الوطن -

علي بن راشد المطاعني:



يعد توقيع اتفاقية الدراسة الاجتماعية للمشروعات السياحية والاقتصادية في الجبل الأخضر خطوة مهمة تحسب لوزارة السياحة لدراسة الجوانب الاجتماعية قبل إقامة أي مشروع في هذه المنطقة من السلطنة والتي لها تميزها الواضح في الجوانب التي من الأهمية بمكان الحفاظ عليها للعديد من الاعتبارات الاجتماعية والبيئية والتاريخية المعروفة.

وبلاشك فإن القيمة التاريخية والطبيعية والجغرافية والطبوغرافية للجبل الأخضر الكل يعرفها وحرص الحكومة وتأنيها في التعاطي مع هذه البقعة من السلطنة حتى لا يتم التعامل معها بعشوائية ساعد كثيرا في الحفاظ على نمطها التقليدي ، رغم ما يثار من الانتقادات حول عدم فتح الجبل الأخضر أمام السياحة إلى غير ذلك من تعليقات ، وكان توجه الحكومة أن تبقى نيابة الجبل الأخضر نموذجا للبيئات العمانية التي لها وضعها ونمطها الخاص حتى تتهيأ هذه المنطقة من كافة الجوانب ، بحيث لا تكون السياحة ونشاطاتها عاملا سلبيا على المقومات التي يتمتع بها الجبل ، وحتى لا تحدث المشروعات السياحية أي تأثير جانبي.

فالحكومة توقف تملك الأراضي في هذه المنطقة لغير مواطني الجبل الأخضر ولا تقوم بالترخيص للمشاريع إلا بعد إجراءات دقيقة تهدف إلى إبعاد أي تأثير على البيئة والمنطقة وغيرها من الإجراءات التي ساهمت وبشكل كبير في إبقاء الجبل على نمطه المحافظ وطبيعته البكر ومقوماته العذراء ، ناهيك عن الجوانب الجغرافية المتفردة والطبوغرافية النادرة التي تميز الجبل وتجعل الرحال تشد له.

واليوم الحكومة ممثلة في وزارة السياحة توقع اتفاقية للدراسات الاجتماعية للجبل الأخضر وهذه الاتفاقية ستتيح معرفة المشروعات المناسبة التي تنفذ في هذه المنطقة ومدى ملاءمتها وتوافقها مع البيئات والمقومات المتوفرة وعدم تعارض المشروعات السياحية والاقتصادية مع الجوانب الاجتماعية والحضارية والعادات والتقاليد المتوارثة وغيرها من إرث تزخر به هذه البقعة من السلطنة.

إن هذه الخطوة بالطبع تكتسب دلالات كبيرة على كل الأصعدة والمستويات وتشير بوضوح إلى مضي الحكومة في سياساتها في التعاطي مع المناطق المتميزة في السلطنة ، وتقليل التأثيرات عليها بكل الطرق والتي تبقى مزاياها النسبية هي القيمة المضافة قبل المشروعات على اختلافها وأهميتها ، ولا تتعجل في الانفتاح غير المدروس قبل أن تتهيأ هذه الأماكن وسكانها لأي تطور.

نأمل أن تكلل هذه الدراسة بالنجاح وأن تخرج بمشروعات صديقة للبيئة تحترم المثل والقيم وتتوافق مع العادات والتقاليد وتضفي قيمة مضافة للمزايا النسبية المتوفرة .