عُمان -
سالم الجهوري:

لا أحد يعرف الأسباب الحقيقية التي جعلت السناتور جورج ميتشل يجازف بكل انجازاته التاريخية ويقبل بمهمة مبعوث الرئيس الامريكي للسلام في الشرق الاوسط لإيجاد حل نهائي بين العرب والإسرائيليين، فاما ان الرجل ذو قدرات خارقة وامكانيات عالية لا يملكها أي من السياسيين في عصره وأما أنه لم يكن مطلعا بما فيه الكفاية لظروف الصراع في الشرق الاوسط والاسلوب الاسرائيلي أصحاب الشعار الشهير "التفاوض من أجل التفاوض"، ومع كل الاحترام لهذا الرجل الذي يعد بشهادة الجميع من الأمريكيين القلائل الذين يملكون القدرة على التفاوض والنفس الطويل وطول البال والصبر يشهد على ذلك قدرته على انجاز اتفاق السلام الذي استغرق منه سنتين في ايرلندا الشمالية وجمهورية ايرلندا في مايو 1998 عندما كلف من قبل حكومتي المملكة المتحدة وايرلندا عندما كان مستشارا اقتصاديا لكلنتون لشؤون ايرلندا لتلك المهمة شبه المستحيلة، ليحقق ميتشل انجازا تاريخيا بانهاء عقود من الخلاف بين الطرفين والذي يسمى "اتفاق الجمعة العظيمة"
ليرصد بعد في كتاب له حول هذه التجربة بعنوان "صنع السلام" روى فيه" كيف ان العادات السياسية المحلية خلال المحادثات حول اتفاق السلام شكلت اختبارا لقدراته كمفاوض".
وربما تنازل الطرفان الايرلنديان عن بعض المطالب لتسهيل مهمة ميتشل على اعتبار ان الرجل ينحدر من أب ايرلندي هاجر الى الولايات المتحدة الامريكية مطلع القرن الماضي واستقر به المطاف في واتر فيل بولاية ماين شمال غرب الولايات المتحدة الأمريكية ليولد فيها الرجل في 20 أغسطس 1933م وهو أكبر خمسة أولاد، وبعد تخرجه من مدرسة ووترفيل الثانوية، التحق بكلية بودوين في برونسويك، بولاية ماين. وبعد تخرجه منها، عيّن للعمل كضابط في فرقة مكافحة التجسس التابعة للجيش الأمريكي بين 1954 إلى 1956، في مدينة برلين الألمانية. ثم، إلتحق بكلية الحقوق بجامعة جورجتاون التي استكمل فيها دراساته العليا. وفي 1980 اختير عضوا لمجلس الشيوخ حتى 1988م.
وربما لم يكن ميتشل بعيدا عن منطقة الشرق الأوسط فقد كلفه كلينتون عام 2000م برئاسة لجنة دولية لتقصي الحقائق حول العنف في الشرق الأوسط باسمه بغية ايجاد منافذ للسلام بين العرب واسرائيل والهادفة الى وقف الانتفاضة. وقد حظيت التوصيات التي قدمها وأصبحت تعرف بتقرير ميتشل بتأييد حكومة الرئيس بوش والاتحاد الأوروبي والعديد من الحكومات الأخرى. لكنه ربما لن يواجة الوسيط الامريكي فقط العقبات والتحديات المنتظرة في هذا الملف الذي دشن به أوباما فترة حكمه بإيلائه كل الاهتمام، ولكن سيكتشف ان الاسرائليين لن يمنحوه فرصة النجاح مطلقا كما حدث في ايرلندا على اعتبار ان ميتشل له ميول عربية كون ان أمه لبنانية، وبالتالي فان ذلك كفيل باجهاض أي امل لميتشل في النجاح بالنظر اليه من قبل الاحتلال بعنصرية بحتة.
فها هو ميتشل يغادر اليوم المنطقة بعد زيارات متكررة دون ان يقول كلمة في مساعي السلام التي التقى فيها عدد كبير من صناع القرار، وبدأ يكتشف حجم المشكلة المكلف بحلها لان الاسرائيليين ليس لديهم الاستعداد للسلام مع جيرانهم وفي المقابل يريدون مفاوضات طويلة ويفضلون أن تكون لا نهاية لها.
