الشبيبة -

علياء النوفلية:



بين أروقة المستشفيات... أنات وونات... آهات وعبرات... همسات تترنح تنبثق من قلوب أعياها الألم وأثكلها المرار.... تتلقاك الأفرشة البيضاء... تعزيك فأنت الآن قد فارقت أهلاً وصحابا وأصبح الألم ونيسك... تجيبها بأنك صابر تحتسب من الرحمن ثواباً وحسن مآل....

أتاك المساء وتتفاجأ بتحول جليسك إلى جليسين، ألماً ينتزع أحشاءك ووحدة تخفي ملامح آمالك.. الكادر التمريضي منهمك بمن هم أحق منك بالرعاية أو.... يتبادلن أطراف الحديث عما جرى وسيجري..

تتكرر النداءات.. وتتوالى الآهات.. لقد أسمعت لو ناديت حياً ..

ولكن لا...

الكادر التمريضي يشتكي ويئن من نقصان العدد مقابل الزيادة بعدد المرضى وأنت تئن من فقدان الرعاية معادلة ليست بالصعبة ولكن يتجاهل حلها ذوو السلطة!!! لماذا؟؟؟

الحجج كانت بنقصان الوارد من الأيدي العاملة!! ولا ننسى النقصان بضمير من يتولى الرعاية فله الدور الأكبر ناهيك عمن يأتيك/تأتيك، غاضباً ومنهكاً من ضغط العمل متجاهلاً ابتسامته التي قد تذيب معها بعض من آلام المرضى. الكثير من السيناريوهات المؤلمة لرعايتنا البالية تتكرر يومياً ولكن هل من مدكر!!!

ربما تكون محظوظاً ويأتي دورك في الرعاية قبل أن يصبح للكون صباح فتؤخذ للمرافق الصحية التي أعياها الدهر، فقد تحللت أدواتها الصحية.. وتعفنت رائحتها قد يكون سبباً للاستخدام الجائر أو بسبب خدمات الصيانة الـ..........

الطبيب المناوب "الوحيد ليلاً ونهاراً" يغط بنوم خفيف ليأخذ قسطاً من الراحة أو أنه يلهث جرياً بين الطوارئ والأقسام محاولاً التوفيق بين واجباته.

ودعوني أضيف بيتاً من القصيد، في بعض المستشفيات يُسَلّم القسم بمرضاه - أيام الإجازات الرسمبة - للأطباء المتدربين، في هذه الحالة تأكد بأنك ستعاني الكثير لا محالة، وستكون محظوظاً إن كانت المتدربة طبيبة خائفة على ملابسها ويديها من الاتساخ و لم تقترب منك!!!

بلادنا ولله الحمد أخذت المستوى المتقدم "عالمياً" بحداثة الأجهزة الطبية وكفاءتها ولكن للأسف كان وضع الرعاية في القائمة متدنيا!!

فعلى عاتق من تنصب المسؤولية في تدني هذه الرعاية!!؟؟ وهذا هو لب القصيد في مقالتي. هي/هو...... أم هم؟؟؟؟!!!!

سؤال من الأفضل أن نترك جوابه لمن يهمه الأمر.......