في حال خروج هذه الدنيا عن طبيعتها المألوفة ، وتنفرد بتلقائيتها السلسة ، وتخرج من قمقمها الحديدي وهي تصرخ للذاتها ، مستنكرة كل هذه التقلبات الحياتية التي تسرع الخطوات في حياتها ، تتسابق نحوها الالاف من الأيادي كل يد تمتد حسب الرغبة المكبوتة بين أظلاعها ، فهناك يد خير وأخرى تنزوي في الشر ..
من خلال هذه المقدمه احب ان اطرح سؤال مهم جدا وهي سلوكيات الإنسان نفسه ، تلك السلوكيات التي تنزوي تحت رغبات كثيرة الكل يتمناها ، وربما يكون سبب من أسباب العنوسة ذاك الشبح الذي يطارد كل فتاة .
وربما من وجهة نظري يعود سبب هذه المشكلة لسببين رئيسيين وفي نفس الوقت ربما متناقضين فكلاهما يكمل الأخر وكلاهما يشتكي من الأخر .. فالسبب الأول لهذه المشكلة هم الأهل أما السبب الثاني فهي الفتاة ، ولو أردت أن احلل السببين كالتالي :-
1 - الأهل : نعم الأهل الذين يحاولون أن يطوقوا بناتهم برغباتهم وطلباتهم متناسين في نفس الوقت أن عندهم في البيت شاب سوف يتزوج وسوف يقع في نفس المشكلة التي وقع غيره ممن تقدموا لأخته .
فهنا كيف نطالب الشاب أن يدفع مهر قدره الالاف من الريالات وطبعا هناك ملحق مرفق مع المهر وهو يحتوي على شروط تعجيزيه تحاول أن تطوقه هو أيضا – الشاب .
وهناك سبب أخر وهو اذا كانت الفتاة موظفة فهناك أباء يخافون من تزويج بناتهم حبا لراتبها وخوفهم أن يذهب للزوج وهو الذي تعب وصرف في تربيتها ، لذلك تبقى الفتاه معلقة من خوف وطمع والدها من ذاك الراتب وتبقى هي الضحية الأولى أو كبش الفداء التي مهما تكلمت ومهما قالت فكلام الأهل وأفكارهم كالسكين كل يوم يقطع جزء من شبابها ، معتقدين بأنها السعادة التي ينشدونها لبناتهم .
2 – الفتاه : كبريائها هي السكين التي تحاول أن تقطع بها شبابها وهي كبش الفداء ، وكذلك هي بنفسها ممن تضع الأغلال حول نفسها ، والسؤال هنا كيف؟
فمثلا بنت جامعية بالتأكيد سوف ترفض أن تتزوج ممن هم اقل منها مستوى تعليمي وحتى المستوى المادي وتكون شروط فارس الأحلام محددة :
- مستواه التعليمي - شاب جاهز - صاحب سفريات
- أنسأن مرموق في المجتمع يستطيع أن يجعلها تنام في فراش من حرير - صاحب سيارة وبيت كبير ومزارع وعقارات … الخ .
كل هذه المبررات الغير ضرورية سوف تجعل من الفتاه تعيش في شبح العنوسة وهي تنتظر ذاك الفارس إلى أن يأتي الفرج ( كلامي ليس تعميم لأي فتاه وعذرا لأنني ضربت مثلا عن الفتاه الجامعية أتمنى أن لا يأخذ كلامي بأنه هجوم المقصود به الفتاة الجامعية ، بل هي مناقشة ربما استطعت مشاركة إخواني في إثراء هذه القضية ) .
فموضوع العنوسة مهما طرح ومهما تعددت مناقشاته ، فيبقى الحائط الحديدي الذي يحاول أن يكسر طموحات وأحلام كل شاب وفتاه هم الأهل أنفسهم .
في المقابل هناك فتاة تحاول أن تخرج من شروط أبيها ولكنها للأسف لا تستطيع لان الأب هنا هو الأمر والناهي وهو الأدرى بمصلحة أبنته ، إذا المشكلة الأولى والاهم في هذا الموضوع هم الأهل ، أما باقي المشاكل التي طرحت يمكن حلها بسهولة لو كان بالفعل عقلية الأباء تنحصر في مصلحة الفتاه ، فكيف يعقل على الأهل تزويج بناتهم ليظل الزوج محاصر بأغلال الديون التي تحاول أن تنعكس على العلاقة الزوجية فيما بعد ..
الحلول :وربما قبل أن انهي هذا الموضوع أردت طرح حل شامل لموضوع العنوسة إلا وهو توعية الأباء بمخاطر المغالاة في المهور وكأن بناتهم سلعة للبيع ، وكذلك توعية ممن يحتاج للتوعية في هذا الموضوع سواء من الشباب أو الفتيات وذلك من خلال قنوات رسمية كالتلفزيون مثلا بعمل حلقة نقاشية . او اقامة ندوات ، وكذلك نقاشنا هذا ربما هو احد الوسائل النقاشية في هذا الموضوع ..
دندنة قصيرة :حبيبتي مهما تعددت الآراء وتباينت خطوط الحب بيننا سيبقى هناك شعاع نتسلق من خلاله هرم الحب حتى نصل لنهايته ، بشرط صدق الإحساس العارم الذي يعتلي قلبك الصغير .