إلى تصميم الأزياء والإكسسوارات، واثرتها لما تحمله من تجربة تشكيلية ثرية، بالإضافة إلى دراستها للتصميم، قالت :" لم أجد صعوبة في الانتقال في الرسم على الأقمشة، حيث اعتادت يدي على الرسم وذهني على الإبداع، وآمل من خلال هذا الملتقى أن أعرض عملا فنيا يليق بذائقة الجمهور العماني ويكون نافذة للفن التشكيلي في الكويت".
وحول فرض الجمهور لاتجاه فني معين في تصاميمها، ومدى تقبلها للفكرة، قالت :" الزبون حين يفرض علي فكرة معينة أحترمه تماما، ولكن غالبا ما اضع لمستي فيها، فأجمع بين ما هو مطلوب، وبين ما يفرضه أسلوبي الخاص، فأدمج الفن الحديث بالإسلامي، والتجريدي بالواقعي وهكذا دواليك".
** الخزف.. مدرسة!
أما الأستاذة الجامعية المتخصصة في مجال الخزف بجامعة قطر منيرة المير، فتستعد من خلال المتلقى لعرض عمل خزفي رغم أنها بدأت بوضع الخطوط الرئيسية على لوحة جدارية، وفي هذا الصدد تؤكد على اهمية الدراسة الأكاديمية لهذا الفن م قائلة :" الدراسة الأكاديمية لهذا الفن مهمة ، لأن توفير الخامات والأفران وخاصة في منطقة الخليج غير واردة في المحلات، والتركيبة الكيميائية للألوان لا يستطيع هاو صناعتها واستخدامها يتطلب الكثير من الحذر باعتبارها مواد كيميائية، كما أن الألوان تتباين استخداماتها بتباين أنواع الطين المستخدمة في العمل".
وأضافت:" اعتبر مهنة التدريس في مجال الخزف، مثل المعارض اليومية، حيث اتعرف في كل حصة دراسية على تراث بلد معين من خلال الطلبة الذين ينتمون إلى بلدان عربية مختلفة، وحين أطالب الطلبة بوضع بصمة وتراث دولتهم على أعمالهم، نجد أن كل واحد منهم تفرد بعمله، وهو ما يوسع مداركي حيث اقتبس مما لديهم من معطيات تراثية في أعمالي وهم يستفيدون من الأسس التي أشرحها في بناء وإنجاز أعمالهم".
وتؤكد المير أن من أهم المشكلات التي تواجه الخزافين هي صعوبة نقل وشحن الأعمال الخزفية وبالتالي تعرضها للكسر والضياع، مستوضحة أنها امتنعت عن المشاركة في عدد من المحافل الخارجية جراء مواجهتها لهذه المشكلة التي تواجه العديد من الخزافين بالإضافة إلى خوفها من تعرض أعمالها للكسر أثناء عملية الشحن.
وختمت حديثها قائلة: المرأة أثبتت وجودها في جميع المجالات، والمرأة إن سعت وصلت، وكل امرأة فنانة، فقط تختلف طريقة التعبير من امرأة إلى أخرى".
** الطفل وحكاية الألوان..
الفنانة التشكيلية السعودية علا حجازي التي تزور السلطنة لأول مرة للمشاركة في هذا الملتقى، حدثتنا عن الفن في السعودية قائلة : الفن في السعودية في حركة دائمة، والأنشطة والفعاليات التي يقيمها الفنانون خير برهان على ذلك، ولكن ما ينقصها حقا هو الترويج للفنان السعودي ولنتاج الفنان السعودي فحسب".
وعن العلاقة التي تربطها بالطفل حرصت على إقامة حلقات عمل خاصة بالأطفال من سن 3 سنوات، وتشرح طبيعة تلك العلاقة قائلة:" الأطفال يحبون الرسم مثلي تماما، وما من طفل يولد إلا ويعشق التلوين، ويتقنه قبل تعلمه الكتابة، وتقتصر مهمتي في تلك الأثناء على التوجيه، والإشارة في حال تأكدي من وجود سيماء الإبداع في طريقة رسم الطفل وتلوينه، فالطفل لا يجب أن يتم تقييده ضمن موضوعات معينة، أو تقييده في إطار معين للرسم، ولكن يجب أن نفتح له الآفاق ونوجهه دون أن يشعر بذلك".