ميتشل الذي اكمل عامه الاول في مهمته صار يفاوض الفلسطينيين على قبول وقف الاستيطان المؤقت الذي اعلنه نتانياهو الذي في نظره يمثل خطوة اسرائيلية تجاه النوايا الحسنة يدفعه في ذلك تراجع اوباما بعدم تقديره لحجم المشكلة في بداية عهده ليشكل ذلك تراجعا كبيرا في موقف الادارة الامريكية التي بدأت تتململ من هذا الملف كونه لم يحرز أي خطوة متقدمة، واصبحت القناعات لديها انه يزداد تعقيدا من يوم لاخر
لذلك فان ميتشل لم يتمكن حتى من المحافظة على الموقف الامريكي على الاقل الذي اجج الخلاف بين واشنطن وتل ابيب في بداية عهد اوباما الذي سرعان ماتلاشى تحت وطأة هجوم اللوبي اليهودي بامريكا وهو القوة النافذة والمتنفذة في دوائر صنع القرار بواشنطن
ربما جاء ميتشل في الوقت غير المناسب ليتحادث مع قيادات من الاحتلال ليس لديها الاستعداد لسماعه ، فميتشل يستحق ان يكون في مقابلة طرف في اسرائيل اكثر قدرة على استيعاب الموقف الدولي والحاجة الى صنع سلام مع العرب الذين يتنازلون من عام الى اخر عن مطالب تحت وطأة الضغط الامريكي حتى اقتربنا من فقدان القدس الشرقية التي شهد عصر اوباما فيها عملية تهجير للمقدسيين وهدم بيوتهم بوتيرة اسرع وتسمين المستوطنات والتهام الارض لانقول من يوم الى اخر بل من ساعة الى اخرى ، ونتانياهو يفاوض على ملكية وحقوق الاخرين يشبه حال من دخل ليسرق منزلا ثم يفاوض اهله على نصفه ليخرج !
سالم الجهوري:

لا أحد يعرف الأسباب الحقيقية التي جعلت السناتور جورج ميتشل يجازف بكل انجازاته التاريخية ويقبل بمهمة مبعوث الرئيس الامريكي للسلام في الشرق الاوسط لإيجاد حل نهائي بين العرب والإسرائيليين، فاما ان الرجل ذو قدرات خارقة وامكانيات عالية لا يملكها أي من السياسيين في عصره وأما أنه لم يكن مطلعا بما فيه الكفاية لظروف الصراع في الشرق الاوسط والاسلوب الاسرائيلي أصحاب الشعار الشهير "التفاوض من أجل التفاوض"، ومع كل الاحترام لهذا الرجل الذي يعد بشهادة الجميع من الأمريكيين القلائل الذين يملكون القدرة على التفاوض والنفس الطويل وطول البال والصبر يشهد على ذلك قدرته على انجاز اتفاق السلام الذي استغرق منه سنتين في ايرلندا الشمالية وجمهورية ايرلندا في مايو 1998 عندما كلف من قبل حكومتي المملكة المتحدة وايرلندا عندما كان مستشارا اقتصاديا لكلنتون لشؤون ايرلندا لتلك المهمة شبه المستحيلة، ليحقق ميتشل انجازا تاريخيا بانهاء عقود من الخلاف بين الطرفين والذي يسمى "اتفاق الجمعة العظيمة"
ليرصد بعد في كتاب له حول هذه التجربة بعنوان "صنع السلام" روى فيه" كيف ان العادات السياسية المحلية خلال المحادثات حول اتفاق السلام شكلت اختبارا لقدراته كمفاوض".
وربما تنازل الطرفان الايرلنديان عن بعض المطالب لتسهيل مهمة ميتشل على اعتبار ان الرجل ينحدر من أب ايرلندي هاجر الى الولايات المتحدة الامريكية مطلع القرن الماضي واستقر به المطاف في واتر فيل بولاية ماين شمال غرب الولايات المتحدة الأمريكية ليولد فيها الرجل في 20 أغسطس 1933م وهو أكبر خمسة أولاد، وبعد تخرجه من مدرسة ووترفيل الثانوية، التحق بكلية بودوين في برونسويك، بولاية ماين. وبعد تخرجه منها، عيّن للعمل كضابط في فرقة مكافحة التجسس التابعة للجيش الأمريكي بين 1954 إلى 1956، في مدينة برلين الألمانية. ثم، إلتحق بكلية الحقوق بجامعة جورجتاون التي استكمل فيها دراساته العليا. وفي 1980 اختير عضوا لمجلس الشيوخ حتى 1988م.
