لا حلّ سوى أن أكون بكلّي( الماااااء)..





فجأة .. منِّي سقط قلبي ..تبعثرت صور سُكّانه .. و فاحت روائِحهم ... و تعرّت الجُروح...
ربّاه تلك الصُّورة كانت تحتلُّ مساحةً مرموقةً من ذاك المتشظِّي .. كانت لبّه..ما بالُ ألوانِها مُختلِطة .. و شاحِبة ..لا أبدا ليس دمُّ القلبِ إثر تشظِّيه .. يبدو أنّها قبل ذلِك كانت باهِتة..ماذا جرى لها يا تُرى ..؟!
وأُخرى يبدو أنّها التُقطت حديثا ...من ألوانِها وبروازِها يبدو عليها أنّها كذلك .. فلا توجد بصماتُ أنامِلٍ احتضنتها كثيرا ...صورٌ كثيرة توزّعت إثر سُقوط القلب.. قديمةٌ و حديثة ..و روائِحُ شتّى فاحت.. يبدو أنّ ذاكِرة القلبِ شمّيّة .. هي كذلِك .. تمازج الورقُ ..بالدّمِ ..والألوانِ ..والزُّجاجِ .. والرّوائِح.. تمازجُ كلّ ما في القلب .. ثمّةُ صورٍ رُغم القِدم الّذي يبدو من بروازِها إلّا أنّها لم تتهشّم..لطّخها الدّمُ وما امتزج بِه.. أمّا هي فكما هي بألوانِها ألِقةً مُتألِّقة .. وثمّةُ صورٍ أُخرى من زركشةِ براويزِها تبدو عليها الحداثة..باهِتةُ الألوانِ وإن لم تتهشّم..وأُخرى قديمةٌ باهِتةٌ لم تتهشّم..كثيرةٌ هي الصّور الّتي خرجت من جوفِ هذا القلب إثر سقوطِه..
في حيرةٍ بقيتُ.. ماذا أفعل ..هل اسرُد لكم قصّة الصُّورِ والرّوائِحِ والبراويز... أم أمضي ماءا..استجمعُ كلّي وانسكِبُ على المزيجِ بشظاياهُ ..فـ تتنقّى الصُّور غير المهشّمة ويحتويها الماء.. وتتلاشى ألوانُ الصُّورِ..ويذوبُ الورقُ .. ويتمازجُ الدّم..مع نبعي الجاري ..؟..

لا حلّ سوى أن أنسى قلبي وأكون بكلّي( الماااااء

)..
مساء الثُّلاثاء17:29
26/يناير/2010


المصدر : مدونة بدرية العامري