وعن حلقة "من الطفل السعودي إلى الطفل الفلسطيني" التي قامت بتنظيمها لدفع الأطفال للمشاركة في القضايا الإنسانية، أشارت بقولها :" العطاء هو جزء لا يتجزأ من تكوين الإنسان، وحين ينشأ الطفل على حب العطاء يصبح معطاء بصورة جلية حين يكبر، والطفل وحده لا يستطيع القيام بشيء، ولكن حين يجتمع أقرانه معه بإمكانهم معا التأثير في قضية مماثلة". على صعيد آخر، تحدثت الفنانة عن مشاريع فناني جدة خلال الفترة القادمة، حيث يستعد الفنانون لإقامة معارض شخصية في أجنحة دار الأوبرا بقصر الفنون بواقع 10 إلى 20 عمل لكل فنان، بحيث تكون بصمة جميع الفنانين حاضرة في الفعالية، بالإضافة إلى معرض تقيمه مع فناني قطيف الذين كان دورهم رائدا بعد كارثة سيول جدة وذلك من خلال معرض "وقفة"، حيث سيقدم فنانو جدة وقطيف مجموعة من الأعمال يعود ريعها إلى المتضررين من كارثة سيول جدة الأخيرة .

وأضافت:" ركزنا في الملتقى على الفنانات، حتى نبرز دور المرأة في الساحة التشكيلية، ونفتح المجال أمامها لمناقشة الهموم والقضايا التي تواجهها في الساحة التشكيلية، بعد كم المعارض والفعاليات العامة التي أقمناها في الجمعية"
** المفردات التراثية في الفن الحديث..
وسجلت "الشبيبة" حضورها في انطلاق هذا الملتقى، حيث شرعت الفنانات في وضع اللمسات الأولى لأعمالهن، ودار حوار حميم بين الفنانات الخليجيات والعمانيات والمقيمات على أرض السلطنة بلغة الفن، وخلالها التقينا بالفنانات الخليجيات زوار السلطنة، ممن قدمن ليثرين الفن التشكيلي في السلطنة، ويستفدن من التجارب التشكيلية الموجودة بها، وبداية كان لناء لقاء مع الفنانة التشكيلية الإماراتية الدكتورة نجاة مكي، التي عبرت عن سعادتها لوجودها على أرض السلطنة، وحدثتنا عن تجربتها في تطويع المفردات التراثية في أعمالها فقالت:" الفنان وإن تأثر بالأنماط الغربية، يظل ابن بيئته، ولا بد أن يقتبس من تراثها مفردات يخاطب من خلالها أبناء أرضه، فالتراث العربي والإسلامي غني وثري بالتفاصيل، ولطالما اغترف منها الغرب فلما لا نلجأ إليها وهي ملكنا".
وتضيف:" اضطررت للتخاطب مع الجمهور بعد عودتي من القاهرة وانهائي للدراسة الأكاديمية للنزول إلى مستواهم الثقافي، ووعيهم الفني، فقد كان الجمهور في تلك الفترة لا يعي الكثير حول الفن التشكيلي، لذا تدرجت في إعطائه الجرعات الفنية لتحبيبه بهذا العالم، ثم ما لبثت أن قدمت جرعات أكبر مع زيادة الوعي الثقافي والفن هو رافد من روافد الثقافة، ومن هنا سعيت لاستخدام عناصر تراثية، فوظفت الأعشاب الموجودة في البيئة مثل الزعفران والورد والكركم، لأخاطب بها جميع شرائح المجتمع، والفئات العمرية على اختلافها، أما الآن ومع انتشار الكليات والمعاهد والمراكز الفنية واهتمام المسؤولين في السلطنة والإمارات العربية المتحدة بات من المهم أن يطوع الفنان الخليجي المدارس الفنية الحديثة في خدمة تراثه".