وربما لم يكن ميتشل بعيدا عن منطقة الشرق الأوسط فقد كلفه كلينتون عام 2000م برئاسة لجنة دولية لتقصي الحقائق حول العنف في الشرق الأوسط باسمه بغية ايجاد منافذ للسلام بين العرب واسرائيل والهادفة الى وقف الانتفاضة. وقد حظيت التوصيات التي قدمها وأصبحت تعرف بتقرير ميتشل بتأييد حكومة الرئيس بوش والاتحاد الأوروبي والعديد من الحكومات الأخرى. لكنه ربما لن يواجة الوسيط الامريكي فقط العقبات والتحديات المنتظرة في هذا الملف الذي دشن به أوباما فترة حكمه بإيلائه كل الاهتمام، ولكن سيكتشف ان الاسرائليين لن يمنحوه فرصة النجاح مطلقا كما حدث في ايرلندا على اعتبار ان ميتشل له ميول عربية كون ان أمه لبنانية، وبالتالي فان ذلك كفيل باجهاض أي امل لميتشل في النجاح بالنظر اليه من قبل الاحتلال بعنصرية بحتة.
فها هو ميتشل يغادر اليوم المنطقة بعد زيارات متكررة دون ان يقول كلمة في مساعي السلام التي التقى فيها عدد كبير من صناع القرار، وبدأ يكتشف حجم المشكلة المكلف بحلها لان الاسرائيليين ليس لديهم الاستعداد للسلام مع جيرانهم وفي المقابل يريدون مفاوضات طويلة ويفضلون أن تكون لا نهاية لها.
ميتشل الذي اكمل عامه الاول في مهمته صار يفاوض الفلسطينيين على قبول وقف الاستيطان المؤقت الذي اعلنه نتانياهو الذي في نظره يمثل خطوة اسرائيلية تجاه النوايا الحسنة يدفعه في ذلك تراجع اوباما بعدم تقديره لحجم المشكلة في بداية عهده ليشكل ذلك تراجعا كبيرا في موقف الادارة الامريكية التي بدأت تتململ من هذا الملف كونه لم يحرز أي خطوة متقدمة، واصبحت القناعات لديها انه يزداد تعقيدا من يوم لاخر
لذلك فان ميتشل لم يتمكن حتى من المحافظة على الموقف الامريكي على الاقل الذي اجج الخلاف بين واشنطن وتل ابيب في بداية عهد اوباما الذي سرعان ماتلاشى تحت وطأة هجوم اللوبي اليهودي بامريكا وهو القوة النافذة والمتنفذة في دوائر صنع القرار بواشنطن
ربما جاء ميتشل في الوقت غير المناسب ليتحادث مع قيادات من الاحتلال ليس لديها الاستعداد لسماعه ، فميتشل يستحق ان يكون في مقابلة طرف في اسرائيل اكثر قدرة على استيعاب الموقف الدولي والحاجة الى صنع سلام مع العرب الذين يتنازلون من عام الى اخر عن مطالب تحت وطأة الضغط الامريكي حتى اقتربنا من فقدان القدس الشرقية التي شهد عصر اوباما فيها عملية تهجير للمقدسيين وهدم بيوتهم بوتيرة اسرع وتسمين المستوطنات والتهام الارض لانقول من يوم الى اخر بل من ساعة الى اخرى ، ونتانياهو يفاوض على ملكية وحقوق الاخرين يشبه حال من دخل ليسرق منزلا ثم يفاوض اهله على نصفه ليخرج !
¨°o.O ( على كف القدر نمشي ولا ندري عن المكتوب ) O.o°¨
---
أتمنى لكم إقامة طيبة في الساحة العمانية
---
أتمنى لكم إقامة طيبة في الساحة العمانية
وأدعوكم للإستفادة بمقالات متقدمة في مجال التقنية والأمن الإلكتروني
رابط مباشر للمقالات هنا. ومن لديه الرغبة بتعلم البرمجة بلغات مختلفة أعرض لكم بعض
المشاريع التي برمجتها مفتوحة المصدر ومجانا للجميع من هنا. تجدون أيضا بعض البرامج المجانية التي قمت بتطويرها بذات الموقع ..
والكثير من أسرار التقنية في عالمي الثاني Eagle Eye Digital Solutions
رابط مباشر للمقالات هنا. ومن لديه الرغبة بتعلم البرمجة بلغات مختلفة أعرض لكم بعض
المشاريع التي برمجتها مفتوحة المصدر ومجانا للجميع من هنا. تجدون أيضا بعض البرامج المجانية التي قمت بتطويرها بذات الموقع ..
والكثير من أسرار التقنية في عالمي الثاني Eagle Eye Digital Solutions