وحول اتجاهها لتوظيف المرأة في أعمالها بعد مرورها بسلسلة من التجارب لتوظيف الصحراء والبحر، قالت:" المرأة هي البحر وهي الصحراء، وهي الوطن والمجتمع والحضارة، والمرأة هي فنانة بالفطرة من خلال ما تؤديه من وظائف في الحياة اليومية، وهي التي أوجدت التراث الصحراوي والبحري في غياب الرجل للبحث عن لقمة العيش، لذلك اعتبرها عنصرا مهما في جميع أعمالي".
وختاما، ذكرت أن الملتقى سيسهم بلا شك في تطوير تجارب الفنانات التشكيليات، فالاحتكاك المباشر مع الفنانات وأيضا الجمهور سيفتح آفاقا جديدة أمام الفنان.
** التاريخ ملك الإنسانية..
ولفت نظر الفنانة البحرينية بلقيس فخري، مدى اهتمام السلطنة بالبيئة والتراث، في ظل التغييرات المناخية والبيئية التي يشهدها العالم، ومن هنا تقول:" أعتقد أن القلاع العمانية ستكون محور العمل الذي سأعرضه خلال الملتقى، فالسلطنة تتمتع بزخمها بالقلاع التي تختزن في جدرانها تاريخ هذا البلد، والتاريخ ليس ملكا لهذا البلد فحسب ولكنه ملك الإنسانية، فهي تروي حكايات أجدادنا والحضارات البدائية التي عاش الإنسان في كنفها". وتواصل حديثها قائلة:" أحب أن يظهر العمل مجردا من التفاصيل المملة، وأن اختزل التفاصيل واعتمد على المساحة اللونية، وقد بدأت الآن ببناء الطبقة التي ستعطي اللوحة الملمس الخشن الذي أنشده، ثم أبني عليها بقايا كهوف، وحضارات، وقلاع، تعج فيها الأحاسيس بعيدا عن زخمة التفاصيل".
وأضافت:" الفنانون في الغرب والشرق نجد لوحاتهم دعوة للعودة إلى البيئة والغابات بعد ثورة الاتصالات والمواصلات في العالم، فقد بات التوجه العالمي نحو هموم مشتركة مثل حقوق الإنسان والطبيعة، لذلك بات من المهم أن نوثق الإحساس الذي يشغلنا جميعا، والاعتماد على ذاكرة المكان تكفل ذلك دون العرض المباشر للصور، فالأول يبرز الإحساس أما الثاني فيتعرض للتفاصيل التي تصرف المتلقي عن الإحساس الذي تحمله اللوحة".
** الرسم والتصميم..
وتخوض الفنانة التشكيلية الكويتية شيخة سنان تجربة التشكيل في السلطنة لأول مرة، بعد أن حلت ضيفة على مهرجان المسرح العماني الثاني، حيث تؤكد أن السلطنة سباقة للتطور الفني، ولكنها تعمل بصمت، وهو ما يميزها عن بقية الدول، وهي حقيقة يلمسها الزائر فور وصوله إلى أرض السلطنة، وأشادت بالعروض التي شاركت في مهرجان المسرح العماني الثاني، كما تتطلع لرؤية ما يحمله الملتقى من مفاجآت ابداعية في مجال الفن التشكيلي.
وتشير إلى أن تصميم الفكرة هي أصعب مرحلة من التنفيذ، وبحكم تدريسها لأسس التصميم، فهي لا تشغلها مسألة عرض إبداعاتها ضمن الإطارات الأربعة للوحة و قالت:" لن أخرج من ألوان الصحراء والبحر التي تميزت بها أعمالي، أي أن اعتمادي على اللونين الأزرق والأصفر، ولكن أعتقد أن البيئة العمانية ستفرض لونا معينا على أعمالي في النهاية، والفنان لابد أن يستحضر البيئة الشرقية والإسلامية في أعماله، للحفاظ على خصوصية اللوحات مع إصباغها بصبغة الحداثة".
وأضافت: الفنانات أثبت أنفسهن في مجالات عديدة في الفن التشكيلي، وليس هناك من فن ذكوري وآخر أنثوي، ولكن الفن يأخذ صفة العمومية، حين يتعلق الأمر بالإبداع، الذي يمثل الأداة التي تحرك العملية الفنية، ولكن ربما تأخرت المرأة "الفنانة" عن الظهور بحكم ارتباطها بالعادات والتقاليد التي منعتها من الخروج والسفر والاطلاع على تجارب أخرى، وعرض تجاربها للآخرين، كلها عوامل ربما وضعت تجربتها في الظل، ولكنها الآن حريصة على إبراز طاقاتها الإبداعية وقد أبرزتها بصورة مشرفة، واؤكد أن الفنانات موجودات على الساحة، ويمثلن شريحة مهمة في الفن التشكيلي".
زميلتها الفنانة الكويتية شيماء اشكناني، التي انتقلت إلى تصميم الأزياء والإكسسوارات، واثرتها لما تحمله من تجربة تشكيلية ثرية، بالإضافة إلى دراستها للتصميم، قالت :" لم أجد صعوبة في الانتقال في الرسم على الأقمشة، حيث اعتادت يدي على الرسم وذهني على الإبداع، وآمل من خلال هذا الملتقى أن أعرض عملا فنيا يليق بذائقة الجمهور العماني ويكون نافذة للفن التشكيلي في الكويت".
وحول فرض الجمهور لاتجاه فني معين في تصاميمها، ومدى تقبلها للفكرة، قالت :" الزبون حين يفرض علي فكرة معينة أحترمه تماما، ولكن غالبا ما اضع لمستي فيها، فأجمع بين ما هو مطلوب، وبين ما يفرضه أسلوبي الخاص، فأدمج الفن الحديث بالإسلامي، والتجريدي بالواقعي وهكذا دواليك".
** الخزف.. مدرسة!
أما الأستاذة الجامعية المتخصصة في مجال الخزف بجامعة قطر منيرة المير، فتستعد من خلال المتلقى لعرض عمل خزفي رغم أنها بدأت بوضع الخطوط الرئيسية على لوحة جدارية، وفي هذا الصدد تؤكد على اهمية الدراسة الأكاديمية لهذا الفن م قائلة :" الدراسة الأكاديمية لهذا الفن مهمة ، لأن توفير الخامات والأفران وخاصة في منطقة الخليج غير واردة في المحلات، والتركيبة الكيميائية للألوان لا يستطيع هاو صناعتها واستخدامها يتطلب الكثير من الحذر باعتبارها مواد كيميائية، كما أن الألوان تتباين استخداماتها بتباين أنواع الطين المستخدمة في العمل".
وأضافت:" اعتبر مهنة التدريس في مجال الخزف، مثل المعارض اليومية، حيث اتعرف في كل حصة دراسية على تراث بلد معين من خلال الطلبة الذين ينتمون إلى بلدان عربية مختلفة، وحين أطالب الطلبة بوضع بصمة وتراث دولتهم على أعمالهم، نجد أن كل واحد منهم تفرد بعمله، وهو ما يوسع مداركي حيث اقتبس مما لديهم من معطيات تراثية في أعمالي وهم يستفيدون من الأسس التي أشرحها في بناء وإنجاز أعمالهم".
وتؤكد المير أن من أهم المشكلات التي تواجه الخزافين هي صعوبة نقل وشحن الأعمال الخزفية وبالتالي تعرضها للكسر والضياع، مستوضحة أنها امتنعت عن المشاركة في عدد من المحافل الخارجية جراء مواجهتها لهذه المشكلة التي تواجه العديد من الخزافين بالإضافة إلى خوفها من تعرض أعمالها للكسر أثناء عملية الشحن.
وختمت حديثها قائلة: المرأة أثبتت وجودها في جميع المجالات، والمرأة إن سعت وصلت، وكل امرأة فنانة، فقط تختلف طريقة التعبير من امرأة إلى أخرى".
** الطفل وحكاية الألوان..
الفنانة التشكيلية السعودية علا حجازي التي تزور السلطنة لأول مرة للمشاركة في هذا الملتقى، حدثتنا عن الفن في السعودية قائلة : الفن في السعودية في حركة دائمة، والأنشطة والفعاليات التي يقيمها الفنانون خير برهان على ذلك، ولكن ما ينقصها حقا هو الترويج للفنان السعودي ولنتاج الفنان السعودي فحسب".
وعن العلاقة التي تربطها بالطفل حرصت على إقامة حلقات عمل خاصة بالأطفال من سن 3 سنوات، وتشرح طبيعة تلك العلاقة قائلة:" الأطفال يحبون الرسم مثلي تماما، وما من طفل يولد إلا ويعشق التلوين، ويتقنه قبل تعلمه الكتابة، وتقتصر مهمتي في تلك الأثناء على التوجيه، والإشارة في حال تأكدي من وجود سيماء الإبداع في طريقة رسم الطفل وتلوينه، فالطفل لا يجب أن يتم تقييده ضمن موضوعات معينة، أو تقييده في إطار معين للرسم، ولكن يجب أن نفتح له الآفاق ونوجهه دون أن يشعر بذلك".
وعن حلقة "من الطفل السعودي إلى الطفل الفلسطيني" التي قامت بتنظيمها لدفع الأطفال للمشاركة في القضايا الإنسانية، أشارت بقولها :" العطاء هو جزء لا يتجزأ من تكوين الإنسان، وحين ينشأ الطفل على حب العطاء يصبح معطاء بصورة جلية حين يكبر، والطفل وحده لا يستطيع القيام بشيء، ولكن حين يجتمع أقرانه معه بإمكانهم معا التأثير في قضية مماثلة". على صعيد آخر، تحدثت الفنانة عن مشاريع فناني جدة خلال الفترة القادمة، حيث يستعد الفنانون لإقامة معارض شخصية في أجنحة دار الأوبرا بقصر الفنون بواقع 10 إلى 20 عمل لكل فنان، بحيث تكون بصمة جميع الفنانين حاضرة في الفعالية، بالإضافة إلى معرض تقيمه مع فناني قطيف الذين كان دورهم رائدا بعد كارثة سيول جدة وذلك من خلال معرض "وقفة"، حيث سيقدم فنانو جدة وقطيف مجموعة من الأعمال يعود ريعها إلى المتضررين من كارثة سيول جدة الأخيرة .
¨°o.O ( على كف القدر نمشي ولا ندري عن المكتوب ) O.o°¨
---
أتمنى لكم إقامة طيبة في الساحة العمانية
---
أتمنى لكم إقامة طيبة في الساحة العمانية
وأدعوكم للإستفادة بمقالات متقدمة في مجال التقنية والأمن الإلكتروني
رابط مباشر للمقالات هنا. ومن لديه الرغبة بتعلم البرمجة بلغات مختلفة أعرض لكم بعض
المشاريع التي برمجتها مفتوحة المصدر ومجانا للجميع من هنا. تجدون أيضا بعض البرامج المجانية التي قمت بتطويرها بذات الموقع ..
والكثير من أسرار التقنية في عالمي الثاني Eagle Eye Digital Solutions
رابط مباشر للمقالات هنا. ومن لديه الرغبة بتعلم البرمجة بلغات مختلفة أعرض لكم بعض
المشاريع التي برمجتها مفتوحة المصدر ومجانا للجميع من هنا. تجدون أيضا بعض البرامج المجانية التي قمت بتطويرها بذات الموقع ..
والكثير من أسرار التقنية في عالمي الثاني Eagle Eye Digital Solutions